الرهاب الاجتماعي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أنا شاب متعلم من عائلة فقيرة، منذ الصغر أشعر أنني يجب أن أكون مميزا أمام الآخرين، وأشعر أني مراقب وكنت أخجل من بعض المواقف التي يقوم بها الآخرون.
لي أصدقاء مشكلتي أنني في بعض المواقف أشعر بالخجل الشديد وخاصة أمام الحشد الذي لا أعرفه
وبدأ الأمر يشتد أنه أثناء إحدى الدورات أجبت جوابا جيدا فطلب مني الشرح فتلعثمت وأصبت باحمرار الوجه ورعشه باليدين وأصبحت قدماي ترتعشان أيضا وبدا الكلام فيه بحة، وأصبحت أشعر أن قلبي يخفق بشدة.
وذهبت إلي طبيب نفسي وشخص حالتي وأعطاني ألبرازين وطلب مني المواجهة، وعندما تدربت على قيادة السيارات ذهبت للفحص فرجفت يداي وقدماي أثناء القيادة، وفشلت عدة مرات وبعدها حضرتُ دورة هامة بحضور أحد الوزراء وطلب مني الحديث فلم أستطع وفشلت
وعدتُ إلى الطبيب وأمرني بتمارين الإسترخاء والبرازين عند المواقف الصعبة ولكن هيهات أنا فقدت الأمل من الأطباء لأنني أنفقت ما يزيد عن 600دينار من جلسات وأدوية.
أرجوكم أعطوني إسم الدواء المناسب وسأقوم بالعلاج بنفسي وهل هذه الحالة تعالج أم أن ذلك غير ممكن وهل تقود إلى أمور تؤدي إلى الجنون
أسأل الله أن أجد من يقدر ما أنا فيه ويقوم بمساعدتي
23/07/2004
رد المستشار
صديقي
إن الدواء الحقيقي في هذه الحالة هي أن نواجه كما قال لك الطبيب... ولكن نواجه ماذا وكيف؟
إن الخوف الذي تشعر به والتوتر والتلعثم والرجفة هي أمور طبيعية وتحدث لنا جميعا وإن كانت تحدث على درجات مختلفة حسب الشخص وتدريبه وأفكاره.
إن الخوف من الشرح أو الحديث أمام حشد لا نعرفه يأتي في المركز الثاني بعد الخوف من الموت مباشرة...
وهذا يحدث لأننا نخاف من السخرية والانتقاد.. نخاف أن نبدو بلهاء أو أغبياء أو جهلاء... نخاف من هجوم أو رفض الآخرين.... كلنا كذلك...
لقد كنت أنا شخصيا من هذه النوعية التي تصفها بحالتك والتي أقول لك أنها مسألة متفشية في جميع البشر.. لقد كنت أحس بضربات قلبي تزداد وبالجفاف في فمي وحلقي من مجرد التفكير في أن أقدم على سؤال المعلم سؤالا استيضاحيا في الصف الدراسي...
أخاف أن أسأل... وأخاف أن يسألني المعلم... وأخاف أن يطلب منى الوقوف أمام الزملاء والشرح أو الإجابة... ولكن كل ذلك تغير بتغيير أفكاري عن الموضوع وبالتدريب على الاسترخاء والارتياح أثناء المواجهات المماثلة...
تغير كل ذلك بحيث أنني الآن والحمد لله قادر على أن أقف أمام حشد من مائة شخص وأن أحاضر وأرتجل محاضرة... وأقف أمام كاميرا التليفزيون وأرتجل أو أحاضر أو أناقش ما سوف يراه الملايين أو ما يراه الملايين مباشرة... مازلت أشعر ببعض التوتر في البداية ثم أنطلق بعدها... كيف حدث هذا؟
مبدئيا، يجب أن نعرف أن التوتر في هذه الحالة شئ طبيعي بل ومطلوب إلى حد ما كي يستعد المرء وينتبه للمهمة التي يقدم عليها... ولكن التوتر إذا ما ازداد فهو يشل حركتنا وإبداعنا كما تعلم.
بعد ذلك يجب أن نعى أن الناس الذين نخاف من رأيهم هم في الحقيقة الناس الذين نحملهم معنا أو في داخلنا مثل الأب والأم والأصدقاء بكل آرائهم السلبية فينا وبكل ذكريات الانتقاد و السخرية التي عشنا فيها معهم، ثم نسقط هذا على الحشد... نحن نخاف من أن يكتشف الحشد كل عيوبنا بمجرد أن نبدأ في الكلام...ونخاف أن نخطئ فيسخروا منا وينتقدونا مثلما نسخر من نفسنا وننتقدها.. إن ما تخاف منه هو رأى شخص معين أو عدة أشخاص معينين والذين تضعهم في كل حشد وعلى رأسهم أنت نفسك...
جرب هذه الفكرة الكوميدية... عندما تبدأ في الحديث أمام حشد لا تعرفه فتخيل أنهم كلهم عرايا.. أليسوا عرايا تحت ملابسهم؟؟
جرب أيضا أن تدرب نفسك على الاسترخاء يوميا حتى تتقن الاسترخاء الفوري..
أسهل وأبسط طريقة هي التنفس العميق البطئ مع التوجيه الذهني للعضلات وأمرها بالاسترخاء...
داوم على هذا لمدة عشرة دقائق ولثلاثة مرات يوميا...
بعد حوالي ثلاثة أسابيع من التمرين سوف تكون قد أتقنت الاسترخاء وسوف تقدر على الاسترخاء الفوري عن طريق أن تتنفس بعمق وتقول لنفسك "إسترخ"...
بعد ذلك تمرن على الاسترخاء أثناء تخيل نفسك تتحدث أمام جمع صغير ثم جمع أكبر ثم جمع غفير...
تخيل نفسك تتحدث بطلاقة وبثقة في نفسك وتخيل أن المستمعين يستمعون لك بانتباه وفهم وإعجاب...
تخيل نفسك تعلم الحشد وتعلم منه ...
اغرس في نفسك فكرة أن الناس عموما مشغولين بأنفسهم أولا وبالتالي فأنت أو أنا لسنا بالأهمية بمكان حتى يتربص بنا الآخرين ويراقبوننا.. نحن نراقب أنفسنا وبأعين قاسية منتقدة نستعيرها من الماضي ومن الصغر وبسوء فهم ومبالغة.
واظب على التمرين لمدة ثلاثة أسابيع على الأقل أو إلى أن تقدر على تخيل الموقف بوضوح في خيالك حيث تواجه الجمع وأنت في حالة استرخاء وتفاعل ممتع معهم أو أداء متميز أمامهم.
تدرب على المواجهة في الخيال أولا ثم جربها تدريجيا في الحقيقة إلى أن تطمئن...
إنه ضرب من البله أو الجنون أن نعتقد أنه بإمكاننا أن نتغلب على صعوبة ما بمجرد أن نأخذ دواء أو بمجرد المواجهة العمياء..
يجب التدريب والمواجهة الواعية للأمر حتى نعرف الأفكار التي تضعفنا ونغيرها ونغير السلوك المصاحب لها.
إن هذه التمارين والاستعدادات في الخيال هي ما يستعمله الرياضيون في الألعاب الأوليمبية لكي يضمنوا أفضل أداء ممكن... يمكنك التأكد من هذا عن طريق القراءة والإطلاع على مقالات عديدة في علم النفس الرياضي والتي يمكنك الحصول عليه من الإنترنت (النت)...
إذا كانت هذه التمارين تساعد الرياضيين والمدراء والمحاضرين حول العالم فلا شك أنها سوف تساعدك على شرح ما تعرفه أو على اجتياز اختبار بسيط مثل القيادة.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخ العزيز أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكرا جزيلا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به مجيبك أخي الأستاذ علاء مرسي غير الاعتذار عن تأخرنا عليك، وإحالتك إلى عددٍ من العناوين من على مجانين، ففيها ما يفيدك إن شاء الله:
الرهاب الاجتماعي : ما قل ودل!
أفيدوني عن الرهاب
"الحل...ابحث عن ذاتك"
كيف تنمي ثقتك بنفسك ؟
صعوبة التعامل مع الآخرين : النموذج والعلاج
كيف نهزم الخجل ونحب الأصدقاء
إذا هبت أمرًا فقع فيه
مجتمعاتٌ ضد توكيد الذات
رهاب الإناث : الداء والدواء
الرهاب الاجتماعي وليست الرعشة م
الخوف من المشاركة
قلق وخواف ومكتئب بعض الشيء !
الشخصية التجنبية أم الرهاب الاجتماعي ؟
الخوف الاجتماعي : ضرورة المعاناة للعلاج
الحياء الشرعي والرهاب المرضي
الرهاب الاجتماعي : آخر مرة
احمرار الوجه بين الخجل والرهاب
احمرار الوجه ، ليسَ خجلاً فقط
احمرار الوجه والهروب من الرهاب
الرهاب الاجتماعي: خبرة المرض والتعافي
السحابة البيضاء : الاكتئاب والرهاب و...
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعنا بأخبارك