الاكتئاب المتكرر
بكل بساطة أنا بنت كنت ولا أعرف هل ما زلت طموحة أم لا دخلت كلية التجارة لأن مجموعي ما جبش مجموع الهندسة وكان نفسي ادخل كلية الآداب قسم إنجليزي، ولكن خفت أن مجموع اللغة الإنجليزية لا يقبل قسم لغة إنجليزية على الرغم أن مجموعي كان 89% ودخلت كلية التجارة بتشجيع من والدي وأخذت مكافأة من الكلية لأن مجموع الثانوية كان كبير على الرغم أنى تعبت قوى في مذاكرة الثانوية.
وحبيت كلية التجارة قوى على الرغم أنى كنت كرهاها قوى أول شهر، لكن بابا شجعني وحببني فيها وذلك لأن بابا في أول سنة كلية فتح شركة مع زميلة له في الشغل السابق، وكان دائما يقول لي أنا محتاج لك في الشغل خلصي أنت بس وستبقين ذراعي اليمين.
وبدأ يشجعني ادخل دورات إنجليزي ومن سنة أولى كلية إلى سنة رابعة وأنا بآخذ دورات، وعشت في الحلم الوردي اللي بابا رسمه لي إني أبقى سيدة أعمال، أنا عارفة إنها مش بالساهل عايزة شغل وتعب، وفجأة قال لي إن شريكته في الشغل (على فكرة هي امرأة شخصيتها قوية جدا وعندها وسايط جامدة هي وجوزها) عندها لية وسطة إنى اشتغل فى بنك وفعلا رحت بس كان تدريب فقط و ليس شغل و لما رحت اشتغل مع بابا رفضت قالت يا حاج إحنا لم نتفق على أن بنتك تشتغل في الشركة وبطريق غير مباشر قالت بنتك أو استمرار الشركة وطبعا بابا قال الشركة طبعا لأنه مجرد شريك 1/3 الشركة وهى وجوزها الباقي
ده غير الوسايط الجامدة اللي في يديها المهم جاءت لي صدمة كبيرة لما عرفت أن حلم 4 سنوات في الكلية راح هدر وأنا رحت أدور على شغل وبابا مرة جاب لي شغل (سكرتيرة) عند واحد زميلة في نفس المجال بس تركت الشغل.
يكفى أقول لك إن الشغل بعيد جدا جدا وكان المنظر الذي يطل عليه شباك المكتب وهو بالدور الأرضي جبل رملي كبير وكمية كلاب، والمنطقة مقطوعة علي الرغم أني قبلت العمل لأنه نفس مجال بابا وهو التجارة وطبعا للأسف صاحب المكتب شوية بشوية عاملني كسكرتيرة أصنع الشاي وأفتح المكتب وأدون الحسابات بالدفاتر
طبعا الأول عمل البحر طحينة لبابا دي زى بنتي وأنا أدربها على المحاسبة هو فعلا في الأول دربني شوية على شغل المناقصات والدفاتر على الرغم أن المدة قصيرة إلا أني استفدت الكثير، وده لأني كنت أسأل في الكبيرة والصغيرة في الشغل وكان دائما يشكر فيَّ عند بابا لأني نظمت الشغل كويس قوى، لكن كانت المكتب يدخل مناقصات أخذني مرة معه مناقصة بحجة أني أتعلم، وأنا كنت حبة ده لأنه في صميم عمل التجارة لكن اكتشفت أنه يأخذني المناقصات علشان المنظرة إنه عنده سكرتيرة وطبعا المناقصات كلها رجال، وسمعت كلام له العجب ده غير أنه في سن والدي بل أكبر من والدي وده اللي خلى بابا يطمئن إني أشتغل معه إلا أني شعرت بنوع من المغازلة
وأنا والحمد لله بنت متدينة ولا أحب الحال المائل، الدنيا عندي خط مستقيم لا أعرف الطرق الجانبية، صعبت علي نفسي، أنا أتهان بالشكل ده؟؟؟ وعند بابا بنت معها ليسانس حقوق وتشتغل سكرتيرة معززة مكرمة وتأخذ مرتب أكبر من اللي بيدهولى الأستاذ اللي أشتغل عنده
المهم تركت الشغل طبعا بعد كل اللي حصل وعشان لم أطول عليك أكثر من كده رحت أدور على شغل بنفسي واشتغلت في مدرسة لفترة وتركتها حتى بدون أن اقبض مرتبي علشان أروح أشتغل في الشغلانة اللي حكيت عليها في الأول ثم رحت أشتغل في شغلانات كثيرة من هذا النوع.
وجاءتني دورات في الكمبيوتر وهو مشروع تدريب شباب الخرجين وأخذت دورات مكثفة يوميا من الساعة 9 إلى الساعة3 لمدة 9 أشهر لدرجة أن أصبحت مشهورة في العائلة بالدورات أنا أخذت دورات كثيرة تقريبا كل حيلتي دورات
وعلى الرغم من ذلك لم أجد أي شغل، تقدمت لوظائف عديدة لدرجة أني أشعر بالضيق والاكتئاب من حين لأخر جائز لو كنت بنت عادية وليس أبي صاحب شركة ولا يستطيع أنه يشغل بنته، واللي يزيد عندي الإحساس بالمشكلة الناس والأقارب كله في الأول يسأل ليه إنت لم تشتغلي مع أبيك في الشركة والآن نظرة شماتة أدي نهى اللي كانت أشطر بنت في العيلة دلوقت لا شغل ولا جواز خاصة أن أخويا اللي أصغر مني طب وهو يشتغل مع بابا والهانم شريكة بابا وافقت عليه لأنه بعيد عن مجال شغلها هو في المخزن وهى في الإدارة يعنى بعيد عن مملكتها وليس معها لغة ولا حتى تعرف إنجليزي لكن أنا خافت لأعرف الشغل وأنا وبابا نفتح شركة ثانية وننفصل عنها والموضوع ده يضايقني جدا جدا جدا
23/07/2004
رد المستشار
صديقتي
لماذا كل هذا التركيز السلبي على شركة والدك وشريكته؟
لا بد وأن هناك وسيلة أخرى إيجابية للتركيز على هذا والوصول إلى عدة حلول... فمثلا ماذا تريد الشريكة ذات الشخصية القوية والمحسوبيات والعلاقات؟ ماذا تريد هي حقيقة؟ هل تريد أن تشعر بالأهمية من خلال السيطرة؟؟ هل تريد أن تشعر بالأمان؟ هل تريد أن تشعر بالقوة؟
ما هو الشعور الذي تتوق إليه؟
إذا عرفت هذا الشعور و وجدت طريقة لمساعدتها إشباعه أو لإشباعه لها فمما لا شك فيه أنها لن تعترض على تعيينك.
إن ما حدث لك هو معتاد في العالم الذي نعيش فيه للأسف الشديد...هناك الملايين من الشباب والشابات في نفس موقفك ومروا بنفس الظروف.
من ناحية أخرى، لماذا لا تستخدمين كل ما تعلمته من قبل في إنشاء شركتك الخاصة مع والدك؟؟ أو مع شريك آخر.. أو بمفردك؟ لماذا لا توجهين طاقاتك ومعلوماتك في هذا الاتجاه بدلا من أن تدخريها في صورة الغضب والاكتئاب والإحباط والسخط....
فكرى في الحلول بدلا من التفكير في المشكلة.. فكرى في الحلول الممكنة والغير ممكنة ثم قيميها من جديد بعد الحصول على المزيد من المعلومات... إذا وضعت فكرة واحدة (ولو فكرة بعيدة المنال أو مجنونة) على الورق يوميا فسوف تحصلين على ثلاثين فكرة في نهاية شهر..
من المؤكد أن المعلومات المتعلقة بكل هذه الأفكار يمكن دمجها في فكرة أو فكرتين معقولتين.. الأمر لا يتطلب المال بقدر ما يتطلب الفكرة المحمسة والرغبة في النجاح والإصرار عليه والإيمان بالله والنفس واحتمال تنفيذ الهدف....
إن حلمك ليس ببعيد ولكنه لن يقدم إليك... يجب أن تحصلي عليه... في ذهني الآن سيدتان استطاعا أن يتحولا من مطلقة ترعى أمها و ولديها وأرملة ترعى رضيعها، بدون شهادة جامعية أو مال إلى امرأتين على قدر كبير من العلم والثقافة وأنشأت كل واحدة منهما شركتها الخاصة.... ملايين النساء لا يفعلن هذا وملايين الرجال لا يفعلون هذا... ولكن بعضهم يصر ويؤمن ويصبر إلى أن يصل.
وفقنا الله وإياك لما فيه الخير والصواب
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكرا جزيلا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به مجيبك أخي الاستاذ علاء مرسي غير إحالتك إلى عددٍ من العناوين من على مجانين، ففيها ما يفيدك إن شاء الله:
اختيار مجال العمل .. السهل الممتنع !
متاعب شاب .أم تفكير نكدي؟ مشاركة
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين، فتابعينا بالتطورات.