سؤال عن حالة
إلى طبيبنا الفاضل دكتور وائل، أريد أن أعقب على رؤيتك والتي أراها في إجاباتك وردك لأسئلة الأخوة والأخوات, وأتمنى أن تتقبل ما سأكتبه لما أعرفه عنك من أخلاق طيبة وصدر رحب..
أخي الكريم لماذا دائما تتهم مجتمعنا المحافظ بأنه مغلق وتضرب لكل نموذج شاذ مثلا تسبب به هذا الانغلاق, مع أن هذا الانغلاق الذي تدعيه ليس أمراً محبباً أو مرغوباً للنفس البشرية ذكورا كانوا أو إناثا,
لكن من نحن عندما نعترض على أوامر الله بعدم الاختلاط وعدم كشف الوجه (لست هنا الآن لأبين الأدلة التي تأمرنا بذلك فالقرآن والسنة متيسرة لدى الجميع, وكل ما أستشهد به هو أن الحلال بين والحرام بين, وسوف يحاسب كل إنسان مسلم رزقه الله عقلاً, ولن تكون له حجة أمام الله) أليس الله خالق الكون أعلم بخلقه, فلماذا نحن الخلق نحاول أن ننتهج أحكام وأنظمة بما نراها!
عموما لا أحب أن أسترسل في الدين فعلمائنا من يتبعون الكتاب والسنة هم أحق بالرد في أمور الدين.
أما أنا فسوف أختصر في طرحي لكم الأسباب التي أدت إلى ظهور هذه النماذج من الشواذ وإن كانت موجودة في أزمنة مضت, هذه النماذج في الأول والأخير عقاب من الله على الإنسان في تغيير فطرته التي فطر عليها لأنه أصبح لا دين له وإن كان يسمى مسلماً (الحديث هنا للمسلمين خاصة) فكل همه هو شهواته ورغباته,
أما حدوثه في مجتمعنا فهو ابتلاء من الله لأنهم أتاحوا ولم يمنعوا كل ما هو حرام من قنوات مختلفة ومتعددة منها الأفلام والدعارة والمخدرات وأماكن ومنتزهات فيها التبرج والاختلاط والإغراء في الملابس وكثرة خروج الإناث لغير حاجة وهن بكامل زينتهن, ولعدم إتباع الأحكام والحدود الشرعية التي تعاقب كل فاسد ليتعظ غيره, وقوة الواسطة وغيره,
فقل بالله عليك شباب في فوران الشهوة متساهلين في أمور الدين حتى أن البعض لا يصلي والأخر متهاون في صلاته بل والزواج غير متيسر لهم لأسباب عديدة ونظرة الأهل إليهم بأنهم مازالوا صغار وكأنهم لم يمروا بمرحلتهم, كيف بعد هذا كله ونستغرب من وجود هذه النماذج التي لم تجد ما تفرغ بها شهوتها إلا نفس الجنس بحكم ضغوط الأهل بإتباع العادات تاركين أوامر دينهم حتى أن البعض قد يأمرون أهلهم بالحجاب لأن هذا ما تربوا عليه وكل شيء أصبح يخالف التقاليد هو عيب إلا من رحم ربي, والحمد لله أنهم ليسوا بكثرة وإن كنت أخاف كثرتهم نتيجة ظهور الفساد وكثرته, ثم ألسنا نحن قد عشنا في نفس المجتمع المحافظ ولم نكن نرى أو نشاهد هذه النماذج لماذا لم تقارن وتبحث عن الأسباب, بكل بساطة الفساد لم يكن متفشيا وإن كان موجود فلم يكن ظاهرا علانية فيصعب الحصول عليه من قبل الشباب فما بالكم بالبنات, والحدود الشرعية تنفذ على الجميع في الغالب, والفتى والفتاة كانوا يتزوجون في سن صغيرة وبطرق متيسرة, والرجل قوام على أهل بيته بحيث كان أهل البيت أقل جرأة مما هو حاصل الآن, ولأسباب أخرى يطول الحديث عنها فأنا أكتب والوقت يدركني لأنني أريد أن أرسل رسالتي حتى لا يتوقف استقبال الرسائل اليوم.
اعذرني فأنا أكتب من غير أن أراجع كتابتي فإذا وجدت ملاحظة أكتبها وسيكون لدي الوقت الكافي لترتيب أفكاري ومن ثم كتابتها, ولك دعواني أنت والإخوة والأخوات على مجهوداتك وإخلاصكم وحبكم للخير للجميع وجزاكم الله كل خير.
الأخوة الكرام شكرا لكم على تعاونكم ومساعدتكم للجميع وجزاكم الله خيرا عن الجميع
(أنا لا أستطيع أن أحكي لكم عن مشكلتي لأنني لا أريد نشرها ولكن أريد أن تجاوبوني عن هذه الأسئلة ولكم جزيل الشكر وأتمنى إذا لم يكن عندكم مانع أن لا تعرض رسالتي على الشبكة فقط أريد جوابكم على بريدي, أما إذا رأيتم أنه لا يحق لي هذا الطلب لكي تعم الفائدة للجميع فلكم ما تريدون بشرط حذف الكلمات التي بين هذين القوسين [[ ]], رجاءا.. أرجو عدم عرض ما بين القوسين إذا تكرمتم)
سؤال عن حالة
أريد أن أستفسر عن حالة تهمني شخصيا وأحب من الجميع أن يعطوني آراءهم الشخصية سواء كانوا أهل علم أم أهل خبرة..
سؤالي هو عن الرجال اللذين لهم تجارب عديدة مع النساء هل يستطيعون أن يتركوا هذه العادة أم لا وهي حب التجدد من امرأة لأخرى في حالة إذا تزوجوا؟ أو أحبوا من كل قلبهم امرأة صالحة وهم متزوجون؟
لأنني عندما سألت عن هذه الحالة من أفواه الرجال بالطبع عن طريق أخوتي قالوا لي من واقع الحياة التي عاشوها ورأوها بأن الذي له تجارب مع جميع أنواع النساء لن يقتنع أبدا بامرأة واحدة لأنه لا يستطيع ويمل ويريد التجديد من امرأة لأخرى حتى ولو أحب من كل قلبه امرأة مميزة بصلاحها وأنوثتها لأن قلبه لا يعرف الحب, وإذا لم يستطيع أن ينالها بعد أن يحاول جميع المحاولات معها سوف يطلبها للزواج لو تأكد بأنها صالحة ومن ثم سوف يعود لطبيعته حتى لو كان صادق في حبها فهل هذا صحيح؟
_ وهل حبه لا يجعله يترك هذه العادة؟
_ وهل عدم حصوله على المرأة المحترمة الشريفة يجعله يتقدم للزواج منها فقط لينالها؟
_ وكيف التأكد من أنه يحبها ولا يريد الحصول فقط عليها بالزواج بالطبع؟
_ وماهي الطرق التي سيجربها معها لكي تلين له؟
_ وهل هو عديم الثقة في النساء بسبب حياة العبث؟
_ وهل بإمكانه نسيانها إذا ابتعدت عنه؟ وهل يتحكم بقلبه بعد أن تمكن الحب من قلبه؟
_ وهل تربية الشخص منذ الصغر وأصدقائه والوراثة لها دور في حياة العبث؟
_ كيف يستطيع الشخص أن يتسع قلبه للنساء والبنات وأن يخدعهن في وقت واحد ؟ ألا يهتم من غضبهن أو غيرتهن أو كيدهن؟
_ وهل يختلف هذه الحالة إذا كان ذو شخصية قوية وغنية ومرموقة من أشخاص آخرين؟
_ وكيف علاج هؤلاء الرجال؟
_ وكيف يستطيعون إذا أرادوا التوبة وهم في مجتمع الإغراءات فيها مهيأة لهم بحكم عملهم القيادي والمختلط وحصولهم على كل شيء بسبب النفوذ والمال؟
أرجوا رجاءا كتابة تفصيل عن هذه الحالة من الرجال [[.........................]]
ملاحظة: لقد جاوب أحد الرجال بقوله كل رجل من داخله يعلم أن النساء كلها واحد ولها نفس طعم المتعة الجنسية وضرب مثلا منتشر بين الشباب حيث يقولون (النساء مثل البيض الملون كل واحده بلون وشكل مختلف، لكن بمجرد أن نخلع قشر البيض كله نفس الطعم.) إذن لماذا يستمرون على ما هم عليه من دناءة؟؟
_ هل الرجل الذي يريد أن يحصل على المتعة الشعورية والمعنوية والعاطفية بالحرام لا تؤثر علاقته المحرمة على المتعة التي يحصلها؟ وهل مع تلك المتعة التي يحصلها قد ينهي علاقته بالمرأة مع الزمن أم لا يستطيع؟ هذا إذا كان يستحقرها ؟ أم أنه يوجد رجال لا يستحقرون امرأة لهم علاقة معها بالحرام؟
_ لماذا الرجل صاحب الخبرة الذي يعرف المرأة الشريفةأو الفاسقة يحاول مع المرأة الشريفة جميع المحاولات باللين أو القسوة بحكم الظرف الذي وجدوا عليها والتي هي من صالحه؟ فهل هذا من باب أنه تعود أن المرأة ممكن التأثير عليها !؟ أو العناد لأنها لا تميل له وهو متعود أن النساء يملن له بسهولة لأنه يستطيع أن يؤثر عليهن بحكم الخبرة الذي تكونت لديه!؟ أم لأنه يريد أن يخوض تجربة من نوع آخر!؟ أم لأنه أحبها ولا يستطيع الزواج منها لأسباب عديدة؟
_ هل هذا الرجل ممكن أن تؤثر فيه هذه المرأة الشريفة حتى ولو بعد سنين من تركها له والابتعاد عنه وهي تعرف بميله لها؟ فهل حبه لها يمكن أن يجعله يتغير بعد زمن أم أن هذا النوع لا يحب أبدا؟
_ هل صحيح أن الرجل الذي يحب عندما يحصل على حبيبته بأي طريقة يفقد الحب الذي يكنه لحبيبته بمقدار تسعة أعشار الحب؟ فإن كان صحيح كيف يزيد هذا الحب ولا ينقص؟
_ هل الحب في هذا السن عند الرجال أقوى.. أرجو التوضيح؟
_ هل الحب إذا دام شهورا ومازال يكون حباً صادقاً من قبل الرجل حتى وإن قلت اللوعة بسماع المحب؟
_ هل مثل هذا الحب يختفي ويتلاشى من قبل الرجل؟
وإلى جميع الأخوة أعطيكم مثال من الواقع:
فأنا لي قريب كان في شبابه مثل هذه النوعية ولكن بعد أن تجاوز العقد الثالث (ملّ) من حياة العبث وتزوج ولكن لم يرجع إلى حياة العبث فماذا نقول عن شخص مثل هذا مع أنه لم يلتزم بتعاليم الدين فقط يصلي فروضه في المنزل وعلاقته بامرأته خالية من الحب ويريد الزواج من أخرى ولكن يوجد ما يمنعه من ذلك!! الاختلاف أن قريبي ليس صاحب نفوذ أو مال وليس شخصية اجتماعية معروفة, وبحكم الوراثة ليس من البشر ذو القلب الجامد صاحب الإرادة القوية..
العفو على الإطالة وكثرة الأسئلة
ملاحظة: يحق لكم أن تعرفوا سبب استفساري عن هذه الحالة وهو لامرأة أحبت شخص من هذه النوعية وتعرف أنها لا يمكن أن تقبل به زوجا وهو على هذا الحال لإيمانها بأن الرجل الذي ليس على دين أو خلق الحياة معه ستكون عذاب لها حتى وإن أحبها.. فكيف تتأكد من صدق حبه لكي تصبر وتدعو الله أن يصلحه حتى وإن طال العمر, فهي لا تريد أن تظلم نفسها ومن تقدم لها للزواج وقلبها ليس ملكا لها, مع العلم بأنها فتاة كبيرة لم يسبغ لها الحب أو الزواج وعاقلة وتخاف الله ولقد ابتعدت عنه نهائيا من العمل ليس خوفا من نفسها ولكن منه ومن تصرفاته
أرجو إجابة كل نقطة وكل سؤال إذا تكرمتم, ولا تتركوا فقرة من رسالتي دون التعقيب عليها؟ وأتمنى أن تكون أجوبتكم بنظرة الرجل الذي من نفس بيئتي لأنني أعتقد أن البيئة التي يعيش فيها الرجل منذ طفولته تؤثر على تفكيره, فمثلا المرأة التي تكشف وجهها أو تشارك الرجل في الأعمال أنتم في الغالب تتقبلونها أما عندنا فالغالبية لا يتقبلونها بتاتا.
أرجو أن ترسلوا جوابكم على بريدي المرسل إذا تكرمتم حتى أعرف متى تم الرد
23/07/2004
رد المستشار
الأخت الكريمة:رسالتك مهمة لأتنه تمثيل جيد للحالة الملتبسة التي نعيشها في الخليج وغيره، فأنت من جهة تتساءلين لماذا نتهم مجتمعك بالانغلاق وتصفينه بالمحافظة ثم تذهبين تعددين صورا من الانحراف والشذوذ لا يمكن أن تكون موجودة في مجتمع طبيعي إنسانيا،
فأنت تتحدثين عن صعوبة الزواج للشباب وتتحدثين عن ضغوط الأهل على الفتيات لارتداء الحجاب وغير ذلك من الأوضاع غير الصحية دينيا أو اجتماعيا،
ونحن من أجل هذه الأوضاع وغيرها نرى أن المجتمعات العربية -وليس مجتمعك الخليجي وحده– تتحرك بعيد عن هدي الشرع الحنيف، والعقل السليم،
ولا يعنينا كثيرا الأسماء والصفات أو الاتهامات من قبيل مجتمع "محافظ" أم "منغلق" المجتمعات العربية مصابة بالعديد من الأمراض النفسية الاجتماعية من شيوع الكذب على النفس، والنفاق الاجتماعي الذي يقتل كل محاولة للمصارحة، وبدء السير نحو الحل بالتالي، وهنا تكمن خطورة الداء : غياب المكاشفة والحوار العام.
ونحن نتطلع إلى اليوم الذي تستطيعين فيه أن تقولي كلامك هذا الذي تقولينه في اجتماع عام للناس، أو يُطرح للنقاش، العلني المفتوح، أو البحث العلمي المحايد، أو الاعتراف الصريح بأن هناك خللا يتسع باضطراد، بمناسبة رسالتك فإننا لا نخص مجتمعا عربيا بالنقد دون غيره، ولا ننظر أبدا بعين "نحن" في مقابل "أنتم"، فكلنا في الهم "عرب"، والمسلمون كالجسد الواحد، والدين النصيحة، وطالما آثرت أنت عدم الخوض في تفاصيل مسائل مثل ما تسمينه الاختلاط، أو مدى حجية كشف الوجه للنساء أو تغطيته، فنحن أيضا لن نخوض في الحديث عن هذه الآراء الفقهية، فقط نلاحظ أن وصفك لها بأوامر الله ينقصه الدقة، فنحن لا نعتقد أن الله يأمر عامة النساء في كل زمان ومكان بتغطية وجوههن، ولا نعتقد أن الله سبحانه قد حرم، ولو أنك ذهبت تدققين في تمحيص ما يستدل به البعض على هذا أو ذاك لو جدت في الأمر ما يتجاوز هذا الإطلاق، والحسم والجزم الذي تصفين به هذه الآراء. والحديث في هذا يطول.
تبقى نقطة وهو تساؤل دار في ذهني وهو لماذا أحال أخي دكتور وائل هذه الرسالة رغم أنها موجهة له ؟!!!، وغالب ظني هو أنه أراد أن يأتنس بمشاركتي في أول اتصال منك، وما تثيرينه هنا من نقاط تستحق التعليق والنقاش، والحديث موصول.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخت العزيزة السائلة أهلا وسهلا بك على صفحتنا استشارات مجانين وشكرا على ثقتك ، ظل أخي وزميلي الدكتور أحمد عبد الله، مصرًّا على اعتبار إفادتك هي الجزء الأول من الإفادة فقط حتى قولك : (الأخوة الكرام شكرا لكم على تعاونكم ومساعدتكم للجميع وجزاكم الله خيرا عن الجميع)، وأن من هنا تبدأ مشكلة أخرى، وحين أكدتُ له أنها كلها استشارة واحدة، وعد بأن يجيب على أسئلتك العامة في مقال سيظهر قريبا على مجانين، وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين، فتابعينا بأخبارك.
ويتبع:>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>منغلق أم محافظ: محنة أمة ومستقبل منشود، مشاركة1