النسيان
أنا فتاة نشأت في أسرة تتكون من 4 أفراد وأمي وأبي صالحان وأنا والحمد لله أصلي عندما كان سني 8 سنين فلم يجبرني أحد على الصلاة ولأني قد جئت بعد أختي بحوالي 14 سنه ولأن أمي لم تنجب غيرنا.فكان أبي وأمي لا يرفضان لي طلب فكنت (مدلعه) ولكن في حدود الأخلاق.
وكان أبي وأمي لا ينتظران مني سوى التفوق.
فكانت أمي لا تهتم بمظهري مثلا وكنت أنا أقوم بالاهتمام بنفسي فكان لبسي على أحدث موضة.
وكنت مهتمة بدراستي أيضا.
مما هيأني لدخول كليه الهندسة ولا أخفي عليكم أنها لم تكون طموحي أبدا فكنت دائما أتمنى أن أدخل كلية الطب، ولكن للأسف خفت من عدم الاستمرار في التفوق في الثانوية العامة فدخلت علمي رياضة، وأنا أعرف تماما أني سأدخل هندسة وقلت المضمون أحسن.
ولا أخفي عليك أني حزنت على نفسي لأني وجدت من هم أقل مني في المستوى الدراسي دخلوا كلية الطب.وحزنت معي أمي لذلك ولكن حمدنا الله على ذلك.
وكنت وأنا صغيرة أخاف وانكسف من أن أشترى أي شيء بمفردي أو أن أكلم أحد حتى لو من أقاربي ولكن بمجرد أن اعرف الذي أمامي يصبح صديقي وخصوصا لأني مرحة.
وكانت أختي تقول لي( انتي كاشه في بعضك,انتي مش بتعرفي تاخدي حقك من الناس روحي اتشطري على فلانه.......) وكان هذا الكلام يحزنني ويجعلني أبكي فأنا حساسة جدا وكنت أحاول أرد عليها فأنا عصبية جدا ومن السهل أن أي أحد يستفزني.
أما أمي فأي شيء كنت أقوله لها كانت تقوله لأختي.فأختي وأمي صديقتان للغاية.فأي شيء يحدث بيني وبين أمي تجري على التليفون وتقوله لأختي المتزوجة.
وبعد دخولي الكلية كانت تقول لي أن أختك كانت تقول كل شيء يحدث لها في الكلية وكنت أحكي لها المهم ولا افعل شيء إلاباستئذانها وعلى الرغم من ذلك لم تكن مقتنعة وكانت تقول لي أختك أفضل منك.
وأعلم أن أمي تحبني ولكن في داخلها فلماذا دائما تحاول أن تجرحني بكلام مثل ذلك؟
وكان شيء غريب يحدث لي وأنا صغيرة، فكنت أسمع في أذني شيء يقول لي (قولي يا رب تسقطي, وأشياء أخرى فيها دعاء علي وتؤذيني) فكانت هذه الأشياء تؤرقني جدا وخصوصا لأن كان أكثر شيء يهمني أنا وأهلي في الحياة هو النجاح بتفوق، ولكن مع مرور الوقت وبمساعدة أبي فكان دائما يقول لي قولي (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).بدأ هذا الوسواس ينتهي
وعند دخولي الجامعة بدأ أسلوب حياتي يتغير فكنت أخجل جدا من أن أكلم ولد حتى أولاد عمي ولكن بدخولي للجامعة أصبحت لبقة جدا ومرحة.فلا أحد والحمد لله يكرهني .
والحمد لله كان زملائي جميعا مؤدبين.لكن كنت ساعات أخطئ في الكلام "واهزر" بكلام المفروض "مايتقلش" أمام الأولاد، وكانت لي شلة مكونة من أولاد وبنات.
وكانت أمي عارفة كل ذلك وكانت دائما تنصحني بالحذر في كلامي .
والحمد لله عندما أصبحت في سنه أولى تغير ذلك نوعا ما وبدأت أحذر في كلامي.
ولا أخفي عليك أنه منذ دخولي للجامعة والمشاجرات العائلية تدب بيني وبين أمي. فتقول لي مثلا (آه عشان دخلت هندسة هتفتكري نفسك حاجه أمال لو دخلت طب هتعملي إيه) وهذا بسبب أشياء تافهة مثل وضعي رجل على رجل مثلا بغصب عني وأنا آكل وذلك لأني كنت صاحية من النوم مباشرة على الأكل فلم ألاحظ نفسي.
ولأني حساسة جدا فوق ما تتخيل "ازعل وأعيط" وليس هذا بل تقرا مشاكل الجرائد وخلف الأسوار لتطبقها علي وكله تدور حول شيء واحد وهو (أن ولد يضحك على بنت سواء في الكلية أو على النت أو أي شيء) وهذا الكلام يجرحني لأني من غير تفكير لن أفعل شيء من هذا لأني أمتلك عقل يفكر. ولأني أعيش وحدي بالمنزل ولا أجد أي أحد أكلمه كنت أدخل على النت لأكلم زملائي وعندما تعرف أمي أني دخلت على النت ولم أقل لها تطيح في وتقولي (يا حراميه).
ولقد اتفقت معها على مواعيد معينة أدخل بها على النت ولكن هذا لم يرحمني من كلامها فدائما تذكرني بأني "حراميه" أدخل من ورائها على النت.
ولقد فكرت مرارا أن أقتل نفسي فدائما أسمع شيء يقول لي (اذهبي على المطبخ اقطعي شرايينك بالسكين ولأني أخاف الله أخاف أن أفعل ذلك)وأمي تهددني الآن بظهور النتيجة لأني من الممكن أن أرسب السنة كلها وتقول لي أختي سوف نطلق عليك (ساقطة) .
إني الآن أعيش في رعب فلا يفوت علي يوم إلا "واعيط" فيه سواء من كلام أمي وأختي أو خوفا من ظهور النتيجة
والمشكلة التي تهدد مستقبلي هي أنه :
تحدث لي أشياء بدخولي الامتحان فعل الرغم من أني أكون مثلا شايفه الحل أمامي قبل ما أدخل الامتحان مباشرة أنساه.
والحكاية دي بدأت معي من ثانوية عامة كانت في امتحان الفيزياء وبدخولي الكلية زادت والمشكلة على الرغم من أني كنت دائما المتفوقة في الرياضة .فلابد الآن من أن أسقط رياضة في كليتي على الرغم من مذاكرتي لها.
والآن امتدت هذه الحكاية لبقيت المواد وأحس الآن أني مهددة ويزداد لي وسواس قتل نفسي. ولكن الآن لا أستطيع تحمل ما يقوله لي أبي وأمي عليَّ ولا أستطيع أن أشعر بالغباء.
ماذا أفعل في هذه المشكلة . إنها امتدت لكل شيء في حياتي فلا أذكر نمرة تليفون مثلا كنت حفظتها من 3 ثواني.
إني أشعر أن مخي أصبح فيه حاجه غريبة لا أفهمها.أنا افهم دروسي جيدا وأحاول أحفظها لأن حتى الدروس عندنا في الكلية فيها أشياء معتمدة على الحفظ ولكني أنساها.
إن الذي يجنني هو أني أذاكر بتركيز وعند الامتحان أنسى كل شيء حتى لو مراجعه قبل ما ادخل اللجنة مباشرة. ماذا افعل وهل ذلك له علاج؟
أتمنى عدم إذاعة أي بيانات شخصيه لي
10/7/2004
رد المستشار
صديقتي
إن في علاقة والدتك بأختك نوع من الراحة في التعامل أو نوع من التوافق أو السهولة وهذا غالبا بسبب أن أختك تسليها بسرد التفاصيل في كل شئ...
يبدو أن والدتك تحب التسلية وبالتالي تقارن بينك وبين أختك في هذا وتريدك أن تحكي لها كل شئ بالتفصيل... أنت تذكرين المهم فقط وهذا لا يكفيها ...
وهذا أيضا هو السبب (في رأيي) في أنها تصف دخولك على النت بالسرقة، فهي تريد أن تكون على دراية بكل شئ وأن تضمن أنك تتصرفين في حدود الأخلاق والأدب دائما...
هذا شئ معتاد في الأمهات وإن كان مزعجا بعض الشئ في كثير من الأحيان.
قد تحس والدتك وأختك بالغيرة من تفوقك وهذا يفسر أسلوبهما معك وتهديدك أو تخويفك من السقوط... إنهما قد تكونا غير واعيتان بهذه الغيرة ولن يفيدك أو يفيد الموقف أن تواجهيهما بهذه الفكرة... ولكن دعيني أسألك لماذا تدعين هذه الأشياء والتصرفات تؤثر فيك إلى هذا الحد؟؟
قد تكونين أنت غير واعية لفكرة أخرى، وهي أنك تريدين الانتقام منهما واستدرار العطف منهما في آن واحد وتحسين بالذنب أيضا.. هذا يفسر هذه الأصوات الداخلية التي تدعوك لأذى نفسك سواء بالسقوط أو النسيان أو فكرة محاولة الانتحار...
والفكرة اللا واعية هي : "إذا آذيت نفسي فسوف يتألمون" وإذا آذيت نفسكِ بدون قصد (النسيان أو البكاء أو الإحساس بالجرح) فلا غبار عليك... ولكنك ملامة في نظر والدتك على أي حال..
أعتقد أنها تريد القرب منك ولكن كلتاكما لا تعرف كيف تتصرف كي تكسب ود الآخر... حاولي أن تفهمي ما وراء كلمات والدتك وأختك على أن تفكري فيما هو حسن النية فقط أو ما قد يكون صوابا أو صالحا من وجهة نظرهما...
كل فعل إنساني له غرض إيجابي للشخص الذي يقوم به وهذا الشخص لا بد وأن يعتقد أن فعله مبرر أو أنه ليست لديه اختيارات أخرى.. وإلا لما أقدم البعض على الخطأ...
ليس من المعقول أن يكون للإنسان عدة بدائل ثم يختار ما هو سيء منها إلا إذا اعتقد لسبب ما أن اختياره هو الوحيد الممكن في هذه اللحظة...
ولكن لماذا تخافين من ظهور النتيجة؟؟
إن كنت قد استذكرت جيدا وأجبت جيدا في الامتحان فلا داعي للخوف من النتيجة.. وإذا كنت لم تستذكري جيدا فأنت تعرفين كيف ستكون النتيجة، وليس هناك ما يدعو للخوف .. إنه الواقع.
لا بد وأن هناك ما يعطلك في عملية الاستذكار والتذكر.. فمثلا يجب فهم وممارسة المعادلات الرياضية والمفاهيم الهندسية بدلا من محاولة حفظها..(لقد كنت مهندسا ميكانيكيا لمدة 11 سنة قبل أن أدخل في مجال علم النفس وأصبح معالجا نفسيا).
من ناحية النسيان ...
أنا متأكد من أن هناك أشياءً لا تنسينها وذلك لأنك في لحظة تلقي المعلومة تكونين في حالة من الاسترخاء أو المرح والفضول والاهتمام بالموضوع...
هذا ما يجعلنا نتذكر تلقائيا وبسهولة حقيقة وليس الحفظ .. الحفظ والاستذكار يلزم لهما الاسترخاء والوقت الكافي في التحصيل والمراجعة ..
والذي يجعل المعلومات تبقى في الذاكرة الحاضرة هو ربط هذه المعلومات بشيء في حياتك أو بشيء كوميدي... مثلا إذا قلت لك أنك من الممكن أن تتذكري قائمة من الأشياء الغير مترابطة و بالترتيب في خلال دقائق لن تصدقينني في البداية ولكن دعيني أثبت لك مقدرتك.. انظري إلى القائمة الآتية وحاولي حفظها في ثلاثة دقائق:
كلب، سيجارة، نظارة شمسية، آلة كاتبة، كرسي، حوت، كاميرا، كمبيوتر، فتاة، قبعة
ستجدين أن الحفظ المجرد سيكون صعبا ولكن إذا ربطنا هذه الأشياء ربطا كوميديا أو غريبا فسوف يكون من الأسهل أن تحفظيها بالترتيب...
جربي الآتي:
تخيلي كلبا يدخن سيجارة ويضع على عينيه نظارة شمسية، ويكتب على آلة كاتبة ويجلس على كرسي موضوع فوق حوت، وتلتقط هذا المشهد كاميرا ترسل الصورة إلى جهاز كمبيوتر تشاهده فتاة ترتدي قبعة... كرري المشهد في ذهنك عدة مرات وستكونين قد حفظت القائمة بالترتيب..
من الممكن أيضا الحفظ عن طريق وضع المعلومات في أغنية... أنا أتذكر قائمة المواد في الصفين الأولين من الجدول الدوري للمواد حتى الآن وبعد حوالي ثلاثين عاما بهذه الطريقة.. أتذكر أيضا قائمة المواد الكيمائية طبقا لصفاتها الكهربية Electro-Chemical Series بنفس الطريقة ...
من الممكن أيضا تكوين جملة تذكرك برموز للعناوين المهمة في موضوع ما... أما عن حفظ أرقام الهاتف أو هجاءة كلمة معينة فهي أسهل إذا ما وضعتها في ذهنك في صورة بصرية و رددتها عدة مرات بصوت مسموع.
أرقام الهاتف أيضا يمكن حفظها بتكوين كلمة من الحروف التي تظهر على لوحة الأرقام فمثلا 8396274 = tuv,def,wxyz,mno,abc,pqrs,ghi و بالتالي يمكن تكوين كلمة texnari وهي كلمة لا تعني شيئا ولكنك يمكنك اختراع معنى لها مثل تاكس(تاكسي) ناري (الدراجة النارية أو الموتوسيكل) وبالتالي يمكن تخيل دراجة نارية وعليها يافطة تقرأ تاكسي ولكن الياء ممسوحة وبالتالي تقرأ تاكس... هذه مجرد أمثلة بسيطة لما يمكننا جميعا فعله لاستخدام مقدرات المخ البشري الغير محدودة بطريقة أوسع و أفضل.
والآن نعود لوالدتك والتي تهتمين بأفعالها وأقوالها لدرجة أنك لا تجدين وقتا أو تركيزا أو قابلية للاستذكار الجيد طالما هي لا تعاملك بالطريقة التي تريدينها...
اسألي نفسك ودعيني أسألك ... من هي أمك ؟
أي إنسانة هي؟
ما وراء هذه الأفعال والأقوال (ابحثي عن الغرض الإيجابي وراء الفعل السلبي)؟
ماذا تحتاج أمك عامة؟؟
ما هو أهم شئ بالنسبة لها؟ ماذا تحتاج منك؟؟
هل تعطينها ما تحتاج؟
هل يعطيها والدك ما تحتاج؟؟
من نجح في إعطائها ما تحتاج؟ كيف؟؟ متى؟ مع من؟
وأسألك أنت عن نفسك: ماذا تريدين من حياتك؟ ومن أمك؟ ومن باقي الأسرة؟
متى سوف تقررين أن لك الحق في النجاح والسعادة وأنك قادرة عليهما، وعلى كل ما يواجهك (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) ؟؟
ما الذي يجب أن يحدث كي تبدئي في حب نفسك والعناية بنفسك والثقة بنفسك؟؟
ما الذي يجعلك تعطين كل هذه القيمة وكل هذه القوة السلبية الغاشمة لكلمات الآخرين؟؟ أين رأيك أنت في نفسك؟؟ ولماذا لا تفعلين شيئا لتغيير ما تعتقدين أنه من اللازم أو من الممكن تغييره؟
أرجو المتابعة معنا
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين، وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة على ما تفضل به مجيبك الاستاذ علاء مرسي، ير أن أحيلك إلى بعض الروابط التي ستفيدك من على الموقع، فقط انقري بالفأرة ما يلي من العناوين:
الاكتئاب والتركيز أم عدم الثقة بالنفس أيهم أولاً ؟
الأفكار السلبية والقهرية - م
الاكتئاب والتركيز أم عدم الثقة بالنفس أيهم أولاً ؟
المحرومة والأم البديلة : أمية أمتنا النفسية م
الابنةُ المضطهدةُ ودبلوماسية العائلة ! مشاركة
دبلوماسية العائلة والندم حيث لا ينفع الندم
أبكى وأبى وأمي لا يبالون مشاركة جديدة
من أم أسطورة إلى امرأة غريبة : الأم العربية
ابنتنا ترسم معالم استراتيجية التعامل مع الوالدين
التعثر الدراسي والعدوان السلبي
كيف أبني ثقتي في نفسي؟
كيف تنمي ثقتك بنفسك ، م
كيف تكون نفسك ؟
أهلا وسهلا بك دائما على مجانين، فتابعينا بأخبارك