لأنني بنت : فقدت طعم الحياة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أشكرك كثيرا على ترحيبك واحترامك لرغبتي في إخفاء شخصيتي وأشكرك كثيرا لإجابتك...
بعثت في المرة السابقة من طريقين.. كنت قد كتبت الرسالة في أسبوع لأن ليس عندي لوحة مفاتيح عربية وكنت أنتظر أن يفتح استقبال المشاكل بفارغ الصبر وعندما تأخر عن موعده المحدد ظننت أنه لن يفتح في ذاك اليوم وانتهى صبري وبعثته عن طريق باب الخلفي كما تسميه أنت (ابتسامة)..
ولكني أدخل إلى الموقع في اليوم عدة مرات وأعدت إرساله عندما فتح الباب لاستقبال المشاكل ورغم ترحيبك إلا أنني أردت فقط أن أشرح ما حدث.
نعم جميع تشخيصك صحيح يا دكتور.... نعم أضفت الشهر لأنني كنت في ذاك الوقت أخذت قرار الانفصال وبدأت في تنفيذه بالانفصال التدريجي وانتهى بعد شهر، نعم عندي اكتئابٌ خفيف الشدة وعندي اضطراب تأقلم وبدأت منذ أسبوع اضطراب نوم وأحاول أن أتغلب عليه، وأنجح يوما وأفشل يوما، أعلم كل هذا وأعلم أنها شيء طبيعي في مثل حالتي
ولكني أريد النصيحة في كيفية التغلب عليه في ظل ظروفي حيث لا يوجد لدي حتى صديقة واحدة أستطيع أن أبوح لها، لأنني أعيش في بلد صغير وينعدم فيها الأنشطة الإسلامية، وطبعا ممنوع لبنت أن تشترك في أنشطة خارج الأسرة, منفسي الوحيد هو عملي وأنتم و موقع إسلام أون لاين.
نسيت أن أخبرك بأنني قد كنت قرأت جميع المشكلات التي وضعت عناوينها وواحدة منها كان لي أصلا... لأنني أقرأ يوميا كل جديد في الموقعين: مجانين ومشاكل وحلول
((أتعلم أنني دخلت في العلاقة معه، وكنت أعلم منذ البداية بأن نهايتها لن تكون سعيدة بفضل ما كنت أقرأه على مشاكل وحلول، ولكنني أردت أن أثبت بأن ليس شرطا أن تتعامل مع شخص في الواقع لكي تكون قد عرفته، ممكن جدا أن تعلم الشخص حتى كيف يفكر الآخر إذا ارتبط الشخصان بوثاق الحب... ونعم أعلم بأنكم لا تعترفون بأنه الحب إذا كان التواصل عبر النت فقط، ولكنني خضت التجربة من أولها إلى آخرها ولست مراهقة،..... وأبصم بالعشرة أنها كانت حب...
يوجد هناك كاميرات تنقل إليك الصوت والصورة في نفس اللحظة والكتابة بإحساسك العميق الذي لا تسعفك لسانك لكي تقوله.... هذه ليست دعوة إلى الحب عبر النت ولكنه فقط إخبار عن تجربة حدثت لي وما زالت تحدث مع كثيرين غيري أقوله لعل وعسى أن تغيروا موقفكم في هذا الموضوع أو أن تعملوا بحثا فيه....
كنتم دائما تتحدثون عن عدم جدية الطرف الآخر أو عدم كفاية المعرفة عبر النت أو... أو.... أو، ولكنكم لم تقولوا عن ظلم الأهل، وإسقاط الحكم على المحبين بسبب عدم فهمهم لهذه الآلة التي تسمى كمبيوتر والانترنت..... هذه كانت مشاركة خارجة عن الموضوع))
مع أمنياتي لكم بمزيد من النجاح في جميع المجالات
25/7/2004
رد المستشار
صديقة مجانين، أهلا وسهلا بك، وشكرا جزيلا على متابعتك المضيئة بالأمل، وعلى إطرائك الطيب، وعلى نقاشك الذي يبدو أنني رغم وضعه بين الأقواس سأنشرهُ لأنني أحب الكلام والنقاش الفكري مع مثلك فيه على صفحات استشارات مجانين، لعلنا نصل إلى إجابة أسئلة كثيرة تحير كثيرين ومنهم أنت وبعض مستشارينا.
أتعرفين أنني عرفت مشكلتك تلك القديمة التي لم تذكريها لي، وكنت قد أحلتك إليها في ردي الأول على مشكلتك؟ ولن أقول لك ما هي حتى أستفزك للكتابة مرةً أخرى لمجانين، وبذاك تتوطد صداقتك الوطيدة أصلا مع صفحتنا أكثرُ وأكثر، لأننا ببساطة نسعد بأن نختار من بين مستشاراتنا من تكونُ صديقتك المقربة من خلال الموقع، فاعتبري هذه هديةَ مجانين إليك بمناسبة الصداقة.
وصلتني مشاركة في مشكلتك من أستاذ جامعي، ورأيت أن أضعها لك هنا كما وصلتنا، كنواة لما قد يكونُ مجتمعا افتراضيا على الشبكة العنكبوتية، نسميه ربما حياةٌ على مجانين، كما أنني قد أعلق عليها، وها هي المشاركة: (هذه مشاركة بخصوص: لأنني بنت : فقدت طعم الحياة
السلام عليكم؛
في البداية أعرف بنفسي أنا اسمي أسامة من مدينة طرابلس/ ليبيا أستاذ جامعي في الحقيقة لم أدخل إلى هذا الموقع قصدا ولكن الصدفة هي التي جعلتني أدخل، المهم بصدق أعجبني الموقع وذلك من خلال تصفحي لمشاكل القراء الموجودة به ولقد أثرت في قصتك يا حياة ، لقد قرأتها جيدا وتأثرت بها، وتحليلي حسب قراءتي أنه لست أنت الملامة ولا أهلك على الإحباط الذي تملكك من كون أنك فتاة بالعكس فهو للأسف متجذر فينا نحن العرب
على أية حال هذا كله قبل كل شيء قدرك ونصيبك، وربما يكون امتحانا من رب العالمين لكن أود أن أطلعك على رأيي في مشكلتك:
(حاولي أن تكسبي رضا أمك وفي النهاية أنت ابنتها ولن تستغني عنك ولا تبيعك أنت فلذة كبدها ولكن الوقت أمامك لإثبات ذاتك وصبرك على مصيبتك هو طريق الحل وسيكون لكي مستقبلا زاهرا وطريقا نيرا إن شاء الله أهم شيء أن تكوني مؤمنة ومسلمة أمرك لله...)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أسامة، 25/7/2004
وأنا أتفق تماما مع زميلي في رأيه في كون التعصب ضد الفتاة متجذرٌ فينا نحن العرب، لكنني أضيف أن الإسلام حارب هذا ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وأن كل إجحاف لحق الفتاة في أن تتعلم وأن تكونَ بمثابة أخيها الذكرِ ليس من الدين، فديننا لم يفرق بين درجة امتياز الرجال والنساء إلا في نقطتين: واحدةٌ بسبب طبيعتها البيولوجية وهي أنها تحمل وتلد أطفالا وهنا على وهن، بسبب ذلك، وبسبب أنها الأصلح للقيام بدور الأم كان على الأنثى أن ترعى أطفالها، وواحدةٌ داخل مركبة الأسرة حيث يقول رب العزة: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ......)صدق الله العظيم(النساء: من الآية34).
وفي غير ذلك نجد أن الإسلام يساوي تماما بين الذكر والأنثى، كما نجد في تاريخنا نماذج مشرفة كما بينا في ردنا السابق على استشارات مجانين تحت عنوان : السحاق عندنا كبت أو رهاب مشاركة، وفي مقال أخي المستشار الدكتور أحمد عبد الله ، سيكولوجية الفتاه العربية،واقر أي أيضا إبحار الأجيال وتعاقب الأمواج البناءة وستعرفين من هذين الراوبط أن العمل الاجتماعي الجماعي مطلوبٌ من الفتاة ما دام يصبُّ في مصلحة مجتمعها بشرط أن تكونَ مثالا طيبا لسلوكيات فتاة دينها الإسلام، فإذا كانت الأنشطة الإسلامية تكاد تنعدم في المكان الذي تعيشين فيه فهل بمقدورك أن تبدئيها أنت ولو بأبسط طريق، كطريق الإحسان إلى المحتاجين مثلا، وأما فيما يتعلق بنصيحته لك بمحاولة الاقتراب من والدتك فأنا أدعوك للمحاولة، وأسأل الله أن تكونَ النتيجة طيبةً وأن يجزيك ربك خيرا في برك بها، وأشكر الزميل على مشاركته وتواصله، كما أدعوه إلى مزيد من المشاركة.
أصل بعد ذلك معك إلى مناقشة ما اعتبرته أنت مشاركة في ملف الحب عبر النت والذي وصلنا فيه في فقه الإنترنت إلى أن لا حب عن طريق النت، فيبدو أن ما أردنا قوله لم يكن واضحا بالشكل الذي حسبناه، أو أنه لم يصل بالشكل الذي قصدناه، فلم يكن المقصود هنا هو نفي تولد مشاعر الحب الصادق والأكيد بين طرفين من خلال الإنترنت، بل إنني أشرت في واحدة من إجاباتي في ذلك الملف إلى أن جمال وتفرد المشاعر وعذوبتها ورقتها بين حبيبين إليكترونيين غالبا ما تكونُ ألذَّ من خلال النت لأن مساحة الخيال تكونُ أكبر من مساحة الواقع، والخيال في الحب كما تعرفين يحقق لذةً لصاحبه ويضفي تصوراتٍ من الفردوس، لأنني أرى أن كيان الحبيب مزيجٌ منه هو نفسه إضافةً إلى ما يضيفه عليه المحبُّ له من تخيلات، وحين يكونُ الواقع هو أرض التواصل فإن مساحة الخيال تختزل كثيرا مقارنة بمساحتها على النت، معنى هذا أننا نبصم بالعشرين أي نضع أصابعنا جوار أصابعك لنقول لك أنه كان حبا!، وبالتالي لا ننكرُ الحبَّ من خلال الإنترنت بقدر ما نحذر منه، والتحذير هنا قضية أخرى هي ما استفضنا فيها كثيرا في ردودنا في ذلك الملف، وفعلا كما قلت كنا دائما نتحدث عن عدم جدية الطرف الآخر أو عدم كفاية المعرفة عبر النت أو... أو.... أو، وأوافقك في رأيك: (ولكنكم لم تقولوا عن ظلم الأهل، وإسقاط الحكم على المحبين بسبب عدم فهمهم لهذا الآلة التي تسمى كمبيوتر والانترنت.....)
ولكن ماذا نقولُ عن ظلم الأهل هنا؟ إن ظلم الأهل ينتجُ غالبا من اختلاف طريقة تقييمهم للطرف الآخر عن طريقة تقييم بنتهم أو ابنهم المحب، وهو أي الظلم وارد الحدوث في كل أشكال الخطبة وكل أشكال الحب، ونادرًا ما تكونُ له علاقة بطريقة حصول الحب، وإن كان فلا أظن أن الخطبة التالية لتعارف أو حب من خلال النت ستكونُ مرفوضة لذلك السبب، وبصورة أوضح فإننا إذا عدنا لما كان في قصة حبك أنت شخصيا فإن الرجل كان صادقا وأقدم على الخطبة الرسمية، وظلم الأهل لم يكن متعلقا بالنت وإنما بغيرها مما ذكرته أنت لنا، أليس كذلك يا حياة؟ إلا إن كان هناك ما تقصدينه بقولك: وإسقاط الحكم على المحبين بسبب عدم فهمهم لهذه الآلة التي تسمى كمبيوتر والانترنت.... ولم نستطع نحن فهمه، لأن ما قلته عن ذلك في إفادتك السابقة هو: (بسبب رفض أهلي له لأنه ليس على مذهبي، وليس ملتزما دينيا برغم وعده لي بأنه سوف يصلي دون انقطاع بعد الزواج).
وعلى أي حال فإن ظلم الأهل هو أحد المواضيع التي تعرضنا لها أيضًا على صفحات استشارات مجانين، ولكن ضمن ملابسات مختلفة بعض الشيء، ويمكنك نقر العناوين التالية بالفأرة لتقرئي عن ذلك وعن رأينا فيه:
تجاوزات فترة الخطبة وضغوط الأهل المادية
ماضي خطيبتي وأهلها.... يتمنعون !
حبيبي ، هل يصلح أبا لأبنائي ؟!
والدي يصر على اختيار زوجتي
مراهقة بعد العشرين :هل المشكلة رفض الأهل؟ م
نعدك يا عزيزتي بأن لا نكل ولا نمل حتى نتمكن من فهم العلاقات عبر الإنترنت أكثر وصولا إلى فقه معاصر للكيفية الصحيحة لتعامل المسلم والمسلمة مع الإنترنت، كما نرجو أن تأخذي توصيتنا لك بأن تحاولي بدء أي شكلٍ من أشكال العمل الاجتماعي في إطار ما يسمح به ديننا الحنيف، ولا تنسينا من الدعاء.
ويتبع >>>>>>>: لأنني بنت : فقدت طعم الحياة م1