السمنة
السلام عليكم؛ في بداية الرسالة أود أن أشكركم على اهتمامكم بالشباب في مواضيع حساسة لم يفتح لهم فيها أحد. ولو سمحتم أريد أن أطرح مشكلتي:
أنا سمينة مع أنني لم أكن كذلك، السبب أعتقد أنه نفسي، لقد كنت ممتازة حتى أنني نجحت بممتاز في المرحلة الإعدادية، لكن لما دخلت أولى ثانوي كانت النتيجة العامة سيئة جدا، المهم أنني طوال العطلة كنت أفش خلقي في الأكل، أصبحت دبة، كانت نفسيتي سيئة.
ليس لدى أخوات بنات عندي أولاد أصغر مني، وعندما تبدأ العطلة لا أجد إلى من أتحدث، مشاكل الوحدة والسمنة إلى الآن أمامي ماذا أفعل؟ وجاءت السنة الأخرى ونجحت الحمد لله، لكن كما قلت أحتاج إلى التحدث إلى من في عمري، إلى الآن لم أزر الشات رغم الرسائل العديدة التي لا أعرف من أين؟
أريد أن أعود إلى وزنى الطبيعي، إنها المرة الأولى التي أبعث فيها لموقع هل تنشرون الإيميل
العمر 17
الوزن 100
الطول 170
35% وزن زائد أرجو المساعدة لو سمحت
جزاكم الله عنا ألف خير
4/7/2004
رد المستشار
ابنتي العزيزة، أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين نقطة أورج، وشكرا جزيلا على ثقتك، فضفضةٌ مرتبة ورقيقة تلك التي فضفضت بها على استشارات مجانين من خلال بريد المشاركات، لكننا لأنها صادقة معبرة ومنظمة التيه والتساؤل اعتبرناها مشكلةً تستحق الرد والنشر على الموقع.
ومن الواضح أيضًا أنك قرأت ما ظهر من قبل على الموقع عن البدانة والنحافة، وربما المشكلات الأخرى على استشارات مجانين، وربما أيضًا قرأت من على إسلام أون لاين، ذلك أننا نراك رغم التيه والفضفضة والخوف الذي يكتنف كتابتك لنا، نراك تذكرين المطلوب من المعلومات كما تصفه واعية دارية بما نحتاج إليه لكي نرد، فقد ذكرت لنا طولك بالسنتيمتر ووزنك بالكيلوجرام، ونسبة الوزن الزائد أيضًا، ومكنتنا من حساب منسب كتلة الجسد لديك، فكانت = 34,6 كجم/ المتر المربع، فصحيحٌ إذن أنك تعانين من البدانة المفرطة في أولى درجاتها: منسب كتلة جسد = 30,0 – 34,9 كجم/ المتر المربع، وهذا ما يجعلك ملزمة بالاهتمام والوعي بوزنك ومحاولة إنقاصه، حسب المعطيات الطبية السائدة، وليس فقط حسب المعطيات الإعلامية أو الثقافية أو مقاييس الجمال.لم تكوني كذلك نعم وما زلت في مرحلة المراهقة، وكل ما كان من سمنتك وفش خلقك في الأكل -باستخدام تعبيرك البسيط الرائع-، كل ذلك يبدو من الممكن إذن أن يكونَ عابرا، هذه أول بشرى، وأما الثانية فستحتاج منك إلى مجهود قد يكونُ عسيرا فهل تقبلين المجهود أم لا؟
تبدأ المشكلة حسب تأويلك أنت من: (لكن لما دخلت أولى ثانوي كانت النتيجة العامة سيئة جدا)، ولم تذكري لنا أي شيء يوضح لماذا انحدر مستواك الدراسي؟ مع أن هذا مهم جدا، هل كانت الأسبابُ نفسية أم أسرية أم غير ذلك؟ وهل كان مفاجئا لك ذلك الهبوط في مستواك الممتاز قبلا؟ أم كان ما حدث متوقعا؟ أين هي الأسباب؟؟؟ ثم لماذا لم تواجهي المشكلة إذا كنت قد استطعت تحديدها؟ ولماذا لم تنتبهي لنفسك وأنت تفشين خلقك في الأكل؟ هل كنت مكتئبةً بعض الشيء؟ خاصةً وأنت تقولين: (أصبحت دبة كانت نفسيتي سيئة).
تشتكين بعد ذلك من الوحدة التي تبدو عاملاً مساعدًا في إذكاء شهوة الطعام، دون اشتراط للجوع، ولم تحاولي التخلص من تلك الوحدة بالاندماج مثلا في أنشطة اجتماعية أو غير ذلك، وأنا أعرف أنك الآن ستقولين لي أنك بدأت تخجلين أو كنت تخجلين من صورة جسدك لأن البدانة مرفوضة اجتماعيا بشكل متزايدٍ كما هو معروف، ولكنني سأسأل هنا سؤالاً حاولي أن تجيبي عليه مع نفسك بمنتهى الصدق: ما هي الأنشطة التي يحرمك وضع جسدك الحالي من مزاولتها؟ وبغض النظر عن رأي الناس لأننا نحاول أن نعلمك كيف تكونين رأيا يخصك أنت عن جسدك، وحاولي أن تفرقي بين المفهوم التزيني للجسد وبين المفهوم الوسيلي أو الوظيفي، وكلا المفهومين سيتضحان لك بعد قليل من خلال ما سنحيلك إليه من مقالات أو مشكلات، باختصار هل يمثل حجم جسدك بالمفهوم الوسيلي عائقا أمامك عن الحياة الطليقة؟ هل هناك ترهل أو هناك ما يبدو غير متناسق مع بعضه البعض؟ هل هناك ما يعيقك عن المشي يوميا ولو لمدة ساعة؟ مشيا نشيطا وبشكل تدخلينه في روتين حياتك اليومية؟ حاولي أن تجيبي على هذه الأسئلة.وأما الخطوة التالية فسأقول لك فيها: لا تأكلي وحدك أبدًا بعد اليوم هل تقدرين؟ إن الاجتماع عن الأكل مأمورٌ به في الإسلام، وقد نُصِحنا بالاجتهاد في تكثير الأيدي على الطعام ولو من الأهل والولد ويستشهدُ أبو حامد الغزالي-وغيره- في ذلك بالحديث الشريف عن وحشي بن حرب رضي الله عنهُ أنهُ قال: " قال صلى الله عليه وسلم اجتمعوا على طعامكم يبارك لكم فيه " صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم، أخرجه أبو داود وابن ماجه، وعن أنس رضي الله عنه "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأكل وحده" وقال صلى الله عليه وسلم "خير الطعام ما كثرت عليه الأيدي"صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام، ومن كتاب مواليد الصادقين: كان صلى الله عليه وآله يأكل كل الأصناف من الطعام، وكان يأكل ما أحل الله له مع أهله وخدمه، إذا أكلوا، ومع من يدعوه من المسلمين على الأرض، وعلي ما أكلوا عليه، ومما أكلوا، إلا أن ينزل به ضيف، فيأكل مع ضيفه، وكان أحب الطعام إليه ما كان على ضفف، أنه لم يشبع من خبز ولحم إلا على ضفف، الضفف الضيق والشدة، أي لم يشبع منهما إلا عن ضيق وقلة، وقيل: الضفف اجتماع الناس، يقال: ضف القوم على الماء يضفون ضفا وضففا، أي لم يأكل خبزا ولحما وحده ولكن يأكل مع الناس، وقيل: الضفف أن تكون الأكلة أكثر من مقدار الطعام، والخفف أن يكونوا بمقداره، وقال صلى الله عليه وآله: "إذا اجتمع للطعام أربع كمل: أن يكون حلالا، وأن تكثر عليه الأيدي وأن يفتتح ببسم الله، ويختتم بحمد الله" صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام.
فهل تستطيعين ذلك؟ ما رأيك أن هذه الخطوة وحدها تعني الكثير لو أنك التزمت بتطبيقها حرفيا؟ إنك ستهزمين الوحدة والشره والأكل في السر أو في غير وقته، وكل ذلك باتباع واحد من أروع آداب الأكل في الإسلام هل تعدين بذلك يا بنيتي؟ ليس هذا هو كل شيء بالطبع يا ابنتي ولكنها فقط البداية، ونعدك أن نقدم لك الكثير بإذن الله، ولكن خطوة خطوة.
بقي بعد ذلك أن أحيلك إلى عددٍ من الروابط أراها مهمة لتغيير بعض المفاهيم لديك، وهي من على مجانين نقطة أورج، وهي من الأهمية بمكان لزحزحة القوالب الفكرية الباطلة الراسخة في أذهان كثيرين من البشر، ومن بينها رابط سيقودك إلى الجزء الأول من برنامجنا العلاجي المعرفي السلوكي المأخوذ من سنة سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام، فقط عليك بنقر العناوين التالية:
تأرجح الوزن ونوبات الدقر (الأكل الشره)
الإنجاز يعين على الإنجاز ، متابعة تأرجح الوزن
البدانة والحالة النفسية
البدانة ما هي ؟
البدانة والاكتئاب
لست بدينا أصلا : والله أعلم !
كلنا في فخ الصورة : توهم النحافة !
فخ الصورة : النحافة أيضا مشكلة
فخ الصورة : أول الملف
فخ الصورة : أول الملف ، متابعة
فتح حوارٍ نفسي : مع ذات السؤالين !
فتح حوارٍ نفسي : مع ذات السؤالين ! متابعة
اضطراب نوبات الدقر (الأكل الشره)
أنا سمين، ويقولون : غبي !!! (مقاييس النجاح)
فقط لأثبت جدارتي: حمية وترجمة ومعارض
ماذا نفعل مع الطعام في الأوقات الحرجة؟
من قال إنها إرادة؟.. إنه الجسد صنع الله
الأصل وصورة المرآة : وما أدراك ما المرآة
الجوع والشهية ومعامل الشيع
أدعوك بعد ذلك إلى أولاً إلى الرد على كل ما سألناك عنه خلال هذا الرد وثانيا إلى المتابعة والمشاركة الدائمة معنا على قعنا مجانين نقطة أورج، ولكن أرسلي متابعتك من خلال أيقونة أرسل مشكلتك في مواعيد تلقي المشكلات، وذلك ليتسنى لنا الرد عليك في مدةٍ أقل، وفقك الله وأهلا بك دائما.