متابعة..... القلق وانعدام الأمان
أنا صاحبة استشارة القلق وانعدام الأمان:
دكتور محمد المهدي جزاك الله خيرا على كلماتك الطيبة.....
في الحقيقة لقد كان شرحك للحالة شرحا وافيا دقيقا، وأعطيتني مضادات له وهي الصلاة في الليل والأنس بالله، والاسترخاء ،ولكن ربما نسيت أن أذكر لك يا سيدي أنني أفعل كل هذه الأمور ولا يفيد ذلك في شيء...
حضرتك تحاول تربطني بالله الذي هو مصدر الأمان، وهذا صحيح ،ولكنني مع الأسف أخاف دوما أن يبتليني الله فيما ذكرت لك في رسالتي السابقة وبالتالي لا يعود هذا مصدرا للأمان.....
بالنسبة لموضوع الثقة ،فمعك حق 100%، أنا فعلا لا أثق في أحد وشكي كبيــــــــــر حتى في خطيبي الذي يثبت لي كل مرة انه أصدق إنسان في العالم بأفعاله، (أنا لا أصارحه أنني لا أثق به) لكن أعطيك مثال عن هذه الحالة:
استأجر منزلا وكان مفروشا وطلب من صاحب البيت أن يزيل الفرش فلم يرض ،وحدثني بذلك، وأقنعته أن يعيد طلب ذلك من صاحب المنزل ويخبره أن أهل العروس لم يرضوا بان يبقى الفرش القديم،
وبعد يومين اتصل بي وأخبرني أن صاحب المنزل وافق أن يزيل الفرش... وأنا قلت له جيد جدا وطبعا ظاهريا صدقته، وإليك يا سيدي ما اعتمل في داخلي:
(هل يقول الصدق، أليس من الممكن أن يقول لي هذا وعندما أسافر إلى دمشق للسكن هناك اكتشف أنه لم يبعه ويضعني تحت الأمر الواقع).....
وطبعا لم أخبره بذلك، وبعد يومين قال لي جهزي نفسك لننزل كي ننتقي قماش الفرش اللي موصي عليه، وأخبرني عن المكتب الذي سيبيع عنده فرش المنزل القديم.... وكل هذا دليل صدقه.. وهلم جرا على مثل هذه الأمور....
والموقف الذي اعتمل في نفسي كان يفعله بي أبي وأمي كثيـــــرا لدرجة أنني الآن لا أصدق ولا كلمة مما يقولان لي، وأشك بالناس دائما لكن فقط في داخلي وهذا أمر يعذبني حقا.....
في بداية علاقتي به، كان واضح عليه للجميع أنه أحبني حبا شديدا ولكن أنا لم أكن أستطيع تصديق ذلك، لم أكن أتفاعل مع كلامه، وأشعر أن الكلام ليس أسهل منه، ولكنني أريد أفعالا تؤكد ذلك، ولكن بعد فترة وعندما كان يعود إلى بيته منهكا من عمله وأعرف ذلك ولكنني أكون متعبة نفسيا وأطلب منه الحضور إلي فإنه يتحامل على نفسه ويأتي وأمامي كان يجلس وهو يقاوم النوم، فكنت أصدق انه يحبني وهذا مثال من الأمور التي يفعلها وتؤكد كرم أخلاقه معي...
لكن حتى الآن كل قصة تحدث أسأل نفسي هل هو صادق وأنا أعرف مقدار خوفه من الله واحتقاره للمخادعين وأنه من المستحيل أن يخدعني ،بل لا أعتقد أن هناك شابا في الدنيا يحكي لزوجته الأمور التي يحكيها لي.....
حيث أن معظم الرجال لا تهمهم آراء زوجاتهم، بل هو ولله الحمد يأخذ رأيي ويقتنع به ويطبقه.... أعني أن أفعاله رغم أنها تدل على صدقه الا انني أبقى أشك فيها..... وشكي هذا ليس فيه فقط، بل في أي شخص.......
تربطني عبر النت علاقة قوية بإحدى السيدات العاملات في إسلام أون لاين وهي إنسانة رائعة ومصرية طبعا.
ونتحادث دائما ووقفت إلى جانبي كثيرا ومع ذلك كلما كتبت لي كلمة أني أحبك، أو مشتاقة لك، أو نفسي أشوفك، أسأل نفسي هل هي صادقة.
رغم أنني أعرف أنه ليس هناك ما يدعوها للكذب.
دوما أخشى التفاعل مع مشاعر الحب، أما مشاعر الألم فليس أشطر مني بالتفاعل معها، لدرجة أنني إذا رأيت صديقتي تبكي بكيت معها.
إن خطيبي يحبني حبا جما وعندما يقول لي أحبك....... الخ، لا أستطيع استيعاب أن هذا الكلام موجه لي، دوما أشعر أن هناك فتاة أخرى إلى جانبي يحدثها هي.
لست أدري إن أوصلت هذه الفكرة، لست أعني أنني اشك في أنه يحب فتاة أخرى، بل أعني أنني لا أستطيع التصديق أن هذه المشاعر موجهة لي دوما أشعر أنني أقل من ذلك، لا أستطيع أن أرى نفسي على حقيقتها الجيدة أبدا، رغم أنني في الجامعة القدوة التي يحتذى بها، كل القسم صديقاتي والحمد لله ،ويسعدن كثيرا عندما يرونني، ودوما يسلمن علي ويخبرنني يا ليتنا مثلك، برأيهم أنني الأولى في كل شيء، وليس هناك ما ينقصني من صفات حسنة ،ولكن أنا لا أستطيع أن أتخيل أنني أنا التي يوجه إليها هذا الكلام.
دوما أشعر أنني أقل بكثير من الذي يصفونني به.
دوما أشعر أنني لا استحق الحب.
أنا فعلا ليس لدي ثقة بنفسي، رغم أن الظاهر عكس هذا، وأنا أريد أن يتوافق ظاهري مع باطني.
الحمد لله أنا إنسانة صادقة، ومحبة وحنونة، ولدي رغبة في إصلاح المجتمع، ولدي رغبة ببناء حياة أسرية ناجحة وزواج ناجح.
لكن القلق المزمن الذي أعاني منه وشكي في أي شيء مع خطيبي يحرمني من السعادة.
الآن المطمئنات التي أرشدتني إليها، أفعلها لكنها لا تطمئنني، بل أريد أمور علمية إلى جانبها تساعدني،
ألخص معاناتي بــ : الشك، القلق والخوف المزمن، عدم الثقة بالنفس، رغم كل الإنجازات التي حققتها لم أستطع التخلص مما سبق.
وإذا كنا في المشكلة السابقة قد تطرقنا لموضوع القلق المزمن، ففي هذه المتابعة أتطرق إلى تداعيات هذا القلق وهما الشك وعدم الثقة بالنفس.
وأتمنى يا سيدي أن لا تتضايق من متابعاتي، لست أدري لماذا أشعر أنك ممتعض من رسائلي، وأريد أن أعرف هل هذا الشعور صحيح أم لا.
وتقبل فائق تقديري واحترامي.
7/6/2004
رد المستشار
أختي الفاضلة: "هدى"، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
حالة القلق المزمن التي تعانين منها تجعلك دائما تتوقعين الاحتمالات السيئة في كل موقف ومن كل إنسان حتى من نفسك, فإذا توقعت السوء من الآخرين ظهر ذلك في صورة شك في أقوالهم وأفعالهم فأنت لا تستطيعين التصديق بحسن نواياهم على الرغم من أن الشواهد العقلية المنطقية والموضوعية تنفى سوء الظن هذا.
وهذا الأمر لا يتوقف عند الآخرين وإنما يمتد إلى نفسك فأنت لا تثقين حتى بنفسك ولا تتوقعين منها شيئا إيجابيا ولا ترين نفسك جديرة بحب الآخرين واحترامهم ولذلك تشكين في أي لمحة حب أو بادرة احترام من الآخرين وتأولينها تأويلات سيئة.
وهذا القلق المزمن يجعلك غير قادرة على حب الآخرين حبا حقيقيا (لأن الحب يحتاج إلى نفس صافية راضية مطمئنة) وأنت بالتالي تسقطين عدم قدرتك على الحب على الآخرين فتتشككين في حبهم لأنك ببساطة لم تحبينهم حبا حقيقيا عميقا , وهذا هو أصل المشكلة وهذه هي جذورها,
فيبدو أنك لم تتح لك فرصة في الطفولة المبكرة لإقامة علاقة مشبعة تشعرين فيها بالحب والأمان والثقة, لذلك تعانين الآن من عدم القدرة على استشعار هذه العواطف الإيجابية, وكلما افتقدتها زاد خوفك وزاد شكك.
وهذا الحرمان الطفولي المبكر يكون تغييره صعبا ولكنه ليس مستحيلا, وأنت أمامك فرصة جيدة لذلك من خلال خطيبك الذي يحبك وأنت متأكدة بعقلك وليس بمشاعرك أنه يحبك , ولكن التأكيد العقلي وحده لا يكفى بل يحتاج إلى شحنة وجدانية تسانده وهذا ما تفتقدينه.
وإذا كنت قد حاولت بكل الوسائل أن تتغلبي على قلقك وشكوكك وعدم ثقتك بنفسك وبالآخرين وفشلت في ذلك, فلا تترددي في زيارة طبيب نفسي, فأنت تحتاجين إلى علاج نفسي كما تحتاجين لعلاج دوائي لهذا القلق المزمن الذي يعكر صفو حياتك ويحرمك من مشاعر الحب الصافية, وأسأل الله لك التوفيق.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين ، وشكرا جزيلا على ثقتك وعلى متابعتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به مجيبك المستشار الدكتور محمد المهدي غير إحالتك إلى بعض الروابط السابقة من على موقعنا مجانين نقطة أورج عن القلق ومعظمها حالات أشد وطأة على أصحابها من حالتك، فقط قومي بنقر الروابط التالية:
اضطراب القلق المتعمم
اضطراب الأحوال أم اضطراب القلق المتعمم ؟
بين التعلق والعلاقة : قلق الانفصال
اختلال الإنية وخلطة القلق والاكتئاب
"مجرد قلق ، ولا اختناق من القلق!"
القلق المزمن والبحث عن الطمأنينة
قلق الفتاة المؤمنة .. م1
قلق وخواف ومكتئب بعض الشيء !
عدم الثقة بالنفس : تأقلمٌ أم قلق واكتئاب ؟
قلق اجتماعي مفرط أم عدم تركيز ؟
الاكتئاب والقلق: الأعراض الجسدية
الخوف المتعمم: هل هو القلق المتعمم؟
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين نقطة كوم أو مجانين نقطة أورج أو مجانين نقطة نت، فتابعينا بأخبارك.