من الوسواس إلى الرهاب إلى العرات: ربما ؟ م
عدم القدرة على التركيز
السلام عليكم، أنا صاحب استشارة من الوسواس إلى الرهاب إلى العرات: ربما ؟ شكرا دكتور وائل على ردك على رسالتي..
بالنسبة للرهاب فأنا الحمد لله تحسنت كثيرا صحيح أن الابتسامة تحرجني لكن خفت كثيرا.. وعندما أكون واثقا من نفسي أو أكون قد قمت بعمل رائع تختفي الابتسامة لفترة..لكن الوسواس القهري مازلت أعاني منه.
لكن أنا لدي مشكلة أخرى وهي منذ مدة ليست بالقصيرة ولم أذكرها لكم.
مشكلتي هي عندما أريد أن أقرأ كتابا أو صحيفة أو أشاهد التلفاز لا أستطيع التركيز.
أي مثلا عندما أريد أن أقرأ كتابا أقرأه بتأني شديد، وأحاول أن أستوعب الكلام الذي قرأته، وكل سطر أقرأه وأعيده أكثر من مرة.
وأحيانا أخاطب نفسي وأنا أقرأه لكي أقنع نفسي أنني استوعبت الكلام جيدا وهذه معاناة شديدة أعاني منها فأصبحت لا أطيق أن أقرأ كتابا وكذلك وأنا أتصفح الإنترنت وأقرأ أي شيء مكتوب والله أتعب تعبا شديدا وأحس كأن رأسي سينفجر.. أريد أن أعلم هل هذا وسواس قهري أم ماذا..؟
أتمنى أن لا تهملوا رسالتي
وفي يوم 13/8/2004، أرسل صاحب المشكلة يقول:
أنا صاحب مشكلة.. من الوسواس إلى الرهاب إلى العرات: ربما ؟ ..
بانتظار ردكم على مشكلتي التي أرسلتها لكم من أسبوع وهي عدم القدرة على التركيز التي لم أذكرها لكم في الاستشارة االقديمة..
وأيضا أريد أن أسألكم هل تعتقدون أن عدم التركيز قد يكون بسبب المس من الشياطين؟
لأني أعاني من صداع شديد بسبب عدم القدرة على التركيز.. وعندما أحاول أن أركز في قراءة موضوع لا أستطيع وأعيد قرائته مرات عديدة وأعاني دائما من صداع شديد
بانتظار ردكم
13/8/2004
رد المستشار
الأخ العزيز أهلا وسهلا بك وشكرا جزيلا على ثقتك وعلى متابعتك، نحن لا نستطيع أن نهمل أي مشكلةٍ ترد إلى موقعنا مجانين من خلال أيقونة أرسل مشكلتك، ولكن ما نتمناه نحن هو ألا تستمرَّ أنت على ما أنت عليه من إهمالٍ لنفسك وقعود عن طلب العلاج المباشر من أقرب طبيب نفسي لمحل إقامتك.
نعم يا أخي الفاضل ما تصفه في هذه الإفادة الأخيرة هو أحد أعراض اضطراب الوسواس القهري نسميه وساوس التكرار Repetition Obsessions وأفعال التكرار القهرية Repetition Compulsions، حيث تجد نفسك مجبرا على تكرار وتكرار ما قرأت أو سمعت لتتأكد مثلا من استيعابه أو حفظه بشكل يزيد عن المناسب، وإلى حد أنك تعجزُ عن أداء المهمة المعرفية التي يقوم بها ذهنك، وهو ما تسميه أنت عدم التركيز، وكثيرا ما يفقد الطلبة سنواتٍ من عمرهم لعجزهم عن الاستذكار، أو بشكل أدق لأنهم يقضون العام الدراسي كله في تكرار الصفح الأولى من كل كتاب!!
فإذا كنت أنت تعيد وتكررُ كل سطرٍ لتتأكد وتتحقق من أنك استوعبته وحفظته، فقد عرفت من مرضى الوسواس القهري من الطلبة من كان يكررُ كلمة معينة في كل سطر مئات المرات في كل مرةٍ تقع فيها عيناه عليها لأنه يشك في أنه سيكون قادرا على استرجاع تلك الكلمة تحديدا، ومنهم من كان يضطرُ لكتابتها مراتٍ ومرات، ولا يكاد يثقُ رغم كل ذلك من قدرته على استرجاعها وقت الامتحان.
وأما ما أستشعرهُ أنا في حالتك فهو، -ربما يكونُ والله أعلم-، تعبير عن خلل أشدَّ نفسيا لأنه يحدثُ دون كربٍ أو انضغاطٍ موقفي –كما في حالة مرضاي من الطلبة- فأنت توسوس فيما تقرأ في الصحيفة أو على شاشة التلفاز أو عند تصفح الإنترنت!، وليس فقط في كتابٍ دراسي، معنى هذا يا أخي الفاضل أن عليك أن تبدأ التحرك في طلب العلاج فورا، وألا تهمل نفسك أكثر من ذلك.
أما أن أعراض الرهاب تحسنت من تلقاء نفسها فهذا فضلٌ من الله، لكنني أخشى أن يكونَ التحسنُ مجردَ انعكاس لتحسن حالتك النفسية ومزاجك لسببٍ أو لآخر، وهو ما يعني وجود احتمال لارتداد الابتسامة وغيرها من الأعراض التي تضايقك، وأنا ما زلت عند قولي بأن الإمراضية النفسية في حالتك هي حركة في طيف الوسواس القهري أي رحلة عذاب، كما ذكرت لك سابقا على أغلب الظن، فمعنى وصفي لمسار حالتك بأنه من الوسواس إلى الرهاب إلى العرات: ربما ؟، هو أن المسار يتذببُ داخل النطاق أو الطيف الوسواسي القهري، وأن الخروج من مجموعة أعراضٍ إلى أخرى لا يعني استحالة العودة.
أنتظرُ في المتابعة القادمة منك أن تخبرني عن فعلٍ إيجابي أكثر من القعود على النت للتساؤل والاستفسار، أو على الأقل افعل الاثنين معا وكف عن جمع المعلومات الذي قد يكونُ قهريا وبلا نهاية، وأهلا بك دائما على مجانين.