وساوس الطهارة والصلاة
أنا سيدة في الثلاثين مشكلتي بدأت منذ سنة حيث بدأت لدي وساوس في الطهارة والصلاة حيث أني أشك أني لم أغسل أعضاء الوضوء بشكل جيد فأكرر وضوئي مرات كثيرة، وكذلك عند الصلاة أشك بأني لم أكبر أو أشك أني لم أسجد سوى مرة كما أني أقضي ساعات طويلة في فرض الغسل من الجنابة وأشك أن الماء لم يصل إلى كافة جسمي.
صراحة لقد أصبحت أقضي معظم وقتي في الوضوء والصلاة وأهملت بيتي وزوجي وطفلي.
أعلم أن ذلك لا يجوز ولقد حاولت أن أتخلص من هذه المشكلة عدة مرات بلا جدوى ولقد قرأت جميع المشاكل التي تشبه مشكلتي فأتحمس لفترة ثم أعاود، أعرف أن ما أعاني منه هو الوسواس القهري ولقد تناولت علاج لمدة شهرين ونصف ولم أستفد!
الدواء هو لوفكس عيار50 ملغ ولكني أوقفته والمشكلة أنى في بلد أجنبي والأطباء النفسيون قد لا يتفهمون مشكلتي جيد علما أني أنا طبيبة.
صراحة أريد التخلص من هذه المشكلة وخاصة أني أصبحت اغتسل قبل كل صلاة خوفا من أن تكون هناك نجاسة على بدني كما أني أخصص ملابس خاصة بالصلاة حيث أخاف أن يكون على ملابسي نجاسة حيث لدي طفل في السنة الأولى وأخاف أن يكون عليه نجاسة.
آسفة على الإطالة وأرجو منكم مساعدتي رغم أني حاولت جميع الطرق وقرأت جميع الاستشارات وحاولت تطبيقها ولم أفلح
ولكم الشكر.
18/8/2003
رد المستشار
سيدتي الطبيبة مرحبا بك في موقعنا المتواضع داعين الله أن نوضح ولو القليل لإخواننا وأخواتنا عما يعانون به من آلام نفسية وأعلم أن نارها أشد إيلاما من الآلام العضوية ومحاولين المساعدة -قدر إمكاننا- على التخلص منها جنبا إلى جنب.
الأخت الطبيبة، بالعودة إلى مشكلتك أجد أنك تعلمين علم اليقين اسما وتشخيصا لمعاناتك وهو اضطراب الوسواس القهري وأعلم أنه مرض عنيد إلى حد ما ولكن أطمئنك أن نسبة كبيرة من المرض تشفى منه وتصل إلى أكثر من ثلثي المرضى ويعود الشفاء بإذن الله للأخذ بأسباب الشفاء، وأنت كطبيبة تعلمين أن دراسة الحالة دراسة مستفيضة والعلاقة بالمعالج تؤثر تأثيرا إيجابيا على نتيجة التحسن أو الشفاء التام.
وأريد فقط أن أضيف إضافة بسيطة ومختصرة أرجو أن تعلميها جيدا هي أن الكثير من الذين يعانون من الوسواس القهري يظنون أن هذا لبس من الشيطان حيث إن الوسواس عادة ما يصيب صاحبه في مناطق تتعلق بالدين والغيب والسلوك الديني ولكن مع تطور العلوم الطبية ثبت أن هناك تغيرات فيزيولوجية في أدمغة الذين يعانون من الوسواس القهري ولذا فهناك فرق دائما ما بين وسواس المعصية (الشيطان) والذي يهيئ المعصية لصاحبه والوسواس المرضى الذي يثاب عليه صاحبه حيث أنه مبتلى من الله عز وجل بمرض مثل أي مرض عضوي وله أساس بيولوجي.
وبالعودة إليك ولم أتركك بعد أجدك لم تذكري شيئا إلا عن جنسك وسنك وعملك ومكان إقامتك ومدة مرضك والأعراض التي تعانين منها ونوعية العلاج الذي تناولته وجرعته ولم تذكري شيئا عن النصائح التي اتبعتها للتخلص من معاناتك وإن ذكرت لنا بعضا عن معاناتك.
وهذا جميل ولكنه لا يكفى في دراسة حالة مثل حالتك كما أن العقار الذي تناولته من مجموعة الم.ا.س.ا (SSRI) ويعتبر من مضادات الوسواس القوية نوعا لكن جرعته قد تحتاج إلى زيادة وقد يحتاج إلى مدة أطول وقد يحتاج إلى عقاقير إضافية، فربما احتجنا إلى جرعة تصل إلى 300 مجم من عقار الفلوفوكسامين لمدةٍ لا تقل عن ثلاثة أشهر قبل أن نستطيع الحكم عليه بأنه أفاد أو لم يفد.
ثم أن هناك أنواع أخرى من العلاج تساعدك على التحسن أو الشفاء مثل: العلاج السلوكي المعرفي Cognitive Behavioral Psychotherapy
وأخيرا أرسلي لنا بالمزيد عن معاناتك، وقد يعيننا الله في معاونتك..... وإلى لقاء.
00ويضيف الدكتور وائل أبو هندي أنصحك أيتها الأخت السائلة بأن تعيدي قراءة ما قرأته على صفحتنا من ردود تتعلق باضطراب الوسواس القهري، وهي كثيرة ومن أهمها: ما هيَ الم.ا.س.ا؟ فهي إجابةٌ تحتوي على كثيرٍ من الروابط التي تنقلك إلى مشكلات أخرى تتعلق بصلب الموضوع.