وساوس في الصيام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي وساوس شديدة في الصيام أرهقتني كثيرا فمثلا عند الوضوء عندما أغسل وجهي أو أستنشق أشعر بنزول الماء من أنفي إلى حلقي ويستمر هذا بالحصول كثيرا فماذا علي أن أفعل هل أترك الماء ينزل أم علي أن أستمر في مدافعته ؟؟ فإن مدافعته ترهقني كثيرا
وأيضا هل اللعاب إذا سال من فمي إلى ذقني مثلا فإذا شفطه إلى فمي وابتلعته عمدا هل يبطل صيامي ؟؟ وأيضا إذا ارتجع حامض من حلقي وسال بعضه من فمي أيضا إلى ذقني مثلا ثم شفطته وابتلعته عمدا هل يبطل صيامي ؟؟
وأرسل مرة أخرى يقول:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي وسوسة شديدة وأرهقتني كثيرا أثناء الصيام وأحيانا وأنا أتكلم مع شخص ما قد يخرج رذاذ من ريق هذا الشخص ويدخل إلى فمي فإذا تعمدت بلع هذا الرذاذ هل أفطر وعندي سؤال آخر في الوضوء في رمضان عندما أغسل وجهي أو أستنشق أشعر بدخول الماء أنفي إلى حلقي فهل علي مدافعته وإخراجه لأن هذا يرهقني كثيرا ويجعلني أبصق كثيرا أثناء الوضوء
وأيضا أثناء الوضوء بعد غسل وجهي هل أتنفس من أنفي لأنه قد تبقى بعض نقاط الماء بالقرب من فتحة الأنف أو داخله فإذا تنفست قد يدخل أيضا إلى حلقي فماذا أفعل هل أترك الماء يدخل وأبلعه أم ماذا؟؟
30/5/2017
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "محمد"، رمضان مبارك عليك وعلى كل المسلمين
عادة أجيب على أسئلة الصيام فورًا في رمضان حتى يتابع السائل صومه بشكل صحيح، ولكني لم أجد من داعٍ للعجلة في إجابتك لأن ما تتوهمه مفطِّراً ليس له علاقة بالمفطرات لا من قريب ولا من بعيد، فكنت مطمئنة على صحة صيامك.
شعورك بنزول الماء إلى حلقك عند غسل وجهك أو الاستنشاق، ليس إلا شعور ببرد الماء، وهذا لا يفطر؛ لاحظ نفسك، واشرب ماء باردًا عند الإفطار، تشعر برودة الماء سرت في عروقك إلى جبهتك ورأسك... هذا شيء معروف وقد ذكره الفقهاء من ضمن الأشياء التي لا تفطر، فقالوا إن الإنسان إن اغتسل بالماء فوجد برد هذا في باطنه، فإنه لا يفطر.
ما يكون على أنفك من ماء، فتستنشقه دون قصد، أو ربما عطست أو تثاءبت فدخل... غير مفطر لأنه غير مقصود ومن الصعب التحرز عنه.
ثم سألت عن اللعاب والحامض الخارج من المعدة إلى الذقن وابتلاعه عمداً، وأنا على يقين أنك لم ولن تفعل ما تسأل عنه، ولكن إن أردت الحكم، فابتلاع اللعاب بالصورة التي ذكرت بحيث سال ولم ينقطع أي ما زال اللعاب متصلًا ببعضه من الفم إلى الذقن، غير مفطر في مذهب الحنفية، على عكس الشافعية، ويمكن استفادة الموسوس من هذا الحكم لمساعدته على التجاهل، فمثلا لو كان وسواسه أن لعابه سال ورجع، أو أنه ابتلع نخامة نزلت من رأسه، وكان يقلق ويرتعد ويشك أنه صومه باطل وعليه القضاء...، طبعا علاج الوسوسة تجاهلها وعدم العمل بما تأمر به... فيقول الموسوس: أيًا كان الأمر، فصيامي صحيح عند الحنفية، ولن أعيده. وهكذا يمكنه التجاهل وعدم القلق.
أما حامض المعدة، فما أعلمه أنه إن خرج إلى داخل الفم ورجع وحده لم يفطر، مع اختلاف في التفاصيل بين المذاهب. لكن ماذا تفعل باسترجاع الحامض عمدا بعد نزوله إلى ذقنك؟ من هذا الذي لا تعاف نفسه ذلك؟ لقد شطح بك وسواسك بعيدا يا بني.
نأتي أخيرا إلى الوسواس العجيب المشترك بين موسوسي الصيام: تطاير الرذاذ من فم من يحادثهم، ودخوله في فمهم!!!
القاعدة واحدة، أي شيء يدخل إلى الفم بغير قصد (كالغبار والذباب وغبار الطحين، أو الرذاذ الذي تسأل عنه)، ويعسر التحرز عنه، إذا لا يمكن دفع الغبار ونحوه عن الفم... كل هذا لا يفطر...
بقيت كلمة (عمدًا) هذه التي تكررها في كل سؤال، اطمئن لن تتعمد ابتلاع شيء!! أنت تبصق ما يفطر وما لا يفطر، وتقف حارسا على فمك تمنع كل ذرة وتبصق كل قطرة. وإذا لم تتعمد لم تفطر.
ليس لك دواء إلا التجاهل، أعلم أنه صعب جدا في البداية، ولكنه الدواء المر الذي فيه الشفاء. وإن لم تستطع وكان الرعب يغلبك دوما، فلابد من ذهابك إلى الطبيب، وأرجو أن تفعل قبل أن تكبر أكثر، ويستحكم الوسواس، وتقول: يا ليت ويا ليت. ولات حين مندم. اغتنم هذه الليالي الفضيلة في التضرع والدعاء وطلب الشفاء، ولن يخيبك الله.
أعانك الله وشفاك.