وسواس في الطهارة وخوف من الذنوب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أتمنى منكم عدم نشر مشكلتي وأتمنى من الأستاذة رفيف الصباغ الإجابة على أسئلتي ..
أنا أعاني من وسواس في أمور كثيرة ..
بدأ معي بوسواس الشك في الدين وظل لسنين وأنا أظن نفسي منافقة ولا أدري بأنه وسواس .. وقبل 4 أشهر تقريبا أصبت بحالة اكتئاب شديدة بسبب هذا الموضوع فقررت أن أنهيه وأصل إلى حل فقمت بالبحث والقراءة فعرفت بأنه وسواس وحاولت جاهدة التخلص منه وما إن ارتحت منه حتى دخلت مباشرة في وسواس الخوف من الذنوب والتشدد في الدين ورجوع وسواس الطهارة بقوة ( كان موجود من قبل) كردة فعل لما سبق .. وحالة الاكتئاب لم تفارقني إلا أنها أقل من السابق بكثير ولله الحمد ..
الآن أنا لدي عدة أسئلة تؤرقني :
أولا : هل تطهر الأسطح (الغير صقيلة تماما ) بالمسح ؟ كنت دائما أطهر أرضية المطبخ إذا أصابتها نجاسة بالمسح ثم لاحظت أنها غير صقيلة تماما .. إذ بها بعض الخطوط أي الشقوق الصغيرة جدا جدا .. ( علما أن الأرضية عبارة عن مشمع فوق البلاط )وطريقتي بالمسح أني أزيل عين النجاسة ثم أمسحها ثلاث مرات بمنشفة مبلولة كثيرا بحيث يصل الماء إلى الشقوق تقريبا وبعد كل مرة أمسح بمنشفة جافة .. هل تطهر بهذه الطريقة ؟ وإذا كانت هذه الطريقة خاطئة ؟ هل يعني ذلك أن النجاسة مازالت باقية ؟ وأنها قد انتقلت إلى أماكن أخرى في كل مرة أمسح فيها المطبخ وفي كل مرة أدخل فيها المطبخ مبللة القدمين ؟
ثانيا : أجد أحيانا أو غالبا في الملابس الداخلية لأحد أقاربي الذين يسكنون معي أثرا خفيفا للون النجاسة عند جهة الدبر ولا أدري ما هو سببها .. فأقوم بغسل ملابسه الداخلية بمفردها حتى تزول النجاسة وكذلك ملابسه الأخرى ( البناطيل وغيرها .. )أغسلها بالماء قبل إدخالها في الغسالة خشية أن تكون قد لامست النجاسة .. والآن وبعد سنين قررت أن أكلمه من باب النصيحة أن يهتم أكثر بنقاء المحل .. فقلت لنفسي إذا تبين أن سبب ذلك كان عدم إنقاء المحل بشكل تام .. فيعني أن الغسالة المنفصلة عند خروجه من الحمام في كل مرة قد نجست البيت كله وانتشرت .. أنا الآن لا أدري كيف أتصرف خصوصا أني محافظة جدا على طهارة البيت أتحرك فيها براحتي ولا أشك في الموكيت ولا الأثاث .. هل يمكن أن أعتبر ذلك من اليسير الذي يشق الاحتراز منه ؟ أو أن الغسالة لم تكن متغيرة بلون أو رائحة ؟ أنا قلقلة جدا
ثالثا : أنا وزوجي نستعمل العطور الكحولية على أساس الرأي القائل بطهارة الكحول .. الآن أنا أشك بأن الكحول ينتقل من ملابسنا ( خصوصاً عندما أغسلهم بالغسالة ويختلطون بالماء ) إلى يدي والطعام الذي أتناوله وأطبخه فيكون مختلطا بالكحول .. هل الأصل في الأطعمة الإباحة ؟ وهل هذا من اليسير المعفي عنه ؟ أنا الآن عندما أقوم بغسل الملابس أحذر من لمس أي مواد غذائية أو أي آنية إلا بعد غسل يدي وأقوم بغسل مقبض الماء وفكرت في أن أغسل الملابس بالماء قبل وضعها في الغسالة ثم فكرت في غسل الغسالة لإزالة أثر العطور .. هل ما أقوم به صحيح أم تكلف ووسوسة ؟
هذه بعض الأسئلة.. كلما أخرج من وسواس أدخل في آخر .. تعبت وأصبحت أحب وقت النوم لأهرب من هذا كله .. لا يمر يوم إلا وأنا في تفكير وخوف أريد أن أعيش في راحة كما كنت ..
10/6/2017
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "رزان" وكل عام وأنت بخير
أعانك الله وعافاك من الوساوس والاكتئاب، عاجلاً غير آجل. يتكرر كثيراً طلب عدم نشر الاستشارات، ولكن نظام الموقع أنشر جميع الاستشارات دون استثناء، فنعتذر عن عدم استجابتنا لرغبتك.
وهذه إجابة أسئلتك:
أولاً: تسألين هل تطهر الأسطح غير الصقيلة تماماً بالمسح؟ المسح لا يطهرها طبعاً، ولكن الطريقة التي تستخدمينها تسمى غسلاً لا مسحاً!! إذا كانت المنشفة مبلولة جداً بحيث يتقاطر الماء منها، ويصل إلى الشقوق فهذا تماماً كالغسل بالماء.
حتى لو فرضنا أن الأرض لم تطهر، فإنها لا تنجس الرجل عند الحنفية والمالكية، فالحنفية قالوا إن المشي على الأرض المتنجسة الجافة لا ينجس الرجل المبلولة إلا إن ظهر أثر النجاسة على الرجل، وعندك لا يوجد أي أثر للنجاسة، كذلك لا يتنجس الغسيل المبلول إذا تم نشره على حبل جاف متنجس...؛ وقال المالكية: إذا تمت إزالة النجاسة بغير الماء وذهب أثرها، ولكن لم يطهر المكان (بسبب عدم وجود شروط التطهير)، فإنها لا تنتقل سواء كانت رطبة ولاقت جافاً، أو جافة ولاقت رطباً، لأن الذي بقي هو حكم النجاسة وليس عينها وذاتها، والحكم لا ينتقل. نحكم أن الأرض متنجسة، ولكن لا يوجد أي جرم، أو أي أثر للنجاسة، فإذا مشيت على الأرض بقدم مبتلة لا ينتقل حكم النجاسة، ولا تتنجس الرجل.
ثانياً: بالنسبة لأثر النجاسة الذي تجدينه في ملابس قريبك، غالب ظني أن هذا ليس بنجاسة، ولكنه اصفرار من التعرق، هذا يحصل عند كثيرين، وطالما يوجد هذا الاحتمال (أعني أن اللون تعرق)، فعدم مفاتحته بالموضوع غير واجب شرعاً، فالأصل أنه مسلم يعرف كيف يتطهر، وهو أفضل لعلاج وسواسك، لا تسألي ولا تتأكدي، ولا تفاتحيه بالموضوع ما لم تتيقني 100% أنها نجاسة.
ولا تفكري فيما يتقاطر، فأولاً: لا نعلم أنها نجاسة أم لا؟ وثانياً: إن كانت نجاسة فلست متأكدة أن ما تقاطر منه نزل من مكان النجاسة، فغالباً هذا التقاطر تمتصه ثيابه الداخلية، ونادراً ما ينزل إلى الأرض. وثالثاً: الماء غير المتغير يبقى طاهراً عند المالكية. يعني في أسوأ الاحتمالات هناك مخرج يصحح طهارتك وعبادتك، فلا تهتمي.
أما سؤالك الثالث: فأظنك تسألين عن وصول الكحول إلى الطعام ومن ثم الفم، خشية أن تكوني تشربين أو تأكلين المسكر، أليس كذلك؟ هذا ما فهمته باعتباركما تأخذان برأي من قال بطهارة الكحول.
أين المشكلة في وضعه في الغسالة؟ الماء يزيل الكحول وأثره بالكلية، ولا يبقى أي أثر للإسكار ولا لغيره، فهو ليس من اليسير المعفو عنه، وإنما من المعدوم الذي لا حكم له!!!!! الفكرة التي في ذهنك غير صحيحة وباطلة من أساسها، وما بني على باطل فهو باطل، فكل ما تفعلينه مبنياً على هذه الفكرة باطل لا أساس له من الصحة.
وأخيراً مجرد معرفتك أن ما معك وسواس، خطوة كبيرة نحو العلاج، كلما جاءك وسواس جديد استقبليه فوراً بقولك: (أنت وسواس، عرفتك) ثم تجاهليه لأنه لا شيء سوى وسواس. وبهذا تستطيعين طرد الوساوس الجديدة قبل استحكامها، وبنفس الطريقة عالجي الوساوس القديمة، وإن كانت القديمة تحتاج إلى وقت أطول.
وإن وجدت صعوبة، ورأيت أن المحاولات لا تنجح، فأرجو أن تضعي فكرة الذهاب إلى الطبيب نصب عينيك، وخاصة أنك أصبت باكتئاب بسبب الوسواس.
عافاك الله وشفاك.