يا لطيف موسوسة تسأل عن فتوى رفيف ! م
وساوس الصوم
إلى أختي رفيف الصباغ. أود أن أشكرك أولاً لقد تغلبت على وساوس الطهارة بفضل إرشاداتك وكذلك وساوس الصيام المشكل الذي أصابني رمضان وساوس النية بحيث أقضي وقتا طويلا وأكون مشتت العزيمة وأجد صعوبة في النية، قلت لي في آخر استشارة ألا أعيد صيام أي يوم شككت في صحته، وسؤالي اليوم هو إذا شككت في بعض الأيام في حصول النية أو لا هل نويت أم لا هل أعيد أم لا، كثرت علي أيام الشك في النية لا أدري هل نويت أم لا هل أعيد؟!هذا السؤال الأول
أما الثاني هو في يوم من الأيام تمضمضت لغير الصلاة وبصقت مرة أو اثنين ثم أحسست بجفاف في حلقي فأدخلت بعض الماء لا أعلم إن كان بقصد أو غير قصد فهل أعيد هذا اليوم؟ أحس بأني متعبة نفسياً
10/6/2017
رد المستشار
أهلاً بك وسهلاً مرة أخرى يا "هاجر"، وكل عام وأنت بخير
سررت جداً لتحسنك وتخلصك من بعض الوساوس، وأسأل الله تعالى أن تتخلصي من جميعها، وذلك بانتباهك لها أول ما تطرق بابك، فوراً قولي: عرفته... إنه وسواس، ولن أسترسل معه؛ واشغلي نفسك بأي شيء...وسيهرب هذا الوسواس من أول مرة، أرجو أن تطبقي ذلك.
أما سؤالك الأول عن وسواس النية، فأقول لك: إن مجرد استيقاظك للسحور هو نية، ما الذي دفعك للقيام من النوم؟ ما الذي دفعك للأكل في هذا الوقت؟ إنه إرادتك الإمساك عن الطعام عند أذان الفجر إلى أذان المغرب مع علمك أنه واجب عليك بسبب رمضان فلا تستطيعين الفطر. حتى الذين لا يستيقظون للسحور بل يأكلون وجبة ثقيلة في آخر الليل ثم ينامون، ما الذي دفعهم إلى ذلك؟ إذاً هذه هي النية المطلوبة.
وحيث اعتدنا أن المسائل تصبح سهلة بعد شرحها، فإن مسألة النية تزداد صعوبة بالشرح!!! فبينما هي مجرد إقدامك على العمل لقصد معين، وليس كالمجانين والأطفال غير المميزين الذين يتصرفون اتفاقاً دون تفكير... ترين الأسطر الطويلة تكتب في الكتب عن النية: هي القصد وماذا يعني القصد؟ ومتى يكون القصد؟ إلخ... ثم يجب التعيين، وما هو التعيين؟ وهل يؤثر تعيين كذا في وقت كذا؟ إلخ... كل هذا يجعل الإنسان يظن أن النية عملية جراحية يتأمل ويركز، ويحاول أن يستجمع المسائل كلها قبل دخول الفجر!!!
قد تقولين ولمَ عقد الفقهاء الأمور؟! ذلك لأن الإنسان قد يحتاج هذا في بعض المواضع، مثلاً: إنسان استيقظ صباحاً ولا ينوي الصيام بتاتاً، ومضى نصف النهار ولم يتذوق شيئاً، هل يصح أن يغير رأيه وينوي الصيام في النهار؟ هنا تأتي مسألة تبييت النية، ووقتها في رمضان وغيره، لتجيب عن سؤاله... وعليه: تقبل الله تعالى صيامك، وليس عليك إعادة، فأنت قد نويت صيام كل يوم.
لكن أتساءل: أليس تكفي نية صوم رمضان كله مرة واحدة في أول الشهر، تجددينها بعد الإفطار بعذر شرعي، حسب مذهب المالكية عندكم في المغرب؟؟
أما سؤالك الثاني حول المضمضة لغير الصلاة: أول حالة وحين أخرجت الماء من فمك (مع بصقك بصقاً خفيفاً، مرة واحدة والشافعية لم يشترطوا البصق)، حين أخرجت الماء هكذا فلا مشكلة.
في المرة الثانية عند دخول الماء إلى حلقك: أولاً: هل تأكدت أن الماء وصل إلى ما بعد مخرج الحاء أو الخاء؟ (حيث إن حدود ظاهر الفم من الشفتين إلى مخرج الحاء أو الخاء) قولي: (أح) أو (أخ) فإذا أحسست أن الماء لم يتجاوزه فإنك لا تفطرين، قد تشعرين برطوبة في الحلق وتشكين أهي رطوبة أم ماء دخل فعلاً؟ الأصل هنا بقاء الصوم لأننا تيقنا الصوم وشككنا في وجود المفطر، ، واليقين لا يزول بالشك.
ثانياً: ماذا يعني قولك: (فأدخلت بعض الماء لا أعلم إن كان بقصد أو غير قصد)!!! القصد أن تبتلعي الماء، مع التصميم وإن كان مفطراً!! هل أنت فعلاً أردت ذلك؟ ربما حاولت إيصاله إلى أقصى الفم أي بالغت في المضمضة لأجل التبرد. هنا نقول: إن المبالغة مكروهة لأنها غالباً تتسبب بالإفطار، لكنك لم تفطري عمداً!! وحينها لا معنى لقولك (بقصد أو غير قصد) لأن معناه: لا أدري هل أردت إفساد صومي أم لا؟!! وهل يخفى على متعمد الإفطار أنه تعمد؟!!!!
فإن كان الماء دخل فعلاً إلى الحلق، عليك القضاء، والاستغفار، وانتهى الموضوع، فالأمر كان بغير قصد.
لا تقلقي كثيراً وتابعي صيامك بهدوء، فإنما هو مجرد وسواس قومي برميه من الشباك!!
ويتبع >>>>: يا لطيف موسوسة تسأل عن فتوى رفيف! م2