وسوسة في الطهارة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً على مجهودكم الطيب في هذا الموقع, جعله الله في ميزان حسناتكم إلى يوم الدين.
أنا مصابة منذ فترة بوسوسة في عدة أمور خاصة بالعبادات. أكثر ما يشق فيها على نفسي هو وسواس الاستنجاء, فأنا أقضي وقتاً كبيراً في دورة المياه للاستنجاء من البول نظراً لأنني لا أشعر بالتيقن من الطهارة الكاملة ولا أعلم إن كان مبالغةً مني أم أنني بالفعل لم أطهر, لا أعلم كيف أفرق بين هذا وذاك. في الماضي, لم أكن أركز في الأمر وكان في غاية السهولة بالنسبة لي.
لكن مؤخراً أصبحت أشعر بالحيرة كثيراً نظراً لتدقيقي في الأمر ولا أعلم هل وصل الماء إلى كل الفرج أم لا لأن تيار الماء رفيع ويغطي منطقة صغيرة عند توجيهه وأحتاج أن أتحرك كثيراً حتى يصل إلى كل المكان مما يسبب لي الإرهاق والحيرة.
أنا أستخدم الحمام الإفرنجي وأستخدم الشطاف الثابت المدمج به في الاستنجاء, ولا أدري ما هي الأجزاء التي يجب علي توجيه الماء نحوها عند الاستنجاء من البول, قرأت في عدة فتاوى أن الواجب غسله هو ما يظهر من الفرج عند القعود ولكن لا أفهم ما المقصود تحديداً بهذا. هل أوجه ماء الشطاف الرفيع في المنتصف عند فتحة البول وكفى؟ أم علي توجيهه في اليمين واليسار وكذلك الخلف عند فتحة الدبر؟ أحياناً يكون الماء ضعيفاً, فهل يجزئ فقط ملامسته للمكان أم يجب أن يتخلل المكان جيداً؟
أعتذر كثيراً عن الإطالة ولكن يعلم الله مدى التعب النفسي الذي أمرُّ به بسبب هذا الموضوع مما أثر على نمط حياتي.
جزاكم الله خيراً.
26/6/2017
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "white"، وأهلاً بك على صفحتنا مجانين
الاستنجاء هو إزالة النجاسة عن الجسم بعد خروجها منه، سواء كانت بولاً أم غائطاً، وعليه كل مكان وصلته النجاسة يجب غسله سواء كان من ظاهر الفرج أو مما حوله إن تنجس.
وظاهر الفرج: ما يظهر منه حال جلوس المرأة القرفصاء، أو ما يصله الماء في هذه الكيفية من الجلوس، ومجرد رش المكان بالماء في هذه الحالة يطهره. لكن لو فرضنا صورة لم يتنجس فيها هذا الظاهر، فلا يجب غسله بالماء حينئذ.
إذاً سواء كنت في حمام إفرنجي، أو غيره، فالمطلوب غسل مكان النجاسة بأي وسيلة ممكنة لنقل الماء. في البول يكفي رش المكان بالماء، ويستلزم الأمر في الغائط استعمال اليد.
هذا الكلام بسيط بالنسبة لغير الموسوس، يعلم أين وصلت النجاسة، ولا مشكلة لديه في إزالتها على النحو السابق بكل يسر. أما الموسوس فدائماً يشك في إحسانه للتطهر وفي زوال النجاسة. هنا يقال: لا يطلب منك اليقين، بل نحكم بطهارتك وأنت ما زلت في مرحلة الشك (أي هل طهرت أم لا بعد؟)، قم برش المكان بالماء ثم قم، ولا داعي لأن تشعر بطهارة المكان أو اكتمال الفعل، لأن المشكلة لديك ليست في ذات التطهير وإنما في تفكيرك وشعورك.
أرأيت لو أن برنامجاً هندسياً لديك، تعطل فأصبح لا يعطي نتائج صحيحة، هل تبقين تعيدين تجريبه وإدخال المعلومات حتى تقتنعي بنتائجه، أم تعيدين البرمجة؟ طبعاً الاستمرار في الاعتماد على برنامج معطل، إضاعة للوقت، ومهما أعدت وحاولت ستبقين شاكة في النتيجة، ولن تنتهي المشكلة.
والموسوس نفس الشيء، برنامج تفكيره (خربان) وكلما أطال وكرر الاعتماد عليه ستزيد المشكلة ولا يحصل على يقين. وتكون إعادة برمجته بتطبيق ما يفعله غير الموسوس، دون الاعتماد على النتائج التي يمليها عليه وسواسه، فهي (نتاج برنامج مخرف). ويسمى هذا في مصطلحات الطب النفسي (التعرض للمثير مع عدم الاستجابة). إذا أردت الاستنجاء قومي برش الماء على ما (تيقنت 100%) وصول النجاسة إليه، واتركي رش ما تقولين عنه: (ماذا لو كان نجساً؟) ثم قومي وإن كان تفكيرك يقول لك: (ماذا لو لم أطهر بعد؟).
أرجو أن تحاولي إعادة برمجة تفكيرك بهذه الطريقة، أعانك الله على هذا وعافاك.
ويتبع>>>>>>>: وسواس الاستنجاء في النساء : تفاصيل ! م