حياة بلا أمل.. يأس, فشل, وحدة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أستأذنكم بس عشان هكتب بالعامية، مشكلتي أني تايه حاجات كتييييير مهمة جداً في حياتي معر فهاش ومش قادر اعرفها..... هدى لحضراتكم أمثلة:
أبويا: أنا لحد دلوقتى معرفش ابويا مات ولا عايش ولا اتجوز وخلع من أمي ولا إيه بالظبط ؟؟
مش عارف.... كل اللي عرفته من امى ان ابويا مات ومش متأكدة ..... طب لو مات فين شهادة فوفاه؟؟؟؟؟ معرفش طب مين عيلة ابويا؟؟
كل اللي عرفته من أمي إن دول ناس كخ وهياخدونى يمرمطونى ويبهدلونى وهيشغلونى خدام عندهم واحتمال أبقى بواب عمارتهم كمان (ده إذا كانوا قاعدين في عمارة أصلا)، على حد كلام أمي دول ناس واطية وناس رعاع وغوغاء وقاع المجتمع والكلام اللي ولا بيودى ولا بيجيب.... واهه أنا دلوقتى معر فش أنا ابن مين وحتى مبحاولش اعرف تلاقيني مش مهتم حتى مبفكرش اعرف (( تقريباً يئست)).
أختي: لسة معر فش غير من يومين إن ليا أخت...... مييييين؟؟ كل اللي عرفته إنها من ابويا وحفيدة ممثل عمري ما سمعت عنه....... برضه مبحاولش اعرف مين اختى دى؟ ميين الإنسانة اللى من دمى؟ مين بنت ابويا اللى انا معرفوش ولا عمرى شفته اساساً؟
أمى: اتجوزت وسألتنى قبل جوازها ده وفوجئت بنفسى بقلها (دى حياتك وانا مقدرش اتدخل فيها) ولا كأنها امى ولاكأنى اعرفها بس يعنى انا عارف سبب الجوازة دى اكيد عشان الضائقة المالية الرهيبة اللى احنا فيها...... برضه لامبالاة محاولتش اعرف هى اتجوزت ميين... كل اللى طلبته منها انى ابقى بعيد بعيييد عن الموضوع ده خالص.
وفعلا فضلت بعييييد وامى برضه فضلت بعيييييييد ((بقيت لوحدى)) وبقعد لوحدى في الشقة لاسابيع مجرد بس بتيجى ترميلى فلوس كل مدة وتبعد تانى.... وانا ببقى قاعد بتقطع مفيش حد اكلمه مفيش حد بيهتم بيا مفيش حد بيحس بيا..... واما بتيجى بتقعد تحكيلى وتشتكى منه وتلاقينى بقولها ( هو صح ممكن تكونى انتى غلط راجعى نفسك يا امى) وفعلا بترجع وتتصالح معاه وبيبقو زى السمنة عالبتنجان الاسود.... وترجع وتبعد وارجع انا اتصارع مع اسوأ شيىء في الدنيا ((الوحدة)).
دى امثلة بسيطة عن اللامبالاة والوحدة اللى عايش فيها، وغير اللامبالاة والوحدة ((الفشل))، انا طول عمرى فاشل في الدراسة طول عمرى طالب متوسط او تقريبا فاشل بس للفشل ده اسباب يمكن تكون هايفة في نظر الناس لكن في نظرى مهمة جداً، الاسباب دى كالاتى:
اولاً: انا في مدرسة حكومى يعنى اولاد بس وبعيد كل البعد عن الجنس الاخر ( عمرى ماهربت من المدرسة قبل كدة عشان اقابل بنات وعمرى برضه ما وقفت قدام مدرسة بنات) انا على طول من المدرسة للبيت ومن البيت للمدرسة..... اكيد السؤال اللى بيطرح نفسهفين المشكلة في كدة ؟؟
المشكلة ان ده تعبنى نفسيا جدا لانى بشوف وبسمع عن زملائى في المدرسة وعن الجيرل فريند والبوى فريند والكلام ده وانا بقيت 16 او قول 17 الا كام شهر ولسة مصاحبتش ((لسة مفيش بنت دخلت حياتى)) فأكيد الموضوع ده هيشغلنى عن اهتمامى بمذاكرتى وبدروسى لانه بيبقى شاغلنى طول الوقت.
طول الوقت وانا بحلم ببنت احبها وتحبنى احس بيها وتحس بيا (احلام احلام كلها احلام) وده بيأثر على تركيزى في المذاكرة لانى كل تفكيرى بيقى رايح عالنقص اللى في حياتى.
ثانيا: اهتمامى الزايد بالكمبيوتر بصورة ايجابية احياناً وسلبية احياناً اخرى وده اكيييد بيبعدنى عن المذاكرة ولية بيبعدنى عشان مفيش توجيه.
ثالثاً: المستقبل (هذاكر وهيطلع عينى دروس وسهر ليالى على اية؟؟؟ انا شفت بعينى خريج هندسة شغال على تاكسى وخريجين طب وقاعدين على قهاوى)، لما كليات قمة خريجينها يبقو كدة واحد زيى هيعمل اية؟؟
الاسباب كتييييييير كتير اوى بس كفاية دول (في علاقاتى فشلت انى ابقى إنسان اجتماعى) (حتى في الاعتماد على النفس فشللت)، لما ربنا كرمنى ولقيت إنسانة احبها وتحبنى (عرفتها من عالنت مكانش قدامى طريق غير كدة)، اتفقنا اننا نتقابل واول ماشفتها وشافتنى مرت الامور عادى جداً اينعم مكانتش حلوة ولا حاجة بس انا رضيت بقليله ((حد لاقى))،
ومرضيتش اجرح مشاعرها وقلتلها انها إنسانة جميلة جدا وانى لسة بحبها ومقدرش استغنى حتى لو كانت قردة، ومع ذلك الاقيها هى اللى ابتدت تبعد عنى وترفضنى رغم انها صارحتنى بحبها حتى بعد ماشفنا بعض لكن اسلوبها اتغير ومعاملتها ليا اتغيرت رغم انى معملتش اى حاجة كل غلطتى انى امنت لإنسانة غدارة.
واهه ادينى فشلت في الحاجة اللى كانت ممكن تغير حياتى فشلت في اهم تجربة بيخوضها الإنسان ((فشلت في الحب))، طولت عليييييييكو اوى لكن دى مأساتى باختصار،طبعاً غريبة كلمة باختصار دى لكن في تفاصيل كتير اوى في مأساتى يطول شرحها يطوووول اوى.
المهم يا جماعة ادى مشكلتى قدامكم حطام إنسان... قدامكم إنسان حياته كلها غم في غم.....إنسان فاشل... فشل في الحب... في الدراسة... حتى فشل انه ينحرف...... إنسان تايه.... ضايع.... إنسان سلبي بكل المقاييس، انا إنسان كريييه كريه كريه.
27/08/2003
رد المستشار
الأخ السائل العزيز؛
أهلا بك، وطالما أنك فضلت اللغة العامية في عرض مشكلتك... فاسمح لي أن أستخدم كلمة هي عربية أصلا ولكنها تستخدم بين العوام في التعبير الصحيح عن حالة كنت أترجمها في أول تعاملي معها إلى التفكير الاكتئابي حتى جاءني أحدهم يعرض مشكلته بنفس طريقة عرضك لمشكلتك فبدأت أشرح له كيف أن أفكاره الاكتئابية والسلبية هي السبب في شعوره بالاكتئاب فقال لي:
هل تقصد بذلك إن أنا نكدي يا دكتور... وكأنني وجدتها فرددت قائلا نعم.
هذا التعبير أقوى وأدل من الاكتئاب أنت نكدي وجربتها بعد ذلك مع غيره فوجدتها أكثر توصيلا لما اقصده بحيث يهز صاحب المشكلة رأسه موافقا على الوصف........ و متأكدا في الوقت نفسه أنني قد فهمته واستوعبت شكواه... نحن نشعر مثلما نفكر... فكرة تشقينا و فكرة تسعدنا... إذا كانت أفكارنا إيجابية كانت مشاعرنا سعيدة وإذا كانت أفكارنا عن أنفسنا وعما حولنا سلبية كانت مشاعرنا حزينة محبطة...، ومع استمرار الحال نتعود على أفكارنا السلبية ونستحضرها بل ونقصدها ونكتبها لنعلن لأنفسنا دائما أننا تحت الصفر ( ده إن كان في صفر أساسا)،
وحياة بلا أمل... يأس فشل... وحدة... فنصبح نكديين فكرا ومشاعرا وسلوكا لتتداخل المدرسة المعرفية والسلوكية في صنع واقع يبدو حقيقيا في حين انه من صنع أفكارنا ثم رسخناه بسلوكياتنا.
أمثالك كثيرون قد جاءوا إلى مركز الاستشارات يحملون شعارات اليأس والوحدة والفشل... حتى تبدو الأمور مظلمة تماما أو كما أقول لهم " لقد أغلقتم الدومينو" واقصد بها لعبة الدومينو عندما تغلق من جميع نواحيها وتصبح بغير حل إلا أن نبدأ دورا جديدا...، و الحقيقة أن الحياة لا يمكن أن تكون كذلك وأن من يغلق الدومينو على نفسه فهذا من صنع أفكاره ولكنه ليس حقيقة واقعة... هذا ما فعلته في رسالتك.
سمات التفكير النكد تنضح بها رسالتك فتصغير الإيجابيات وتكبير السلبيات.. والنظارة السوداء التي لا ترى بها إلا كل ما هو سلبي ... والتعميم غير الصحيح ... و القفز إلى النتائج غير المنطقية.. والينبغيات (تتعامل مع كل الأمور بمنطق أنها ينبغي أن تكون كما تتخيلها أنت)... وتحميل النفس أسباب كل المصائب.
تعالى نراجع أفكارك السلبية... عن نفسك لنرى هل هي صحيحة فعلا أم انك فعلا تلبس النظارة السوداء.
إن لديك أما حريصة عليك... فهي عندما أرادت الزواج من أجل احتياجها المادي للزواج استشارتك قبل الزواج... وهي أرادت أن تكون بعيدا عن كل ما يؤذيك نفسيا في التعامل مع هذا الزوج الذي تصبر هي على أذاه من أجل احتياجها المادي وتعود إليه بعد الشكوى وهي لم تنسك و تأتي لزيارتك ورعايتك قدر استطاعتها وليس من أجل أن ترمي لك بعض النقود وتمضي.
وأمك ليست هي التي تحجب عنك المعلومات عن أبيك... فالمعلومات محجوبة عنك أصلا فيبدو أن الأب قد خلع على حد تعبيرك ولم يحاول الاتصال بها بأي صورة لدرجة أنها لا تعرف حقا هل مات أو هو حي لأنه ليس من مصلحتها أن تخفي عنك وجوده إن كان موجودا فعلا.. وإذا كان الأب بهذه الصورة فماذا نتوقع من أهله.
إن الأم مرة أخرى تبعد عنك ما يؤذيك نفسيا من أجل أن تتفرغ أنت لحياتك وبدلا من ذلك تركت كل هذه الصورة الإيجابية من حياتك... أمك التي تتفانى من أجلك من أجل أن تنظر أنت لمستقبلك... من أجل أن تصنع لنفسك عالما خاصا بك بعيدا عما يؤلمك و يؤذيك... رحت تنظر للمستقبل نظرة قاتمة من غير مبرر... فغيرك يعيش من غير أم أو أب... وغيرك لا يجد بيتا يعاني فيه من الوحدة... ولا يجد كومبيوتر ولا إنترنت بدلا من استخدامه فيما يفيده في التعرف على العالم... فيستخدمه فيما يضيع وقته ليكون ذلك مبرره في عدم الجدية في التحصيل والدراسة.
مع مبرر آخر عجيب وغريب انه ليس له صاحبة، وأنه لم يصاحب حتى الآن ولم يزوغ من المدرسة من أجل أن يصاحب بنت ..و طبعا هذا يؤثر على تركيزه... فكل الطلاب لا نقول المتفوقين في دراستهم و لكن الجادين فيها _ لهم صاحبات ويقفون أمام مدارس البنات يعاكسوهم وبالتالي لا يوجد ما يشغلهم عن دراستهم !!! (شايفين الوحدة والنكد وأسبابهم الكثيرة)
هكذا تمضي رسالتك في وصف أسباب الفشل الدراسي والحياتي ليكون المنطق الأخير أن خريجي الهندسة يعملون سائقي تاكسي... طالما انه يفعل ذلك بجدية وإصرار أن يغير حياته وإلا يستسلم لليأس ليجلس في بيته يعاني الوحدة معلنا انه فاشل وصفر إذا كان هناك صفر ولتصبح مشكلة حياته انه فشل في الحب أهم تجربة يخوضها الإنسان ولا ندري من قال لك أن أهم تجربة هي الحب... ويا ليته كان حبا حقيقيا ولكنه فتاة تعرفت عليها على الإنترنت فلما رأيتها لم تجدها جميلة وطلعت غدارة لأنها عندما قابلتك اكتشفت أن ما تفعلونه هو لعب عيال فتوقفت عنه... يا للحزن والأسى والانحراف... لقد فشلت حتى في الانحراف... تائه ضائع سلبي كريه... لماذا لأنك فشلت في الحب ولأن البنت طلعت غدارة وفشلت في الدراسة لأنه ليس لك صاحبة.
أرأيت أفكارك وما فعلته بك... أرأيت المنطق الذي أوصلك إلى هذه المشاعر السلبية حتى تصف نفسك بأنك إنسان كريه... هذه هي المشكلة الحقيقية... أفكارك النكدية والسلبية عن نفسك وعن الواقع.
00الحل أن تعيد ترتيب أفكارك وأن ترى الأمور بمنظار آخر.. المطلوب منك أن تثبت ذاتك... فليس مهما أن تعرف من هو أبوك وهل كان طيبا أو شريرا وهل خلع من أمك أم مات... وهل أختك حفيدة ممثل مشهور أو مغمور... المهم هو أنت.. كفاءتك.. إنجازاتك.. ويبدأ ذلك بتركيزك في دراستك واعتبارها هدفا أساسيا وطريقا تغير به حياتك وأنه أهم من أن تكون لك صاحبة وأن أهم تجربة تخوضها في حياتك ليست هي أن تحب فتاة على الإنترنت ولكن هي أن تنجح في أن تقول ها أنا ذا.. هذا هو قدري وهذه هي شخصيتي وهذا هو علمي وهذه هي مكانتي... وليكن هذا هو تحديك لنفسك خاصة وأن ظروفك لا تعوقك فأمك توفر لك المسكن والملبس ومصاريف الدراسة ولا يوجد ما يعطلك حقا عن أن تكون إنسانا ناجحا... لماذا يعاني من في مثل سنك من الوحدة .. أين أصدقاؤك وزملاؤك.. لماذا الإصرار على صاحبة من البنات؟؟
أين أصحابك من البنين.. إن الأصدقاء في كثير من الأحيان يكونون افضل من أخوة الدم... الحقيقة انه لا يوجد لديك مشكلة حقيقية بل ربما نقول أن مشكلتك انك فعلا لا تعاني من مشاكل إلا أفكارك... فهل غيرت من أفكارك النكدية فيتغير لك لون الحياة؟