لا أعلم ماذا يحدث لي ساعدوني هل أنا كافرة أم مسلمة؟
السلام عليكم، شكراً لكم لهذا الموقع وشكراً لكل من يساهم فيه
لا أعلم من أين أبدأ بطرح مشكلتي فمشكلتي جداً معقدة، أنا لا أستطيع تحديد ما أشعر به أنا ضائعة وتائهة، عقلي مشوش، آراء من حولي وكأنه سراب وخيال، لست واعية كثيراً أشعر بأن أمام عيني ضبابية مثل ما تحدثت سابقاً بأنه يشبه السراب والخيال، تركت أغلب علاقاتي بسبب ما أعاني منه ،لا أستطيع أن أقوم بكامل نشاطي المعتاد اليومي بل أشعر بالعجز ،أهرب كثيراً إلى النوم الآن وضعي لا يطاق، ذهبت سابقاً إلى ثلاث أطباء نفسيين لم أستمر معهم وصفوا لي أدوية كان منها فافرين ثم غيرته لوسترال ثم ذهبت إلى طبيب ووصف لي بروزاك والآن أستخدم بروزاك ما يقارب سنتين دون أي نتيجة أو تحسن،
ذهبت إلى شيخ راقي وذهبت إلى طبيبة شعبية وجميعها لم أتحسن بها، لا أعلم ماذا يحدث بالبداية كنت أعاني من إعادة الوضوء والصلاة والصوم وغيرها من الواجبات والفروض تأزم وضعي وأصبحت أمكث وقت طويل بدورة المياه استهلكت كل المنظفات حتى أصبح في جسمي مثل الحروق بسبب ذالك، قبل رمضان هذا العام شعرت أني كفرت وأني خرجت من الإسلام وأني أشركت بالله وأني أصلي أمام حائط أو لشمس أو للآلة تصوير أي شيء أمامي، أصبحت أنطق الشهادتين لأدخل في الإسلام بين الفترة والأخرى وأغتسل كثيراً، وفي رمضان جاءني نفس الشعور ونطقت بكلمات كفرية، شككت في قدرت الله وأن الشيطان أقوى من الله، قلت لن أصوم رمضان، تركت الصلاة كم يوم لا أذكر كم عدد الأيام بالتحديد وبقيت على هذا الحال بعدها ذهبت إلى طبيب وأخبرته أني كفرت قالي لي هذا وساوس ولكن مازلت مقتنعة أنه كفر لم أستطيع أقنع نفسي بأنه وسواس لنفترض أني كفرت ماذا أفعل لأدخل في الإسلام ؟
أكرر الشهادتين بين الفترة والأخرى بنية الدخول في الإسلام ولكن مازلت مقتنعة أني كافرة رغم أني أؤدي الصلاة ولكن أؤديها وأنا كافرة مقتنعة فأجلس في دوامة لا أعلم هل أنا مازلت على الإسلام أم كفرت، نفسي تقول كفرتي، قلبي يحب الإسلام ويريد الجنة ويخاف النار ،أجلس في دوامة وضياع والآن أصبحت آخذ بأني كافرة وآخذ بأني من المسلمين،
الأمر المزعج لو أني أخذت أني من المسلمين ما حدث أن في رمضان أني كفرت وأصبح هناك أكل وطعام والآن من المسلمين فقط لا يجوز لي أكل ذلك الأكل الذي كان عندي عندما كنت كافرة ومازال موجود وأنا من المسلمين أجلس باليوم واليومين تقريباً لا آكل شيء ظناً أنه لا يجوز لي لأنه كان الأكل عندما كنت كافرة.
تأتيني مرة أخرى أني كافرة كافرة كافرة لم أستطع أن أقنع نفسي بأنها وساوس لنفترض أني كفرت ماذا أفعل ؟
تعبت كثيراً، أشعر في رأسي مثل التكهرب، على وشك الجنون أو الانتحار ساعدوني
13/7/2017
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته أختنا "س"
أعانك الله وشفاك من هذا الوسواس الشديد وما تبعه من اكتئاب جسيم وتبدل واقع.رحلة وسواسية مؤلمة صاحبها رحلة علاجية دوائية غير مجدية، ولم تذكري أي علاج معرفي سلوكي خضعت له، ما رأيك أن تبحثي عن طبيب يعالجك بالعلاج المعرفي السلوكي إضافة إلى الدوائي؟ هذا مهم جدًا لواحدة في مثل حالتك.
طاف بك الوسواس في رحلة شاقة، ووصل بك الآن إلى وسواس الكفر.... وإذا قلنا (وسواس الكفر)، وأنت تعرفين من نفسك يقينًا أنك (موسوسة) فعليك عقلًا أن تقتنعي أنه (وسواس) فعلًا وليس حقيقة. قد لا تقتنع مشاعرك بهذا، ويتملكك الرعب بسبب سيطرة الفكرة الوسواسية، ولكن هذا لا يغير من الأمر شيئًا: هو (وسواس كفر) وليس كفرًا في ميزان العقل والواقع.هناك برنامج معطل في حاسب العقل عندك، لا يمكنك الاعتماد عليه، وليس أمامك إلا الاستعانة ببرامج حواسب الآخرين، والطرق التقليدية!!! تشعرين أنك كافرة، فاعتمدي كليًا على: رأي الطبيب والمختص في الحكم على وضعك (أنت موسوسة ولست كافرة)، وكذلك على الحكم العقلي البحت في التصرف حيال ذلك، أي في ردة فعلك.
وألغي من قاموسك كلمة: (لنفترض أني كفرت) لأن الذي وضع هذا الفرض برنامج معطل لا يوثق به أبدًا أبدًا ولا بقراراته ونتائجه. لا يوجد في الإيمان شيء اسمه (لنفترض أني)، إنسان يعلم من نفسه الإيمان، فلا يخرج منه إلا بيقين 100%، وبحكم جميع الناس أنه خرج من الإيمان وكفر.
إذاً أنت لست كافرة يا عزيزتي، ولا داعي للطقوس التي تقومين بها من تكرار الشهادتين، وإعادة الاغتسال...معرفتك أنك لست كافرة: هذا علاج معرفي. امتناعك عن نطق الشهادتين والاغتسال رغم القلق وشدة الشك: هذا يسمى علاج سلوكي. إذا واظبت على هذين العلاجين ستتحسنين كثيرا وستتغير حياتك.
قد تقولين: ولكني تلفظت بكلمات كفرية! أولًا قد تكون كلمات كفرية في اعتقادك أنت وحدك لا في الحقيقة...،
وثانيًا: بعض الموسوسين يصل معهم الوسواس إلى درجة يشعرون فيها بأنهم مقهورون على التلفظ بكلمات كفرية، أو على التلفظ بالطلاق... والحكم في كلا الأمرين: لا يكفر الموسوس، والذي تلفظ بالطلاق لا تطلق امرأته. لأن صدور ذلك كان في حالة إرادة ناقصة، وإكراه داخلي استعصى على المقاومة.نأتي أخيرا إلى الحكم الوسواسي الغريب العجيب! من قال أن طعام الكافر لا يجوز للمسلم أن يأكله؟!!!!!! هل هو لحم خنزير؟ هل هو لحم آخر لم يذبح بطريقة شرعية؟ هل هو خمر؟ هل هو طعام متنجس؟ إن كان كذلك فلا يجوز أكله لا من عند المسلمين ولا من عند الكافرين؛ وإن لم يكن كذلك فيجوز أكله من عند المسلمين والكافرين.
ذكري نفسك دائمًا: (أنا مسلمة... أنا مسلمة)، ثم طبقي العلاج السلوكي: امتنعي عن الشهادتين والاغتسال، اقضي ما فاتك من صيام، أجبري نفسك على التناول من الطعام الذي كان عندك من قبل. وكلما كان التزامك بهذا أكثر كلما كانت النتيجة أفضل. ومن الضروري أن تكلمي طبيبك بما ذكرته في آخر رسالتك: (تعبت كثيراً، أشعر في رأسي مثل التكهرب، على وشك الجنون أو الانتحار). فلعل الاكتئاب الشديد هو الذي يضعفك عن مقاومة الوسواس.
عافاك الله وفرج همك، وأعظم أجرك.