هل علي قلق أم شيء طبيعي ؟
أنا أبلغ من العمر 19، عدد أفراد أسرتي 6 مع ماما وبابا، أنا ثاني أكبر وحدة من الأبناء عندي أخ أكبر مني بسنتين وأخ أصغر مني بأربع وثم أخت أصغر مني بست سنوات. عندي من صوب أمي أمراض عقلية ولكني لا أعرف بالتحديد ما هو مرضها، لكنها وصلت لحالة مزرية قبل عام، كانت تهلوس وتركض في البيت.
المهم لأخبرك بمشكلتي، أنا لا أملك إلا صديقة واحدة وتعرفت عليها السنة السابقة في صف 12، وبخصوص أنا فأنا كثيرة الوحدة أعشق الوحدة أحيانا وأعيش بأوهامه، كبرت وأنا أشعر بالنقص كنت دوما يتم تلقيبي بالسوداء ودائما ولاأزال أشعر بالنقص، تعرفت وأنا في موقع للألعاب أقصد ألعاب إلكترونية بواسطة الحاسوب على شاب بعمر 18 أو 17 وأنا كنت أبلغ من العمر 12 أو 13، تحدثنا بكل شيء حتى أصبحنا نتحدث بأمور جنسية كان يعلمني الاستمناء ويخبرني عن الجنس والرعشة والشهوة، كبرت وأنا أحدثه ولازالت على اتصال به بعض الأحيان،
أما علاقتي بالرجال غيره لم أكن أحدث أبي طوال حياتي كان مجرد شخص في حياتي وأما أمي كنت أحدثها ولكن ليس كثيرا، المهم عندما دخلت الثانوية بدأت بالعناد كنت لا أطيق المدرسة حتى أن وصل الأمر بأن أبي أصبح يمد يده علي، كان يضربني ويأخذني للمدرسة إجباري وكل ما أعاند هو يعاند ( كان يضربني بالعلاق مال الملابس الحديدي)، أمي كانت مؤيدة له، المهم أن أخلص ثانوية، انتهت الثانوية بنسبة جيدة. ودعني أضيف يظن أبي أني أنا سبب مرض والدتي.
المشكلة هي : أنا أصبحت أخاف من العلاقات، أخاف من الحب، من الرجل، ولكني أعشق أن ألفت انتباه الرجل، أصبحت أعشق نفسي أكثر كلما لفت انتباه رجال أكثر وحتى عمدا أحيانا أمسك خصري لأجعل الرجل الذي يعجبني يرى منحنيات جسدي، أحب أن يشتهيني الرجل، أن أكون مجرد شهوة أو حتى مجرد ساقطة أو قح** وحتى أني أدمنت على المقاطع الإباحية، أصبحت لا أصل للشهوة إلا إذا تخيلت أني أمارس جنس عنيف وحتى أحيانا أدخل غرباء في أحلامي، حتى أني بدأت أعجب بفتاة ولكن أنا دائما كنت معجبة بفتيات حتى وأنا في أول ثانوي، أنا أحب لفت الانتباه حتى في الجامعة أعجب بكثير من الدكاترة وأحب لفت انتباههم وحتى أي رجل حتى طبيب أختي أحب إغواء الرجال وأصبحت دائمة الغيرة من الفتيات البيض اللذين في الجامعة والفتيات اللاتي أجمل مني حتى أني أبكي أول ما أصل للبيت وأتمنى لو أني مثلهن .
اعذرني إذا لم تفهم بعض الكلمات حاولت أن أكتب بلغة مفهومة،
وشكراً لك على هذا الموقع الرائع
26/7/2017
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
سؤالك هو: هل علي القلق أم الشيء طبيعي؟
محتوى الاستشارة لا يشير إلى أنك تشعرين بالقلق وإنما بالغضب وعدم الراحة وغياب الشعور بالأمان في أعماق نفسك وانعدام الثقة. من جراء هذه الأزمات النفسية تسرفين في استعمال عمليات نفسية كالأتي:
أولاً: إسقاط اللوم على البيئة العائلية. هذه البيئة كما تصفيها بيئة مرضية لا تساعد من ينتمي إليها وتمنعه من النمو عاطفيا ومعرفياً. لا تشير الرسالة بتعلقك السليم مع أب يمارس العنف المنزلي وأم مصابة باضطراب نفسي ربما فقدت القدرة على التواصل مع أبنائها.
ثانياً: التوجه نحو الذات وممارسة العقاب الذاتي. تتحدثين عن رغبتك بأن تكوني مجرد شهوة وساقطة يتمتع بها من يشاء من الرجال. تتحدثين عن محاولتك إغراء بعض الرجال بدون جدوى وتشعرين بالدونية من زميلاتك٫ وبدلا من محاولة اتخاذ خطوات صحية نفسية لتجاوز هذه العقدة لا تجدين أمامك سوى ذرف الدموع بعد الرجوع إلى البيت.
التركيز على هذه العمليات النفسية قد يفسر لأي طبيب نفسي تعثر مسيرتك نحو النضوج العاطفي وبناء شخصية لها القدرة على التواصل مع أقرانها وتقييم احتياجاتها والعمل على سد هذه الاحتياجات. ما تتطرقين إليه في رسالتك لا يتوازى مع آنسة تقترب من العقد الثالث من العمر تحاول تقييم احتياجاتها الناقصة والأهم من ذلك التعبير عنها. شكواك هي الوحدة واعتزال الآخرين ولكن الوسيلة التي تشيرين إليها لتجاوزها هي تعريض نفسك للاستغلال جنسياً. ما زرعه الأب من خلال تعذيبه لك جسدياً ترك آثاره بصورة واضحة٫ ويبدو أن التواصل مع الذكور في المستقبل قد يحصل في نفس الإطار ولكن بمحتوى جنسي.
انحراف بناء شخصيتك وانتشار أبعادها المختلفة وفشلك المتكرر في التواصل مع الآخرين بسبب ظروفك البيئية يدفعك الآن نحو البحث عن هوية توجه جنسي جديدة ولذلك تشيرين في الرسالة إلى إعجابك بفتاة وتضيفين أن ذلك ليس بجديد. هذه العبارة فيها إشارات جنسية وربما ستتوجهين مستقبلاً نحو طريق علاقات مثلية في محاولة لحل عقدتك النفسية.
الإجابة على سؤالك؟
ما يحدث لك قد يكون طبيعيا جداً بفضل البيئة العائلية المريضة. ولكن يمكن القول أيضاً بأن ما يحدث لك غير طبيعي في هذا العمر. لم أجد في رسالتك ما يشير إلى إصابتك باضطراب نفسي جسيم٫ ولكن أجد شخصية متأزمة غير قادرة على:
١- تقييم احتياجاتها الناقصة
2- التعبير عن احتياجاتها الناقصة
٣- العمل على سد احتياجاتها الناقصة
وهذا ما يثير قلق أي طبيب أو معالج نفسي. ولكن أيضاً هناك جانب إيجابي لرسالتك. نجحت في وصف المعاناة بوضوح واختصار وبدون مراوغة٫ وهناك الأمل في بداية عملية النضوج العاطفي وتجاوزك أزماتك النفسية وإصدار هوية شخصية تتمسكين بها. زيارة طبيب أو معالج نفسي لن تضرك شيئاً وأتمنى من الذي تراجعيه عدم تطبيب حالتك.
وفقك الله.
ويتبع >>>>>: هل قلق؟...لا بل الغضب وعدم الأمان م. مستشار