استفسار مشكلتي إيه؟
السلام عليكم، أعاني من فترة طويلة وأنا في الثانوية من الوسواس القهري وكنت أتناول الدواء شهرا أو أكثر قليلا وعندما أشعر بزوال الأعراض أوقف الدواء واستمريت على هذا فترة كبيرة.... تعب على فترات متقطعة طوال السنة من وساوس عن النظافة أكثر الأحيان
ثم في عام 2010 تعرضت لدوخة فظيعة جدا وذهبت على إثرها لمستشفى وأخذت تحاليل ثم ارتحت لساعات وعاودتني الدوخة مرة أخرى وذهبت لكثير من الأطباء والكل يقول أنني سليم بفضل الله ......ولكن كنت أقول ماذا بي ؟؟؟ إلى أن ذهبت إلى الدكتور العظيم د. وائل هندي حفظه الله .. ووصف الحالة بأنها أعراض قلق نفسي وأخذت سيرباس وبروثيادين ولم أتحسن إلا بعد 9 أشهر تقريبا واختفت الأعراض تماما ... وكانت تأتيني على فترات طوال السنة وأذهب للدكتور يقول أنها أعراض قلق نفسي ...
ثم في عام 2016 وأنا في الصلاة جاءني إحساس أني سأسقط على الأرض وأنا أصلي وبعدها أصبحت لا أذهب للمسجد أثناء صلاة الجمعة جماعة إلا بعد انتهاء الخطبة ...وأيضا إحساس بارتباك عند الاستيقاظ من النوم ..وصف الدكتور لي أنها أعراض رهاب اجتماعي ...وأخذت سيروكسات س آر 25 وما زلت عليه إلى الآن لأني سافرت إلى الرياض منذ عام 2016 إلى الآن ..
ولكن منذ سفري وأعراض القلق معي دائما، قلة تركيز وخمول وأحيانا تعرق غزير وأحيانا ارتباك بسيط بعض الشيء. ففسر الدكتور لي على أنها أعراض من ضغط السفر وعندما أذهب لمصر ستزول ولم تزل في فترة إجازتي بمصر لمدة شهر الأجازة والأعراض لم تزل وأنا الآن أتناول سيروكسات 25 سي آر وبروثيادين 75.
سؤالي هنا السادة الأفاضل لأني سمعت مسميات كثيرة وأنا في حيرة ! هل أعاني من عدة أمراض مختلفة أم مرض واحد ؟
حالتي إيه ...مرة يقال لي وسواس المرض ومرة يقال لي قلق متعمم ومرة يقال لي قلق مزمن ومرة يقال لي أعراض نفسجسمية ومرة يقال قلق نفسي
ما حالتي بالتحديد بالله عليكم ...., وهل هي حالة مرضية أم وراثية أم شخصيتي وطبيعتها كده ....
سؤالي الثاني وأنا في مصر الأعراض كانت تأتي على فترات متباعدة من قلة تركيز لصداع لعرق لارتباك أحيانا لسرعة ضربات القلب وتعب عام،
الآن تأتي على فترات متقاربة جدا وأحيانا تستمر لفترة طويلة ما السبب ؟
7/8/2017
رد المستشار
الابن الفاضل "أحمد سليمان" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.... ونسأل الله أن يوفقك ويعينك في سفرك وغربتك وأن يعيننا ويوفقنا في مساعدتك.
فكرت بداية أن أرسل استشارتك هذه إلى أحد الزملاء لتفوز أنت برأي آخر من المستشارين..... لكنني وجدت التفاصيل التي أوردتها أنت عن الحالة وتطوراتها على مدى ما يقارب 9 سنوات قليلة ولا تعطي صورة مكتملة الأركان للمستشار.... وبناء عليه فإن من الأفضل أن أتولى الرد عليك بنفسي.... ولعل بعض المستشارين يشارك بالرأي بعد ذلك.
أقدر حيرتك يا ولدي فهناك مشكلة حقيقية يمكن أن تواجه كل من يعاني من خلطة القلق والاكتئاب Mixed Anxiety Depression ليس بسبب تغير الأعراض المرضية لنفس الحالة من وقت لآخر وإنما بسبب ما يمكن أن يسمع من التشخيصات. شخصك أحد الزملاء بداية بأنك تعاني من وسواس قهري النظافة (والتفل المتكرر على ما أذكر) لكنك عندما رأيتك للمرة الأولى لم تكن أعراض الوسواس القهري واضحة وإنما كانت أعراض القلق المختلطة والاكتئاب وأذكر أنني قلت لك ساعتها أن الاكتئاب غالبا ثانوي لأعراض اضطرابات القلق المختلفة التي تعاني منها.
المشكلة التي لا ذنب لك فيها يا "أحمد" هي تغير المفاهيم والمسميات والتصنيفات في الطب النفسي فاضطرابات القلق قديما كانت تشمل القلق المتعمم والقلق الرهابي (الرهاب الاجتماعي والنوعي ورهاب الساح) والقلق النوبي الانتيابي (الهلع) واضطراب الوسواس القهري والاضطرابات المرتبطة بالكرب، لكنها الآن لا تشمل الأخيرين.... وبناء عليه فبعد أن كان تشخيص خلطة قلق واكتئاب جامعا لكل مشكلاتك قبل سنة 2015، تغير ذلك الآن وإذا عاودتك أعراض الوسواس القهري مرة أخرى فلن يعود تشخيص خلطة القلق والاكتئاب كافيا للتعبير عن حالتك، بل سيصبح التشخيص اضطراب القلق والاكتئاب المختلط + اضطراب الوسواس القهري" طبعا ستقول يعني أنا أعاني من مرض واحد أم اثنين؟ والواقع أنه اضطرابك كان ويبقى واحدا لكن المشكلة هي في طريقة فهمنا للاضطرابات النفسية التي تتغير من حين لآخر.
الفقرة السابقة حقيقة لا تهمك كثيرا وإنما أردت أن أبين لك منها أن سؤال ما هي حالتك بالتحديد ليس مجديا وقد يزيدك تشوشا، فرغم أن حالتك هي من أكثر الحالات تواجدا في عيادات الطب النفسي وتعالج بكفاءة في معظم الأحيان لكن تشخيص أي حالة من هذه الحالات قد يختلف من طبيب لآخر رغم أن كليهما سيكتب نفس العلاج الناجع بإذن الله، إذن فرغم أن حالتك هي هي إلا أن أسمائها أو تشخيصاتها قد تختلف من حين لآخر وما يعنيك عمليا يا "أحمد" هو العلاج.
واقعيا يا ولدي أنت تجاوزت أعراض الوسواس القهري وأعراض الرهاب الاجتماعي وزالت عنك أعراض الاكتئاب لكنك ما زلت تعاني من أعراض القلق المتعمم والتي رغم ميلها لأن تكون مزمن إلا أنها ليست مقعدة ولا معيقة إذا أحسنت فهمها والتعامل معها دون كثير اجترار للأفكار السلبية لأنك لا تعاني لا من مرض غريب ولا من حالة نادرة وإنما من مشكلة طبيعتها أنها تزيد مع الكروب أو الضغوط الحياتية وتنقص في غيابها، واستمرارك على العقاقير الحالية مهم حتى لا نفاجأ بنوبة اكتئاب جديدة.
أخيرا أرد على أسئلتك الأخيرة في الإفادة : (حالتي إيه... مرة يقال لي وسواس المرض ومرة يقال لي قلق متعمم ومرة يقال لي قلق مزمن ومرة يقال لي أعراض نفسجسمية ومرة يقال قلق نفسي.. ما حالتي بالتحديد بالله عليكم..... وهل هي حالة مرضية أم وراثية أم شخصيتي وطبيعتها كده....) حالتك حالة مرضية عبارة عن مزيج من أعراض اضطرابات القلق والاكتئاب وكل ما ذكر لك من تشخيصات هو للتعبير عن أجزاء من الصورة المرضية للقلق والاكتئاب، وللوراثة دور في هذه الحالة.... مثلما لطريقة التفكير والظروف الحياتية.
وأما السبب في تغير مستوى الأعراض بحيث أصبحت تأتي على فترات متقاربة جدا وأحيانا تستمر لفترة طويلة فهو الكرب المستمر الذي يصاحب الغربة وضغوط العمل.
وأخيرا فنصيحتي لك هي أن تحاول التركيز والمثابرة على تعلم تمارين الاسترخاء فسوف تفيدك كثيرا إذا واظبت عليها بشرط أن تصبر ولا تستعجل الفائدة..... وأهلا بك دائما على مجانين فتابعنا بأخبارك الطيبة .
ويتبع>>>> : من وسواس لاكتئاب لقلق متعمم ! م