مساعدة
أنا صفاء من الجزائر عمري 14 سنة
أنا أشعر بالوحدة والحزن لقد كنت في السابق فتاة مرحة ومليئة بالحياة قوية, والنشاط والابتسامة لا تفارق وجهي وكنت مجتهدة في دراستي بحيث كنت الأولى في صف والآن أنا أشعر بالملل الشديد وفي بعض الأحيان أبدأ بالبكاء من دون أي سبب أشعر وكأنني في غرفة ضيقة ومظلمة ولا حياة,
أشعر بضيق وعدم القدرة على التنفس أنا أشعر بضيق وعندما أشعر بالحزن دقات قلبي تتسارع أصبحت منعزلة وأصبحت لا أتحمل الضجيج وأنا لا أجد شخص أن أتحدث معه حتى أمي لم أعد أكلمها دائما أصبحت أشعر دائما بتعب ورغبة في النوم وقد أصبحت أنام أكثر من 10 ساعات في اليوم. أنا أشك في نفسي أحيانا أنني لست أنا !!
أنا تريد شخصا يسمعني شخصا يخبرني لماذا أصبحت هكذا. لقد تغير سلوكي من إيجابي إلى سلبي لماذا؟؟؟؟؟؟؟
أرجو أن تمنحني القليل من وقت الثمين يا سيدي وشكرا
12/8/2017
رد المستشار
سلام عليكم عزيزتي "صفاء"، أم أقول لك آنسة صفاء كما في مسلسل "لحن الحياة". لحن الحياة الذي يعزف أحيانا بالأحزان وأحيانا بالأفراح ! وأرحّب بك في الموقع. وأعتذر عن التأخير، وأنا هنا لأمنحك الكثير من الوقت وليس القليل فقط، فثقتك بنا وسلامتك أثمن.
وحقيقة أعجبت بنضجك ووعيك بذاتك في هذا السن ما شاء الله. والشعور بتقلباتك المزاجية ومقارنة أحوالك المختلفة ببعضها البعض، مما يدل على ذكاء وفطنة.
لم تخبرينا يا "صفاء" بأي شيء تفسرين هذا. أو شيئا عن طفولتك ولا أسرتك وعلاقتك، ومتى حصل هذا بالضبط، وهل له علاقة بالمدرسة أو غيرها. أو حالتُك هذه حدثت بعد واقعة معينة...
لكن من خلال وصفك لحالتك، وهي الشعور بالضيق وتسارع دقات القلب، والإحساس بأنك لست أنت، ونومك الطويل وتعبك المستمر وبكاؤك من غير سبب، وعدم تحمل الضجيج. أظن بل أكاد أجزم أنه اكتئاب تتخلّله نوبات هلع crises de panique، (لا أعلم بالضبط أيهما بدأ أوّلا) فحالتك يمكن أن تكون اضطراب قلقي اكتئابي مزدوج trouble anxieux et dépressif mixte وليس ضروريا أن يكون له سبب محدد، ويكفي أن يكون عندك استعداد. وقد يتدخل سبب أو أسباب ولو بطريقة غير مباشرة، لكنك لم تعطينا تفاصيل أخرى، ، لذلك لا تلومي نفسك، فهما كأي مرض يصيبنا، إلا أنه يخلّف أحاسيس وإدراكات غريبة ومحيّرة، تزيد من الخوف والهلع والقلق. فطبيعي أن يغير المرض حالتنا ويؤثر في حياتنا بالسلب. المهم ألا نستسلم له أو نتجاهله، فلكل مرض دواء أو على الأقل طرق للتخفيف من آثاره.
والمهم هنا ألاّ تيأسي فقد تكون مرحلة عابرة، خصوصا مع التشخيص المبكر والعلاج المناسب والمتابعة حتى لا يتفاقم الوضع. وأنصحك أن تتحدثي مع أمّك، لماذا لا تتحدثين معها ؟ أخبريها حتى إن لم تستوعب مرضك وحالتك، وقد تحقّر من معاناتك لجهل معظم الناس (حتى إن كانوا أكبر منك بكثير) بالأمراض النفسية والاضطرابات، ويحسبونه مجرد حالة عابرة مزاجية يتدلل فيها الإنسان ليعطف عليه الناس من حوله !
وأنصحك أيضا أن تُطلعي والديك على هذا الردّ وتخبريهم أن الحالة معروفة، وهذا دليل على انتشارها وأنها مرض وأنّك لا تتدللين. إذ لو كنت فعلت ذلك، فمستحيل أن يفعل كل المصابين بها ذلك !
وقد يكون تحوّلك من مرحلة الطفولة للمراهقة بكل تغيراتها الهرمونية والنفسية سببا في ذلك، ولعل عواملَ خفية تعمل في نفسيتك، فهذه مرحلة صعبة ومتعبة قليلا، لكنها ستمرّ ولا بد من التعامل معها المرافقة والنصح .
فأنت تحتاجين لزيارة طبيب نفسي psychiatre (من الأفضل طبيبة حتى تبوحي لها على راحتك بكل شيء، لأنك تخجلين) حتى يصف لك أدوية مناسبة لحالتك، وتابعيها حتى تتحسني ولا تتعجلي النتيجة، فهي تتطلب وقتا، وإن كانت الأعراض الجانبية غير محتملة أو لم تتغير رغم اعتيادك على الدواء، كلمي طبيبك عنها وقد يغير لك الدواء ليوافقك أكثر.
وإليك بعض الروابط عن حالات مشابهة، يطلع عليها أبواك. وإن لم يعيروا اهتماما للحالة، أو رفضوا فكرة الطبيب النفسي، فالجئي لأحد من أهلك يثقون فيها وأخبريها وأطلعيه على هذا الردّ وعلى الروابط ليفهم الحالة.
وهذا تعريف وبرنامج علاجي ذاتي، يمكن إتباعه مع راشد تثقين في ذكائه وحكمته وفي شخصه أيضا، إن تعذّر عليكم الذهاب لطبيب نفسي لسبب مادي أو ما شابه، ولكن لا غنى لك عن الطبيب النفسي والدواء حاليا، والبرنامج فقط للوعي بالحالة والمرافقة ولا يُمكن الاعتماد عليه كلية دون مختص.
الهلع .. دليل المساعدة الذاتي1
تحيتي لك عزيزتي "صفاء" وأرجو من الله أن تتحسني، وتابعينا بأخبارك وقلبنا معك.
واقرئي أيضاً:
أنواع نوبات الهلع
الطريق من نوبات الهلع إلى الاكتئاب
بشير بين القلق والاكتئاب ورائحة نوبات الهلع
سارة ونوبات الهلع ورهاب الساحة
وهذه في سن المراهقة مثلك "صفاء"
نوبات الهلع وخلطة القلق والاكتئاب