طفلي وعادات والده
السلام عليكم ورحمة الله..
عندي طفل عمره 3 سنوات.. المشكلة أن والده اعتاد عادات سيئة، مثل: قضم الأظافر، والعبث بعضوه التناسلي، وبدأ الولد بالفعل يقلد أباه، ووالده ينهره عن ذلك، ولا يصدق أنه يقلده؛ لأنه لا يعتقد أنه يقوم بهذه الأفعال من الأصل.
فماذا أفعل وقد استنفدت كل السبل في إقناع والده بترك ما يفعل؟ ولا أريد أن يشب ولدي على ذلك، ولا يجوز أن ألفت نظره إلى أن والده يتصرف خطأ، وأخاف أن يأتي اليوم الذي يقول فيه "بابا بيعمل كده".. بالله عليكم ماذا أفعل؟
16/7/2017
رد المستشار
الأخت الفاضلة.. أهلاً وسهلاً بك على موقعنا مجانين، وشكرًا جزيلاً على ثقتك، تبدو مشكلتك لنا من زاوية تجعلنا نملك من التساؤلات أكثر مما نملك من الأجوبة، وهذا موقف كثيرًا ما نقفه في الحياة الواقعية أثناء ممارسة الطب النفسي، فما بالك بكثرته ونحن على صفحات الإنترنت نقرأ السطور الإلكترونية!، على أي حال، سأتساءل كثيرًا خلال الرد ولا تعتبرينه اتهامًا بقدر ما هو محاولة أسأل الله تعالى أن تكون موفقة لتمكينك من رؤية الموقف من زاوية أكثر إنارة، فسامحيني على ما قد يبدو مني قسوة في الرد.
أطمئنك أولاً إلى بساطة ويسر تغيير مثل تلك السلوكيات في الابن، إذا هداك الله وجعل نصائحنا سهلة التنفيذ بالنسبة لك، واتسمت بقدر معقول من الصبر والثبات الانفعالي، فقط ثقي بأن ابنك الصغير يشعر بك جيدًا، ويحتاج أحيانًا إلى الاستحواذ على كل انتباهك وصولاً إلى حد الاستغلال فقط؛ لأنه لا يملك عالمًا آخر قريبًا وحبيبًا ومهمًّا جدًّا غيرك أنت، ويصدق ذلك معك أنت تحديدًا أكثر من أبيه.
ولنبدأ إذًا: أتساءل أولاً عن زوجك أبي الولد ذي السنوات الثلاث من العمر، كيف يستقيم فكريًّا أن الأب يفعل الأفعال التي أزعجتك كثيرًا فيما يبدو (مثل قضم الأظافر والعبث بعضوه التناسلي)، كيف يستقيم أنه لا يدري حين يفعلها أنه يفعلها؟ خاصة أنه يفعلها كثيرًا إلى درجة أن ابنه يقلده؟ هناك احتمالان:
الأول أنه نادرًا ما يفعلها، وأن ذلك لا يحدث إلا في بعض حالات الشرود أو التركيز مثلاً في مشاهدة التلفاز أو القراءة أو غير ذلك، وأنه لم يجد من ينبهه إليها ساعة حدوثها، وبالتالي فهو لا يدري أنه يفعلها وهذا مستبعد!.
والثاني أيضًا هو أنه نادرًا ما يفعلها، ولا يحدث إلا في بعض حالات الشرود أو التركيز...، ولكنك حين واجهته فجأة بأنه هو السبب في سلوك الولد المشين خاصة فيما يتعلق بالعبث بالأعضاء التناسلية، لم يستطع أن يتقبل نفسه في هذا الوضع فدفع عن نفسه التهمة بنسيان السلوك.
وفي الحالة الأخيرة يجب أن تكفّي عن نظرات الاتهام والانتقاد وأن تحاولي الاقتراب من زاوية أخرى، ولا تكوني عجولة إذا سمحت فابنك لم يزل صغيرًا، ولم يفعل أي شيء غير طبيعي.
والتساؤل الثاني هو: تعالي هنا أليس من الممكن أن تكوني أنت مبالغة في عدم تحملك واستهجانك لمثل تلك السلوكيات؟ فهي مزعجة جدًّا بالنسبة لك؟ وأنا هنا أنتهز الفرصة للتنبيه والتحذير من اللجوء إلى العقاب للولد بأي شكل من الأشكال الجسدية أو المعنوية؛ لأن ذلك غالبًا ما يعزز السلوك المشين في الطفل، ولو في الخفاء، وساعتها سيصبح أكثر خطرًا، ناهيك عن كل ما يمكن أن يسببه في تكوين الطفل النفسي ويكبر معه!.
لذلك أكرر عليك لا تكوني عجولة من فضلك.
حتى الآن أنا غير قادرٍ على إقناع نفسي كمستشار بأن زوجك لا يدري أنه يفعلها! ذلك أن مرضاي ممن يعانون من اضطراب قضم الأظافر بالأسنان Onychphagia (القهري)، عادة ما يجيئون إلى الطبيب النفسي بأنفسهم مشتكين من تلك العادة السيئة التي تكون آثارها غالبًا ظاهرة في أطراف أصابعهم، وهناك حين نبدأ تدريبات العلاج السلوكي وربما العقاري، نجدهم غالبًا ما يشتكون من عدم قدرتهم على ضبط الرغبة في قضم الأظافر في لحظات الشرود التي أشرت إليها، المهم أنني لم أجد مريضًا واحدًا من مرضى قضم الأظافر الكبار والصغار لا يدري أنه يفعلها! واقرئي من على صفحات استشارات مجانين الرابط التالي : نتف الشعر وقضم الأظافر
وما ينطبق على قضم الأظافر ينسحب نوعًا ما على عادة العبث بالأعضاء التناسلية، فهي أيضًا عادة ما تحدث في نفس الظروف مضافًا إليها خصوصية المكان الذي يكون فيه الشخص وقتها، فغالبًا ما تكون غرفة نومه أو ردهة بيته أو أمام التلفاز وليس هناك من يجب فصلهم عن النفس أي أمام الأهل، وهذه لحظة إذا واجهنا الفاعل فيها بأنه يفعل كذا، فإنه لا يستطيع أن يكون غير دارٍ بما يفعل، فكيف مرةً أخرى لا يدري زوجك بأنه يفعلها؟ هل يفعل ذلك وهو نائم؟
أظنها والله أعلم حساسيتك أنت المفرطة لهذا الموضوع، ولا تغضبي مني فما أنهكت هذا الوتر المشدود في حديثي معك إلا لأنه الأهم في العلاج، وأنا من هنا سأتكلم عن الصبي المبارك الذي ترين أن لديه مشكلة، ذلك أننا دائمًا نقول للمشتكين من سلوك في الطفل الصغير، إن عدم الانزعاج هو أهم خطوة، بل هو الخطوة المبدئية والمحورية في العلاج، ولتفهمي أكثر فإنني
أحيلك إلى الرابطين التاليين:
عادة ولدي القبيحة.. العلاج بالإهمال !
صغيراتي يعبثن بأعضائهن الجنسية !
ومن هذين الرابطين يمكنك أن تستنتجي، أن ما يفعله ابنك قد يكون مجرد تعرف على الجسد في حالة العبث بالأعضاء التناسلية، وموقفك يجب أن يكون عدم الانزعاج، ثم الإهمال حتى يترك تلك العادة السيئة، وبالنسبة لقضم الأظافر فإن الأمر قد يكون أعمق كثيرًا ولا بد قبل أن أكون قادرًا على الرد أن أعرف إلى أي مدى تحدث هذه السلوكيات الوسواسية من أبيه؟ ذلك أن الأمر هنا قد يتعلق بالوراثة الجينية وليس مجرد التقليد الطبيعي في تلك المرحلة من عمر الطفل، أريد معلومات هنا يا أختي، وإن كانت أهمية الإهمال هنا ليست أقل من أهميتها في حالة العبث بالأعضاء التناسلية.
نصيحتي الأخيرة بعد ما سبق هي أن تقتربي من زوجك أكثر، وأن تهتمي بمساعدته في حل مشكلته إن كانت لديه مشكلة فعلاً، فهو الآن لديه الدافع للتغيير، وعليك أن تتصرفي بمنتهى اللباقة معه، وتجنبي نظرات الاتهام ولو مستترة، وحبذا لو وجدت أن الأمر قد يحتاج عرض الموضوع على طبيب نفسي أن تقنعيه بذلك، ودمت سالمة لزوجك وطفلك وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين، فتابعينا بالتفاصيل.
ولمزيد من المعلومات يمكنك متابعة :
طيف الوسواس OCDSD أكل أظافر؟ Onychophagia
ويتبع >>>>>>>: زوجي وطفلي.. قضم الأظافر والعبث بالأعضاء م