زوجي وطفلي.. قضم الأظافر والعبث بالأعضاء
زوجي وطفلي وقضم الأظافر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أشكركم على جهودكم، جعلها الله في ميزان حسناتكم.
أرسلت قبل ذلك استشارة بعنوان "زوجي وطفلي.. قضم الأظافر والعبث بالأعضاء "، أجاب عنها د.وائل أبو هندي، وكان لي تعليق لو أذنت لي يا سيدي.. فقد قلت في رسالتي السابقة ".. لأنه لا يعتقد أنه يقوم بهذه الأفعال من الأصل"..
سيدي لم أقصد منها سوى أنه يكابر عن الاعتراف حتى أمام نفسه أنه يفعل ذلك. مع العلم أني لم أفاجئه مطلقًا؛ لعلمي أن ذلك لن يأتي إلا بعكس ما أريد، وأنا أتعامل مع الولد في هذا الأمر بالإهمال كما ذكرتم؛ حتى أنه نسي الأمر تمامًا عندما غاب والده شهرين في عمله. ثم عاد إليها بعد عودة والده،
ولا أخفيكم فالأمر يضايقني في نقطتين:
الأولى: أن زوجي يصرخ في الولد إذا رآه يعبث بعضوه؛ مما يزيد الولد عنادًا فيقوم بضربه أحيانًا.
الثانية: أن حديثكم جعلني أقلق على زوجي؛ فيده طوال اليوم لا تكاد تهدأ في مكان من قضم الأظافر إلى نتف شعر الذقن إلى العبث في عضوه عن طريق الضغط عليه بيده، وهو يفعل ذلك حتى أثناء نومه وأثناء ركوبه السيارة أمامنا وأمام الناس في الشارع.. لا يمتنع إلا عند تناول الطعام ويعود إليها بعد الانتهاء مباشرة.. يفعل ذلك بيده اليمنى؛ فإذا انشغلت اليمنى في الكتابة أو حمل شيء حلت اليسرى مكانها.
أتضايق من داخلي كثيرًا (ولم أظهر له هذا الضيق مطلقًا).. عندما أكون معه ويفعل ذلك أمام الناس؛ خشية أن تهتز مكانته بين الناس؛ فهو شخصية محبوبة وخدوم للجميع وملتزم أيضًا، ولا أدري ماذا أفعل له؛ فهو لا يريد الاعتراف بالأمر؟
فهل تريدني يا سيدي أن أخبره بما يفعل في كل مرة؟ صدقني يا سيدي بما أخبرتك به؛ فهو بعيد عن المبالغة تمام البعد، وأتمنى أن تخبرني بما ينبغي فعله مع زوجي حتى يعود لنا كما كان منذ سنة، وجزاكم الله خيرًا.
22/8/2017
رد المستشار
الأخت العزيزة، أهلا وسهلا بك وشكرًا جزيلا على متابعتك وعلى ثقتك،
ما يُفهم من إفادتك في هذه المتابعة هو أن مشكلة الولد قابلة للحل ببساطة إذا حُلت مشكلة أبيه، ولا بد عندئذ من الاقتراب من زوجك بلباقة ومحاولة مساعدته على طلب العلاج من تلك العادات السيئة، خاصة أنه سيكون أكثر استعدادًا للتعاون بسبب ما يراه من تأثير لسلوكياته تلك على سلوكيات ابنه.
يمكنك أن تبدئي مثلا بتنبيهه إلى نتف الشعر أو قضم الأظافر كلما فعله، وناقشيه في ذلك الأمر، وفي أن اعتياد ابنكما الصغير مثلا على قضم أظافره قد يتسبب في سنه الصغيرة في حدوث التهابات في أصابعه، وربما أدت إلى إصابته بالميكروبات الانتقالية أو نزيف بسيط؛ نظرًا لرقة الأنسجة، وأن الولد يقلده، ولا عيب في ذلك، ولا ذنب أيضًا على الولد إذا ما قلَّد أباه، ثم أتبعي ذلك بأنك قرأت مثلا على موقعنا أو على الإنترنت -إن خفت من رؤيته للمشكلة- أن نتف الشعر وقضم الأظافر اضطراب من الممكن علاجه، حاولي أن تستوضحي رؤيته للأمور ولو من بعيد لبعيد كما نقول في مصر.
يمكنك أيضًا إشراك أحد من أهله؛ فالمفروض أنهم يلاحظون ما تلاحظين من سلوكياته التي يرفض الاعتراف بها، لست أدري شيئًا بالطبع عن علاقتك وعلاقته بأهله، وأنت أقدر على اتخاذ القرار في هذه النقطة تحديدًا؛ فإن كانت علاقتك أنت وعلاقته هو بأهله تسمح لك ولمن تختارين منهم بالتدخل في هذا الموضوع، وبالشكل المناسب؛ لتوجيهه إلى طلب العلاج.
إلا أن هناك ما يجعلني أشعر ببعض الأمل، وإن كنت أيضًا أشكو من عدم الفهم، وهو قولك في متابعتك هذه: "وأتمنى أن تخبرني بما ينبغي فعله مع زوجي حتى يعود لنا كما كان منذ سنة"، هل يعني ذلك أن زوجك منذ سنة لم يكن ينتف الشعر ولا يقضم الأظافر ولا يعبثُ بعضوه التناسلي؟؟
هل تقصدين أن تغيرًا طرأ على سلوك زوجك منذ سنة، وتمثل فيما تصفين من أفعال محرجة؟؟ هي إذن جديدة عليه؟؟ ومنذ سنة؟ إن صدق ذلك فإن الأمور ربما تحتاج إلى طريقة أخرى في التناول. من هو هذا الزوج؟ وما طبيعة عمله؟ وما مدى توافقه الشخصي والأسري والاجتماعي والوظيفي؟ هل يمر منذ سنة مثلا بكروب حياتية Life Stressors من نوع أو آخر؟؟
إن كون ما تصفين من سلوكيات محرجة بهذا الشكل تصدر عن أب تصفينه بأنه ذو مكانة اجتماعية لائقة كما يظهر من قولك وأنت تفسرين أسباب ضيقك وحيرتك: "عندما أكون معه، ويفعل ذلك أمام الناس خشية أن تهتز مكانته بين الناس؛ فهو شخصية محبوبة وخدوم للجميع وملتزم أيضًا"، كون هذه السلوكيات طارئة يا سيدتي يعني أن البحث عن الكروب الطارئة في حياته هو مفتاح الوصول إلى تشخيص وتوصيف لحالته، وهذا أول طريق العلاج.
إذن تستطيعين أن تزيدي من اهتمامك بمعرفة أسباب تغيره الذي طال ولا تجدينه ينتهي؛ ولذلك قررت أن تتدخلي (بخفة الأنثى الحكيمة) لمعرفة أسباب توتر زوجك؛ فقد يكون هناك ما لم يخبرك به؛ سواء في عمله أو علاقاته الاجتماعية أيًّا كان نوعها؟ حاولي..
كما أختتم باقتراح إن رأيتِه مناسبًا (فأنا لا أعرف زوجك، عليك هنا أنت وزن الأمور) فافعليه، وهو أن تذكري له أنك قرأت ما ورد في الأثر الذي قال: "ثلاثة من الوسواس: أكل الطين، وتقليم الأظفار بالأسنان، وأكل اللحية"، فهل يدفعه ذلك إلى الكلام عما يشغله؟ فكري وتابعينا بالتطورات.