طفلي وطفلتي وقضم الأظافر
السلام عليكم
ابني 3 سنوات منذ حوالي شهر يقضم أظافره بشدة وفي كل وقت، ولا يوجد سبب واضح لذلك، أغدق عليه الحنان، وأحاول تعويضه عن غياب أخته الكبرى في الروضة عمرها 5 سنوات، وهي أيضًا تقضمها منذ الثالثة من عمرها، ولكن أقل منه بكثير حتى إني لا أراها، ولكن ألحظ أظافره أحاول توجيهه وتعنيفه وغمره بالحب ولا جدوى. وهذا الأمر يزعجني بشدة، خاصة مع علمي بأن هذه العادة تنقص الذكاء.
أرجو أن تفيدوني، أكرمكم الله، مع العلم أنه ذكي جدًّا، وأشغل له وقته بألعاب الكمبيوتر والألعاب الحركية والقصص والأصدقاء..
معذرة للإطالة، وجزاكم الله كل الخير..
22/7/20174
رد المستشار
الأم الفاضلة.. أهلاً وسهلاً بك، وشكرًا على ثقتك، أحييك بداية على انتباهك واهتمامك بأطفالك والذي وصلني من خلال إفادتك التي تشير إلى وعيك الدءوب بسلوك أطفالك، بارك الله فيك.
إلا أنني عاتب عليك بسبب استعجالك واختصارك في إفادتك لنا، وأعتقد أن جزءاً كبيراً من معلوماتك التي كان يمكن أن تفيدنا، قد حجب لهذا السبب، وأصبحنا مضطرين إلى الكلام بصورة عامة عن قضم الأظافر بالأسنان في مرحلة الطفولة، فمن ذلك السلوك في الأطفال أشكال عديدة ولكل شكل مآل، وتحديد الشكل هنا هو الذي نحتاج إليه والذي أظنه ممكنًا من خلال الأخت الكبرى التي تستطيع، إن هي كفت عن خوفها منك
أن تصف لك مشاعرها قبل وأثناء وبعد القضم، فهذا يمكن جدًّا أن يساعدنا في تشخيص أو أخذ انطباع عن المآل المحتمل لحالة أخيها الصغير، فأنت تقولين إنها بدأت تقضم أظافرها في سن مشابهة لسنه (أي 3 سنوات)، وإنها لا تزال حتى الآن تقضم أظافرها وهي بنت الخامسة، ولكنها تخفي ذلك عنك.
أنصحك بداية بقراءة ما ظهر على صفحتنا استشارات مجانين عن الموضوع وعما هو في نطاقه من اضطرابات العادات والنزوات Habit and Impulse Disorders، فقط قومي
بتتبع الروابط التالية:
زوجي وطفلي.. قضم الأظافر والعبث بالأعضاء
نتف الشعر وقضم الأظافر
بعض حالات قضم الأظافر Onychophagia، يكون مجرد تعبير أو انعكاس للقلق أو الاكتئاب في سن الطفولة أو عن الرغبة في جذب الانتباه فقضم الأظافر بالأسنان قد يكون أحد سلوكيات جذب الاهتمام Attention Seeking Behaviors، وأحيانًا يكون قضم الأظافر تعبيرًا عن رغبة في الاستثارة الذاتية Self Stimulation، ويكون ذلك من طفل يعيش في بيئة فقيرة من ناحية المثيرات التي تجذبه وتشغل انتباهه، وعادة ما يكون عابرًا في مثل تلك الحالات، ويستجيب لتغيير الظروف المحيطة أو بمعنى آخر تحسينها، ولكنني لا أظن أطفالك في بيئة كهذه، فعلى العكس من الواضح أنك -جزاك الله خيرًا- متفرغة لهم تمامًا، إذاً ما هي المشكلة؟
لا أستطيع في الحقيقة أن أقول أكثر من أن ظهور عرض قضم الأظافر في ابنتك ثم في ابنك في نفس السن تقريبًا، وأن استمرار البنت مدة سنتين على تلك العادة، كل هذه أمور تستدعي علمًا أكثر بالظروف والملابسات، والتاريخ الأسري السلوكي للأبوين والأقارب -وأقصد تاريخ الإصابة بالمرض النفسي-، لكي نستطيع تحديد نوعية قضم الأظافر، ثم نبدأ بعدها في الحديث عن طريقة العلاج الأفضل.
ومن الممكن بشكل عام أن نقول إن ثلث هذه الحالات يُشفى تمامًا، والثلث الآخر يتحسن تدريجيًّا بصورة ملحوظة، أما الثلث الباقي فلا يستجيب للعلاج بسهولة، إلا أن الثلث الذي يتحسن تمامًا إنما يندرج تحت النوعية العابرة التي أشرت إليها، بينما ينتمي جزءٌ كبيرٌ من الثلثين الأخيرين إلى حالات تشخص ضمن اضطرابات العادات والنزوات والتي تقع في نطاق الوسواس القهري، ولكن كنه وكيفية التصنيف والتوصيف وتحديد العلاج لا يمكن أن يتم من خلال الإنترنت.
ثم ما علاقة قضم الأظافر بالذكاء؟ من قال: إن ذلك السلوك يقلل الذكاء؟ أم أنها ملاحظة لاحظتها أنت وهي أن بعض ذوي الذكاء المحدود ينغمسون في تلك العادة؟ فهي ملاحظة صحيحة، لكنها تدخل من باب الرغبة في الاستثارة الذاتية التي نجدها في الأطفال المودعين في المؤسسات المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، خاصة عندما لا تكون الرعاية داخلها بالمستوى المطلوب.
أعود إذاً إلى حالة ابنك وابنتك أيضًا، لأحسن الظن أولاً وأعتبرها من الحالات العابرة، وأحسب أن عليك بداية أن تقللي من اكتراثك الظاهر بالأمر، فقد يكون مجرد الكف عن محاولات ثني الطفل عن سلوك ما دافعًا له لإيقاف ذلك السلوك، بينما تمثل محاولات منعه بأي شكل دافعًا للاستمرار في ذلك السلوك المرفوض.
وينطبق نفس الكلام على أخته.. جربي لمدة شهر أن توقفي كل اهتمامك بالأمر، وراقبي من طرف خفي، فإن لم تفلح تلك الطريقة فإن من المهم أن تسألي نفسك وزوجك عن وجود تاريخ شخصي لدى أي منكما لذلك السلوك، وكذلك حاولي معرفة ما إذا كان أحد أفراد أسرتيكما مصابا بالوسواس القهري؟؟
وإذا كان الأمر كذلك فإن اللجوء للطبيب النفسي المتخصص يصبح واجبًا، وحسب رؤيته للحالة وتوصيفه لها والطريقة التي يفكر بها سيتم تحديد العلاج، إلا أن من المهم في جميع الأحوال أن تنتقلي من موقف الصراع مع طفليك حول هذه العادة إلى موقف الراغبة في الفهم أولاً ثم الحل بإذن الله تعالى ثانيًا وبمساعدة المتخصصين، وتابعيني بالتطورات