هل أحتاج إلى استشارة طبية ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بارك الله فيكم على جهودكم المبذولة وجعلها الله في ميزان حسناتكم هذه أول استشارة لي على موقعكم الكريم وأتمنى منكم العون
سأقدم بعض المعطيات علها تساعدكم في فهم حالتي ... كنت أعاني من خجل شديد في أوائل سني حياتي وكنت أرهب المجتمعات وهذا ما جعلني منعزلة أغلب الوقت فلم أختلط بالناس ولم أتعلم شيئا وكانت ثقتي بنفسي منعدمة وكنت أرى كم أنا فاشلة.... لقد بدأت هذه الحالة في التناقص مع الوقت حتى دخلت الجامعة وبدأت في التغيير والذي كان صعبا علي إلا أني حصلت على أصدقاء وبدأت أتعلم الحديث إلى الناس وكانت أموري جيدة وكنت سعيدة وفخورة بما حققته لأني من قبل كنت أرى كم أني فاشلة ومستحيل أن أتغير
ما حدث أن حياتي تغيرت جدا وتدريجيا وكنت نشيطة وبعد ذلك بدأت تدريجيا أعود إلى ممارسة هواياتي المفضلة بعيدا عن الناس حيث بدأت أمل من الاجتماعات ومن كل المظاهر وبدأت أنتقد التفاهة عند بعض البنات ودخلت من دون أن أدري في عزلة من جديد لكن هذه المرة ليس بسبب الخجل أو انعدام الثقة ولكن بسبب الملل ..
المهم أن ما حدث هو أني وجدتني بعد زمن وحيدة ومنطوية وأدهى من ذلك حزينة جدا مرت على هذه الحالة أسابيع ومن ثم ارتاحت نفسيتي من جديد وعدت إلى طبيعتي وبعدها عاودتني الحالة مرتان وبينها كلها حالة من الاستقرار وأحيانا أحس بالحماس الشديد... لقد كانت هذه الفترات تدوم لأسابيع قليلة أو لشهر وكانت أغلبها تصيبني في فصل الربيع
أما عما انتابني فسأتحدث عن آخر مرة ... فقد كنت أفضل الوحدة والعزلة وأبقى على الانترنت لساعات وابتعدت عن أصدقائي لأني لم أكن أقوى على الحديث إلى أحد وفقدت اهتمامي بهواياتي تدريجيا حتى بدأت أشعر بالضيق وفقدت السعادة ولم أعد أهتم بنفسي لأني دائما أتساءل لماذا أفعل ذلك فلا أجد جوابا وبهذا تقلصت أعمالي وحتى واجباتي كنت أقوم بها على مضض وبدأ الأمر يشتد وأصبحت جد كسولة ومرهقة بدون أي مجهود
وحدث لمدة أيام فقط أن شعرت بحزن شديد وخواء في داخلي وكنت أتذكر الحوادث السيئة للماضي والتي ربما لم يسبق أن استعدتها وألوم من كان السبب فيها وأعتبرها سبب تعاستي
وكم أن حياتي لن تتحسن ..
وكان من أكثر ما أزعجني هو أني فقدت اهتمامي بدراستي وتغيرت جدا فقد أصبح الأمر صعبا والتفكير والمذاكرة صعبة والأسوأ أني فقدت التركيز وذاكرتي صارت سيئة ولغتي كذلك فكنت أجد صعوبة في الحديث إلى الآخرين ولا أرغب فيها فقد كنت أستوعب كلامهم ببطء وأرتكب أخطاء لغوية تسبب لي الحرج ... ولهذا كنت متأخرة في دراستي رغم أني كنت ذكية.
في وسط هذا السبات والخمول تأتيني أحيانا موجة من الحماس وأشعر في رأسي كأني كنت حبيسة وانطلقت فأبدأ في تدارك ما فاتني لكن الأفكار تكون كثيرة وأريد القيام بالكثير من الأشياء وأقول لنفسي أني سأكون بخير وستكون حياتي أفضل وأتخيل ما سأصبح عليه وقد أبدأ في التخطيط لما سأفعله وأنا أسأل الله أن لا تذهب طاقتي لكن هذه الحماسة لا تدوم طويلا (لا تدوم أكثر من ساعات أو يومين أو ربما أكثر لا أذكر) وأعود إلى جمودي ويأسي وأتوقف عن كل شيء ...لقد بدأت هذه الحالة ترهقني
أما الآن فأنا أشعر بالاستقرار منذ يومين لقد بدأت أخاف وأقلق من تعود حالة الحزن والرهاب تلك إليَّ ... أتساءل إن كان لفقد شخص عزيز دور في هذا ... كما لا أخفيكم وساوسي من الأمراض الخطيرة أحيانا وليس دائما أو الخوف من الموت كما أشير إلى أني على حسب ملاحظتي واستنتاجي المتواضع أنه من بين خالاتي هناك من تملك مثل شخصيتي هذه أي فترات من السبات تتخللها أيام من الانطلاق والأفكار غير المنطقة ....كما أنه عندي أعرض جسدية مزمنة
أتمنى أن تشيروا علي إن كان ما أعانيه خلل أم أني فقط أتوهم لأني سبق وأن أشرت أني قد أتوسوس وإن لم يكن خللا أو مرضا
فبماذا تنصحون وهل علي زيارة طبيب وبارك الله فيكم
25/8/2017
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
النصف الأول من استشارتك يكاد يكون خاليا من وصف أعراض طبنفسية. صفاتك الشخصية تميل إلى العزلة وانتقاد سلبي للذات ولكنك مع كل ذلك تجاوزت هذه المرحلة مع دخولك الجامعة. هناك فترات للحماس الشديد في فصل الربيع وهذا لا يعني بالضرورة وجود حالة من هوس طفيف.
ولكن النصف الثاني من الاستشارة الذي يبدأ بتاريخ ٢٥/٨/٢٠١٧ يتميز بارتباكه. هناك حالة من الخمول وضعف التركيز واعتزال الآخرين. بعد ذلك هناك الحديث عن محاولات يائسة للخروج من الموقع الاكتئابي لا تدوم إلا بضع ساعات. ثم تتحدثين عن حالة من الاستقرار منذ يومين وإشارة إلى فقدان شخص عزيز عليك وأفكار مزمنة عن الإصابة بأمراض خطيرة وأعراض جسدية مزمنة.
يمكن الاستنتاج بأن النصف الثاني من الاستشارة انحدر تدريجيا لوصف مسار معروف من الاكتئاب يتميز بشعور طفيف من الاكتئاب مع أعراض جسدية ونفسية لا تمنع الفرد من ممارسة نشاطه الاجتماعي والتعليمي ولكن هناك مراحل يغطس فيها في اكتئاب عميق. فترات الغطس الاكتئابي هذه قد تكون قصيرة في البداية ولكن أمرها قد يشتد مع مرور الوقت.
التشخيص:
اضطراب الاكتئاب مساره مزمن.
التوصيات:
١- مسار الاكتئاب التي يمكن استنتاجه من رسالتك أقل شيوعا من غيره ويتطلب العلاج بعقاقير مضادة للاكتئاب ولفترة لا تقل عن عامين. يصاحب ذلك مراجعة طبنفسية منتظمة للسيطرة على العوامل البيئية التي تؤدي إلى نوبات الغطس الوجدانية.
٢- مع ذلك هناك من المراجعين من يتحسن فجأة ويتغير مسار اضطرابه إلى نوبات اكتئابية منتظمة كل بضعة أعوام.
٣- لكن تشخيص الحالة عن طريق رسالة غير التشخيص عن طريق مراجعة طبية لفحص الحالة النفسية وتقرير وجود الأعراض وشدتها ودراسة العوامل البيئية والطبية المختلف.
٤- النصيحة توجهي نحو طبيب نفسي ليعطيك التشخيص الأدق.
وفقك الله.
التعليق: أنا أيضا من الجزائر وأعاني من نفس الحالة.