وسواس النظرات
السلام عليكم دكتور وائل
أنا وفاء من تونس أعاني من مشكلة مطابقة تماما (مائة بالمائة) لحالة راسلتك من قبل وهي أم غادة من مصر والتي تعاني من وسواس النظر وحدود الذات، ظهرت عندي هذه الحالة منذ 4 سنوات حيث أنني أكملت دراستي الجامعية وأنا أحاول الانعزال عن من حولي. من ثم يسر لي الله الحصول على وظيفة جيدة كما منّ الله علي بحب كل من يعرفني حق المعرفة إلا أنني كلما تكلمت مع أحدهم أشعر بالإحراج من نظرتي له/لها
علما أنني مسلمة متدينة تقية أثق بالله وبقدرته مما جعل كل أموري ميسرة ولله الحمد. غير أنني منذ واجهت هذه الحالة وثقتي بنفسي بدأت تهتز كما أتحاشى الخروج من المنزل أو التواجد بالأماكن العامة تجنبا لسماع ما يقوله الآخرون عني أو ما يوجهونه لي من كلام جارح.
استشرت طبيبا نفسيا من قبل غير أنه لم يفهم حالتي ووددت أيضا زيارتكم لكن ذلك صعب بعض الشيء بحكم المسافة. لذا أرجو منكم نصحي وإرشادي لأتغلب على هذا الوضع.
في انتظار ردكم بفارغ الصبر، أشكركم على تخصيص وقت للقراءة والرد على رسالتي.
أسال الله أن يوفقكم ويعينكم في عملكم وجزاكم الله كل خير .
4/8/2017
رد المستشار
وعليكم السلام
الابنة الفاضلة "وفاء" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، وعلى طلبك الاستشارة من موقع مجانين.
فعلا حالتك هي وسواس النظر وهو أحد أشكال الوساوس الحسية الجسدية، ويتميز هذا الشكل من أشكال الوسواس القهري بأنه من أكثر الوساوس سرية بالنسبة للمريض وهذا يزيد من صعوبته بسبب عجز المريض عن اختبار الفكرة واقعيا هل هي صحيحة أم لا ؟ وهو ما يتسبب في إدامة المشكلة.....
فما يحدث هو أن المريض يسقط في فخ مزدوج مكون من فكرتين :
الفكرة الأولى: هي التي تتعلق باتجاه نظرات عينيه سواء كان الاتجاه لعورة الآخر أو لعينيه أو وجهه أو شفتيه ...إلخ فيظن المريض أنه عينه -إذا لم يسيطر عليها- تنظر صوب العورات أو الوجوه ..إلخ وتركز عليها أكثر من غيره وبشكل ملحوظ للآخرين.... وبينما يثبت اختبار الفكرة أو الملاحظة المحايدة عدم صحة ذلك فإن لجوء الشخص إلى السرية المطلقة في كل ما يتعلق بهذا الأمر تؤدي إلى إدامة المشكلة.
الفكرة الثانية: هي التي تتعلق برد فعل الآخرين من وجهة نظر المريض حيث نجد المريض متأكداً من أن الآخرين يلاحظون نظراته ويعرفونها ويكونون فكرة سيئة عنه بسبب ذلك، وربما ينتقدونه في غيابه أو يتلامزون عنه فيما بينهم ... لكنهم لا يفصحون له عن ذلك حتى لو وأتته الجرأة وسألهم سؤالا صريحا !
وبهذا يسقط المريض بين فلقي الرحى فلا هو قادر على الكف عن مراقبته الدائمة لحركات عينيه ولا هو قادر على منع نفسه من مراقبة ردود أفعال الآخرين وقراءة أفكارهم وانفعالاتهم ... وهذا ما يجعل التحاشي أسلم الحلول أيا كان شكل التحاشي.
يحتاج العلاج من هذا الوسواس يا "وفاء" إلى مزيج من العلاج العقاري والمعرفي السلوكي، ونصيحتنا هي أن تطلبي العون من طبيب آخر شريطة أن تكوني قادرة على توضيح المشكلة له ويمكنك طباعة استشارة "أم غادة" وعرضها عليه......
واقرئي مبدئيا (أو بمعنى أصح ذاكري مقالاتي) عن العلاج السلوكي للوسواس القهري بشكل عام:
العلاج السلوكي للوسواس القهري مقدمة
العلاج السلوكي للوسواس القهري1
العلاج السلوكي للوسواس القهري2
العلاج السلوكي للوسواس القهري3
واقرئي كذلك:
وسواس النظر والفعل القهري القسري والاندفاعي
وسواس النظر والملامسة: وسواس قهري
ثم اكتبي لنا قائمة بكل ما تتجنبين، وبكل ما تتخذين من احتياطات: احتياطات الأمان، سلوكيات التأمين والوسواس القهري لإخفاء المشكلة، ولا تخجلي من السؤال.
وفقك الله.
ويتبع >>>>>: وسواس النظر للعورات : السرية واحتياطات التأمين م