بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الدكتور وائل أبو هندي؛
دكتور وائل لقد أعجبت بكتاباتك حول الريجيم ومخاطره حيث أنني أشعر بصدق كلامك من خلال تجربتي الشخصية، فعندما أنوي إتباع حمية تزداد رغبتي في الطعام ولا أستطيع المقاومة، لكن أرجو منك أن تدلني على الطريق الصحيح إلى إنقاص الوزن
أنا الآن متوسطة لكن أمي وخالاتي سمينات، وهذا يخيفني جداً، وأنا ربة منزل ومضطرة للطبخ والأكل مع زوجي(وهو يعاني من وزن زائد)،
مع العلم أنني أشتهي الطعام كثيراً.
2/8/2004
رد المستشار
الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين، وشكرا جزيلا على ثقتك، الحقيقة أن إفادتك هذه تثبتُ ما قلناه كثيرا من أن الخوف من فقدان السيطرة على الجسد وحدوث البدانة بالتالي يجعلان حياة كثيرات من نسائنا تدور حول محاولات ضبط الجسد والوعي المتواصل بالوزن، وهي حياةٌ في معظم الأحوال صعبة، كما تؤكد سطورك ما قلناه من أن الحرب على الجسد حربٌ خاسرةٌ بكل تأكيد لأن الجسد يحكم نفسه بنفسه من خلال آلياتٍ لم يفهمها أحدٌ بالكامل بعد.
لست أدري لماذا تجعلين هدفك هو أن تعرفي الطريقة الصحيحة لإنقاص الوزن؟ مع أن ما تحتاجين إليه، وتحتاج إليه كل التائهات في متاهات الحمية، هو إصلاح العلاقة مع الجسد ومع الأكل، وهو ما نستطيع نحن بفضل الله تقديمه من خلال برنامجنا المعرفي السلوكي المستمد من السنة النبوية الشريفة، والموجود في عددٍ من إجاباتنا السابقة مثل:
ماذا نفعل مع الطعام في الأوقات الحرجة؟
أفش خلقي في الأكل
تأرجح الوزن ونوبات الدقر (الأكل الشره)
الإنجاز يعين على الإنجاز، متابعة تأرجح الوزن
البدانة والحالة النفسية
البدانة ما هي؟
البدانة والاكتئاب
لست بدينا أصلا: والله أعلم
فخ الصورة: أول الملف، متابعة
فتح حوارٍ نفسي: مع ذات السؤالين! متابعة
اضطراب نوبات الدقر (الأكل الشره)
أنا سمين، ويقولون: غبي!!! (مقاييس النجاح)
فقط لأثبت جدارتي: حمية وترجمة ومعارض
الأصل وصورة المرآة: وما أدراك ما المرآة
هل البدانة مرض؟
البدانة من الجمال إلى القبح؟
مسارُ البدانة من الصحة إلى المرض؟
كذبٌ واكتئابٌ داخلي: في عبادة الصورة
ما يحدثُ لك وأنت تقرئين تلك الإحالات أو ما لم تقرئي منها من قبل يا عزيزتي، هو فرشة العلاج المعرفي اللازمة لتطبيق الجزء الأول من برنامج العلاج السلوكي المستمد من فهمنا لسنة سيد الخلق في الأكل التي نؤمنُ بها، ومن معلوماتنا العلمية التي نفهمها الآن، أو لعلنا نلحظها ولم نفهم بعد، أي ما تزال غير مفسرة علميا، ومن فهمنا كذلك لأساليب العلاج السلوكي وفلسفة الإسلام في الأكل وفي صور الأجساد.
وكما تعرفين فإنه على قدر الاختلاف في الفهم أو التفسيرات وعلى قدر ما توجد توجهات وبرامج تنحيف، على قدر ما لا ينكر عاقل فشل جل محاولات التدخل بغرض تغيير صورة الجسد، أو بألفاظٍ أبسط كل مراهن ضد جسده سيخسر الرهان وكل مقاتل ضد جسده سيخسر القتال، ولو بعد حين.
إذن فما تحتاجينه هو كيف تنضبط علاقتك بالأكل وبالجسد، فبدلا من أن يكونَ الجسد هو ذلك المرتعد الفرائص خوفا من البدانة كما في حالتك، أو ذلك المكروه عند البدينات فعليا اللاتي يجلدن ذواتهن أمام المرآة يوميا، يصبح هو الجسد الذي إذا دربت نفسك ودربته على أن يستعمل بالطريقة التي خلقه الله ليعمل بها (وهذه دعوة مفتوحة للتريض بغض النظر عن كل الظروف لأنه مفتاح النجاة في مثل حياتنا)، قادرا على ضبط نفسه بنفسه، وإذا استطعت فهم الطريقة التي يتكلم بها جسدك تعبيرا عن حاجاته، فعرفت كيف تفرقين الجوع الذي يلزم الأكل، من الشهية التي يختلف الحكم فيها من وقتٍ لآخر ومن فرد لفرد ومن حال لحال، وإذا نظرت إلى الأكل على أنه نعمة في حد ذاته بغض النظر عن قيمته الدولارية (أقصد المالية)، وإذا كنت ستستطيعين التخلص من التعلق بالصورة وتنشرين ذلك فيمن حولك.
إذا وجدت أنك على استعدادا فعلاً لتغيير تلك المفاهيم وتطبيق تلك الخطوات، والعمل على نشرها بين القريبات منك ولديهن نفس مشكلتك وهن كثيرات، فتأكدي أنك ستقدرين على التفاهم والتحاور مع جسدك ولن يبقى شبح البدانة مطلاًّ على وعيك، اقرئي وابحثي وتابعيني بالتطورات