خطيبي مدلل لا بل مريض نفسياً م1
الحقوا ابني أرجوكم
لقد أرسلت إليكم خطيبة ابني مشكلته من قبل بعنوان خطيبي مدلل؟ لا بل مريض نفسي، وقد قالت لي ما هو فحوى ردكم عليها وتألمت كثيراً لما نصحتموها به وسلبتموها وسلبتموني الأمل فنصحتموها بأنه لا فائدة مطلقاً وأن الأفضل أن تتركه وذلك حتى لا تندم، فإذا كان هذا حالها وهى صاحبة قرار فكيف حالي وأنا أمه وقلبي يتقطع في كل يوم 100مرة على حاله، ولقد جعلت أخوه أن يحضر لي رسائلها وكنت أأمل أن يكون كلامها غير صحيح أو أن الحقيقة أهون
ولكني فوجئت بقسوة ردكم وصعوبة حالته والتي لم أكن أعلم عنها الكثير وأنى لا اعلم بالطب النفسي الكثير فلن أفهم المصطلحات حيث كانت خطيبته هي التي تتولى جميع أموره وتقوم بتوصيل الفلوس من والده وتتابع مع الدكتورة، وقد عرضت عليها الرسائل وعلقت بأن جميعها صحيح وأقل من الواقع قليلاً وعندما طلبت مساعدتها قالت أنه امتنع عن المجيء وقد كلمته أكثر من مرة وقد وعد كثيراً بالمجيء لم ينفذ أبدا وعده وقد نصحتني بألا أسانده عاطفياً بعض الشيء وقد قال لي الكثير أن أطرده لأدفعه لتحمل المسئولية ولكنها قدرت أنني أم لن أستطيع هذا وإذا كان الحل هو إيداعه بعض الوقت بمصحة فانا لا أملك هذا وإنني قليلة الحيلة ولا أستطيع التخلي عنه ده ابن عمري كان في الفترة الأخيرة بيرسل إلى أماكن كثيرة ليجد عمل وجاءت فرصة عمل ذهبية أشرقت معها آمال كثيرة وذهب للمقابلة والتحق بالعمل وذهب لمدة يوم واحد ولم يذهب بعدها
وأنا أرى أنه الآن انتهت كل الحجج فاقتنعت أن المشكلة فيه حسبي الله ونعم الوكيل في أبيه لأنه سبب كل اللي إحنا فيه لأنه إنسان مش طبيعي وأنا زهقت كل الناس بتتهمني أنى أنا السبب لأني بدلعه وكنت مدلعاهم جداً لكن وآه أقسو عليه واتخانق واستجاب لأنه بيخاف على زعلي ويقول لي "هاروح بكره" وما يرو حش أبوه بعامله كويس جداً الفترة دي وبيقولنا بالراحة عليه ده عايز مسايسة وبرده مافيش فايدة شوية يقول أنا مش في نفسي مهنياً علشان هو مهندس معماري وشوية يقول إن الشغل ده مش مجالي وشوية يقول أن مفيش حد فاهمه وإنه تعبان وبيترعش رغم أنه من فترة فاتت كان بقى كويس جداً وتحمس لكل حاجة في الحياة وقال أنه حيشتغل وحيروح يقابل أهلها تانى بعد أسبوع من العمل
ولكنه بعد قليل من الوقت والذي لم يوفقه فيه الله لعمل رجع لهذا الحال وأنه يأكل بشراهة كبيرة وأصبح له كرش كبير ويدخن كثيراً جدا وينام طول النهار ويستيقظ في الخامسة أو السادسة بعد الظهر وقد أخذت من رسائل خطيبته – التي تركته كما نصحتموها ولكنها تتصل بي كل يوم وتطمئن عليه وهى بنت حلال أنا يمكن مش شايفة أنه لازم يجوز دلوقتى وهو كان صريح معاها من البداية وهى محدش أجبرها أو طلب منها إنها توقف جنبه كان صرف الفلوس أو حتى ضيعها دي فلوسه وهو حر وأنا قلت له ساعتها أنه يا ابني محدش ليه حق يسألك عنها وبس برده قلت له إنها بنت حلال جداً وإن ربنا عوضه عن حياته بيها وبأهلها ناس كويسين جداً وطيبين وبيحبوه وخايفة عليه من عقاب ربنا علشان ربنا ما بيرضاش بالظلم بس هو والله بيحبهم بس حظه وحش ومش عارفة ربنا عمال يضيقها عليه ليه بس في مرة الشغل الأخيرة قلت له إنه كد يتبطر على النعمة بس كأني بأدن في مالطة وكمان كان في فلوس كانت أعطتها له صديق لكي يشغلها ببقول أنها ضاعت وهما حوالي 2500جنيه وكمان باع الشبكة بتاعة خطيبته وصرف كل الفلوس
وخطيبته عارفة كل ده وبتقول إنه عنده شره غريب للصرف على الأكل وبس يعنى كان بيصرف في اليوم الواحد حوالي 300 او 400 جنيه على الأكل مثلاً يقعد في مكان شيك أو يشترى أكل من أماكن غالية قوى ويجيب لأخوه الصغير ملابس ولكنها لم يصرفها في شيء ملحوظ علشان اللي حواليه ما يلاحظوش إنه كدب لما قال إن الفلوس ضاعت وخطيبته هي اللي قالت لي أنه اعترف لها بكدة وده طبعاً إللى حصل مع الفلوس بتاعة جوازهم وكانت 11000جنيه وفلوس صديقته وكانت2500جنيه وكمان فلوس ثمن بيع الشبكة يعنى مش اقل من 3000جنيه ولا أدرى ماذا أفعل وأنا أرى ابني بيضيع وقد تركته من كانت له سنداً وأنا دلوقتى عرفت هي كانت شايلة عننا قد إيه بس برده زعلانة منها أنها سمعت كلامكم بعد ما يئست أو يمكن زى ما بتقول أنها عملت كده علشان تحسسه أنها خلاص بتضيع ويتحرك وأنا عارفة انه حقها هي مش حتفضل جنبه العمر كله بس كمان هو مش لازم يجوز دلوقتى أنا تعبت وعايزاه يشيل عنى وأخوه اللى أصغر منه مباشرة سانده في البداية وكان متعاون مع خطيبته ومع الدكتورة وبعدين بقى بيتهرب من المسؤلية واللي أصغر منه لما أطلب منه حاجة بيقول وأنا مالي أما أصغر واحد فدة في أولى ثانوي يعنى لسة صغير وهو دة اللى بيخليني مش قادرة حتى أسيبلهم البيت علشان زى ما بيقولولى يتحملوا مسئوليتهم إن اللي حيحصل إن اللي معاه فلوس حيجيب لنفسه أكل واللي مش معاه مش حيجيب وعلشان كده بحب ابني اللي أنا باكتب لكم علشانه قوى علشان حنين ولما أتجوزت أنا بعد باباه كان هو بيشتغل وساعدني في الجواز،
هو أهم ناس عنده في الدنيا عنده أنا وأخوه الصغير وخطيبته ومن كتر ما بيحبها وحاسس أنه مش قادر يعمل لها حاجة كويسة طلب منها كثير إنها تبعد عنه يمكن يكون هو ده الحل أرجوكم ساعدوني أنا أم وبتقطع علشان ابني وكمان لازم أبوهم يعرف انه السبب وأكيد هو مش طبيعي أكيد مريض ده العيال كلهم مش طايقينه وبيكرهوه وتعبانين نفسياً وأنا كمان حاسة إن أنا تعبت من الحمل اللى أنا شايلاه لوحدى ومحدش مقدر وحاسة إن أنا عايزة أتعالج زى خطيبته ما تعبت هي كمان وبتتعالج من الإحباط اللى هو جابهولها لأنها دلوقتى بقالها حوالي سنة ونصف مستحملاه وبتحاول تساعده من غير ما تزهق ولا تمل وعندها أمل كبير في ربنا وبتجيله يا عيني من جسر السويس للمقطم علشان تأخذه للدكتورة أو لمقابلة شغل ولا حتى علشان تجيب له هديه أو تتكلم معه وهو ما يرضاش يروح معاه ولا حتى يركب معاها رغم إنه بيتعذب لأنه بيعمل فيها كدة أنا خلاص مش فاهمة حاجة ومش عارفة أروح فين ولا أعمل إيه
أرجوكم عايزة حل بجد وأكون اقدر اعمله من ناحية الفلوس أو العواطف كام وكمان يكون سريع لأنه لو ما رحش الشغل ده أبوه مش حيجبله شغل تانى ولا حد حيساعده كل الناس تخلت عنه وكمان خلاص سنه كبر وكل ده لسة ما ابتداش حياته وأنا تعبت ومش قاعدة طول العمر ده لو مت وسبته إخواته وأبوه حيرموه علشان كلهم زهقوا منه خلاص وعايزني أنا كمان أرميه يعني يا ربي لو كان مدمن والعياذ بالله.
5/8/2004
رد المستشار
أهلاً ومرحباً بك على صفحة الاستشارات على موقعنا مجانين، فأنت طرف آخر هام من أطراف مشكلة خطيبي مدلل؟ لا بل مريض نفسي، وقد سعدت بإرسالك لنا لعل مشكلة ابنك تبدأ في الحل.
سيدتي أحب أن أوضح لك أنني حين أرد على أي مشكلة فإنني أوجه كلامي إلى من أرسل لي المشكلة أي الشخص الوسيط بيني وبين صاحب المشكلة، وعادة ما يبعث إلينا هذا الوسيط فعادة ما يعبر عن مشكلته هو الشخصية أكثر من رغبته في حل مشكلة الآخرين!
فمثلا حين أرسلت إلى آنسه تشكو أن أخيها مدمن فلم يكن ردى عليها يتعلق بتخلص أخيها من إدمانه بل وجدت أنها تعانى من مشكلة أخرى وإن كان لها علاقة بإدمان الأخ- وهى صعوبة أن تحب وتتزوج حين يعرف الناس أن أخيها مدمن.... أرجو أن يكون المعنى الذي أردت أن يصل إليك واضح من خلال المثل السابق!!
وحينما قمت بالرد على خطيبة ابنك السابقة فقد كنت بذلك أرد على مشكلتها هي، نعم وقد رأيت أن مشكلتها هي التعلق غير الصحي بل والمريض بابنك والطموح الزائد الذي قد لا تفيق منه إلا بعد أن تضيع سنوات شبابها وإحساسها بصعوبة الفراق... وأرى أن من واجبي أن أشرح لها ايجابيات ما تفعله وسلبياته أيضاً.
وإذا ما عاودت قراءة ردى الأول عليها ستجدين أنني أحسست بمشكلتها وطلبت منها أن تساعده، حتى إذا وصلت في يوم ما أن عليها تركه تكون قد أدركت أنها فعلت ما في وسعها، وهذا الرأي موضح بالتفصيل. وأطلب منك أن ترسلي إليها تحية على قرارها الشجاع بتركه.
من جانب آخر يلزمنا في بعض الأحيان في العلاج النفسي أن نوضح لصاحبة المشكلة ما يحدث –بقدر الامكان- دون مجاملات أو تحيز معها أو ضدها. وعليه كصاحبة لمشكلة أن تتخذ القرار الذي تراه مناسباً في ضوء ما حصلت عليه من معلومات أعطاها لها شخص يرى المشكلة من زاوية أخرى وله خبرة أكبر في التخصص ومعرفة بنتائج حالات مشابهة لحالتها هي.
تعجبت حين قلت أن "قلبك يتقطع على ابنك كل يوم" فإذا كان الأمر كذلك فإن عليك أن تساعديه على التحسن. نعم أين مساعدتك له إذا كنت لا تعرفين حالته بدقة ولا تساعديه على الذهاب للطبيبة وتتركين تلك المهام الصعبة –من الناحية الانفعالية- لتقوم بها شابة في عمر الزهور؟ وبعد ذلك تقولين "هي محدش أجبرها أو طلب منها إنها توقف جنبه"، ولنفرض أن كلامك صحيح لكنكم لم تمنعوها أيضاً من التعلق به كالأم التي تتعلق بطفلها المريض!! لقد حملتموها فوق طاقتها بكثير، إلى أن وصل الأمر بها إلى ما ذكرته "خطيبته بعد ما تعبت بتتعالج من الإحباط اللى هو جابهولها" وحتى اكتشفت أنت الآن ما فعلتموه بها حين قلت "أنا دلوقتى عرفت إنها كانت شايلة عننا قد إيه".
وحتى حين أضاع نقود شبكتها كان تعليقك هو "إذا كان صرف الفلوس أو حتى ضيعها دي فلوسه وهو حر وأنا قولتله ساعتها أنه يا ابني محدش ليه حق يسألك عنها" وذلك بدلاً من تأنيبه على تصرفه وإجباره أن يعمل حتى يعوض ما أضاعه!!
يا سيدتي الطبيبة التي تباشر حالته حينما عرضتم عليها ردودنا علقت على حد قولك "بأن جميعها صحيح وأقل من الواقع قليلاً"... معنى ذلك أن أكثر من مستشار قد اتفق على رأى واحد وبالتالي من غير المتوقع أنني وتلك الطبيبة رغبنا في أن نسلبكم الأمل في شفائه.... بل أن الأمر هو واجب علينا، فإذا كان ابني أو أحد أفراد أسرتي مريض بالسرطان أو السل أو الإدمان أو غيرها من الأمراض لشعرت بشيء من الراحة لمعرفتي بالتشخيص كي أستطيع أن أبحث عن العلاج المناسب ولم أكن لأغضب من الطبيب الأمين الذي أخبرني الحقيقة!! كما أنني أتفق مع الطبيبة في أنه في حاجة إلى دخول مصحة نفسية لبعض الوقت حتى تتحسن حالته أو تستقر –على أسوأ الفروض-
سيدتي محاولتك المستمرة لإلحاقه بعمل ستتعبه أكثر من إفادته! نعم ذلك أنه غير مقتنع بتلك الأعمال رغم أنها فرص رائعة يتمناها أي شاب، كما أنه غير قادر بالفعل على الاستمرار بها فلا تحمليه فوق طاقته... واتركيه يحصل على فرصته في العلاج. لقد حاولتم جميعاً التعامل معه بشتى الطرق منها "المسايسة" ومنها الشدة ومنها المساندة الانفعالية.... وغيرها وكانت النتيجة كما تقولين "مفيش فايدة" و"كأني بأدن في مالطة".
إذا كنتم قد جربتم معه بعض الحلول ولم تنفع كما جربت معه خطيبته السابقة على مدار سنة ونصف محاولات أخرى ولم تنفع أيضاً، فإن الحل هو الاستفادة من خبراتكم السابقة فلا تكرري ما لم يفد، ولا تتعجلي أن يعمل الآن فالمهم أن يكون بحالة نفسية أولاً ثم نفكر في العمل كخطوة تالية. أعرف أن قرار الإيداع في مصحة نفسية قد يكون صعب عليك... لكن هذا الحل الوحيد الذي حسن من حالته من قبل!! وأتخيل أنه القرار الصائب بعد استشارة الطبيبة المعالجة بالطبع. ذلك إن كنت تحبين ابنك بالفعل وترغبين في أن يخرج مما هو فيه. أقول لك أخيراً أن مواجهة الأمر أفضل من أن نظل ندفن رأسنا في الرمال ونتصور خطئا أنه سيتحسن مع الوقت وبدون علاج، ابدأى الآن ولا تضيعي وقتا أكثر مما مضى. وتابعينا بأخباركم جميعا.
*ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الوالدة العزيزة، أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين نقطة كوم وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضلت به مجيبتك المستشارة الدكتورة داليا مؤمن، خاصة وقد تابعت البنت معنا مرة ومرة، وظهرت متابعتها تحت العنوانين:
إذن فنحن عند رأينا ونتمنى أن يجد إصرارنا على إلزامك كأم بالقيام بدورك صدى لديك، وأهلا وسهلا بك دائما على موقعنا مجانين نقطة كوم، فتابعينا بالتطورات.