طالبة الطب والخوف من الفشل
الفشل المتكرر
السلام عليكم ..أنا طالبة بكلية الطب -السنة الثانية.
دخلت الطب عن قناعة وشغف كبير لتعلم هذا العلم، بالسنة الأولى واجهت الكثير من الصعاب في التأقلم، كان نظام الجامعة والدراسة مختلفاً كلياً عما اعتدت عليه في الثانوية، مررت بحالات من التسويف والتأجيل فتراكمت المذاكرة حتى موعد الامتحانات التي كانت نتيجتها رسوبي في كل المواد.
دخلت للدور الثاني ونجحت في مادة واحدة .بعد حوالي أسبوع فقط بدأت السنة الأولى من جديد
(لم يكن هنالك إجازة لأن الجامعة لدنيا متأخرة نتيجة للأوضاع السابقة عندنا)، بدأت من جديد وحاولت أذاكر من بداية السنة وأتابع ولكن مع هذا أصابتني حالة من العلة والخوف والضغط النفسي الذي منعني من دخول امتحانين من أصل ثلاثة لذلك كانت النتيجة نجحت في مادة واحدة والمادتين أعدتهما دور ثاني ثم نجحت.
ودخلت السنة الثانية .. كان الوقت الفاصل بين أولى وثانية 10 أيام، بدأت السنة وأنا منهكة جداً، ومع هذا جاهدت نفسي على حضور المحاضرات والمعمل والذهاب للكلية يومياً لأعود آخر النهار متعبة غير قادرة على المذاكرة.
وهكذا حتى دارت الأيام ودخلت على امتحانات الدور الأول بدون جهوزية تامة، فكانت النتيجة الرسوب في الأربع مواد.
كنت قد قررت أني سأعيد السنة مرة ثانية ولن أدخل دور ثاني لأنني أشعر بإعياء وإرهاق نفسي شديد وليس لدي ما أبذل من جهد نتيجة للضغط. ولكن بعد تدخل الأهل والأصدقاء أقنعوني وامتحنت أول مادتين بضغط شديد خاصة أن المدة بين المادتين كانت قليلة جدا.
وبعد أيام سأمتحن المادة الثالثة وثم آخر مادة. ليس لدي الرغبة في المذاكر، أفكار مشوشة، شعور بالإحباط، شعور بالتعب النفسي الشديد،
لا أعرف ماذا أفعل هل أعيد السنة ولا أدخل للآخر مادتين ؟
لست خائفة من فكرة إعادة السنة من جديد بقدر ما أنا خائفة من ردة فعل أمي تلمح دائما بأني فاشلة وأني سأبقى أرسب وأعيد مع من هم أصغر مني سناً !.
أتمنى منكم النصح ..شكرا جزيلاً
2/9/2017
ملحوظة: أرسلت فاطمة استشارتها مرتين مرة من الطريق الرسمي وأجابها د. وائل أبو هندي ومرة من خلال أيقونة اتصل بنا فأرسلت إلى أ. حسن خالدي وهذا رده
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله أختي "فاطمة"، وأهلا وسهلا بك على مجانين. ونعتذر عن التأخير، ونشكر ثقتك بنا ونقدّر ذلك.
أنت تسألين يا أختاه هل تعيدين السنة وهل تتغيبين عن اختبارين. وكأنك تسألين عن الشيء الثانويّ في نظري هذه المشكلة الدراسية ما هي إلا تجلٍّ لصعوبة التأقلم في كلية الطبّ. لم تذكري لنا شيئا عن طبيعة علاقاتك في الكلية، وهل تحولت من مكان إقامتك، وما هي دوافعك وتطلعاتك من دراسة الطب.
على أيٍّ صدمتك باختلاف الدراسة والمذاكرة عن الثانوية له القسط الأكبر من المعاناة. ولعلّك كنت ممن يذاكر قليلا ويحصل على نتائج جيدة قبل الكلية، فتغير الوضع في كلية الطب تماما. فشعرت بالإحباط وفقدان التوازن. إذا كان الوضع هكذا، تحتاجين لتعديل الطرق القديمة في المذاكرة والمراجعة، مع حفاظ على رباطة الجأش. قد يكون الأمر أهون من ذلك، مجرد هدف معروف وسهل (الاختبارات) لكن طريقة بلوغه ليست الطريقة المثلى بالنسبة لذاك الهدف.
وبالمناسبة لستِ الوحيدة الذي يشتكي من كلية الطب، فهناك إفادات كثيرة (كما سترين في الروابط) في صنف "المشكلات الدراسية" بخصوص كلية الطب وصعوبة الانتقال لها أو الاستمرار فيها. فهي تحتاج لقدرات ذهنية، لكنها أيضا تحتاج لأعصاب من حديد !
تقولين أنك كنت طالبة ممتازة ومنظمة في الثانوية، ثم حصل لك ما حصل في كلية الطب. لن نتحدث عن قدرات ذهنية هنا، لأن الذي يدخل الطب يدخله (غالبا) بكفاءة عالية وشخصية. لكن الذي تغير في نظري هو نفسيتك اتجاه كلية الطب والنجاح فيها عموما. قلقُك تضاعف جدا لحدّ أنه أقعدك وفقدت تلك التلقائية في مراجعة الدروس والعمل عليها. فتكوّن عندك نوع من قلق الأداء، وقلق الامتحانات.
وهجمت عليك الأحاسيس والتوقعات السلبية. ما تقولينه هنا (وحاولت أذاكر من بداية السنة وأتابع ولكن مع هذا أصابتني حالة من العلة والخوف والضغط النفسي الذي منعني من دخول امتحانين من أصل ثلاثة) هي علامات واضحة لاضطراب القلق ونوباته.
أنت لا تحتاجين يا فاطمة إلى تأجيل أو تقديم السنوات.. فما ذاك إلا سلوك تحرّزي لتفادي القلق وعدم مواجهة المشكل، والسنة ستصير سنوات. أنت تحتاجين جلسة مع نفسك بعيدا عن الكلية والامتحانات وفخر النجاح ونظرات الأم ! وتحتاجين مساعدة نفسية من طبيب مختص ربما يصف لك دواء حتى تخف الحالة قليلا وتستعيدي القدرة على المضيّ قُدما بشكل متوازن. فقد دامت المدة أكثر مما يجب، وأكثر من مجرد قلق تأقلم. لكن الأهم هو العلاج النفسي وتعديل أفكارك ووضع برنامج للتعامل مع الأزمة.
بالنسبة للأسرة والأم وانتقاداتها. يجب أن تفتحي حوارا جادا معهم ومعها خصوصا، تشرحين معاناتك وتعبرين بقوة وأدب عن مشكلتك، وأن طريقتها لن تجدي نفعا وإنما هي وضع الأصبع على الجرح المؤلم. كسّري دائرة الصمت معهم، حتى تنالي تأييدهم النفسي على الأقلّ. وحاولي أن تدرسي المواد بشكل عفوي دون التفكير في الاختبارات والنجاح والفشل. وحتى إن شعرتِ بضيق أو انزعاج يحملك على ترك ما تقرئين وتراجعين. فلا تستسلمي. وحاولي إيجاد تلك المتعة وذاك الشغف الذي من أجله دخلتِ الكلية، تلك المتعة والتمتع بما تدرسين هي وحدها من ستقوّيك. أما هذا السباق المحموم لانتزاع الاعتراف من الآخرين والمقارنات لن يزيدك إلا تحطيما.
ولن يستطيع دواء سحري أن يعيد لك أريحيتك وطمأنينتك إنما قد يخفف الأعراض فقط.. وحده الإنجاز والثقة بقدراتك كفيلان بذلك. تكسير الهالة المرعبة عن الاختبارات وعن نفسك لن يكون إلا بوضع جدول عمليّ يومي تلتزمين به بشكل جدي. ثم ترتاحين بعده، فإذا رأيت النتائج في تحسن ستتحسن نفسيّتك. ولا تقعي في خطأ ساعات النوم القليلة بعد التسويف أو قبله ! فإن قلة النوم لا تزيد الحالة إلا سوء.
فضعي برنامجا ولا تكسلي ولا تراقبي الدقائق والثواني. واستعيني بالله ولا تعجزي. وحظا موفقا، ولا تنسي مراجعة المختص.
وتابعينا بأخبارك
وإليك بعض الروابط:
قلق الامتحانات
فشل متواصل... كيف أبدأ من جديد؟
الكماليةُ ( فرطُ الإتقان ) وعدمُ الاكتمال
قلق الامتحان الشديد خطة علاج!
الفعاليات التحويلية أو التضليلية قرب الامتحان
كلية الطب ومعاناة بلا مداواة !
متفوقة ..وفاشلة في الطب
ولاحظي أن الاستشارة الأخيرة قريبة جدا من وضعك