لا أعرف من أنا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا دكتور أنا أشتكي من تقلب المزاج والعصبية والانفعال وعدم الندم وأختار المشاكل لنفسي وأنصدم بالحاضر لا أفكر ماذا يحدث إذا فعلت مصيبة وأكره التعلق بالأشخاص أحب التعرف لكن أخاف من التعلق لأني جربت الفراق مرتين وتعذبت من عمري 14 وأنا إنسانة أحب البنات أكثر من الشباب وأحيانا أحب الشباب أكثر من البنات لا أعرف ماذا يحدث لي كل يوم لي رأي
وكل يوم أحزن وأبكي وأحاول الانتحار وأعذب نفسي وأقول لنفسي عشان أتوب أضرب نفسي وأرجع أسوي مشاكل وأطيح بعلاقة حب من جديد وأخاف والآن أنا أدرس ولم أجد من يصادقني وأريد أن أترك الدراسة وأهرب عن الناس أريد أن أنفرد لوحدي وأحيانا أريد أن أجتمع مع أصحابي أنا المشاعر اللي تزعلني تبقى بقلبي ما تختفي كل شيء يصير لي بالحياة ما أقدر أنساه وكل يوم أتعذب وأحيان أقوول لنفسي لا تعذبين أتكلم مع نفسي وأضرب نفسي وأتمنى أموت وأخاف من الموت بس أقول لنفسي لا تخافين من الموت لأن الموت راحة كل يوم لي تفكير جديد وأكره الزواج بدون حب وأكره أن أحد يتحكم فيني أنا أبغي أفرض شخصيتي أحس أني غير عن الناس وبالجامعة الناس تناظرني ولا أعلم لماذا وصرت أكره حضور الجامعة لأني لحالي وكل يوم لي تفكير أتمنى أكمل دراستي وعقلي يقول ليس لازم أكمل لأن أنا أعيش لحالي وأبقى أتعذب أنا لا أعرف ما هي شخصيتي لكن أعرف أني مرحة خارجيا
ومن داخلي أحس ببكاء وحزن أحاول أسعد نفسي لكن لا أعلم كيف أو ماذا يسعدني وعلاقتي مع والدي ووالدتي جميلة ولكن أنا أنا لا أحترم الناس اللي تعرفني جيدا وأحترم الناس اللي ما تعرفني أنا لدي أكثر من شخصية أحيان هادئة وأحيان عصبية وأحيان مرحة كل شخصية ولها جو خاص وولها أشخاص والآن يصيبني اضطراب بنومي وأصبح يصيبني خوف في الليل كأني أرى أشخاص من كثر التفكير وأنا إنسانة يوميا أفكر ما أقدر أترك التفكير
أنا أحس أني ذكية إذا اجتهدت أحب العلم ولكن أترك كل شيء خلفي أنا أحاول أتجاهل الجروح من الأشخاص وأنتقد الشخص بسرعة وأكره الشخص بسرعة ولا أحب أن أبقى مع أشخاص لا تريدني لأن الوحدة أجمل والموت راحة فكرت أنتحر أكثر من مرة بسبب الفراق من الحب لكن أنا شخصيتي منبوذة بالمجتمع من صغري أنا أفعل حركات لا إرادية وأسبب أشياء ولا أفكر بماذا سيحدث غدا
والله تعبت من كل شيء حتى الفرح صار ما يفرحني صرت أضحك وأنا من داخلي حزن !!!
لكن سؤالي يا دكتور ما هي شخصيتي الحقيقة ومن أنا
27/9/2017
رد المستشار
أشكرك يا "جوج" على ثقتك بالقائمين على موقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية من خلال لجوئك للمستشارين على الموقع ليشاركوك مشكلتك ويساعدوك في تخطيها، بإذن الله...
أولا أذكرك بقول الله تعالى: "...إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..." (الرعد: 11)، فالمسؤولية تقع على عاتقك في التغيير وحتى تقومي بهذه المسؤولية فلابد أن يكون لديكي الإرادة والرغبة في التغيير، فعليك أن تبحثي عن نقطة الإنطلاقة بداخلك للتغيير، فهل ستبدئين بنفسك وتغيرين وتطورين من نفسك ومن علاقاتك الاجتماعية؟؟؟ هل ستقررين أن تخرجي من غرفتك المظلمة ومعاتبة نفسك يوميا ؟؟؟ هل ستضعين لحياتك هدف وتسعين لتحقيقه مع الآخرين؟؟؟.
أنتي وحدك من يستطيع الإجابة عن هذه الأسئلة وفق قدراتك وإمكانياتك وما هو متاح لكي، وإجابتك على هذه الأسئلة بشكل عملي وواقعي وإيجابي ستضعك إن شاء الله على بداية الطريق لتخرجي من الدائرة المفرغة التي تعيشين فيها، وتزيد من ثقتك بنفسك كلما خطوت خطوة باتجاه إنجاز أهدافك في الحياة واتساع دائرة علاقاتك مع الآخرين، إن الثقة تكتسب وتتطور ولم تولد الثقة مع إنسان حين ولد، فهؤلاء الأشخاص الذين تعرفهم أنت أنهم مشحونون بالثقة ويسيطرون على قلقهم، ولا يجدون صعوبات في التعامل والتأقلم في أي زمان أو مكان هم أناس اكتسبوا ثقتهم بأنفسهم.. اكتسبوا كل ذرة فيها.
ذكرتي في بداية مشكلتك أنكي تعانين من تقلب المزاج، وتقلب المزاج هو تأرجح المزاج بين عاطفة وأخرى في مدة زمنية قصيرة جداً تصل إلي دقيقة . يعتقد الرجال أن النساء فقط هم من يعانوا من تقلب المزاج ولكن أي شخص عرضة للإصابة بتقلبات المزاج ومن الأفضل أن تتعرف علي أسباب تقلب المزاج وطرق التحكم فيه ؟
على سبيل المثال فأنت قد تكون سعيد بشكل لا يصدق خلال دقيقة واحدة وتحزن جداً بعدها ثم تعود مرة أخري للسعادة . أحياناً ما تكون أسباب تقلب المزاج واضحة مثل الإصابة بحالة نفسية معينة أو التعرض للانهيار العاطفي . ولكن بعض تقلبات المزاج تحدث بدون سبب واضح . أولئك الأشخاص الذين يعانوا من تقلبات مزاجية حادة قد تلاحظ إصابتهم بمشاكل أخرى مثل الميول للانتحار وتناول المكملات الغير صحية ومشاكل في حياتهم الشخصية والمهنية لذلك، من الضروري التحكم في تقلبات المزاج من خلال طرق محددة .
هناك عدة حالات نفسية تتسبب في تقلبات المزاج ومن المعروف أن هذه الحالات تؤدي إلى تعطيل حياة الأشخاص لدرجة أن المريض يمكن أن يميل إلى الانتحار أو العنف الشديد، فتقلبات المزاج الشديدة ترجع إلي أحد الاضطرابات النفسية التالية . والخبر السار لك هو أن التشخيص المبكر في معظم الحالات يمكنك من علاجها حتى يقوم الشخص باستئناف حياته الطبيعية . ومع ذلك، يمكن أن يعاني الكثير من الأشخاص من تقلبات المزاج في صمت، دون أن يدركوا بأن لديهم مشكلة وقد ينتج عن ذلك سوء فهم لهذه الشخصيات من قبل العائلة والأصدقاء.
وفيما يلي قائمة بالأسباب النفسية وراء تقلب المزاج:
.اضطراب فرط النشاط :
الأشخاص الذين يعانوا من هذا الاضطراب لا يتمكنوا من الحصول علي علاج له ولكن من الضروري التعامل مع حالتهم لأنهم يشعروا بالإحباط بين الثانية والأخرى . الكثير منهم يعاني من اضطراب فرط النشاط بدون أن يدرك خلال حياتهم بدون تشخيص واضح لها . ينتج عنه مشاعر النقص وعدم القدرة على التعامل مع الآخرين بسبب الشعور بالاكتئاب مما ينتج عنه تقلب المزاج .
الاضطراب ثنائي القطب :
المرضى الذين يعانوا من الاضطراب ثنائي القطب يعانوا من تقلب المزاج وهو من الأمراض المنتشرة بكثرة في الولايات المتحدة ويجب طلب مساعدة الطبيب قبل أن يتحول إلي الاكتئاب ينتج عن الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب أن المرضى يعانوا من الكثير من الطاقة وغالباً ما يفتقروا إلى الحاجة للنوم والإسراف في النفقات المالية الخاصة فهم يواجهوا التخبط بين النقيضين . لأنه ينتقل من حالة السعادة إلى حالة الحزن كما أنه غير قادر على ضبط المزاج لكي يتناسب مع هذه المشكلة . .
اضطراب الشخصية :
المرضى الذين يعانوا من اضطراب في الشخصية غير قادرين علي الحفاظ واستمرار أي علاقة بسبب المشاعر المضطربة حول أنفسهم والآخرين .
الاكتئاب :
يتسبب الاكتئاب في الشعور بلحظات السعادة وفجأة التحول إلى لحظات الحزن وبذلك تعاني من تقلب المزاج . فهي أعراض الاكتئاب .
الارتباط بالعواطف:
يرتبط إفراز الهرمونات النسائية بالعواطف التي ترتبط بتلك الإفرازات لذلك من الممكن للتقلبات الهرمونية أن تؤثر بشكل مباشر في الطباع. ففترة تقلب المزاج ما قبل الطمث مرتبطة بانخفاض مستوى البروجسترون أثناء الدورة الشهرية ويتوقف هذا التقلب عند حدوث الطمث.
تتميز هذه الفترة بالاكتئاب. المزاج المتقلب، القلق, التوتر, الغضب. وقد تكون الأعراض شديدة لدرجة التدخل في الأداء الوظيفي والتعليمي والاجتماعي وقد تكون أيضاً الحالة مربكة وتحتاج إلى تدخل علاجي.
ولعلاج التقلب المزاجي نفسيا عليك بالاتي:
أولا: تجنبي التفكير المستمر في مشاكلك ،إذا كان التفكير بدون أي داع أو فائدة فمن المؤكد انه شيء مرفوض تماما ونهايته هي أن ينقلب مزاجك بدون أن تشعري.
إذا كنت سعيدة فابتعدي بقدر الإمكان عن كل ما قد يقلب مزاجك أو يشعرك بالضيق.
ثانيا: لا تتتبعي موقف معين ولا تفكري فيه بشدة إلا إذا كان هناك سبب قوى لذلك, إن حرصتي على ذلك فلن ينقلب مزاجك مرارا بدون سبب .
حتى تتحكمي في مشاعرك فيجب معرفه كيف يحدث التغير في المشاعر
الأول : هي عند التحدث للنفس فبإمكانك تغيير من تفكيرك الذي سبب لك الخوف
الثاني : عند شعورك بالخوف أول مرة حيث بإمكانك منع الشعور من التفاقم.
الثالث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب )) أن القوي من يملك نفسه ويسيطر عليها حينما يغضب ، ليس من لديه عضلات يصرع بها غيره عند الغضب.
وكذلك ذكرتي في مشكلتك أنكي تعانين من العصبية وسرعة الانفعال، فإن سرعة الإثارة والانفعال ربما تكون جزءًا من البناء النفسي للإنسان، وكما تعرف أن الناس تتباين وتختلف في سجاياها وسماتها، والقلق مطلوب كمحسن للدوافع النفسية، لكن بالتأكيد إذا زاد عما يجب فهو مشكلة حقيقية.
من الواضح أن عصبيتك منشأها ربما يكون التكوين النفسي لشخصيتك، وفي ذات الوقت سرعة الإثارة تؤدي إلى احتقانات نفسية، وكما تعرف مثل ما تحتقن الأنف تحتقن النفس وأيضًا، وكلاهما يمكن أن يُعالج.
فعليك أن تتبعي الآتي:
أولاً: نصيحتي الأساسية لك هي أن تضع نفسك دائمًا في موضع الشخص الذي غضبت أنت في وجهه، حاول وبنوع من التفكير المعرفي أن تنقل نفسك هذه النقلة.
ثانيًا: دربي نفسك بأي وسيلة تراها واجعلي لنفسك شعارًا (أريد أن أكون من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس) ضع هذا أمامك، وسر على هذا الدرب.
ثالثًا: أرجو أن تطبق ما ورد في السنة النبوية المطهرة حول كيفية صرف الانتباه عن الغضب وعلاجه، والغضب نار يُطفئ، ويطفئ بالصبر، ويطفئ بصرف الانتباه، ويطفئ بالوضوء، فحين تأتيك مشاعر تغيرات فسيولوجية أولية والتي تظهر في شكل تحفز عضلي في الجسم، هنا غيّر مكانك، وغير وضعك، إن كنت جالسًا فقم، وإن كنت قائمًا فاجلس، واتفل على شقك الأيسر ثلاثًا، وهذا نوع من صرف الانتباه عظيم، وأكثر من الاستغفار وجرب أن تتوضأ مرة واحدة، وصل ركعتين.
بمعنى أنني أريدك أن تطبق هذا العلاج تطبيقًا كاملاً ولو لمرة واحدة، وكما ذكر لي أحد الأخوة – وذكرتُ هذا المثال سابقًا – أنه غضوب جدًّا وسريع الانفعال، وحين طبق ما ورد في السنة النبوية المطهرة ولمرة واحدة فقط بعد ذلك أصبح حين تأتيه بوادر الغضب يتذكر ما أوصانا به المصطفى - صلى الله عليه وسلم – دون أن يطبقه، وهذا يُجهض لديه تمامًا نوبة الانفعال والغضب.
رابعًا: أريدك أن تمارسي الرياضة، الرياضة مهذبة للنفوس، وبالفعل تطفئ نار الغضب.
خامسًا: أرجو أن تطبق تمارين الاسترخاء، هذا دائمًا نرشد به، لأن أسسه العلمية مثبتة وقوية جدًّا من حيث الفائدة.
سادسًا: عليك بالتفريغ النفسي، والتفريغ النفسي هو أن يعبر الإنسان بداخله أولا بأول، ولا يترك الأمور البسيطة خاصة غير المرضية للتكاثر وتكثر وتؤدي إلى الاحتقان والاحتقان يؤدي إلى الانفعال والغضب.
سابعًا: حاول أن تكثر تعاملك مع أشخاص لا يمكن للإنسان أن يعبر عن غضبه بانفعالية شديدة أمامهم، مثل إمام المسجد، من هو أكبر منك، من الجيران، الوالدين، وهكذا، إذن حين تبني هذا النوع من العلاقة سوف تتكون لديك صورة للتعامل الإنساني أفضل، وهذه تساعدك كثيرًا.
أسأل الله تعالى أن ينفعك بما ذكرناه لك، ولا تنس الدعاء في هذه الأيام الطيبة، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.