حبيبتي تركتني
أنا عمري 19 سنة أحببت بنت وهي كذلك بادلتني المشاعر وأحبتني البنت أكبر مني بسنتين
كنت أنوي الزواج منها بالحلال بعد إكمالي الثانوية العامة لكن للأسف بعد علاقة حب استمرت 9 أشهر تركتني بحجة أن أهلها قد أجبروها على الزواج من غيري
وللأسف تركتني
أنا بصراحة لم أعارضها وأعطيتها مطلق الحرية
ووافقت على الفراق
لكن بداخلي نار من الألم خصوصا ألم بعدها
أحببتها بصدق ولا أصدق أن تتزوج غيري
أشعر بحالات من الضيق والاختناق قبل النوم كذلك الكثير من الأحلام تتكرر في المنام تخصها
أريد حلا
أريد حلا حتى أتوقف عن التفكير فيها ومراقبتها
1/10/2017
رد المستشار
إنه الفراق.... ذلك الألم الذي يعتصر القلب، ويدميه بسبب الحبيب الذي كان هو نفسه أجمل ما في الحياة؛ إنه الألم الكبير، بل هو من منعطفات حياتنا خاصة حين يكون الأول، وحين يكون حقيقيا، فالحب هو أجمل ما يتذوقه القلب من مشاعر تحييه بعد ثبات طويل، وبرغم ما يمنحه من طاقة، وحركة، وقدرة على العطاء غير معتادة وحب لكل أحد، ولكل شيء، لمن تذوقه إلا أنه يحتمل الفراق!، نعم.... الحب الصادق الكبير "يحتمل" الفراق!!،
وهذه الحقيقة المؤلمة المزعجة هي النقطة الفارقة في تجاوز ما حدث من ألم في قلب أحب وفارق حبيبه، ولك أترك تلك النقاط لا لتقرأها، ولكن لتستوعبها، وإن لم تتمكن الآن من القيام بها؛ فغدا ستتمكن إن شاء الله:
1-ما شعرته من مشاعر الحب بكل تفاصيله من لهفة، وفرحة، وتوتر، ورضا، وبهجة هي مشاعرك أنت؛ فلا تكرهها، ولا تتصور أنها مربوطة بالحبيب الذي غاب؛ فما فعلته، وما شعرته كان يخصك أنت؛ فحتى مع غياب من أحببت؛ فهذه المشاعر ملكك أنت.
2- جدد "شوفانك" لنفسك... فأنت محتاج أن تمتن لما مررت به؛ فأنت لم يكن لك أن تعرف كيف تكون حالتك حين تحب، ولا كيف تشعر، ولا كيف تعطي، بل وحقيقة ما تملك من طاقة، وصبر، وإبداع، ولا حتى كيف تتألم بصدق، ولا كيف تلملم شتات نفسك بعد حدوث جرح عميق؛ إلا بمرورك بتلك التجربة التي لم تكتمل! فكأنه كان من المهم أن تمر بتلك التجربة "لتتعرف" على ما تجهله عن نفسك وتقترب منها، وتتعامل معها تعاملا جديدا أكثر قربا ومعرفة، ولقد صارت تلك الطاقات بقوتها، وتفاصيلها، والسماح باستخدامها مسؤوليتك وحدك.
3- فقدان الثقة في نفسك، أو في الآخر، أو في الحب مجرد "فخ" نفسي؛ فاحذر الوقوع فيه؛ فالحب بريء مما التصق به زورا من أنه عذاب، أو وهم، أو خرافة؛ فالحب حقيقة، ومن يحب وينوي دفع ثمن الحب من عطاء، وقبول، وصبر، وإيثار حقيقة، ولكن تحتاج أن "تقيم" حقيقة ما حدث في علاقتك تلك... كيف رأيت العلاقة، كيف فهمت الطرف الآخر، كيف لم تتمكن من فهم احتياجاتك، أو احتياجاته، كيف ساهمت في حدوث الفراق، كيف تعاملت مع الظروف، ما هو مدى ثباتك على مبادئك تحت ضغط الحب، كيف تعاملت مع نفسك حين قررت الفراق، أو حين قرر الطرف الآخر فراقك، والكثير من التساؤلات التي تجعلك أكثر نضجا وقربا من نفسك؛ فتتعهد ما تجد فيها من أمور تحتاج لمراجعة، وأمور "تفخر" أنك تملكها، ويمكنك القيام بتلك الخطوة مع صديق مقرب يفهمك، ويحبك، ولا يحكم عليك، أو متخصص نفسي يساعدك.
3- فخ نفسي جديد في الخطوة السابقة مباشرة احذره بقوة، وهو فخ وقوعك في الإحساس باللوم على نفسك، أو الغرق في مشاعر الذنب، أو التقصير؛ فهذه المشاعر هي بوابة الوقوع في الاكتئاب والقلق المرضي في حال زيادتها.
4-ساعد نفسك بعدم الرجوع للذكريات، والاحتكاك بها سواء كانت أماكن، أو هدايا، أو أصدقاء مشتركين خاصة في بداية الفراق؛ وكلما وجدت نفسك ترغب بشدة في الاحتكاك بالذكريات التي تؤلمك، تأكد أنك تحتاج لمراجعة صدق حبك لنفسك، واحتمال أن تكون ممن يتلذذون بالألم الذي يتحول لمعاناة؛ فالألم جزء من الحياة لا يمكن تفاديه، ولكن المعاناة اختيار.
5-تحتاج لقبول الألم، وقبول الفقد، وقبولهما يعني أن ما حدث قد حدث وأنك تقبل أن هذا قد حدث وأنك الآن متألم وإن من حقك احترام مشاعر الألم، ولكنك قادرا ألا تتركه يبلعك؛ فيقضي على الأخضر واليابس في حياتك؛ فنحن نتمكن من الفرح رغم وجود مشاعر الألم، ولكن مع المعاناة تتلون الحياة كلها بلون داكن يمنع الإحساس بأي مشاعر سوى المرارة، ويظل الخاسر هو أنت.
6-امنع نفسك بكل الطرق متابعة أخبار الطرف الآخر؛ فهو جزء من منظومة التلذذ بالألم فانتبه، وساعد نفسك بطلب مساعدة ممن تثق فيهم.
7-تذكر أن إتمام العلاقة بين اثنين هي "مسؤولية" الإثنين، ومادام أحدهما تخلى عن إتمامها؛ فكل جهد مهدر، وكل ألم معاناة، وكل أمل هو محض زيف.
8-انخرط في أنشطة تحبها، أو كنت تحبها؛ لتعود رويدا رويدا لنفسك من جديد، اجلس مع من يحبك، ويتحمل ألمك، وحزنك دون وعظ، أو تسفيه مما حدث، وعبر عن ألمك بكل الطرق الممكنة كلام، خواطر، رسم، فن،هوايات أخرى، الخ.
9-حذار أن ينصحك أحد بأن تنساها بعلاقة جديدة؛ فهذا هو الظلم والألم بعينه لنفسك، وغيرك..أنت تحتاج هدنة لتبدأ من جديد بصدق.
10-قيم تجربتك بعد فترة لا تقل عن ٦ أشهر بحيادية؛ ستجد نفسك ترى أمورا لم يكن لك أن تراها وأنت داخل التجربة، أو بعدها مباشرة
11- تأكد أن خروجها من حياتك، ليس معناة تنكر لها، ولا دفنها، ولا قطعها من داخلك؛ فهي جزء من رحلتك أنت في الحياة، ولكن قبولك لفقدانها؛ سيكون هو أصح ما يمكنك فعله؛ لأنه يجعلك أنضج ممن تخيلوا زيفا أن نسيان شخص يكون بإنكاره، أو قطعه من داخله؛ فمن يفعل ذلك كاذب واهم لم يتخلص حقا مما حدث؛ فانتهاء شخص من حياتنا لا يحتاج في حقيقته بعد قبول الألم، والفقد إلا "قرار"؛ فكلما بعدت عن اتخاذ قرار بإنهاء وجوده كما كان بداخلك كلما ظللت في ألمك لمده أطول؛ وأقتراح عليك أن تحترم مشاعرك، وتقبلها أولا وتأخذ وقتك في ذلك دون غرق؛ لتتمكن من أخذ القرار الصادق بغيابها عن حياتك، حتى مع وجود ذكراها بداخلك..دمت طيبا معافى يا ولدي.