فيتشية القدم والميول المثلية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أولاً: أود أن أشكر سيادتكم على سرعة الاستجابة والاهتمام برسالتي فيتشية القدم والميول المثلية.
ثانياً: أود أن أعترف لك أن إجاباتكم بالرغم من أن بعضها غامض أو ربما لم أستطع فهمها (وهذا ما سأوضحه فيما بعد)، إلا أنها أعطتني بعض الأمل، يكفي أن اعرف أن ما أعاني منه له مسميات طبية معروفة وأنني لست حالة فريدة كما كنت أتصور.
ثالثاً: أود أن توضح لي تلك النقاط:
أ- لقد قلت: "ولا بد أن تكونَ مستعدّاً لمشوار علاجي الطويل " كم من الوقت تقريباً (بحد أقصى) دون القول هذا يعتمد عليك، أنا أريد أن أعرف في أسوأ الأحوال كم من الوقت محتاج للعلاج؟".
ب- لقد قلت: "فيتش القدم والمازوكية فأمرهُ قد يكونُ أصعب من ناحية العلاج ولكنه ممكنٌ أيضاً لأن حالتك لا يبدو فيها الفيتش أكثر من مثير، لكنه ليس شرطاً لازماً للنجاح في إتمام الفعل الجنسي".
1- هل فيتش القدم -كما تقول- هو الإثارة من رؤية قدم الرجل أم الإثارة من رؤية القدم عموماً؟.
2- وإذا كان هو الإثارة من رؤية القدم عموماً، لماذا تتم إثارتي من قدم الرجل وأنا كنت طفلاً وليس العكس؟ أليس هذا اتجاه للمثلية بالفطرة! فأنا لا أثار من قدم المرأة على الإطلاق!.
3- ما معنى قولك أن حالتي لا يبدو بها الفيتش أكثر من مثير؟.
4- هل يمكنني الشفاء من "Homosexual Foreplay" كما ذكرت وما زلت أعاني "Foot Fetish"، علماً بأنني أول ما أثار منه ويجعلني أرغب في الرجال هو أقدامهم! وإذا كانت الإجابة بنعم فكيف أتعالج من اتجاهاتي المثلية المتمثلة في ال"Homosexual Foreplay" وأنا ما زال عندي ما يثيرني تجاه الرجال وهم وبكل أسف وغباء! القدم!.
5- وما معنى السمات المازوكية؟ علماً فإنني لا أتلذذ بتألمي من الركلات فيّ كما ذكرت بالحلم، ولكن كما أعتقد أنها المبرر الوحيد الذي كان يجعلني بقرب من القدم! فأنا لست سادياً أتلذذ في تعذيب نفسي؟ وما علاقة مرضي بالمرض الذي عرفته من الدردشة ألا وهو "Masters & Slaves".
ج- لقد قلت: "وأن تتوجه إلى أقرب طبيب نفسي متخصص"
1- كيف لي أن أعرف أن ذلك الطبيب متخصص في علاجي وأنا في تلك الحالة المركبة والفريدة إلى حد ما؟ هل وجود مسافة بين المريض والدكتور النفسي تقف عائقاً أمام العلاج؟ علماً بأنني في الجامعة الآن وصعب أن يتم إهمال الدراسة.
2- طول فترة العلاج يؤكد انه قد يحدث انقطاع عن العلاج لأي سبب كان؟ هل عند الانقطاع عن العلاج سيتم علاجي من البداية في كل مرة انقطع فيها؟!.
3- هل تم النجاح في علاج حالات مثلي من قبل عموماً؟ وهل قمت بعلاج حالة مشابه لي من قبل؟.
4- إذا كان البعد والسفر عامل سلبي في العلاج؟ هل تعلم أنت مكان طبيب نفسي متخصص لحالتي قريب من مكان إقامتي بصفة أنه بالتأكيد سيكون عند سيادتكم صداقات ومعارف أكثر مني قد تفيدوني في ذلك الموضوع تحديداً؟.
د- لقد قلت: "وأما العقاقير فقد نحتاج إليها فقط في حالة الاكتئاب"، فأنا أطمئنكم أن ما زال لدي بقية من خفة ظل ومرح أظهره عندما أكون مع الآخرين لأخدعهم وأهرب من تساؤلاتهم التي قد يسألونها لما يرونني حزين، لكن حين أخلو بنفسي أتذكر وحدتي التي سأقاسيها من عدم الرغبة في الزواج وعدم تكوين أسرة مستقرة، وقد اكتئب قليلاً لأنني قد سلب مني أجمل شيء في الحياة وهو أن يكون لي حبيبة صادقة مخلصة أهبها رومانسيتي الهادئة، فأنا رومانسي لدرجة أنني أستطيع تأليف أشعار يقول بعضهم أنها جيدة! ياله من فقدان شيء غالٍ.
ربعاً: أود أن أوضح بعض النقاط لسيادتكم (لمعرفة السبب الحقيقي وراء رغباتي المثلية):
1- أعتقد أن ميولي في الطفولة تجاه البنات بشكل مبالغ فيه لم يكن طبيعياً، بالرغم من عدم إثارتي من الأولاد -ولا من البنات بالطبع- في ذلك الوقت، ولأنني كنت دائماً أجد أن مزاح البنات مرح ولطيف وأني لو كنت بنتاً للعبت معهم حتى بعدما أكبر دون اعتراضات (من الأهل أو المدرس)، ودون الحاجة إلى مزاح الأولاد السخيف والعنيف؟ (هذا قبل أن تحدث لي إثارة للأولاد) فهل هذا دافع للمثلية؟.
2- لقد تذكرت موقفاً غريباً لا أعرف معناه! أتذكر أن عمّاتي وأنا صغير (6 سنوات) كن يطلبن مني أن أرقص! بل ويقلن لي لا بد أن يكون الرقص مصاحباً بدلع! بالطبع كان هذا بحسن نية! ولكنهن كن يحزمنني ويصفقن لي، لم أكن أفهم ولم أرفض أو أخجل! فهل محاولة الآخرين في حملي على الرقص (أفعل أفعال البنات) يعتبر دافعاً للمثلية؟.
3- لقد قالت لي والدتي أنها كانت تريدني أن أكون بنتاً لأنها رزقت بالولد قبلي (أخي الأكبر)، فهل رغبة الأم لها تأثير على رغباتي المثلية؟ علماً بأنني لا أذكر أنني لبست ثياب البنات على الإطلاق.
4- لقد سمعت والدتي صدفة تقول عن سيقاني جميلة وناعمة وتتمنى أن تكون لأختي بدلاً مني! هل هذا دافع في اتجاهاتي المثلية؟ أنا لست وسيماً للغاية ولكن بعض الأماكن في جسدي ناعمة! على الرغم من أن علامات الذكورة الظاهرة لدي من ذقن وشارب وشعر العانة والإبط وشعر الساق! بالرغم من نعومتها! فهل جسدي الناعم دافع للمثلية؟.
5- ما أخجل منه أنني عندما رأيت الثلاثية لنجيب محفوظ وأدركت أن "أمينة" كانت تغسل قدم "سي السيد" تمنيت أن أكون "أمينة"! يالها من أمنية حقيرة؛ ليس فقط أنثى ولكن أنثى مغلوبة على أمرها؟ وهذا كان بالطفولة- هل كان هذا دافعاً للمثلية؟.
6- أنا في الكبر لم أحلم قط أنني أقوم بعلاقة مع بنت، كل أحلامي كانت شاذة؟ هل هذا يعقد الأمر علماً بأن الإنسان غير قادر على التحكم في أحلامه!.
وعموماً... أياً كان الدافع للمثلية، فهل صحيح بإمكاني أن أكره الرجال ولا أثار بهم، وحتى إذا لم أعالج من "Foot Fetish"، أو السؤال بمعنى آخر هل سأشتهي النساء يوماً؟! علماً بأني إن شاهدت فيلم إغراء أو جنس لفتاة إغراء لا يحدث عندي انتصاب، على العكس إذا شاهدت لقطة جنسية فيها رجل مع فتاة يحدث عندي انتصاب شديد! بالتأكيد لرؤيتي الرجل عارياً!.
والكارثة أن الذي أشتهيه فعلياً إحساسي باهتمام وإقبال الشخص عليّ أو بمعنى آخر إحساسي بأني مرغوب فيّ، وهذا بالتأكيد لن يحدث معي في حالة إقامة العلاقة مع فتاة لأن الفتاة بطبيعتها تخجل أن توضح للحبيب أنها ترغبه وإنما تتلذذ بإحساسها بأنها مرغوب فيها، يا له من شيء لطيف وعادي منها، ودنيء وذليل مني!.
أما بعد مصارحة الشخص لي بأنه يرغبني باللمس أو النظرة أو القبلة أو الحضن أفقد شهية الاستمتاع سريعاً وأحياناً ارفض أن أستمر معه، وهذا يفسر كراهيتي للممارسة الفعلية للواط، فأنا لا أستمتع على الإطلاق بالألم المصاحب لدخول العضو، بل فقط أستمتع بأن أحس بالشخص الذي أمامي راغباً فيّ، كما أني تعودت على أن أكون سلبياً، بمعنى أني لا أفكر بماذا يجب أن أفعله في العلاقة وأكتفي بتنفيذ أوامر الشخص إذا كانت مقبولة بالنسبة لي.
أعتقد أني لو كنت إيجابياً فهذا سيرهقني بدنياً، وبالإضافة إلى التشتت الذي سأكون فيه والنابع من التساؤل "ماذا أفعل الآن؟" وعلى فكرة، لم ينزل سائل منوي أثناء العلاقة مع الأشخاص التاليين لأول شخص، هذا دليل على عدم وجود لذة جنسية، واللذة الحقيقية عندما أرجع المنزل وأتذكر ما حدث لي وأقوم بممارسة العادة السرية على التخيل بما حدث لي! نعم إن تلك اللذة أكثر جداً من اللذة التي تصاحبني وأنا أمارس مع الرجل فعلياً. لأنني كما قلت أخجل أن أطلب ممن يقيم معي العلاقة أن يسمح لي بأن أقبل قدمه، فهو الذي يتحكم في ماذا يحدث في العلاقة، لكن في مرة من المرات طلب مني رجل أن أقبل قدميه أثناء العلاقة وبالفعل فرحت وقمت بالتقبيل، لكن أثناء التقبيل لم أحس بأي استمتاع بل مللت سريعاً، وللأسف بعدما تركته ما زالت أمنيتي في تقبيل القدم والإثارة منها لم تتغير يا له من غباء!.
إن حالتي أشبه بمن يريد أن يذهب إلى البحر، وإذا شاهده في التلفزيون مثلاً - يزداد اشتياقه للبحر لمجرد أن كل شيء يشدني فيه، ويظل ذلك الشخص يحلم بالذهاب إليه، والكارثة هي أنني عندما أذهب فعلياً له لا أستمتع بالسباحة فيه! فلماذا إذن أتمناه! والكارثة الأكبر هي أنني عندما أبتعد عنه أعود وأتمنى الذهاب إليه! يالها من رغبة عنيدة وغبية.
أنا الآن أرحت نفسي وذكرت بدقة شديدة كل ما أشعر به، لهذا أرجو من سيادتكم عدم إغفال الإجابة على أي تساؤل ورد في تلك الرسالة، وأعدك لن أملّ من قراءة الرد حتى لو كان 1000 صفحة، بل وأتمنى منك ألا تملّ من الاستفاضة في الرد وإن أحسستم ذلك،
يمكنكم الإجابة كل يوم على جزء صغير من تساؤلاتي وعندما تنتهي من التساؤلات ترسلها إليّ حتى إذا طال الوقت لأنني لا أتطلب هذه المرة السرعة في الرد بمقدار ما أطلب أن تريحني وتجيب على كل أسئلتي باستفاضة.
25/8/2003
رد المستشار
الأخ العزيز؛ أهلا بك مرةً أخرى ونعتذرُ هذه المرة عن التأخير في الرد بسبب انشغالنا، وإن كنت قد سمحت لنا بذلك كما جاء في آخر إفادتك.
أ- بالنسبة لجواب سؤالك الأول فنحنُ نستطيع أن نقول أن الحد الأدنى لمثل هذه النوعية من البرامج العلاجية لن يقل عن سنةٍ كاملة، بشرط أن تواظبَ على الجلسات العلاجية وأن تلتزم بأداء الخطوات التي تتفق عليها مع الطبيب النفسي المعالج، وأما الحد الأقصى فلا نستطيع تحديده مع الأسف.
ب- وأما فيما يتعلق بفيتشية القدم (والتي أسعدنا أن وجدنا كلمةً عربيةً تصلح أن تكون بديلاً لنقل الكلمة اللاتينية كما هيَ فهناك كلمة الكَلَف (بفتحتين) وتعني العشق والوله الشديد فتكونُ الترجمة هيَ كلف القدم) فكلف القدم تعني الإثارة من رؤية قدم من ترضاه كموضوعٍ للجنس ذكرًا كان أو أنثى، معنى هذا الكلام أن هناك من الرجال من تثيرهم جدا رؤية قدم المرأة، ومن الرجال أيضًا من تثيرهم رؤية قدم الرجال كما في حالتك، الفيصل هو موضوع التوجه الجنسي، والكلفية لكي تعد واحدةً من الشذوذات الجنسية فإنها يجب أن تفي بشرطٍ غير موجود في حالتك وهو أن يكونُ هنالك عجزًا عن الأداء إذا انعدم وجود الفيتش، معنى ذلك مثلاً أن الرجل المصاب بكلفية القدم يعجز عن القيام بالعملية الجنسية إذا لم يرَ أو يقبل أو يتحسس (مثلاً) قدم الشريكة أو الشريك في العملية الجنسية، وأما أن تكونَ رؤيةُ القدم مجرد مثير فهذا يعد اختلافًا فيتشيا أكثر من كونه اضطرابا فيتشيا، ولهذا السبب قلنا لك أن المسألة تبدو أبسط مما تتخيله أنت،
ومعنى ذلك هو أنك يمكنُ جدا أن تعالج من الميول الجنسية المثلية ومن اللعب الجنسي المثلي الذي تحبه، إذا كنت مصرًّا على ذلك وواصلت العلاج وثابرت عليه، وأما السمات المازوخية فهيَ افتراض ليس أكثر بناءً على حلمك الذي ذكرته لنا، وأما علاقة ذلك بالسادة والعبيد فهيَ واضحةٌ حيث يكونُ نوعٌ ما من الإذلال ضروريا للأداء الجنسي من أحد الطرفين على الأقل.
ج- وأما بخصوص الطبيب النفسي المتخصص فكلما كان أقرب من مكان إقامتك كلما كان أفضل بالطبع، وأما الاحتياج لعقاقير الاكتئاب فدعه لتقييم طبيبك المعالج.
د- أما بخصوص تساؤلاتك الأخيرة، فإن الأسباب وراء التوجهات الجنسية المثلية لا يشترط أن تكونَ موجودةً ضمن ذاكرتك الشعورية، بل هيَ في الأغلب لا شعورية، وستبقى مهما حاولنا في علم الله عز وجل، فلا تلق باللوم على حدثٍ معينٍ في حياتك ولا على غيره، وأهم ما يبرر ألا نزعج أنفسنا ونضيع وقتنا في البحث عن الأسباب هو أن معرفة الأسباب أمرٌ غير مهم في العلاج السلوكي الذي تحتاج إليه كما سيبين لك طبيبك النفساني؛
وأما مسألة أن أهم ما يثيرك هو شعورك بأنك مرغوبٌ، فهذا يثير الرجال جميعًا، واحمد الله أن البنات في أيامنا هذه (بل والنساء) لم تعد بينهن أمينة سي السيد ولا حتى من تمثل خمسة بالمائة منها، ومعظمهن الآن يطلبن ويرغبن أزواجهن، فليست أو لم تعد هذه مشكلة كما تتخيل يا عزيزي.
وأما آخر جزءٍ في إفادتك فهو إيجابي إلى حد كبير لأنه يعني أنك بالفعل غير مستريح لعلاقةٍ مثلية صريحة، وإنما تحتاج للتخيل أكثر مما تحتاج للفعل الواقعي، وهذا سيجعل تغييرك أسهل إن شاء الله، وفي النهاية نتمنى أن يوفقك الله وتابعنا بأخبارك.
ويتبع>>>>>>>>> : فيتشية القدم والميول المثلية م1