ماذا أفعل لكي أنسى الماضي؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/ الأحبة الكرام يعلم الله أنني ما أرسلت لكم رسالتي إلا من هم في داخلي وأحزان تعتريني ولعلي أجد منكم مايخفف عني ويساعدني في تجاوز هذه العقبة التي ممرت بها،
أحببت فتاة بقصد الزواج وذهبت إلى أهلها وتمت الموافقة وطلبوا مني موافقة على أن يكون الزواج رسمي وبتصريح حكومي نظراً للأظمة في بلدة تلزم بذلك، والفتاة من إحدى الدول العربية واستمريت في السعي للحصول على الموافقة ومرت سنة ونصف حتى أتت الموافقة الرسمية بعد جهد وعناء وتعب وسهر وقد سافرت من أجلها
أكثر 58 سفرة أي رحلة لأن مقر الموافقة في مدينة الرياض وتبعد عن مدينتي 1000 كيلوا وخلال هذة الفترة كنت أزورهم ولم أقصر معهم حتى إنني عطلت نفسي واشغالي من أجلها
وأنفقت عليها من المال ما تشاء ويشهد الله أنني أحببتها من قلبي ولا أريدها إلا زوجة لي وخلال هذه الفترة كنت أتواصل معها وتقول لي أنها لن تقبل إلا بي كزوج
وعندما كتبنا كتابنا (العقد) وأثناء العقد كان الزوار والضيوف متواجدون وعرفني والدها على رجل لا أعرفة وقال أنه صديق لي وبعد أسبوع من كتابة الكتاب اتصل عليه والدها وقال ليه أنها لاتريدك واتصلت عليها فقالت لا أريدك ولست مجبرة أن أتزوجك ولست مجبورة من أحد فطلب مني والدها بفسخ العقد وقلت لهم لماذا ما السبب ؟؟ ماذا جرى مني او صدر مني ؟؟؟ فلم يعطوني أي إجابة سواء الله يرزقك بالبنت الصالحة.
جاءتني صدمة وأحسست بضيق بالتنفس من شدة الصدمة وزادت الكارثة أنني علمت أن رجل تقدم لها وكان هو ذلك الرجل الذي عرفني به والدها سامحه الله،
يعلم الله أنني تعبت وانشغل بالي حتى بعد فراقها ولكن المشكلة أنني لا استطيع نسيانها فقد كنت أحلم بها وأفكر بها كثيرًا،
حتى وهي مع ذلك الرجل واتذكرها في كل وقت ماذا أفعل لكي انساها صبرت نفسي بالصبر وفضل الصبر ولكن مازلت أفكر بها وقول لعلها ترجع إليّ،
وجدت فتاة طيبة خلوقة وأعجبتني وخطبتها ولم أعقد عليها بعد ولكن كلما أزور أهلها وأراها أتخيلها تلك الفتاة التي تركتني،
كيف أجتاز هذه المرحلة وكيف أنسى تلك الفتاة فالقهر يعتريني في كل لحظة وأريد أن انسى تلك الفتاة؟؟
أريد أن أعيش حياتي مع مخطوبتي الجديدة وأريد نسيان تلك الفتاة التي مازالت معي وقلبي متعلق بها رغم ارتباطها برجل
ماذا أفعل؟؟؟؟؟؟
27/10/2017
رد المستشار
أهلا وسهلا بك أخي الكريم، حين تصل لي مشكلة سببها قصة حب إنتهت؛ أجدني أتعثر بعض الشيء بين تقدير مشاعر من أحب ويتألم بسبب الفراق، وبين رؤية الواقع الذي قد يؤلم أكثر من ألم الفراق!، ولكن تفرض الحقيقة نفسها طال الوقت، أو قصر، وهذا هو دوري تجاه من يرسل أي مشكلة.... التعامل مع الحقيقة "بشكل صحي"، لذا أقول لك: أنني أشعر جدا بألمك، وغصة قلبك الموجوع، وصدمة الطريقة التي أنهت بها فتاتك علاقتها بك رغم كل ما قدمته لها من جهد، ووقت، ومشاعر، وأحلام، وأقدر تماما حجم الرغبة في "فهم" ما حدث والبحث عن إجابة سؤال ضخم بداخلك من كلمة أو كلمتين فقط.. ألا وهو لماذا؟، أو ما الذي حدث؟.
وكذلك أقول لك: أن جزءا كبيرا من الحقيقة يكشف أنك كنت تحيا في عالم موازي لعالم الواقع عند فتاتك ولا تدركه؛ فالفتاة لم تشاركك أي مخاوف لديها، أو صراعات، أو أي شيء، وهذا يدل على أنها لم تسمح لنفسها أن تجعلك قريبا منها بصدق، ويعني كذلك أنك لم تكن قادرا على الاحساس بها حتى وأن لم تعبر، وهذا يعني أن كل منكما لم يرى الآخر كما هو، وهو من أسوأ ما يمكن حدوثه بين زوجين، أو محبين، ويسبب خللا كبيرا طال الوقت أو قصر سيحدث!، وكذلك رد فعلك على مستوى المشاعر تخطت الحب بقليل؛ فالحب الحقيقي ليس ذلك الحب الذي تغمر بفيضه كل رسائل الواقع، فقرار الانفصال قطعا لم يكن وليد لحظة، والأهم من معرفة لماذا هو معرفة نفسك، والقرب مما تفعله بنفسك، ومع نفسك؛ لتبدأ رحلة تغييرك بنضج حقيقي يجعلك بعيدا عن الأسر في سجن ماضي كان مهما لك فعلا، ولكنه ليس كل الحياة، بل هو كان مهما؛ لتقترب من حقيقية احتياجاتك، ومعرفة ما قد تجده من أخطاء دون "موت".
غيابك الدائم في قصة حبك موت، وقرار ارتباطك وأنت لم تتعافى بعد موت، وألمك المشروع جدا لفراق من أحببت حين يتحول لمعاناة تصبغ كل الحياة موت؛ فالموت أحياء جريمة شنيعة في حق نفسك التي تستحق الحياة بكل ما تحمله من وجع، ومخاوف، وصعوبات؛ فإن كنت تريد نسيان حبك فهو الوهم بعينه!، فماضيك جزء منك.. جزء من رحلتك.. تاريخك كيف تنساه، وهل فعلا يمكن نسيانه؟ أم ستكتمه، وتدفنه، ثم يظهر لك في تفاصيل حياتك بألف شكل، وشكل".
لذا إن كنت حقا تريد أن تحيا وتكف عن اختيار الموت حيا كل يوم يهبك الله فيها حياة؛ فابدأ في قبول ألمك، وقبول حقيقة عدم وجودها وخذ وقتك، وأحترم مشاعرك دون الغرق فيها لتنجو من الموت المقنع، ويحدث ذلك بمراجعة تفاصيل ما حدث على المستوى الذي ذكرته، بحقيقة القرب النفسي بينكما، ردود أفعالها في مواقف، كلمات كانت تقول لك شيئا ولم تقف عندها، إلخ، وبعدها سيحدث تلقائيا "فهم" لما كنت تفعله أنت مقابل ما رأيته؛ لتفهم أكثر بعض أخطائك في حق نفسك، وفي حقيقة العلاقة بينكما، أو أخطائك في التعامل معها، ولا تقع في فخ الاحساس بالذنب فما أقبحه، ولكن تعلم، وكلما فعلت ذلك كثيرا؛ ستجد ألمك يهدأ، وتجد الغصة تخف، وكلما قبلت انك تعلمت عن نفسك الحقيقية التي تختلف عن تلك التي كانت تغدو، وتجيء مرات، ومرات لإتمام الزفاف؛ ستتمكن من رؤية الفرق، وتتمكن أكثر من وجودك الحقيقي الذي سيجعلك لا تقبل إلا كل ما هو حقيقي.
ستجد بمرور الوقت أنك صرت "تشعر" العلاقات أكثر، وتستقبل الحقيقي وتلفظ أي مزيف دون جهد يذكر، ثم تتحول قصة حبك لجزء مهم، وغالي عليك لا يتعلق بها أساسا؛ لأن ما حدث كان يخصك أنت؛ بالمشاعر كنت أنت من يملكها، والتصرفات التي كنت أنت من تفعلها، وطاقتك التي كنت أنت من يستخدمها، وغيره الكثير مما تملكه دون ان تدري؛ فتزور هذا الجزء بعد حين بود، ورحمة يبعدان بصدق عن الألم، والغيظ، والغضب، والصدمة الموجودون الآن، يبقى أن أقول لك...... أنك تحتاج لوقت لتتمكن فعلا من ذلك، ولن يحدث هذا إلا إذا أخذت قرارا حقيقيا بغلق تلك القصة من داخلك، وكلما وجدت ذلك صعب أعلم أنك تختار الموت حيا مجددا؛ لتراجع اختيارك من جديد؛ لأنك حي!، وأن ارتباطك الجديد ليس قرار حياة، ولكنه قرار موت يلبس قناع الحياة؛ فلا تفعل؛ فأنت تحتاج هدنة حقيقية، وألم انفصالك عن فتاتك الحالية اليوم سيكون أهون، وأرحم من الغد.. دمت بخير.