خيانة زوجية تتحدث مع زميلها بالعمل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا متزوج منذ ما يقارب 6 سنوات وأعمل بإحدى الدول الخليجية عمرى 39 وزجتى تقريبا 35، أعيش لحالي بالدولة الخليجية وزوجتي بمصر وتعيش مع أهلها وبنزل إجازات سنوية.... تقريبا شهر أقضيه معاها على أمل أدخر بعض المال أو أجد راتبًا أعلى، فأرسل لزوجتي وأطفالي، أنا عندي منها طفلين أكبرهم 5 سنوات.... المشكلة بينى وبين زوجتي تتلخص فى أنها ضعيفة السمع ولهذا هي حساسة جدا تجاه أتفه الأمور وبتتقمص على أتفه الأشياء ومتقلبة المزاج الانفعالي وهكذا وهي إنسانة رومانسية جدا جدا ولكنها غامضة..... طبيعتها هكذا وعصبية جدا جدا وتتحول من شخصية هادئة مسكينة إلى شخصية عدوانية شرسة بعصبيتها.
كنت لا أعلم عن خصائصها النفسية إلا بعد الزواج وكانت لي مفاجئة..... تزعل وتحزن بسرعة جدا وتاني يوم تنسى وهكذا، عشت معاها على هذا التقلب الانفعالي والمزاجي لأني بحبها وهى تحبنيـ، لكن اهتماماتي غير اهتماماتها...... دائمة الشكوى مني أني بعاملها معالمة سيئة وأنه لايوجد بيننا تفاهم وأنا إنسان غير متحمل المسئولية ولا أهتم بها ولا أتحمل معاها أعباء الحياة ولا أقول لها كلام حب وتتهمني أيضا أني بعتبرها أم العيال وخلاص وهكذا..... وكانت تتقمص على أتفه الأشياء وتدخل الأهل وأصلحو بينا أكثر من مرة وهكذا لكى يجدو توافق بيننا،مع العلم إني متاكد أنها تحبنى وأنا أعشقها .
آخر سنة تقريبا من شهر كنت بإجازتى السنوية واتفسحنا وهكذا عندما فتشت بتيلفونها بالصدفة وجدت رسائل على الواتس آب بمدير لها بالعمل عمره 58 سنة تقريبا وزجتى 35 تقريبا ويقال عنه أنه حج أو شيخ من كثر مابينشر أمور دينية وكلامه كله بالدين والقرآن والأحاديث لكنه ثعلب ماكر يستتر وراء الدين والدين بريء منه وهو ليس مديرها المباشر ولكن مدير قسم آخر...... تحكي معاه على أمور الشغل وهو يواسيها وينصحها وويرشدها والأسلوب والطريقة مش أسلوب زميل عمل لا لا لا لا طريقة التعامل كأنه صديق، وعندما أكملت القراءة وجدت أنه يلمح لها بتلميحات إعجااااااب واهتمام غير عادي وهي ردها تتحدث بالشغل ولا ترد على هذه التلميحات على سبيل المثال.... أنت ذكية وهكذا تعالي المكتب نشرب قهوة القهوة معاكى ليها طعم تاني وهكذا وهي من ناحيتها ربنا يسهل أو تتحدث بالشغل، بعد ذلك تطرق إلى أبوها وأمها ويسأل عن صحتهم وأخواتك مش بيساعدوكي مشغولين وأنت متحملة المسئولية لوحدك حاولي تشركيهم معاكي وهكذا، وأنت فين ما جيتيش الشغل ليه وهكذا ترد عليه أنا بإجازة وهكذا، متى ستأتي؟؟ ليكي وحشة كبيرة أووووووي وتعالي المكتب علما بأنه لايوجد بمكتب لحاله مع موظفين آخرين عمل حكومي رئيس قسم، المهم سألها عن زوجها هو بمصر قالت له أيوه ...اندهش وكرر السؤال لكي يتأكد... أكدت له أيوه.... قال لها وعامل معاكى إيه، مازال يعاملك معاملة سئية وهكذا... وهي تقول زفت وأصبح لايطاق أوحش من الأول وهو يصبرها ويقول ليها اصبري هو لن يتغير لأن الطبع غلاب وهكذا واصبري علشان العيال وينصحها بأن تنساني وتطلعني من تفكيرها وأن لا تكترث لإسلوبي، وكأني مش موجود ضيف جاي شهر وماشي نتحمله وخلاص وهكذا علشان خاطر صحتك وعلشان خاطر الأولاد وهكذا وهي ترد عليه لييييييييييييه!!!! يقول لها لكي لا يحدث بينكم شد وجذب وهي ترد له عندك حق وهكذا وتعالي نتكلم في الموضوع ده هي تقول له أنا مدمرة نفسيا ولا أريد أن أتحدث مع أي حد بهذا الموضوع... يقول ليها بصيغة الهزار ولا إللي بيخفف عن شخص ولا حتى أنا ههههه هكذا بالظبط وهى لا ترد عادي وبعدين يسألها هو فين تقول له في البيت... بيعمل إيه.... تقول له بيتفرج على التلفزيون..... ويقول لها المشكلة العيال هي دي المشكلة لازم تصبري وهكذا ...
ويقول لها أيضا على خبر سعيد بالشغل فهي تفرح فيقول لها أنا استهال إيه بقى ويضحك وهى ترد عليه طيب وتضحك وبعدين هي تتطري للكلام بالعمل وهو يقول لها استهال فنجان قهوة من إلي بتشربيه وهكذا الكلام ولغة الحوار ... بعد ذلك واجهتها وكانت مصدومة وقالت إنه إنسان محترم وهي بتحكي عادي بتفضفض لأني بهملها ومش بتكلم معاها عندما واجهتها ببعض الكلمات قالت لا أعرف قصده!!! ولم أكترث ولم أفهم ماذا يقصد!!!!! وهكذا علما بأنها على خلق وبتصلي وتصوم وبنت ناس وأهلها ناس محترمين وتوقعت مني إني هطلقها خلاص وأخدها على بيت أبوها ولكني ذهبت لوحدي إلى والدها وتحدثت معه بهدوء... أنا مسافر كمان يومين واكتشفت هذا هل يصح أن زوجة تتحدث مع زميل عبرالواتس آب بهذه الطريقة... أنا أرى بكلام هذا الرجل أنه بيحاول يصطاد فريسة مستغل ظروفها إنها لوحدها وزجها مسافر وهي تعيش حالة تعيسة وتشتكي لكل الناس ومن ضمنهم هذا الشخص عن مشاكلنا الشخصية وحياتنا.
وبعد ذلك تاني يوم أوصلتها إلى أهلها وأطفالي وتوجهت إلى المطار والشك يعذبني كيف أترك زوجتي لوحدها فريسة إلى رجل مخادع لئيم وهكذا؟؟؟ وارسلت لها بالمطار رسالة تهزيء وعتاب وأخبرتها تعلمني ماذا سيحدث عندما تذهب إلى العمل لأنه أكيد هيحاول يكلمها بعد ما مسحته من الفيس بوك وهكذا ووبختها.... ردت علي تتخانق وأنه لا يوجد شيء وأني مكبر الموضوع أكبر من حجمه... تأكدت إن أهلها لم يأخذوا موقف معها والله أعلم، وشديت معاها، أبوها اتصل اتخانق وانفعل علي كفاية حرقة دم وهكذا وسافرت وإلى الآن لا يوجد حوار معها غير مرة عرضت عليها تيجي لي بالدولة الخليجية ولكنها ردت بتعالي لما تنزل مصر نتناقش ونفكر بالأمر وأنا أعلم إن هذا كلام أهلها وإنها لا تفضل السفر لأنها سبق وأن سافرت ولم تجد الموده ولا الاهتمام ولا الحب ولأن الأطفال كبروا وهذه مرحلة مدرسة وعموما نتناقش عند عودتك بالإجازة..... سألتها إذا كانت تريد أن تستمر معي أو تنفصل لكي نكون واضحين لم ترد على السؤال .... وأخبرتها أني لن أتحدث إلا لكي اطمئن على الأولاد ومن لحظتها تجاهل ولا بتسأل ولا كأنها غلطانة ولا أي شيء كأني أنا المخطيء بحقها والشك يعتصرني هل هي تتحدث مع الشخص أم قطعت الكلام معه؟؟؟ هل هي تأخذ رأيه ومستمرة؟؟؟ ومن ناحية أخرى تأخذ رأي أمها لأن أمها مسيطرة عليها وتتدخل بحياتنا وهكذا.....
لا أعلم ومتخبط التفكير علما أني بحبها وواثق أنها تحبني،
أرجو المشورة.
30/10/2017
رد المستشار
الأخ السائل:
يمكنني القول أن ما تشتكي منه شائع للغاية في كثير من البيوت!
أوضاع المجتمعات العربية التي يخرج فيها الرجال بحثا عن مستوى حياة أفضل، أو أحيانا للبحث عن الحد الأدنى من نفقات الحياة المتزايدة!! وأحيانا يكون الخروج محليا بحيث ينغمس الرجل في أكثر من وظيفة...
هذا الخروج الجماعي الذي يشبه الهروب ينعكس على علاقتهم بزوجاتهم، والشكوى متكررة من جفاء الرجل العربي وجفافه، أو بالأحرى "الزوج" العربي!!
الزوج العربي الذي يتحمل مسؤولية الإنفاق وحده، أو حتى بمشاركة من زوجته غالبا ما يزيح ضغوط حياته اليومية، ومعارك أكل العيش، وتدبر أمر النفقات، وهي معارك ضارية، ومنهكة، وضاغطة، يقوم بإزاحة آثارها إلى داخل العلاقة الزوجية في شبه عقاب للزوجة، وكأنها هي السبب في معاناته!! ويرسل رسائله قاسية مزعجة وملتهبة، أو باردة متغاضية، متخلية وخالية من الغزل، والمديح، والتقدير، والاهتمام!!
الغياب المادي للزوج يتفاهم مع الغياب العاطفي، والمعنوي، والشعوري لتحس عندئذ الزوجة في النهاية أنها مهجورة وحيدة، أو تشعر أنها خادمة في بيت قهر، أو أسيرة في علاقة لا تحظى فيها سوى بالأكل والشرب، وبعض الجنس، في مقابل مسؤوليات ثقلية، مملة، ومكررة، ويمر تعبها، ومجهودها، وإنهاكها البدني والنفسي دون شكر يذكر، ولا تقدير، ولا ترحيب!!
هؤلاء الزوجات هن صيد سهل كما تفضلت أنت في رسالتك!!
صيد سهل لرجال قد يمارس بعضهم نفس الجفاء مع زوجته بينما يلين الكلام لزميلته، أو صديقته، أو جارته "المتزوجة"!!
وأحيانا يحصل العكس حين يحظى الزوج بوجه خشبي مكفهر، ولهجة تحكمية آمرة، وصوت أجش مزعج صادر عن حنجرة زوجته، بينما يحظى الزميل، أو الصديق، أو الجار بشدو الأطيار، وعبير الأزهار، وروعة الألوان، ويتحول الصوت المتحشرج إلى زقزقة عصافير!!
هذا تناقض فاضح وفادح، ووضع للأمور في غير نصابها الصحيح، وقد يبرر أي طرف أفعاله
بأنها "رد فعل" لما يقوم به الطرف الآخر، وأحسب أنك داخل هذه المتاهة حاليا!!
أنت مسافر، وزوجتك تبقى شهورا في وضع "زواج مع ايقاف التنفيذ"، وأنت كذلك تبقى وحيدا في نفس ذات الشهور!!
ومثل ملايين الرجال العرب فأنت قد تزوجت امرأة لا تعرف عنها الكثير لتكتشف طباعها، وخصائصها النفسية (بعد الزواج)، وتبدأ رحلة المعاناة: أنت ترى طباعها عيوبا تحاول التأقلم معها، وهي ترى معاملتك سيئة، وتشتكي من "عيوبك"، وبالتالي لا يوجد توافق بينكما – كما تقول أنت، ومع ذلك أنت متأكد أنها تحبك، وأنك تعشقها!!
هذه العلاقة تحتاج إلى تحليل، وإلى إصلاح، وإلى تراحم، وإلى تعلم أساليب أخرى أفضل في التواصل والتعبير المتبادل، وبدلا منهم تعلم هذا، وإنجازه، ونحن لا نحب التعلم غالبا!! نهرب إلى مخرج، أو محاولات تلطيف الوضع، وأحيانا إلى معارك لا تنتهي!! تسافر أنت بحثا عن دخل أكبر، وربما احتكاك أقل بزوجتك وعيوبها وخلافاتكما، وتكمل هي رحلة الشكوى، والمشاركة، والضجر!!
ويلتقط المدير – أو الزميل – الإشارة!!
إشارة الاستغاثة، والأنين، والوحدة، والضجر، والارتباك مع ضعف، أو انعدام، أو تعثر التواصل بينكما أنت وزوجتك، ويتواصل معها كما رأيت تواصلا يختلط فيه الدعم الإنساني العادي مع المديح مع بعض ما يشبه الإطراء أو الغزل المبطن الخفيف، وزوجتك تتغاضى عن أية زيادات في جرعة التعبير حتى لا تفقد الطرف الآخر الذي ربما ترى فيه محل ثقة، وموضع سر، ومصدر احترام، وتعزيز ودعم لصورتها الإيجابية عن ذاتها!!
لدينا ثلاث مساحات تبدو كمقدمات توصلنا إلى حيث نحن:
أولا: مساحة الجهل بالذات، والزواج، والحياة حيث لا نكاد نعرف من تتكون أنفسنا من نزعات واحتياجات، وما تسميه الطباع، والميول، وطالما لا نتبين ما بداخلنا من أجزاء، ورغبات، وصراعات، نظل نتخبط، وبدلا من إيقاظ وعينا وبصيرتنا بحيث نرى أنفسنا ودواخلنا ننغمس في اشتباكات مع ما، ومن حولنا.. في معاناة مستمرة.
وبدلا من أن يكون الزواج عونا لنا على النمو والنضج والشوفان الداخلي يتحول إلى عبء وعوائق وقيود تقيد هذا النمو، أو توقفه!!
كما يصبح ساحة للصراعات المزاحة من دواخلنا المضطربة المهملة إلى علاقاتنا بمن حولنا.
والحياة كلها تقريبا نعيشها بنوع من الفوضى والاعتمادية على غيرنا، والإنكار، والتعامى عن رؤية، ومواجهة أوضاعنا الداخلية!!
ثانيا: الجهل بالتحديات الناشئة عن سوء فهمنا، واضطراب ممارساتنا، وبدلا من ربط الأسباب – بعد فهمها 0 بالنتائج مع تأملها نندفع إلى توصيف الظواهر بأوصاف غير دقيقة، وتؤدي إلى المزيد من المعاناة!!
أنت تصف ما تفعله زوجتك بالخيانة، وأنا لا أراه وصفا دقيقا، ولا مفيدا، ولا منطبقا، ولا أراه حتى يدل دلالة سليمة على ما يجري، ونتيجة هذا التوصيف، والتعريف يحبن جنونك، وتقض مضجعك... في رغبتك ووحدتك!! أنا لست مهتما بإصدار أحكام أوصك أختام، أو تسمية أفعال، ولكن فهمها، وأسبابها، والأحتياجات التي تحاول تلبيتها!!
وهذا يوصلنا للنقطة التالية...
ثالثا: التواصل فن وعلم، والتفهم والتفاهم له أصوله، وأشجعك على دراسة ما يسمى بالتواصل غير العنيف، أو التواصل التراحمي، وأحيانا "التراحم"، وهو منهاج يبحث وراء الاحتياجات الكامنة في أعطاف أي سلوك، وكذلك المشاعر المصاحبة بوصفها تحمل رسائلا توضح عن الاحتياجات التي إذا أدركناها يمكننا البحث عن طرق/ سلوكيات أخرى نسعى من خلالها إلى تلبية نفس الاحتياجات بطرق مقبولة أكثر.
يعني مثلا زوجتك تحتاج إلى المشاركة، والاهتمام، والإنصات، وترى الحمل ثقيلا عليها، وتحتاج إلى تلقي نوع من الدعم والتعاطف ربما يلزمك أيضا تفتقد زوجتك لوجود صديقات مخلصات أو شريكات في الدعم، والاهتمام، وبدون تلبية الاحتياجات الإنسانية هذه سيظل الطريق المتاح السهل مفتوحا لتلقي الدعم ممن يقدمه، ولو بأغراض أو شوائب!!
وفهم الاحتياجات يسعى لتحليل السلوك، ورسم خرائط وخطط بديلة، ولا يسعى لتبرير السلوكيات الحالية القائمة بل إلى تجاوزها!!
وإذا كان لي أن أضيف مساحة أخرى تتفرع عن هذه الثالثة فهي التنبية إلى خطورة الأوضاع النفسية والاجتماعية العربية من جهتين، إحداهما هي تفكك وتشظي العلاقات، والروابط، والأنسجة بين الناس فلا صداقات حقيقية، ولا روابط عائلية متينة، ولا حتى علاقات عشائرية، أو قبلية، أو باردة لا أنشطة فيها، ولا اجتماعات، وحتى الطقوس الجماعية الدينية تتحول تدريجيا إلى مناسبات خالية من الروح أو المضمون الذي شرعت من أجله بحيث لا يكاد يلتقي الناس في بلداننا إلا في الأسواق حيث ينهمكون في الشراء، والفرجة، فلا تعارف، ولا تواصل إلا عبر شاشات الفضاء الرمزي الأثيري!!
والجهة الأخرى هي حتمية أراها لمراجعة نظام الأسر المنقسمة إلى زوج مسافر (وأحيانا الزوجة) في بلد، والأبناء في بلد آخر!!
حان وقت تقييم هذه التجربة وانعكاساتها على الأبناء، ولدينا أجيال تربت في ظل هذا الأسلوب، ويمكنهم التعبير عن خبراتهم، ويمكننا تحليل هذه الخبرات.
كما يمكنك إعادة النظر في مسألة الابتعاد عن أسرتك، وتابعنا بأخبارك.