لأنني بنت : فقدت طعم الحياة م2
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
ألف مليون مبروك على مرور عام على مجانين مع تمنياتي باستمرار الموقع حتى نهاية البشرية على الأرض.
أخي العزيز ومستشاري الكريم وأستاذي الحكيم.. رغم تواضعك.. وهل لي أن أعصي لك أمرا.. وهذه متابعة وتوضيح.. وأرجو أن لا تنشر ما بين الأقواس
في البداية أريد أن أشرح كيف علمت بما كانت تفكر فيه أمي في تلك الفترة.. (.....) مصاب بالفصام منذ المراهقة وحالته الآن مستقرة ويداوم على أخذ الادوية -إبرة risperdal وstesolid = راخ للعضلات- ولكن عندما يكون هناك مشاكل صغيرة يظهر عليه بوادر النوبة ونسرع به إلى الدكتور.. وقد عانت أمي وأخوتها معه أكثر من 20 سنة وتعبوا كثيرا لأن حالته كانت غير مستقرة لسنوات طويلة بسبب عدم الاستمرار على الدواء...
قبل عدة شهور بدأ يظهر عليه بوادر النوبة، ولاحظت أن الجميع بدء يلومه وبدءوا يخططون للتعامل معه بشكل قاسي.. وأنا لا ألومهم على ذالك لأن المعاناة في هذه الحالة تكون كبيرة جدا، وأنت أعلم بذلك مني.. ولكني رأيت أن هذه المعاملة معه سوف تزيد من النوبة وليس العكس.. وأردت أن أحنن قلوبهم عليه، وبدأت أشرح لهم الأعراض التي يحس بها المريض، وأنه غير محاسب على أفعاله وأقواله عند الله سبحانه وتعالى أثناء النوبة فكيف لنا نحن البشر أن نحاسبه... إلخ
بعد انتهائي من الحديث صرحت أمي بأنها كانت تحس ببعض هذه الأعراض قبل 14 سنة "أن هناك أشخاصا يراقبونها في كل مكان ويريدون إيذاءها، وأن أبي يخونها وأني عاشرت أخي وأني حامل منه" وهي تعلم جيدا الآن بأن هذه كلها كانت أفكار مرضية وتحمد الله أنها تخلصت منها.. ولا تسألني كيف تخلصت منها لأنها لم تعالج من الحالة لا بأدوية ولا بجلسات، ولا أدري كيف اختفت الحالة ولا متى.. ربما لاختفاء الأسباب حيث كانت تظن بأن الحكومة تراقبها، ونحن خرجنا من البلد وأبي مات، وأخي انتقل خارج البيت ومضت فترة طويلة على الحمل، وإذا كان موجودا فلا بد أن يظهر في هذه المدة.. وربما انتهت الحالة لتغير الظروف بشكل كبير جدا..
وربما لا هذا ولا ذاك وأسباب أخرى لا علم لي بها.. والشيء الظاهر منها في ذلك الوقت كانت غيرتها المفرطة، ويقينها بأن (.........) يعملون لها السحر إلى جانب قسوتها الشديدة في المعاملة..
أما الآن فلم يبقَ سوى شيء واحد يقينا لديها لا تحتمل الجدال ويشاركها في الرأي بعضٌ من أفراد الأسرة، وهي فكرة السحر فهي مازالت تعتقد بأن (...................) سببه السحر وهي تأخذ الأدوية بانتظام، ولكن أملها يكمن في الشفاء على يد شيخ.. والحقيقة أنني أذكر أنها حضنتني مرة واحدة فقط عندما كنت في 7 أو 8 من عمري، ولا أذكر أنها أظهرت حنانها أو حبها لي غير هذه.. أما (.......) فيظهر حبه وحنانه جدا عند استقرار حالته..
وأيضا (..........) كانت مصابة بالفصام وانتحرت قبل 8 سنوات وبقي أبناؤها الأربعة وأحدهم مصاب أيضا بنفس المرض.. لذالك أريد أن أسأل عن الطريقة المثلى في كيفية التعامل مع المصاب بالفصام من قبل الأهل..? طبعا إلى جانب الاستمرار على الدواء وزيارة الدكتور بانتظام.
وآسفة جدا على الغموض، لم أكن اقصده أبدا، ولكني لا أعرف أن أعبر جيدا عما أريد قوله وأندهش كثيرا في كيف تقدر على فهم ما أكتبه..
وأما الرهان على التغير بعد الزواج، فلك الحق في أنه رهان خاسر وكلما قرأت عن المشاكل الزوجية أحمد الله أنني نجوت من هذه المشكلة وذاك... ولكني يصيبني ضعف شديد عندما يتصل بي هو رغم قسوتي معه.
الحمد لله على كل حال
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
20/08/2004
رد المستشار
الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك دائما على مجانين، وشكرا جزيلا على تهنئتك الرقية وعلى متابعتك، دمت سالمة هانئة سعيدةً راضية مرضية، بارك الله فيك، ويسر لك كل خير.
إذن فالحمد لله كان حدسنا صحيحا إلى حد بعيد، ونسأل الله أن يسهم فهمك لطبيعة ذلك المرض في تفسير السلوكيات التي كنت تظنينها عدائية تجاهك لمجرد أنك بنت، فالحقيقة أن كونك بنتا كان يزيدها ويجعل منك هدفا مستباحا أنا لا أنكر، لكن الدوافع الأصلية وراء استهدافك كانت مرضية أكثر من كونها عدائية حتى وإن بدت كذلك.
هذه الأم المسكينة إذن كانت تعاني من أعراضٍ ذهانية تمثلت في أفكار مرضية كما تسميها هي الآن بعد أن سمعت منك الشرح، ويسميها الطبيب النفسي وهامات Delusions أو أفكارا وهامية Delusional Ideas، وقد انتهت تلك الأعراض الآن، وليس غريبا أن تنتهي دون علاج، لأن المسار المرضي لمثل تلك الحالات من الممكن أن يكونَ: مستمرًّا أو نوبيا مع نقيصة متفاقمة أو نوبيا مع نقيصة ثابتة، أو مع نوبات هدأة (كاملة أو غير كاملة) للأعراض، أو قد تكونُ هناك نوبة واحدة تعقبها هدأة كاملة للأعراض، وقد يكونُ تحليلك بأن السبب في اختفاء تلك الأعراض هو انعدام المسببات صحيحا، فهذا ممكنٌ جدا، خاصةً وأن الفصام في حالة اقتصار البارز من أعراضه على الأفكار الوهامية يكونُ من النوع الزوراني وهو من أخف الأنواع إحداثا للتدهور في حياة المريض، ومن أفضلها من ناحية المسار المرضي، خاصة وأن ذلك المسار أفضل في الإناث منه في الذكور بسبب ما ذكرنا من قبل من أن هرمون الإيستروجين الأنثوي له فعلٌ مضادٌ للذهان.
إذن فاختفاء الأعراض الذهانية ممكنٌ أن يحدثَ دون أن يتناول المريضُ علاجا نفسيا أيا كان نوعه، ودور العلاج إنما يكونُ المساعدة على التسريع بإحداث هدأةٍ للأعراض، وكما ترين فإن الأعراض كانت ذات أثر سلبي على نفسيتك أنت وربما نفسية الوالد رحمه الله، فهذا هو دور العلاج النفسي، أن يقلل من تأثير الأعراض المرضية على حياة المريض وعلى حياة المحيطين به من أفراد أسرته ومجتمعه.
أما عن كيفية التعامل مع مريض بالفصام إضافةً إلى تناول الدواء والمداومة على متابعة الطبيب النفسي، فإن التعامل يجبُ أن يكونَ طبيعيا مثلما نتعامل مع الآخرين، فمادامت الحالة مستقرةً والمريضُ يتابع العلاج الوقائي فإن الأصح هو أن يتم التعامل معه بشكل لا يعزز شعوره بالنقيصة والاختلاف عن الآخرين، فعلنا أن نثق فيه وأن نحمله المسئولية طالما لم يرفض هو ذلك، وأما في حالة (......) الذي تشكين في أنه قد يكونُ على وشك الدخول في نوبةٍ من النوبات، فإن من المهم هنا عرض الأمر على طبيبه المعالج، فربما يحتاج زيادة في جرعات العقار الذي يتناوله(الريسبيردون) حتى يتم تثبيط النوبة قبل تفاقمها، وأنت محقة في رؤيتك لقسوتهم عليه بأنها ستزيد الحالة سوءًا، بارك الله فيك وهداهم إلى اتباع نصيحتك.
أما اعتقاد الوالدة بأن ما بها من آلام سببه السحر، فما دامت تأخذ العلاجات اللازمة فلا فائدة من كثرة الجدال معها خاصة وأن إرجاع الأعراض المرضية، والأمور الحياتية الأخرى لأسبابٍ غيبية هو جزءٌ من ثقافتنا لا نستطيع الفكاك منه ولا نملك الدليل على نكرانه، وإنما المنهي عنه هو أن نسلك سلوكا يوقعنا في الحرام وهو طلب العلاج ممن يدعون التعامل مع الجن أو من يسمون أنفسهم معالجين بالقرآن وغيرهم من المعالجين التقليدين في بلادنا وغير بلادنا، المهم هو أن نتعامل مع ظواهر عالم الشهادة بمعطيات عالم الشهادة، لا بمعطيات عالم الغيب، الذي نؤمن أن المطلع الوحيد عليه هو الله سبحانه وتعالى، بكلماتٍ أخرى دعيها تؤول الأمور بما تؤمن بوجوده (وهو السحر في هذه الحالة) ما دامت تتعامل مع الأعراض بمعطيات عالم الشهادة وهو العقار الدوائي، ولكن أفهميها أن اللجوء لمن يدعي العلم بالغيب حرام كما بينا في أكثر من إجابة على مجانين، تحت العناوين التالية:
السحر والحسد والشياطين، وأمة المساكين
السحر والشياطين، وقول الأطباء النفسيين
الطب النفسي ينكر أثر القرآن في العلاج وينكر الجن والسحر والعين
السحر وكيفية كشفه؟
خطيبتي والجن!! "التفكير الخرافي"
الجن المخفي وادعاء العلم بالغيب: مشاركة
بين الرقاة - مس قرين؟؟! أم وسواس قهري؟؟
هو يقول ، ونحن نقول... أين البحث العلمي
إبطال العمل وإخراج الجني.. ادعاء العلم بالغيب
الوسواس والحسد وحال اللغة العربية
"التلبس بالجن مسرحية نعيشها حتى البكاء".. مشاركة2
التفسير العهني.. للمرض الذهني!
التفكير العلمي في مقابل التفكير الخرافي والأسطوري
حقيقة الجن والرقى الشرعيةوأما كونها غير فياضة المشاعر أو عاجزة عن التعبير عن الحنان لك، كما يستنتج من قولك: (والحقيقة أنني أذكر أنها حضنتني مرة واحدة فقط عندما كنت في 7 أو 8 من عمري، ولا أذكر أنها أظهرت حنانها أو حبها لي غير هذه..) فقد يكونُ ذلك بسبب النقيصة التي يتركها المرض، الذي ربما كانت له أعراض أخرى في سن سابقة على ميلادك (الله أعلم)، وربما يكونُ دافعه الخوف عليك من أن تستغلي الحنان والحب وتنفرط قيودك، وفي كل الأحوال أنت مظلومة، وإن كنت أرى الظلم جعلك أكثر عزما وقوة وصلابة.
أكررُ شكري لك على التهنئة وعلى المتابعة، وأدعوك إلى مزيد من المشاركات والمتابعات، أهلا بك دائما وبكل ما تكتبين على موقعنا مجانين
ويتبع......... : لأنني بنت فقدت طعم الحياة م. مشاركة2