التعب نفسيا من الماضي
أنا يوسف شخص معروف في المواقف الرجولية وحب الناس والدنيا وأنا شخص محبوب على المستوى الاجتماعي وشخص معروف في الروح المرحة....
قصتي هي ذات يوم أتتني شهوة جنسية لصديق لي وطلبت منه أن يأتي للبيت وتدرجت معه إلى أن وصلت إلى الهدف المطلوب وهو إفراغ شهوتي باللواط ولكن عدم استخدام إيلاج القظيب وفقط ملامسات والممارسة عن طريق الفخذ ولكن شرط علي التبادل بنفس الطريقة ووافقت من أجل الوصول إلى الهدف وبدأت أنا وانتهيت ومن ثم بدأ هو ولكن فعل شيء دون تركيزي توجه إلى دبري وتم الإدخال ولكن خلال ثانية طلبت منه أن يخرجه وقمت علما بأن تم إدخال ربع وإخراجه بسرعة وتم الانتهاء
ومن بعدها بدأت القصة وهي التفكير بعدم الرجولة وكذلك جلد الذات ولوم النفس واستمرت معاناتي بهذا الموضوع لمدة سنتين وإلى الآن ولكن في هاتين السنتين كنت أخرج مع زملائي ولم تأثر الحادثة على واجباتي اليومية والاجتماعية ولكن في الأسبوع الماضي زادت الوساوس وبدأت أشك أني وصلت لمرحلة المرض النفسي وأصبت بالاكتئاب والإحساس بالضياع والتردد بموضوع الذهاب للطبيب النفسي والقلق من أن يستمر هذا الموضوع وهذا الهاجس والهم طوال الحياة
وصلت لمرحلة أني أرى في المدرسة الناس وأقول أنا الوحيد الذي مهموم وتعيس وأصبت بهذا البلاء وفِي الختام كان عمري في بدء الحادثة 14 والآن عمري بين الـ 16 و17 وأتمنى أن تساعدوني وتفيدوني ..
هل أنا طبيعي نفسيا ؟ هل يجب أن أزور الطبيب النفسي ؟
هل من مخاطر في حال ترك الموضوع على ما هو عليه ؟ أتمنى أن يزول هذا الهاجس هل ممكن أن يزول ؟
20/9/2017
رد المستشار
السلام عليكم أخي "يوسف" وأهلا بك على موقع مجانين، وأحسنت إذ استشرْتَ.
جوابا على أسئلتك:
هل أنت طبيعي نفسيا؟ أنت طبيعي من جهة أنّك شعرت بذلك الشعور، ووقعت في ما وقعت فيه. وغير طبيعي من جهة وساوسك واكتئابك والدوامة التي دخلت إليها.
هل يجب أن تزور طبيبا نفسيا؟
قطعا يجب أن تزوره، حتى يبدأ معك علاجا كلاميا، وإن رأى مؤازتَه بالدواء فعَل.
هل ممكن أن تزول هذه الهواجس؟
بالتأكيد فأنت لست الحالة الوحيدة. الخطأ الذي وقعت فيه هو ترك الأمر يتفاقم لمدة سنتين، وترددك في زيارة الطبيب النفسي أو المختص، ظنا منك أنها حالة عابرة، ولا تحتاج لتدخل مختص، أو بسبب وصمة العار في الطب النفسي.
إنّ ما تعاني منه هو مزيج من القلق الوسواس والاكتئاب. فغالبا ما يتخذ تأنيب الضمير شكل وساوس الشذوذ أو أمراض مزمنة كالإيدز. صراع نفسي لا يمكن التخلص منه، فيُحوّل إلى مخاوف ووساوس.
ولا شك أن نظرة الرجولة خُدشت عندك حسب تصوّرك لها. لأنك كنت مفعولا بك. فحتى إن كان ذلك خطأ لا يجعل منه معيارا للرجولة، وحتى مجرد لذة بسيطة أو دغدغة في منطقة الدبر لا يقبلها الرجل العربي لأنها تشير إلى عدم رجولته وقلة فحولته! مع أن الطب يثبت أن التلذذ أو الإحساس باللذة في تلك المنطقة يعتبر أمرا عاديا. لكن معظم الرجال يدور تفكيرهم ويتمركز حول العضو الذكري فقط، لذة وإشباعا، تفاخرا واحتقارا. حتى نرى من يتعرى ليظهر عضوه في خصام ليثبت أنه "ذكر"! وكأن خصمه اتهمه في رجولته، والحقيقة أنه يشعر بالنقص ويعيد لنفسه الاعتبار بما يراه هو "مركزيا" في وجوده، ذلك العضو الذي يميزه وتلك الذكورة التي يتباهى بها كالحيوان في البراري.
من هذا تفهم أنّ مركزية العضو عند الرجال واستخدامه لا يشكل عارا بل مفخرة، حتى إن كان اعتداء خطيرا فلن يشعر بتأنيب ضمير مثل الذي سيشعر به في حالة استخدِم عليه هو!
لكي لا نتفرع في فكرة "العضو- الهوية" نعود لوسواسك. صعوبة طرد الفكرة من ذهنك وتمحور الوساوس حولها تحتاج لتدخل علاجي، لأنك عجزت هذه المدة كلها على فض النزاع، لأنك تسلك كل مرة الطريق نفسه دون تغيير قناعة أساسية ترتكز عليها كل تلك الوساوس وهي: "تصورك عن رجولتك" وتصورك لخطئك، فأنت فعلا لم تقبل ذلك ورفضته ولم تمارسه قبلا ولا بعدا، وهذا أكبر دليل على أنك ليس شاذا ولن تكون. لكن تحتاج عقلية جديدة مختلفة للتعايش مع تلك الحادثة وذلك الخطأ الذي لم يدم إلا ثوان حسب ما قلت.
فلا داعي لأن أنصحك بالتوبة فقد علمت مرارة الفعل، وربك رحيم يقبل التوبة، لكن نفسك لم تتحول من حال الندم والحسرة إلى حال النسيان والتعايش. وإن بقيت خائفا مترددا من زيارة طبيب نفسي، فأنت تعذب نفسك وتهلكها بمخاوف تافهة، فتوكل على الله ولا تخف ولا تكترث لوصمة العار، فما أنت فيه من حالة هو العار نفسه إن لم تطلب لها دواء وعلاجا.
أتمنى لك الشفاء.
وإليك بعض الروابط:
الشذوذ الجنسي والوسواس القهري: علاج وسواس المثلية
لست رجلا، وسواس الشذوذ الجنسي
قالوها فصدقها: بؤس الفهم الشائع للرجولة
وسواس الشذوذ الجنسي يعالجه الطبيب النفسي
بين الوساوس والشذوذ فرق كبير