trichotillomania
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنا فتاة سني 24 سنة تخرجت حديثا، المشكلة تتلخص أني منذ أكثر من 8 سنوات أعاني من تقطيع الشعر اللاإرادي وأكله، وكنت وقتها بالثانوية العامة، وقد سافرت لدولة عربية درست بها الطب وتخرجت، وأعمل بها حاليا، وعلى وشك الرجوع لمصر قريبا، وهذه وإن كانت تمثل مشكلة، فهي ليست أساسية.
المشكلة تكمن في استمراري في تقطيع شعري حتى أصبحت صلعاء تماما، وأنا أعلم أني أحتاج إلى علاج نفسي، وقد حدث أني حاولت ولكن عدم إقامتي بمصر منعني، أنا الآن سأرجع لمدة شهرين أعود بعدها هنا لمدة 6 شهور، وأريد أن أجد حلا جذريا لهذه المشكلة، وقد حدث أن قرأت لك عدة مشاكل كهذه على إسلام أون لاين فأريد منكم معرفة نسبة نجاح العلاج في حالة كحالتي؟؟
وهل يمكنني المتابعة معكم عند رجوعي لمصر؟
وشكرا
20/08/2004
رد المستشار
الأخت العزيزة، والزميلة الجديدة كوشي أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين، وشكرا جزيلا على ثقتك وعلى ثنائك الطيب، صحيحٌ أن اضطراب نتف الشعر Tichtillomania، هو أحد اهتماماتي باعتباره أحد اضطرابات العادات والنزوات Habit and Impulse Disorders التي أدخلت حديثا في طيف الوسواس القهري، إلا أن المعلومات التي ذكرتها لي في إفادتك لا تكفي في الحقيقة للوصول إلى انطباع عن المآل العلاجي للحالة، فلا أستطيع إذن أن أرد على سؤالك عن نسبة نجاح العلاج في حاله كحالتك؟!
ثمانية سنوات إذن وأنت تنزعين شعرك وتأكلينه، أي أن هناك أيضًا ما نسميه "اضطراب" أكل الشعر Trichophagia، إلا أن وصفك غير كاف مع الأسف، ولعلك لو رجعت إلى نتف الشعر في غرفة الاستجواب، لعرفت الأسئلة التي يهمني جدا أن تجيبي عليها، ذلك أن حالتك تتأرجح على أغلب الظن بين طرفي القهرية والاندفاع، على المتصل المعرفي الشعوري السلوكي الذي أسميه متصل التحكم/القهرية Compulsivity/Control مقابل التسيب/الانفلات Impulsivity/Disinhibition، ويمكنُ أن تتشكل الأفكار والسلوكيات المصاحبة لنتف وأكل الشعر لديك، على أوجه عديدة ومتغيرة ربما من وقت لوقت. ولا أستطيع إمساك نفسي عن التعليق على الاسم "المشعر" الذي اخترته لنفسك، كوشي، أليس هذا اسم قطةٍ في الغالب؟
فهل لذلك معنى؟ أم أنني وحدي الذي يشعر بذلك الانطباع؟ ثم إلى أي حد يصل أكل الشعر معك؟ وأنا أعرف أن القطط تأكل ثم تنكر كما يقول المصريون؟ فهل تأكلين الشعر وتنكرين أيضًا؟ لماذا اخترت هذا الاسم؟
وكما قرأت في أحد المشكلات المعروضة على صفحة مشاكل وحلول للشباب، فإن أول إشارة إلى علاقة أكل الشعر بالوسوسة جاءت في وصية سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: (يا علي، ثلاثة من الوسواس: أكل الطين، وتقليم الأظفار بالأسنان، وأكل اللحية)صدق صلى الله عليه وسلم، ورغم أن المقصود بالوسواس في هذا الحديث قد يكونُ الشيطان (أو الوسواس الخناس)، إلا لأن للتعمق في معنى هذا الحديث فائدةٌ كبيرة في العلاج إن شاء الله، ففكري فيها يا أختي.
كل ما أريده إذن هو أن تبدئي منذ الآن في تنظيم حياتك وارتباطاتك الوظيفية قدر استطاعتك، بشكل يسمح لك بمواصلة العلاج بكل وسائله المتاحة، نظرا لتأثير اضطرابك ومعاناتك المزمنة، بهذا الشكل البالغ عليك كأنثى على وشك الزواج (رزقك الله الزوج الصالح)، عليك إذن أن تستعدي لعلاج لا يمكنَ أن ينجز خلال شهرين وإن أمكن أن يبدأ، على أساس الاستمرار على العقار مع بعض التدريبات السلوكية، إلى حين استعادة الجلسات العلاجية النفسية، ولكن صلاحية ذلك الأسلوب مرهونة بوجود سماتٍ معينة فيك لا أستطيع من خلال سطورك الإليكترونية أن أخمن وجودها من عدمه،
معنى هذا أنني أنصح باختيار طبيبٍ نفسي تكونين قريبةً منه مكانيا، لأن العلاج لا يقتصر فقط على عقَّاقير الماس أو الماسا، وإنما يتضمن جلسات معرفية وسلوكية وربما تحليليةٍ أيضًا، أي أنه مشوارٌ ليس قصيرا يا عزيزتي.
إذن ومن خلال أولوياتك الشخصية، عليك أن تحددي من هو الطبيب النفسي الأصلح لعلاج حالتك، فإن وجدت أنك على استعداد لبدء وقطع ذلك المشوار معي فأهلا وسهلا بك، في مجانين وعلى مجانين دائما