ما الذي أصابني
تحية طيبة وبعد فإني أعرض عليكم ثمة أمور بداخلي وحالات تعتريني لا أجد حلا لها ولا حتى تفسيرا لذا دخلت الموقع لأستشير حضراتكم لعلي أجد طريقا للخلاص من معاناتي أو حتى أفهم ما الذي أعانيه بالضبط.
بداية من سن 18 كنت تلميذا نجيبا ذكيا لا أعاني من أي شيء كان كل اهتمامي دروسي وصلاتي كنت مرتاحا بقربي مع الله كنت أشعر بوجوده معي في كل الأحيان كنت أشعر به كان أصدقائي قليلون جدا من المتفوقين سافرت في نفس السن إلى الخارج لتكملة دراستي وعشت في غربة ووحدة ولكني كنت منشغلا بدراستي وعبادتي لله وصلاح يومي من عدمه كان يتوقف على شعوري بأني لم أقترف ذنبا أو معصية وأني لم أقصر بواجباتي الدراسية وفجأة بدأت أشعر بإحساس بداخلي وهو الميل نحو الذكور عاطفيا فقط كنت أشعر برغبة من الحنان والعاطفة ناحية الرجال وبقيت أنكر هذا الإحساس وأتجاهله لفترة طويلة حتى وصلت تلك المشاعر لدرجة خارج نطاق التجاهل أصبحت أقرأ عن هذا وأقارن حتى قررت أن أصبح واضحا مع نفسي وأقبل أن لدي اضطراب في المشاعر أو في العواطف ثم الاعتراف بأن عندي ميول غير سوي وبدأت أتذكر أشياء لقد تجاوزتها منذ فترة أو حدث أن تذكرتها بعض الاعتداءات الجنسية الغير الكاملة كلها كانت سطحية من بعض الأقارب نظرا لأننا كنا في بيت عائلة لم أتذكر منها الكثير واشمئز من تلك المشاهد التي لم أفهمها إلى الآن.
ماعدا الأخيرة التي صدرت من أحد أصدقائي في المدينة الجامعية والذي كان دوما يعبر لي عن حبه لي لأني ولد متفوق وحافظ للقرآن ويراني كثيرا في المسجد وكنت أتردد عنده كثيرا لأكثر من 3 سنين تقريبا ولم يصدر منه شيء وفي ليلة دعاني إليه وتناولنا الشاي ثم قال لي أترى أنا كبير وأنت نحيف لأنك لا تأكل كثيرا لازم تأكل قلت له نحيف ولكني قوي فقال لي فلنرى من أقوى لوى يدي فصرخت اتركني ولما تركني لويت يده وكنا نمزح أو كنت أمزح أنا فوجدته فجأة تحول وبدأ بحركات جنسية وثبتني بقوة ونام وكأنه ليس بوعيه فوقي صرخت فيه وضربته حتى جرحته في وجهه لكنه لم يتركني إلى أن شعرت بسائله فوق ملابسي الداخلية بدأت أبكي وأصرخ فيه وتركته ونزلت اغتسلت وغسلت جسمي مرات كثيرة وبكيت أكثر ثم صليت واستقذرت نفسي لأني شعرت أني مذنب أو السبب فينا حصل لا أعرف بأي منطق نزل ورائي ودق الباب ولم أفتح وترك لي رسالة اعتذار وهجرته نهايئا بعد فترة طويلة سامحته وصفيت ناحيته كان عمره حوالي 30 سنة والآن متزوج وعنده أطفال وقد دعاني لزياته في بلده ومازلت أتحجج.
بعد تلك الحادثة بفترة أصبحت ميولي واضحة وكنت أحب أحد زملائي وصارحته بذلك وقال لي نفس الشيء وعشنا معا مثل الأخوة إلا أني وجدته يرغب بأمور جنسية وكنت أرفض ونبتعد لفترة 6 شهور وأحيانا ثلاثة أو أسبوع ثم أرجع إليه أنا وأعبر له عن حبي له وكان يحتضنني وأحتضنه ويتطور الأمر فأعترض فنبتعد وهكذا نفس الشيء كنت أريد منه علاقة حب ودعم وعاطفة ولكنه كان يريد الجنس إضافة إلى ذلك لأجل ذلك لم تستقر علاقتنا وحصل منه مرات محاولات ولكني كنت أمانع فلم يحصل علاقة جنسية كاملة بيننا إلى أن افترقنا ثم أحببت شخصا آخر وهو أول من قال أنه يحبني وكنا نعبر لبعضنا بالحب إلى فترة ولم يحصل بيننا أي شيء له علاقة بالجنس عرفت بوضوح أنه هذا الشيء اسمه المثلية ولم أستطع أن أنكر أني أحمل تلك الميول بعد ذلك وبما أني أقيس حياتي على رضا الله لا أريد ارتكاب أي ذنب لأني إثر ذلك انهار وأبكي وأتوب وأعاقب نفسي لعدة أيام .
قررت أن أبتعد عن هذا تبت وتصدقت وقرأت عن طريق التعافي وركزت على الطاعات وبنشاطاتي الدراسية والإبداعية فأصبحت مبدعا مشهورا في إحدى المواهب، كنت أشعر أن كل شيء في حياتي كما ينبغي ناجح ومحبوب وملتزم إلا أني كنت أشعر بندبة داخلي وهي تلك الميول فاحتقر نفسي ساعة واتهم نفسي بالنفاق لأن لو الناس عرفوا ما بداخلي لن يصدقوا من الصدمة وبعدما وصلت من نضج ومن والاستطلاع والقراءة ذهبت إلى أن ما في داخلي ابتلاء وعلي الصبر والتحمل وليس لي ذنب فيه ما دمت لا أسعى إلى ممارسة وأن مقياس يومي هو أن يمر بدون معصية والحمد لله نجحت لمدة طويلة حتى نسيت كل شيء منطلقا نحو أحلامي منشغلا بنشاطاتي وعباداتي ولكني بعد فترة أصاب بشيء مثل اللاوعي ثم أفيق لأجد نفسي أفتح الرسائل وأرد ع ذلك الشخص معترفا له باني مازلت أحبه ولا أستطيع نسيانه وكل ما عملته يروح أدراج الرياح وترجع تلك المشاعر تتأجج داخلي من جديد ثم أفوق وأبعد فترة كبيرة ثم انكسار وضعف وعودة ثم قرر ت مسح كل شيء والبداية من جديد كما أنا عليه الآن ومن فترة لا بأس بها وأنا بعيد تماما.
ولكن هناك ما زاد الطين بلة وهي حالات حزن وضيق شديد فوق الوصف تخيم علي فجأة بدون سبب منطقي مقنع يتشعب منه أفكار ووساوس في كل شيء وعن أي أحد وخاصة الأقرباء مني ولا يوجد بيني وبينهم عداوة تستدعي كل تلك الحزن فيقهرني بتلك الأفكار اللامنطقية وأتعب لدرجة إني أتمنى أن يتوفاني الله بعد دقائق قليلة أرى كل لحظات الانكسار والألم التي مررن بها وكأني لم أمرّ في حياتي يوم سعيد، لا أتذكر أي شيء كالأمل والأحلام والأهداف لاشيء سوى ألم عميق يبدأ عقلي في تفكير مستمر حرفيا في كل شيء يمكن أن يزيد ألمي في المستقبل وأمور ليس عنده أي أهمية ولا أي منطقية عندي فيرفض عقلي بأن تلك الأسباب التافهة هي التي أودعتني في الحزن ويبدأ صراع هائل مسيطر إلى أن يتضح أن هذا الحزن ليس عنده سبب يفسره والغريب في الأمر أنه يأتي فجأة فتظن بل تتيقن أنه لن ينتهي أبدا وأنك قيد الرحيل ثم يذهب فتنسى مرورك بشيء كهذا وكأنك فقت من غيبة إلى أن يفترسني من جديد ولا يأتي إلا بعد انجاز في حياتي العملية أو الروحية كنت أستحمل وأصلي وأصبر وأدعو الله
ولكن يبدو أنني لم أعد بتلك القوة فور ما أنهار ببكاء أو أتكلم مع تلك الأصوات الكثيرة التي بداخلي لا أدري ما الذي أصابني وهل هناك علاقة بينها وبين ميولي المثلية العاطفية قال لي بعضهم أنه عين وسحر وعمل ولكني بصراحة لا أود أن أسلك تلك الطرق حتى لا ألج في حجر الشرك لا أدري ما هي التي تصيبني ولا كيف ولا أي شيء ما يخيفني هو أني بدأت أفقد قواي وتماسكي وتسامحي وسعة صدري وتحملي وتعبت فوق المدى ولا أعرف ما هذا الشيء وكيف أتخلص، منه أصبحت أرى أنه لا حل لي سوى الموت برحمة من الله بعد عفو وغفران فهدفي العظيم هو رضا الله.
أعتذر عن الإطالة
أفيدوني
21/11/2017
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله أخي كريم، وأهلا بك على موقع مجانين ومرحبا باستشارتك.
حالتُك للأسف هي حالة أخرى من عدم تقبّل الخطأ وتقلبات الحياة، نريدها مستقيمة لا عوج فيها وكأنها جنة أخلاقية لا زلل فيها ولا خطأ ولا ذنب ولا اعتداء!! إن قولك هذا (وصلاح يومي من عدمه كان يتوقف على شعوري بأني لم اقترف ذنبا أو معصية) يلخّص كل المثالية التي نسير بها في حياتنا، نعتقد أن التديّن والعبادة قائمة على السلامة المطلقة وكأننا ملائكة وكأننا في أرض خالية من كل عبث وظلم وتعثّر!! مع أننا نقرأ دائما "كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون" نمر عليها ولا تخدش مثالياتنا وتصوراتنا عن الخيريّة، التي جعلناها سلامة مطلقة من كل ذنب ما إن نُذنب حتى نقع فريسة للتقلبات المزاجية والهزال النفسي وجلد الذات ودوامة من الأحاسيس السلبية وتمني الموت وتلطخ صورة الذات بشكل يحتقر الإنسان فيه نفسه ويدوسها، ثم يريد بعد ذلك أن يقوم بها وتقوم به وتحمله وقط حطّمها ودمّرها، فلا يقوى على توبة ولا إصلاح ويختزل نفسه وعمره في موقف واحد أو عدة مواقف!!
لكنّك بعد حين سلكت طريقا صحيحا واقعيا (وبعدما وصلت من نضج ومن والاستطلاع والقراءة ذهبت إلى أن ما في داخلي ابتلاء وعلي الصبر والتحمل وليس لي ذنب فيه) فحقا فلا ذنب لك، حتى في ذلك الاعتداء المشين الذي وقع لك.. فكيف تلوم نفسك، أعلم أن الأمر يكون ثقيلا في الاعتداءات الجنسية بالخصوص ويكون جارحا للكرامة أكثر من ضربة أو صفعة أو حتى جرح بسكين، لكنّه يبقى في حدود اعتداء الآخر علينا وليس لأنّ لحمنا رخو قابل للقطع نؤنّب ضميرنا إن اعتدنا علينا أحد بسكين فجرحه، بمعنى أنه ليس لأننا مشروع اعتداء وتحرش جنسي قد يُعتدى علينا، فلا علاقة لذلك بقابليتنا ولا حبّنا ولا أوصافنا.. بل يبقى مجرد اعتداء وهكذا ينبغي أن تتصوره وتتمثّله؛ لأنّ النظرة الذاتي واحترامنا لأنفسنا في القضايا الجنسية يتكسّران بشكل غير منطقي، فكل الحقد والمرارة والكراهية نوجّهه لأنفسنا بدل توجيهه للمعتدي، وتبدأ الشكوك للرجل هل أنا مثلي، هل أنا حقا مشروع "ذكر مفعول به"، وللمرأة هل أنا باغية، هل أنا ساقطة لا قيمة لي، هل فعلت شيئا لأستحق هذا.. وهكذا..
مهم جدا أن نعي ردّات فعل النفوس التي تشبه autodestruction في الآلات الذكية، ما إن تتعرض إلى عطب لا تستطيع تدبيره أو إصلاحَه تُفَعل التدمير الذاتي، الإنسان مخلوق يجدد نفسه ويمكنه تعديل أفكاره ومسار حياته بعد الأزمات.وجيد أنك لم تسلك طريق السحر والمس لأن دوامة، إنّ حالتك هي حالة وسواس قهريّ بخصوص الشذوذ والمثلية، واطمئنّ فإن المثليّ لا يقتل نفسه بتأنيب الضمير عندنا يبحث عن رغباته وتحقيق حاجياته، وهذا من أهم المعايير في التفريق بين المثلي ذو القناعة الحقيقية بمثليته وبين الموسوس، فهل تظن أنّ الذي يناضل من أجل المثلية ويتحدث عنها ويجهر بعلاقاته في المجتمع يعاني من عُشر ما تشعر به من الضيق! كيف له أن يواجه مجتمعا وهو بضعف مثل ضعفك؟
وحالات الاكتئاب المصاحبة للوسواس القهري (أصوات داخلية) خير دليل على أنها حالة مرضية نفسية وليس الموضوع مثلية وميول للذكور.ما حصل هو ما قد يحصل لفتى مهذب متديّن يقمع كل ميول للنساء في نفسه، يضغط ويضغط حتى يصدق نفسه أنه لا شهوة له ولا رغبة طبيعية، ويتفاجأ أنه كان يدفع كرة زلقة أزاحها من مكان فانزلقت لمكان آخر. فتخرج على شكل ميولات للذكور، الأصحاب الذين إن اجتمعت معهم واختلطت معهم لا تشعر بالذنب ولا يتهمك المجتمع، فيبدأ الغول بالتسلل شيئا فشيئا، تلك الطاقة الجنسية الكامنة التي قمعتها فخرجت بشكل آخر، لا تفهم مني أني أدعوك لإقامة علاقات مع نساء تثبت معهن رجولتك.. بل مجرد تقبل نفسك وميولك للنساء بينك وبين نفسك تقبل ضعفك وسرحان بصرك. بل حتى ذلك التحسّر على الجميلة التي لا تستطيع أن تصل إليها يبقى صحيّا جدا، أما السلوك فلن تغيره غالبا وستبقى على مبادئك.
إن الخطأ الذي يترعرع فيه وسواس المثلية هو قمع وشنق المشاعر اتجاه الأنثى، فمجرد خواطر بخصوصها يُعتبر رجسا ومعصية يكون المؤمن يقظا اتجاهها، فيمارس الضغط المستمر عليها إلى أن تندثر تلك المشاعر الطبيعية الصحية، التي تحافظ على المسار الجنسي الصحيح للرجل أو المرأة، وتحافظ أيضا على ذاك الاستثمار الجنسي الموجّه اتجاه موضوع واحد (الأنثى للرجل والذكر للمرأة). فلا بد لتلك الطاقة الجنسية الكامنة والكبيرة أن تُوجّه لموضوع بطريقة ذكية أو سحقت صاحبها وتمرّدت عليه وخرجت بشروطها هي لا بشروط صاحبها (يمكن تصور ذلك بسهولة في مياه جارفة مثلا).
الخطوة الأولى هي أن تطمئن أن كل تلك مجرد وساوس ولا يفسر التحرش الجنسي الذي تعرضت له في الصغر أو الكبر ما يحصل لك، إنما كان عاملا من بين عوامل أخرى، وكانت واقعة اعتداء ذلك اللئيم موقظة للوساوس وصدّقتها وسعيتَ وراءها كعملية طمأنة وسلوك لرفع القلق تلك الأفكار والتخلص منها، وكان ذلك هو الخطأ القاتل، الذي رسّخ الوسواس. وما إن تحاول التوقف والتصبر عن تطبيق محتويات تلك الأفكار تأتيك نوبة اكتئابية شديدة، وتُعاود مرة أخرى إرسال الرسائل وتطبيق التعليمات فيقل القلق فتعود للدوامة...
ما تحتاجُه الآن هو علاج للوسواس القهري والاكتئاب عند طبيب نفسي وستتحسن كثيرا بحول الله، ومن الأفضل اتباع برنامج علاجي سلوكي بخصوص وسواس الشذوذ، وستكون بخير وتعود لك قواك مجددا يا كريم.
وأترك لك بعض الروابط لقراءتها، وتابعنا بأخبارك
متاعب شاب عادي مع ضمير غير عادي
شذوذ للمرة الأولى : اضطراب تأقلم
الشذوذ الجنسي والوسواس القهري: علاج وسواس المثلية
وسواس قهري قديم وسواس الشذوذ الآن ! م1
وسواس قهري قديم وسواس الشذوذ الآن !
وسواس الشذوذ الجنسي يعالجه الطبيب النفسي