أحلام اليقظة
أولا: لا أعرف كيف أشكركم على هذا الموقع وعلى الاستشارات والجهد الذي تبذلونه، حقا أنتم ملهمون جدا وأنا حقا أحلم أن أعمل مبادرة تفيد الناس اقتداء بكم .
أنا أعاني من أحلام اليقظة اللإرادية... بداية الأمر كان بسن المراهقة أصبت باكتئاب شديد وكانت لي عدة محاولات انتحار ولجأت إلى الأحلام وكانت ملجئي الوحيد وتحسنت كثير، لكن مستواي الدراسي متدني وكانت المدرسة كثيرا تكلم والدتي أني دائما السرحان وغير متفاعلة مع البيئة من حولي.
وصلت إلى سن 19 دخلت الجامعة لم أحاول ولم أرد التخلي عن هذه الأحلام، حياتي سيئة وأنا لا أحبها أبدا ولا أشعر بالانتماء للمكان الذي أعيش فيه... أكرهه جدا وأكره المجتمع الذي أعيش فيه... أنا مجبرة على عيش حياة أكرهها بتفاصيلها بين أناس لا أنتمي لهم وعلى مباديء أنا لا أؤمن بها؛ لذالك لم أحاول ولم أرد التخلي عن هذه الأحلام.
لدي الحرية والحياة التي أريدها وأصدقاء ومغامرات تعزلني عن واقعي الذي أكرهه بشدة إذن لماذا أتخلى عنها؟؟ وأستطيع الشعور بالمشاعر التي أريد وقت ما أنا أريد (الحب، الانتصار، الفخر) أي شيء أريده أو أحتاجه أفعله، وإذن لماذا أتخلى عن هذا كله؟
لكن اختلف الأمر عندما دخلت الجامعة لم أستطع الحصول على نتائج وفشلت وتعثرت ثلاث سنوات، صديقاتي الآن خريجات وأنا بالسنة الأولى، الجامعة أعطتني مهلة لو لم أنجح هذا التيرم سوف أُطرد! وأنا عاااجزة كليا عن التركيز بالمحاضرات أو مذاكرة الدروس وكل درجاتي سيئة جدا، صحيح لا أستطيع الخروج والدخول متى شئت، لكن مسموح لي أخرج للنوادي الرياضية مثلا أو الخروج للأسواق مع فرد من العائلة لكن أنا لا أخرج لأني لا أستطيع.
لدي أفكار لمشاريع ناجحة لدي الموارد لكن لم أستطع البدء، سجلت بدورات كثيرة لكن لم أستطع البدء بشيء ،حتى إني مهملة جدا صحتي ونظافتي الشخصية، حتى ملابسي أعجز عن إيجاد وقت لغسلها. أنا عاجزة عن فعل أي شي باليوم سوى أن أجلس على سريري وأحلم وأتخيل موقف ويتكرر ويتكرر بشكل جنوني وأنا أعيش مرارا وتكرارا وأتفاعل معه الوضع جنوني وسيء جدا جدا،
وكلما أحاول أن أعود للواقع أجد أني غير منجزة، فاشلة، مهملة، وأعود أكتئب أكثر ويزيد انفصالي عن الواقع.
مثال على ذلك أتخيل أنه لي شخصية وأعيش بدولة عربية وأتخيل حوار مع أصدقائي هذا الحوار والموقف يتكرر ويتكرر بدون توقف وبدون ملل مني وأبقى بالساعات طبعا هذا ليس الخيال الوحيد لكن هذا النمط الذي يتكرر علي بالفترة الأخيرة وكلما قاومتها أو زادت ظروفي سوء أو تعرضت لمشكلة زادت هذه الأحلام لأنفصل عن الواقع أكثر؛ حتى إن والدي قرر أن يأخذني لشيخ ليقرأ عليّ !!!! أجد الأمر مضحكا لكن أعرف لو لم أتحسن سوف يجبرني على هذا الأمر.
فقدت السيطرة تماما.. حتى إذا أردت عمل شيء بسيط وأحبه مثل محادثة صديقاتي أو مشاهده فيلم أو قراءه كتاب تأتي الفكرة من جديد أو تأتي مقتبسة من الشيء الذي شاهدته أو سمعته أو قرأته واضطر إلى أن أقفل الهاتف وترك ما كنت أشاهده وأعيش هذا الخيال.
الأمر أصبح سيء جدا، ولم يقتصر على إشباع الناقص بحياتي مثل عدم وجود أصدقاء أصبحت الآن أجأ للخيال على الرغم من وجود أصدقاء أحبهم!
كنت منكرة أني أعاني من أي شي، كنت أعتقد أن المجتمع من حولي يراني مريضة لأني فقط غير اجتماعية، لكن الأمر يختلف أنا دائمة السرحان ذاكرتي ضعيفة، منفصلة تماما عن الواقع وعاجزة كليا عن فعل أي شيء بيومي.
أردت أن أرى طبيبا نفسيا لكن أنا ليس لدي المقدرة نهائيا لمراجعه طبيب لا أستطيع أن أتدبر هذا المال بنفسي ولا أستطيع إخبار عائلتي أبدا سوف تكون عواقب هذا الأمر سيئة عليّ؛ لذا حل الطبيب النفسي مستحييييل بالنسبة لي.
وسوف أتغلب أنا على هذه المشكلة، قرأت المشاكل وتجارب الناس المشابهة وعلمت أني أعاني من وسواس وأفكار تسلطية اجترارية Obsessive Ruminations أعتقد أيضا أن لديّ اكتئاب مزمن وقررت أن آخذ له "الزولدكس"، "الفلوفوكسامين" ، "الكلوميبرامين" للوسواس
مارأيكم؟
وسوف أقرأ عن العلاج السلوكي لاحقا
22/11/2017
رد المستشار
أيتها السائلة الكريمة نشكر لك ثقتك في الموقع ونرجو أن نفيدك.
- باديء ذي بدء قلت إن لديك تاريخا مرضيا سابقا ومحاولات انتحار وعلى حسب فهمي لا يعتقد أهلك في الطب النفسي، فمن شخص حالتك؟ كيف ومتى وأين حدثت محاولات الانتحار؟ ما هي الطريقة التي استخدمتها؟ هل ساعدك أحد؟ هل سبقها عراك أو موقف معين؟ هل دخلت على إثرها مستشفى عام مثلا؟ هل أخبرت أهلك؟ ما مصير حالات الانتحار تلك أي كيف نجوت منها؟ ما عددها وما الكيفية التي تتكرر بها؟ هل كنت تعالجين من الاكتئاب حينها؟ هل كانت المحاولات الانتحارية مصحوبة باكتئاب اكلينيكي؟أحلام اليقظة Daydreaming إرادية وتستطيعين أن توقفيها وخصوصا إذا استهلكت منك وقتا طويلا بلا جدوى ولا فائدة ولكن محتواها يكون محببا للنفس منغمسا في المستقبل غالبا لا الماضي بعكس الاجترارات الوسواسية، أحلام اليقظة هي المتنفس والحيز الخيالي الذي يحل فيه البعض مشاكله وأزمات ثقته بنفسه فإذا لم تخرج بخطة محكمة لحيز التنفيذ ستصبح وبالا على صاحبها.
ذكرت في معرض حديثك ما يلي:
"أتخيل أنه لي شخصية وأعيش بدولة عربية وأتخيل حوار مع أصدقائي هذا الحوار والموقف يتكرر ويتكرر بدون توقف وبدون ملل مني وأبقى بالساعات طبعا" الحقيقة لا أجد هنا اجترارات وسواسية بل أجد شخصا اختار شكلا من أشكال الانغماس في أحلام اليقظة متصورا أن فيها خلاصه.
الاجترارات الوسواسية obsessive ruminations لا تحدث في الوسواس القهري فقط بل تحدث في الاكتئاب والقلق أيضا، لا تكون مستساغة بل بالعكس يميل الإنسان وخصوصا في بداية المرض لمقاومتها ويكون محتواها "ماضوي" نسبة للماضي وليست قصصا ومغامرات بل تكون استرجاعا لمواقف محزنة بصورة فيها شعور شديد بالذنب أو تفكير وسواسي مستمر في عواقب فعل ما وقد تكون مصحوبة بمشاعر غضب أو ندم على فرص ضاعت للأبد وربما لوم للنفس على ما تتصوره خطأ جسيما أو إهانات حدثت بحقها مع ميل نحو إدانة الذات ونقدها على طريقة الكل أو لا شيء all or none مع اعتقاد مسيطر بأن الظروف لو اختلفت عن الوضع الراهن، فكان ذلك كفيل بتجنب مأساة حقيقية مستقبلا.
ألمح فيما كتبت مزاجا، عكرا، كرها لحياتك وتاريخا طبيا غامضا قد يكون فيه نوبات اكتئاب اكلينيكية حقيقية بل واضطرابا في طريقة حياتك، وتدهورا في مستواك الدراسي، وتداخلا للأعراض التي تعانين منها مع واجباتك.
اعتقد أن لديك ما يستوجب الاهتمام الإكلينيكي، ويخيل إليّ أنك تقرأين عن حالتك ولكن يا "أمل" عليك أن تعرفي أن الإنسان لا يستطيع تشخيص نفسه بالقراءة كما تفعلين وكذلك لا يستطيع وصف علاج لنفسه بعد تصفح مواقع الإنترنت، العقاقير النفسية ليست حلوى وأثرها على جسم الإنسان ليس كالماء البارد، لا يمكن وصف دواء لك بهذه الطريقة.
ننصحك بمراجعة الطبيب فهو الأفيد على مساعدتك، كما أرجوك أن تناقشي موضوعك مع من ترتاحين إليه من أفراد أسرتك لدعمك في هذا القرار.
وفقك الله وتابعينا بأخبارك.