الرهاب الاجتماعي
أنا ولاء شابة عازبة عندي ٣١ سنة أنا حصلت لي حاجات كثيرة في حياتي تكفي أني أنتحر وأقول لنفسي أنا ماموتش ليه! وعايشة ليه! وفكرت قبل كده أنتحر ولم أخوض تجربة الانتحار ولن أخوضها..........
وأنا طفلة كنت عند الجيران ألعب مع ٢ بنات أخوات وتم استدارجي منهم وقالوا لي أقلع هدومي وقلعتها وقاموا باحتكاك جسدي وأنا عارية وأنا طفلة كنت أخاف من كبار السن من الرجال عايزة أعرف السبب أيه وأنا شابة الخوف ده اختفى عايزة السبب أيه؟!....
ونجار قريب من بيتي قام بلمس أعضائي التناسلية من بره وكان يطاردني من الطفولة إلى الشباب وهو كان يكلمني وأنا لا ....
أنا واقفة بشكل دائم ومستمر أمام محكمة الضمير وأقول أني غير مذنبة وأني كنت طفلة وليس لي ذنب وتم التحرش بي من وأنا في أولى ثانوي إلى بعد ذلك مرات عديدة في المواصلات العامة ومرة تم لمس صدري في الشارع من ولد راكب عجلة وكان لي أصدقاء بنات من الطفولة وتركتهم وكان لي أصدقاء بنات وأنا في أولى معهد وتركتهم وكان لي أصدقاء شباب في أولى معهد وتركوني وقلت لنفسي أنهم تركوني لأنه لن يحصل لقاء جنسي بينهم ولأنهم لن يتزوجوا مني ولم أحتفظ إلا بصديقة واحدة من الطفولة إلى الآن وهي أصغر مني بسنتين وعازبة وهي في نفس الوقت بنت عمي ...
وتغيرتُ تماما من الطفولة إلى الآن وأصبحت انطوائية ومعتزلة ونادرا ما أذهب إلى عزاء أو فرح أو خطوبة أو سبوع أو عقيقة أو كتب كتاب عايزة أعرف أيه سبب التغيير؟؟!
وأنا في ثانوي جاءت لي رعشة في يدي وأنا مع جارتي في الشارع وأنا عندي ٣١ سنة بعد ما مسيحي هندي زميلي في الشغل سلم عليّ وأنا في العمل بعد ما سمعت صوت مديري جنبي في العمل جاءت لي رعشة جسدية ولما أخويا مر أمامي بره أمام المطبخ وأنا فيه جاءت لي رعشة وبعد ما خلصت دراسة رفضت أني أشتغل وأهلي طلبوا مني أني أشتغل واشتغلت بالثانوية العامة وأنا عندي ٢٨سنة
عايزة أعرف هل أنا عندي رهاب اجتماعي؟!
وشكرا من القلب
3/11/2017
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله، وأهلا بك على موقع مجانين، ونرحب بتساؤلاتك يا "ولاء".
إلا أنني احترتُ مثلك حول الأجوبة "عاوز أعرف السبب إيه" لأنك لم تقدمي تفاصيلا لما قبل التغيير وسبب التغيير الذي تشعرين به وتلاحظينه، فالخوف والانطوائية والعزلة وإنهاء العلاقات الاجتماعية وعدم التأقلم الاجتماعي، لها أسباب متعددة، ودور المستشير هو حصر تلك الاحتمالات بإفادته.
لكن الفقرة الأخيرة أكثر وضوحا في المقابل، وتشير إلى وجود اضطراب رهاب اجتماعي، وتلك الرعشة والفزع من المواقف المفاجئة (أخوك قرب المطبخ) والمواقف الاجتماعية مع الغرباء (الهندي) والخوف من رموز السلطة (المدير) كل ذلك يشير إلى رهاب اجتماعي واضح.
الرهاب الاجتماعي ، وليست الرعشة
ولماذا فاتتك أنت التفاصيل؟
الرهاب الاجتماعي وعواقب عدم العلاج
أما عن التحرّش وما حصل لك من مواقف مؤلمة نفسيا لا زلت تتذكرينها وتلومين نفسك عليها وتراجعينها كل مرة لتقنعيها بأنك لست المذنبة. فذلك قد يقع لكثير من الناس دون أن يكون سببا ضروريا لتكوّن رهاب اجتماعي، وربّما قد تشكل عندك الخوف من الناس وضعف التعبير أمامهم قبل التحرش في المواصلات، مما جعل تفاعلك مع الأمر سلبيا يتسم بالخوف أكثر من الغضب واسترجاع الحق ولو بكلمة. لكن عموما التركيز على نقطة التحرش لوحدها لصياغة سببية عن الرهاب لا يكفي، فليس كل ضرار جنسي يتحول إلى عقدة نفسية وعائق اجتماعي.
تحرشات جنسية كيف؟ م
الضرار الجنسي ليس دائما ضرارا!
وإلا كيف تفسّرين تركك للصديقات (دون ذكر سبب لذلك) وتقولين أنك أنت من قرر تركهم في حين أن الشباب هم الذين تركوك ليأسهم من أي علاقة جنسية ! هذا تفسير قد يصلح في علاقات قريبة جدا وليس في العلاقات العامة، فلماذا أنت من قرر ترك الصديقات، ولم تقرري ترك الأصدقاء؟
في نظري علاقاتك بالفتيات علاقات خالية من كل تصنع وهالة، ووقعت أمور واختلافات فانتهت العلاقة (لأن العلاقات تبنى وتصلح وتُسقى وإلا ذبلت) وبما أن جماعة الصديقات قد يجتمعن لشتى الأغراض وقد يحافظن على ترابط في مجتمع مصغر بسبب الضرورة رغم الاختلافات والنزاعات، اضطررت أن تأخذي أنت القرار للابتعاد عما يزعجك فيها ولضعف قدرتك على تسير مشاعرك وسط تلك العلاقات. أما بينك وبين الشبان فهي علاقة لن تقوم إلا على الاستحسان، وربما كنت تأملين أن تجدي أنيسا وحبيبا لذلك صبّرت نفسك، لكن الشبان لا يملكون مرونة الفتيات مع بعضهنّ، ولا يخضعون لضرورة التفاعل مع الفتيات، فإما أن يبقيه رغبة خفية يريد تحقيقها كما قلتِ يا "ولاء"،أو على الأقل يبقيه ارتياحه، وما إن يجد شخصية مترددة غير حفية قد يتركها بحثا عن شيء أكثر متعة وتفتحا!!
أنا لا ألومك هنا، فالكل يختار ما يريحه كما اخترت ترك صديقاتك اختاروا هم تركك، ولا يعني ذلك أن المتروك شر من التارك، لكني أريدك أن تفهمي أن الرغبة الجنسية لا تفسر كل شيء في علاقتنا بالجنس الآخر! خصوصا أن الشاب قد يمني نفسه بالوصول للفتاة إلا أن توضح له بشكل لا يدع مجالا للشك والتأويل أنها متمنعة متمنعة، وليس متمنعة راغبة! (فإن قلتها بصراحة له وتركك أؤيّدك في تفسيرك بشكل أكبر) وقد يكون هذا التفسير مجرد هروب وتعمية لبصيرتك عن مشاكل تواصلية واجتماعية مع الشبان والناس عموما.
ونعود لقضية الانتحار والتفكير فيه، والتساؤل عن قيمة حياتك، ما أصدقها من مشاعر عندما تكون من إنسان لم يعد يطيق نفسه وحياته، بسبب أنّ له في كل موقف فزعة وضيقا وعذابا! قد يظهر للوهلة الأولى أنّ سبب الأفكار الانتحارية اكتئاب حاد، لكني أراه مجرد كره لذاتك التي لا تستطعين امتلاكها ولا استعمالها كما تريدين، جراء الرهاب الاجتماعي، تكرهين أداءك الاجتماعي، تكرهين هشاشة نفسيتك أمام الناس والمواقف، أنهكك التفكير في المواقف الاجتماعية وتأنيبك لضميرك لأنك لم ترقي للمستوى المرغوب فيه، فتشعرين أنك بلا قيمة وساذجة وضعيفة، فيزداد جلدك لذاتك، وتتمنين أنك لو متّ وانتهت المعاناة المفروضة عليك ككائن بشري يتفاعل يوميا مع البشر...
الخبر السار أن التفكير في الموت والانتحار واحتقار الحياة، سيختفي بإذن الله ما إن تبدئي علاجا حقيقيا عند مختص بخصوص رهابك الاجتماعي (أو أمور أخرى ستظهر في العلاج)، وستعود لك حيويتك وتنفتحين على الحياة من جديد، ويبقى احتمال ترافق الاكتئاب مع الرهاب الاجتماعي، وعلى المختص أن يدقق في ذلك. تابعينا بأخبارك، وتولاك الله بالعافية والشفاء.
وإليك بعض الروابط يا "ولاء"
الرهاب الاجتماعي أو اضطراب القلق الاجتماعي
شبح الرهاب... كيف أتخلص منه؟