استشاره بخصوص الوسواس
أنا مريضة بالوسواس القهري أحاول أتغلب عليه وأنجح أوقات وأوقات لا، مشكلتي الأساسية في وقت الدورة الشهرية من أول يوم وأنا عندي إحساس أن أي حاجة ألمسها بيدي نجسة بفضل أغسل يديَّ كل شوية إحساس أن أنا كلي نجسة مسيطر عليا مبعرفش أطلع هدوم من الدولاب بحس أني لو لمستهم لازم أطلع كل الهدوم تتغسل عشان النجاسة تروح منها.
والمكياج إللي بستعمله على وشي مجرد ما أستخدمه وأحطه على وشي بحسه تنجس عشان أصلا ببقى حاسة إن وشي نجس مع أني غسلاه بس بفضل أقول لنفسي ما أنت نشفتيه في فوطة نشفت يدك فيها يبقى نجس وأرميه على طول بقول أنه كده تنجس ومش هعرف أستعمله تاني بعدها عشان الصلاة.
كمان مجرد ما أستحمى وهي عندي ببقى كده مقتنعة أن من أول شعري لرجلي نجس وأي حاجة تيجي عليها تتنجس ولازم تتغسل يا تترمي ولو الملابس الداخلية لمست السرير أو الدولاب وأنا بغير هدومي بحس أن السرير والدولاب لازم يتغسلوا
أنا مش عارفة أنا صح ولا مزوداها ولا إيه الحل؟؟
بجد بيبقي أسوأ أسبوع في حياتي عايزة حل خطوات أمشي عليها
27/11/2017
رد المستشار
الابنة الفاضلة "Yosr" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا جزيلا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
التعامل مع دم الحيض يشعر كثيرات بالهلع من إذ يتعاملن معه وكأنه نجاسة فوق النجاسة وللموضوع خصوصية في المصريات غالبا بسبب موروث ثقافي يرجع إلى استخدامه في أعمال السحر من قبل الكهنة والسحرة أيام الفراعنة، في حين تبين القراءة عن سلوك النبي صلى الله عليه وسلم مع عائشةَ رضي الله عنها غير ذلك تماما.
فعن عائشة رضي الله عنها: ((كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ وَأَنَا إِلَى جَنْبِهِ وَأَنَا حَائِضٌ وَعَلَيَّ مِرْطٌ وَعَلَيْهِ بَعْضُهُ إِلَى جَنْبِه)). رواه مسلم، والمِرْط نوع من الثياب، وعنها أيضًا أنها قالت: ((كُنْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- نَبِيتُ فِي الشِّعَارِ الْوَاحِدِ وَأَنَا حَائِضٌ طَامِثٌ فَإِنْ أَصَابَهُ مِنِّي شَيْءٌ غَسَلَ مَكَانَهُ وَلَمْ يَعْدُهُ، ثُمَّ صَلَّى فِيهِ وَإِنْ أَصَابَ - تَعْنِي ثَوْبَهُ - مِنْهُ شَيْءٌ غَسَلَ مَكَانَهُ وَلَمْ يَعْدُهُ ثُمَّ صَلَّى فِيهِ)) رواه أبو داود والنسائي. والشعار: الثوب الذي يلي الجسد مباشرة، سمي كذلك لأنه يلي الشعر، وقولها: ولم يَعْدُه: أي لم يتجاوز غسل الموضع الذي أصابه الدم من جسده أو من ثوبه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن خولة بنت يسار قالت: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَيْسَ لِي إِلاَّ ثَوْبٌ وَاحِدٌ، وَأَنَا أَحِيضُ فِيهِ، فَكَيْفَ أَصْنَعُ؟ قَالَ:((إِذَا طَهُرْتِ فَاغْسِلِيهِ ثُمَّ صَلِّي فِيهِ)). فَقَالَتْ: فَإِنْ لَمْ يَخْرُجِ الدَّمُ؟ قَالَ:((يَكْفِيكِ غَسْلُ الدَّمِ وَلاَ يَضُرُّكِ أَثَرُهُ)). رواه أحمد وأبو داود.
هذه الأحاديث قد تكون صادمة لك يا "Yosr" لكنها أحاديث صحيحة ومعناها أن التعامل مع دم الحيض يكون بنفس الطريقة التي نتعامل بها مع النجاسات فنتعرض لها بالقدر الذي تلزمنا بشريتنا به وكل النجاسات بمستوى واحد أي أن دم الحيض ليس أنجس من البول أو الغائط مثلا.... وبالتالي فأنت مزوداها زيادة مفرطة... بمنتهى الوسوسة يعني !وقد اعتدت مع مريضاتي الموسوسات أن أجعل من بين المهمات السلوكية أثناء العلاج المعرفي السلوكي مهمة ننلخص في أن تختار المتعالجة من ثيابها التي تلبسها أثناء فترة الحيض واحد من ثياب البيت وآخر من ثياب الخروج لتلبسهما بعد أن تتطهر من حيضها لتصلي فيهما حتى يتأكد لديها أن ثيابها في تلك الفترة لا يحكم عليها بالنجاسة وحتى لو أصاب الثوب شيء من الدم فإن غسل المنطقة التي أصابتها نقطة الدم يكفي لتطهير الثوب ولعله واضح من قول سيد الخلق عليه بالصلاة والسلام لخولة بنت يسار أنه حتى ولو يفلح الغسيل في إزالة أثر الدم من الثوب فإنها يمكن أن تصلي فيه.
المشكلة التي ستبقى عندك بعد هذه المعرفة هي التفكير السحري الذي يجعلك تشعرين كأنك نجسة كلك وما تلمسين كما يفهم من قولك (مقتنعة أن من أول شعري لرجلي نجس وأي حاجة تيجي عليها تتنجس ولازم تتغسل يا تترمي ولو الملابس الداخلية لمست السرير أو الدولاب وأنا بغير هدومي بحس أن السرير والدولاب لازم يتغسلوا) عليك أن تتدرجي إذن في لمس هذه الأشياء أثناء حيضك ثم التعامل معها بشكل طبيعي فابدئي بلمس الدولاب ثم بالنوم على السرير أثناء لحيض وعدم تغيير ملاءة السرير بعد ذلك ثم تصلين أخيرا إلى الثوب الكامل.
وأما إحساسك بالاشمئزاز فيحتاج إلى العمل مع المعالج المعرفي السلوكي على كيفية الحد من المشاعر السيئة التي تصحبه... نصيحتي أن تبحثي عن معالج معرفي سلوكي يعينك على وضع برنامج علاجك بالتعرض ومنع الاستجابة وتطبيقه تدريجيا.... وتأكدي أن الشفاء بإذن الله ممكن.... وتابعينا بالتطورات.
ويتبع>>>>>> : وسواس دم الحيض عفريت النجاسة : تفكير سحري م