وسواس بلع الريق في الصيام م
وسواس قهري
السلام عليكم، أنا عندي وسواس ومستمر على العلاج السلوكي والحمد لله أنا افضل كتير، كان عندي في الطهارة والصيام والعقيدة، أنا كنت أرسلت مشكلة بخصوص وسواس العقيدة أن الوسواس شديد لدرجة أني بتلفظ بالكفر وكنت بتجاهل وحياتي استمرت، بس من فترة جه بصورة تانية، أني لما أرتكب أي معصية كذبت مثلا بتزيد الوسوسة وبتلفظ بفكر أن سبب الوسوسة هو المعصية ومن ساعتها وأنا مش قادر أتجاهل لأني حاسس أن المعصية بتزود الوسواس وأني سبب في الوسواس، هل شرعا ممكن أفصل بينهم؟؟
يعني أنا أرتكبت ذنب مش معني كده أني كمان أكفر والعياذ الله، أنا أخدت أدوية فترة وزرت أطباء نفسانيين بس مرتاحتش
لكن العلاج السلوكي خلصني من وساوس كتير الحمد لله، جزاكم الله خير
10/12/2017
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته وأهلًا وسهلًا بك يا "محمد" مرة أخرى
تسألنا: (لأني حاسس أن المعصية بتزود الوسواس وأني سبب في الوسواس, هل شرعا ممكن أفصل بينهم؟)
ونجيب: هل من دليل شرعي على الربط بينهم؟!
كل إنسان معرض لأي مرض نفسي أو جسدي، سواء كان مسلمًا أو كافرًا، أو وليًا أو عاصيًا...، وقد يكون ذلك تكفيرًا لسيئات، أو امتحانًا لصبر وترفيعًا لدرجات...
ولا يوجد أي دليل صريح للربط بين شيء معيّن وذنب معيّن... فهل عندك دليل واضح صريح مقنع أن الوسواس عقوبة أبدية، متجددة بتجدد ذنوبك؟
هناك قاعدة عامة:(لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا) [النساء:123]، وهناك استثناء لبعض الناس من هذه القاعدة:(إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) [النساء:48] وقوله تعالى أيضًا (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) [الشورى:30].
فأولًا: ليس الجميع يعاقب، والله أعلم أنت منهم أم لا؟ وثانيًا: إن قلنا أنك ممن يعاقب فهذا مدعاة للفرح إذ تتخلص بذلك من ذنوبك، وإذا صبرت على وسواسك واحتسبت نلت أجر الصبر فوق حصول التكفير للسيئات. فعن أبي هريرة قَالَ: لَمَّا نَزَلَ: (مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ) شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: (قَارِبُوا وَسَدِّدُوا، وَفِي كُلِّ مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ كَفَّارَةٌ؛ حَتَّى الشَّوْكَةَ يُشَاكُهَا وَالنَّكْبَةَ يُنْكَبُهَا).
إذن عليك أن تسأل الله العفو والعافية، وتفرح لتكفير سيئاتك، ورفع درجاتك بالصبر، ولا يخلو من السيئات أحد كل بحسب قربه من الله، ولن تستطيع مهما حاولت أن تضبط نفسك فتكف عن الخطأ (100%)، ولهذا لا فائدة أبدًا من لوم نفسك بأنك سبب الوسواس.
ولكن يبدو – والله أعلم- أن عادة الموسوس في لوم نفسه وجعلها مسؤولة مسؤولية تامة عن الوساوس، تجلى لديك بصورة أخرى، حيث انتقلت من اتهام نفسك بالمسؤولية عن مضمون الفكرة الوسواسية، إلى اتهامها بالمسؤولية عن مرض الوسواس كله بغض النظر عن مضمون الفكرة.
وبعد هذا كله أقول لك:
هَبْ أن الوسواس عقوبة، فهل سمعت إنسانًا يعاقب على نزول العقوبة به؟!! أعني: قد يمرض الإنسان وتكفر سيئاته، ولكن ما من أحد في الدنيا يقول إن الإنسان مسؤول ومعاقب على مرضه هذا!! لا أحد يلوم إنسانًا أصابه السرطان، أو قرحة المعدة، أو الزكام..!!! وبالمثل: لا أحد يلومك على الوسواس، ولا يعاقبك الله لأنك موسوس، وكل ما تطالب به هو علاج نفسك، وليس من شأننا ما وراء ذلك...
وبهذا تكون الفكرة التي تراودك -عن معاقبتك بالوسواس- لا فائدة منها البتة، ولا يترتب عليها عمل يصدر منك سوى العلاج، ولا فرق عمليًا بين أن تفكر بها، أو تهملها. وبهذا يتجلى لك بوضوح أنها فكرة وسواسية غرض الشيطان منها إيقاعك في اليأس والحزن، والأولى أن تستعيذ من ذلك الشيطان، وتهمل وسوسته، كما أهملت سائر وساوسه السابقة...
عافاك الله وحماك من شر جميع الأدواء والشرور.
ويتبع >>>>>>>: وسواس الاغتسال والحائل : وسواس بلع الريق م2