السلام عليكم د/وائل؛
بعد التحية، أنا صاحب مشكلة الطبيب النفسي الجيد= منصتٌ جيد، ولعل سبب عدم كتابتي لتفاصيل أكثر هو ما يلي:
أنا عندي جهاز كمبيوتر ولكن الشقة الحالية لا يجد بها تليفون وبالتالي لا يوجد نت، فأنا مضطر للكتابة من الcyber، أما الكتابة في البيت ونقلها على disk لا يوجد مشغلات لتلك الأقراص إلا على الجهاز الرئيسي في الcyber وأخاف يفتحها ويقرأ اللي فيها ويعرف أنها بتاعتى!! دى حاجة واقتناعي التام بأهمية التفاعل بين المريض والطبيب حاجة ثانية
بالنسبة لكلمةthe last hope لقد ترددت كثيرا قبل كتابتها ولكن للأسف أنا فضلت كتابة ما بداخلي فعلا!!، أما بالنسبة للأدوية فقد سبب anafranil side effects (الأنافرانيل آثارًا جانبية)، وكذلك لم تجد الأدوية الأخرى، والأدوية لا أستطيع شرائها لعدم توافر المال اللازم معي أنا لها الآن ويستحيل شرائها عن طريق البيت لعدة أسباب.
صدقني حياتي قطعة من العذاب وزادت عن الحد منذ سنتين تدريجيا لدرجة أنه قد راودني التفكير في الانتحار ولكن تراجعت لأني أجبن من ذلك ولم يكن الرادع هو الوازع الديني، لا أتذكر قبل ذلك أني قد أحسست بالفرحة ولا حتى الدراسة حيث أحسب ضمن الفائقين، اللهم إلا إذا عملت حاجة في الكمبيوتر تميزني عن غيري وتميز على نطاق واسع، على فكرة أنا لست مجرد هاو للكمبيوتر وإنما الأمر أكبر بكثير جدا.
كل يوم أتحول للأسوأ والذهاب للدكتور الآن عقبة وكذلك الأدوية لا أستطيع شرائها لعدم توافر المال اللازم معي أنا لها الآن ويستحيل شرائها عن طريق البيت لعدة أسباب.
فما العمل إلى أن أقابل سيادتك؟؟
لا أستطيع الحياة في بيتنا لأنني أصبحتunbearable (غير محتمل) بالنسبة لهم، وكذلك لم أعد أستطيع الخروج مع أصحابي لأن فعلا مش قادر اجلس معهم أو أتكيف مع أي حد!
1- لا تتصور حجم الاكتئاب الذي أعيش به.
2- كم الأفكار الوسواسية التي تحيط بي بعضها معقول والأكثر لا.
3- الشعور بالاحتقار من كل الناس.
4- المشاكل الدينية والمتعلقة بالله والرسول بالذات والتي تنغص عليّ حياتي.
والكثير والكثير، فما العمل إلى أن أقابل سيادتك؟؟ أنا سأدخل بإذن الله كلية الهندسة العام القادم قسم حاسبات بإذن الله،
شكرا على موضوع سعيد علما بأني لم أكتبها سهوا.
19/8/2003
رد المستشار
الأخ السائل العزيز أهلا وسهلا بك؛ الحقيقة أن استمرار معاناتك بهذا الشكل هو الذي يجبُ أن يوصفَ بأنه غير محتمل، وأنا أريدك أن تختار من أفراد أسرتك من تتوسم فيه سعة الأفق ورجاحة العقل، لأن من المهم على الأقل أن تتمكن من شراء الدواء، إنك تظلم نفسك كثيرًا حين تصر على المعاناة المستمرة في صمت
من الممكن أن يكونَ لك قريبٌ من الدرجة الثانية أو الثالثة وتتوسم فيه الخير، فلماذا لا تحاول؟ ثم أن علاج الوسواس القهري يحتاج إلى الصبر الطويل والمتابعة ولا يجوز الانتظار، لأننا كما ستجد في الكتاب الذي قرأت منه جزءًا كما قلت في إفادتك الأولى نحتاج إلى الاستمرار على عقار الم.ا.س.ا (ودعك من الأنافرانيل أو الماس الذي سبب لك آثارًا جانبية)، لماذا لا تجرب عقارَ الفلوكستين Flouxetine Hcl الذي طرحته إحدى الشركات في الأسواق مؤخرًا باسم Flutin 20 mg فلوتين 20 مجم، فسعره في المتناول وأنت إذا تناولت كبسولةً واحدةً يوميا ستعالج اكتئابك على الأقل ومن يدري لعل الله يكتب لك الخلاص أو حتى بعض الراحة من الأفكار التسلطية إذا داومت عليه لفترة ثلاثة شهور على الأقل قبل أن تحكم عليه بأنه أفادك أو لم يفدك.
إذن فما أطلبه منك هو أولاً أن تحاول مرةً أخرى مع أهلك وأسرتك، أو مع أقاربك، أو أن تشتري العقار الرخيص الذي نصحتك به ولكنني لا أقبل منك أن تختار الانتظار نهبا للوساوس والاكتئاب فهذا حرام عليك في حق نفسك يا أخي، وفي النهاية أتمنى أن يوفقك الله وتابعني بأخبارك.