اكتئاب وعجز وتعقيد
منذ ما يزيد على الخمس سنوات بدأت أعاني من مشاكل صحية نفسية وجسدية، جسديا أعاني من ألم في المعدة يكون بأشد حالاته عند الاستيقاظ صباحا، حاولت على فترات طويلة علاجه عضويا وفشلت وبعض الأطباء كانوا يقولون لي أن السبب نفسي، الحالة النفسية بدأت على شكل حزن وانشغال بالأفكار السلبية مع إحساس بالذنب في فترات متقطعة، وصارت تتطور الحالة وتسوء أكثر فأكثر، عندما أكون في المنزل وأحاول التفكير أو اتخاذ القرارات للبدء بأي شيء أحس بعدم الفهم والتعقيد ولا أعرف من أين أبدأ وأن أفكاري مشوشة ومستاء من حالة التفكير وأحس أن الأمور معقدة وغير قادر على فهم نفسي ومشاعري وأكون بحالة غيظ شديد وتشتت وأحس بأن هناك مشكلة ولا أعرف ما هي، هي حالة يصعب علي وصفها.
أما عند الخروج والالتقاء بالناس أو العمل أو أداء المهام تتسارع الأفكار السلبية إلى ذهني والشك بكل شيء، أصبح بحالة من الإحباط واليأس وانعدام الثقة بالنفس وتزداد كذلك آلامي الجسدية وأشعر بمرارة شديدة واحساس بعدم القدرة على العمل وانجاز المهام أو اتخاذ القرارات وتتعمق المعاناة.
مع الوقت صارت تزداد الأفكار السلبية والشكوك والتشتت الذهني، أشعر بقمة المعاناة عندما أحس وأفكر بمعاناة الغير وعدم تقبل فكرة عذاب شخص في أي زمان ومكان حتى لو لم أكن أنا، وأتخيل العذاب وأعاني، خصوصا عندما أمر بحالة تعب أو ألم جسدي.
اجتماعيا أحس بأني ضعيف مربك عند الالتقاء بالناس وغير اجتماعي وتتدني ثقتي بنفسي وبأني غير قادر على التواصل ولا عرف كيف أتصرف يجعلني ذلك كله بحالة هروب وعزلة وعدم قدرة على العمل والاحتكاك بالناس.
عندي وسواس يتعلق بالصلاة وبعض العبادات فعندما أحاول البدء أتردد كثيرا لأتأكد من الوقت الذي أريد أن أصليه أو أمور أخرى وأبقى لدقائق وأبدأ بالصلاة وأنا غير مرتاح وكذلك في أمور الطهارة.
لا أعرف وأتساءل دائما هل أساس الحالة التي أنا فيها جسدية أم نفسية وفي حيرة دائمة لكي ابدأ بمعالجتها، أي عندما أتوجه للعلاج النفسي أخشى ألا يجدي ذلك نفعا خوفا من وجود مشكلة جسدية والعكس كذلك عند محاولة العلاج الجسدي.
تناولت بعض مضادات الاكتئاب مثل inderal (propranolol) 10 mg ،zolotin (sertaline) 50 mg لفترة عشرين يوم ثم أوقفته ولم أرى أي تحسن.
لست مدمنا ولا أتعاطى أي شيء ولست مدخنا.
أنا عموما في حالة كسل وخمول وإهمال شديد وأميل للعزلة ولا أحبذ العمل أبدا وأجد صعوبة فيه.
شكرا لكم
14/12/2017
رد المستشار
يصف السائل مجموعة من الاضطرابات العصبية التي يلعب الاكتئاب في رأيي دورا أساسيا فيها، فالعزلة وفقدان الدافعية وكراهية العمل واضحة في وصف المريض لحالته وكذلك عدم التكيف مع طبيعة الحياة وما فيها من آلام وابتلاءات وعدم تقبل ذلك هو من أهم أعراض الاكتئاب،
ومن المرجح أن تكون الأعراض الجسمانية التي يصفها السائل أعراضا نفس جسمانية ناتجة عن الاكتئاب، كما أنه ليس من النادر أن يعاني مريض الاكتئاب من أعراض وسواسية بسيطة كالتي يصفها المريض في الصلاة، والأدوية التي تناولها المريض ربما تفيد في بعض حالات الاكتئاب وليس في كلها وبالتالي فمن الخطأ الحكم على الحالة بأنها غير مستجيبة بعد محاولة علاجية واحدة فربما كان الشفاء في تكرار المحاولة مع اللجوء للطبيب المختص ومحاولة وضع برنامج علاجي متكامل يجمع بين العلاج النفسي المعرفي -والذي من الواضح أن المريض بحاجة إليه- بالإضافة إلى العلاجات الدوائية المناسبة وسؤال الشفاء من الله.
واقرأ أيضًا:
الحواجز المانعة للشفاء من الاكتئاب
اكتئاب مقاوم للعلاج أم علاج منقوص ؟
في مصر : اكتئاب مقاوم للعلاج م
نفسي عصابي: خلطة قلق واكتئاب Anxiety Depression
نفسي عصابي: أعراض جسدية Somatic Symptoms