أميبريد
من سنة كنت بزور طبيب باطنة في مستوصف شامل.. الزيارة كانت عابرة رغم إن المشكلة مزمنة، قولوني العصبي..
كان طبيبا شابا وصف لي روشتة مختصرة من ضمنها دواء أميبريد 50... Amisulpride حبة كل ليلة.. ارتحت على العلاج عموما لدرجة أني ما رجعتش للطبيب دا تاني لمتابعة الحالة..
تناولت من أميبريد 5 حبات فقط.. ونسيت بقية العلبة في الدرج.. بس كنت ميزت فعليا إن الدواء دا بيحسن مزاجي كثيرا.. بيخفف الضغط عن دماغي وبيزبط أفكاري.
مرت أسابيع ثم ضغطتني ظروف نفسية وجسدية سيئة جدا فلاقيتني بطلع العلبة وآخذ قرص اميبريد.. خمس ست أقراص في 10 أيام تمر الأزمة وحالتي تتحسن أوقفه
من يونيو الماضي أظنني أمر بحالة اكتئاب.. تعاسة وحزن وزعل وشعور بنهاية العالم بسبب تدهور حالة مفاصلي والتهاب الأعصاب، آلام شديدة وقصور في الحركة.. وأنا في الأساس مريضة سكر.. قرص الاميبريد كل يوم بيحسن من أفكاري جدا.. بيخليني أتحمل أو أقاوم.. واستمر في علاج المفاصل والأعصاب والعضلات
طبيب الروماتيزم والمناعة شجعني ما أوقفش الاميبريد..
بس ليه حاسة إن اعتمادي عليه علشان أعيش أو أحب الحياة غلط؟ أو خطر
ليه ما بقيتش عارفة أوقفه من تلقاء نفسي زي زمان؟
ليه أنا اتغيرت وبقت الأفكار الإيجابية تيجي لي بفعل الدواء مش من جوايا؟
وأنا اللي مريت بمحن كتير وتخطيتها بتعاسة أقل ومقاومة أعلى..
هل أنا مكتئبة فعلا والأميبريد يساعد ويعالج أم أنه من الأصل سبب المشكلة؟
أشكركم بشدة..
16/12/2017
رد المستشار
أيتها السائلة الكريمة أشكرك على ثقتك بنا وأتمنى أن نجيب على تساؤلاتك بشكل مرض.
الأميبريد أو السوليان وغيرها من الأسماء التجارية هي للعقار المعروف Amisulpride التابع لمجموعة مضادات الذهان غير التقليدية ويسمح باستخدامه في مناطق مختلفة من العالم كمضاد للذهان وحالات عسر المزاج Dysthymia التأثير الملحوظ لهذا العقار على الأعراض الاكتئابية معروف ومثبت بالبحث العلمي وخصوصا عند استخدامه بجرعات منخفضة مثل 50 مجم يوميا، ومن المعتقد أن هذا مرده لأن العقار يعمل صيدلانيا على مجموعة كبيرة من المستقبلات العصبية في المخ.
لقد وصف لك Amisulpride في البداية كعلاج للقولون كما تقولين، ربما كبديل عن عقار آخر شبيه وهو sulpride الذي يشيع استعماله بين كثير من أطباء الباطنية لهذا الغرض؛ على أن amisulpride يتميز على نظيره بقلة أعراضه الجانبية مثل الأعراض الجانبية الحركية وزيادة الوزن، عرفت أنك مريضة سكر وهذا العقار من الخيارات الآمنة لمرضى السكر.
للأسف لا يستفيد المرضى النفسيون من الطفرة التي حدثت في العلاج بالعقاقير النفسية لإيمانهم الراسخ بمجموعة من الأفكار الخاطئة مثل فكرة أن العلاج النفسي يسبب الإدمان أو الاعتمادية كما في حالتك، أنا أعلم أنك تتعاطين بالفعل مجموعة أخرى من العلاجات فلما لا تشعرين نحوها بنفس المشاعر السلبية؟ مرضى الضغط أو السكر وغيرها من الأمراض المزمنة "يعتمدون" طيلة حياتهم على علاجات مختلفة أيضا لكنهم لا يفكرون في هذا بشكل "شخصي" أو يسبغون كل تلك المشاعر السلبية والعواطف على جماد كحبة دواء أو على عملية تعاطي الدواء نفسها، ولماذا جعلت من تعاطيك لهذا الدواء دليلا على ضعفك أو عيب في شخصك؟ أنا أشجعك على ترك مثل هذا النوع من الأفكار السلبية الذي لا ينفع بل التحلي بوجهة نظر إيجابية مثل أن نحمد الله على وجود دواء يقضي بسهولة على الأعراض الاكتئابية التي تنتابك من وقت لآخر.
أعتقد أنك بحاجة إلى مراجعة الطبيب النفسي وبحاجة إلى علاج نفسي بالكلام وأبسطه ما نطلق عليه Counselling لأن لديك أمراضا مزمنة أخرى كنت أتمنى أن تحدثينا عنها أكثر لبيان التأثير المتبادل لها على حالتك النفسية.
شفاك الله وعفاك وتابعينا بأخبارك.