لأنني بنت: فقدت طعم الحياة م3
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
هذه متابعة على المشاركة الثالثة في لأنني بنت: فقدت طعم الحياة.
لقد أحزنني جوابك يا أيها الدكتور الفاضل عندما واجهتني بما أعلم أنني أعانيه من قسوة وطول إحباط من مسألة تأكيد الذات وإثبات القدرات..... ولكن ما أعانيه ليس منصباً على ذاتي إنما على بنات جنسي...... فأنا ولله الحمد عرفت أن احترامي لذاتي يحتم على الآخرين احترامي، وأن الإصرار يصنع النجاح، لكني جعلت كياني ليس هذا الجسد الذي تشغله روحي إنما كيان المرأة المسلمة التي أنصفها دينها وظلمها قومها!!.
فأنا أريد المرأة المسلمة أن تكون متفائلة وواثقة من نفسها لها شخصيتها المستقلة .....لها مكانتها ووجودها..... أريدها كهند بنت عتبة خطيبة النساء إن كانت ذات شخصية قوية، أو كخديجة رضي الله عنها إن كانت هادئة حليمة تسير القوافل وتشتهر بالتجارة......، أو كعائشة رضي الله عنها في لزوم بيتها وحفظها لدينها حتى كانت ثاني أكثر رواة الحديث حديثاً أريد لها وجوداً على حسب حالها....
أنا لا أجهل بل أجزم بأن الدين هو من رفعنا وحفظنا.ولن أتحدث كثيراً عن سبب تذبذب نسائنا فقد أجاد الدكتور أحمد وأفاد في الرابط: سيكولوجية المرأة العربية. فلم يتوارى عن ناظريه شيء.... لكن وحديثي للدكتور أحمد بقي أن ترسم للمرأة المسلمة طريقة للسير عليها بعد أن أقفلت جميع الطرق..!!!!
أنا لا أطلب منك تسيير الناس ولكن كلمه توجيهيه أو كلمة تصويرية للمرأة السوية في المجتمع الحديث التي جمعت فعلا بين عبادة الله وعمارة أرضه.... لأنك أوصدت الأبواب ولم تترك لنا رعاك الله متنفس.......
وأشكر الدكتور وائل على ما أحالني عليه من روابط وإن كنت لم أفهم لما أحالني على دور الجنس في حياتنا؟؟؟ مع أني من متصفحي مجانين فأدخل جميع المقالات دونما دعوة.... أم تريد لفت انتباهي إلى أن هناك أمورا أهم..؟؟
وللدكتور وائل لقد ذكرتُ عمري صراحة وسط السطور..... ثم للأخت حياة أتمنى أن لا أكون زاحمتك في مشكلتك وها أنا أفسح لك المجال ثانيةً.
في رعاية الله.
24/8/2004
رد المستشار
الأخت العزيزة، أهلا وسهلا بك وشكرا جزيلا على متابعتك، أحييك أولا على حملك هموم الفتاة العربية، التي تمادت مجتمعاتنا في ظلمها، ولا تعتبريني متحيزا إن قلت لك أن الفتيان أيضًا مظلومون في مجتمعاتنا، لأن الحرية التي تعطى لهم ليست إلا حريةً مشوهة لأنهم لا يتم إعدادهم أصلا للحرية فيتوهون غالبا إلا من عصم ربي لأنهم لا يحسنون استخدامها، ولعل الكبت والتقييد الذي تعيشه الفتاة العربية، جعلها أقلَّ عرضة للتيه، وإن لم يحفظها من المعاناة النفسية على اختلاف أشكالها وصورها.
أسعدني أنك بهذا القدر من الوعي والفهم لحقيقة ما قدم الإسلام للمرأة من إنصافٍ في مواجهة الظلم الذي كانت تلقاه في كل المجتمعات البشرية، وأيضًا لحقيقة الظلم الذي ألحقته بها مجتمعاتنا التي احتفظت ببعض جاهليتها وأعطته صبغةً إسلامية مع الأسف، ولعل في نماذج من عرضت من المسلمات رضي الله عنهن، ردًّا لا أجد أروع منه ولا أفضل، فكهذا الإسلام وهكذا كانت المرأة المسلمة.
إلا أن المجتمع العربي الذي نعيش فيه أنا وأنت وكثير من المظلومين، مجتمع لا يُعِدُّ أبناءه ليكونوا أحرارا لأنه مع الأسف أعجز من ذلك، وهو لذلك يتسلح بكل ما يستطيع من جمود وتحجر في مواجهة الحرية، ولأسباب لا تختلف كثيرا عن أسباب تحكم الرجل في المرأة في كل الثقافات والمجتمعات، أوصدت مجتمعاتنا قيودا لا حصر لها على رقاب الفتيات، وإلى هنا وأترك لأخي ابن عبد الله، أن يجيبك على سؤالك، وبالمناسبة فاسم مقاله هو سيكولوجية الفتاة العربية، وليس المرأة العربية.
صدقيني يا ابنتي أنني لا أذكر الآن سبب إحالتك إلى مقال دور الجنس في حياتنا!!!!، وإن كان لأن الجنس مهم بالتأكيد، إلا أنني، ولا أخفيك سرا لا أذكر الآن السبب الحقيقي، كما أنني وفي الوقت المخصص للتعليق على متابعتك الطيبة تلك، لا أمتلك مع الأسف قدرة على الولوج إلى الشبكة العكنبوتية، لأنني في مصر ولا أدري هل فجأة سرقت أجهزة تغذية البلاد بالإنترنت؟ أم ماذا حدث؟ فأنا لا أستطيع الدخول لا من خلال الخط الدائم ولا من خلال الهاتف، أعاننا الله على الصبر.
بالمناسبة فهذا ممكن الحدوث في مصر لأن من المصريين من سرق معدات بحجم العمائر من مكان ما في القاهرة غير بعيد عن ميدان رمسيس، وهي أوناش كانت تستخدم أثناء حفر الأنفاق لقطار الأنفاق، فلا عجب أن تسرق خوادم البلد الرئيسية ولو من وسط السنترال المركزي مثلا!.
باختصار، أفتقد القدرة الآن على الدخول إلى الإنترنت لأسباب طبيعية الحدوث في بلادنا، ولا أتذكر أيضًا أنك ذكرت عمرك صراحة بين السطور كما تقولين، أو بالأحرى لا أفهم كيف ذكرته، وإنما أذكر أنني استنتجت السن الذي خمنته سنك من خلال شعوري بالألم الكامن بين السطور، وربما رفعت نصف عينٍ لأرى في خانة الوظيفة أنك طالبة!
في النهاية أكررُ شكري وإقراري بالسعادة التي سببتها مشاركتك تلك، خاصة وأنني علقتُ عليها وأنا مفصول عن الإنترنت، وهذا ما لم يعد يحدثُ كثيرا منذ فترة، وأستشعر رغم ذلك أن الله قد استجاب دعائي حين طلبت من أختي حياة صاحبة المشكلة الأصلية، لأنني بنت : فقدت طعم الحياة حيث قلت لها في إحدى متابعاتي معها، لعل مشكلتك هذه تكونُ بداية مشاركات ومتابعات تصل بمجانين إلى أول مجتمع عربي على الإنترنت، دمتما أنت وحياة سالمتين، والسلام علكم ورحمة الله وبركاته.
ويتبع......... : لأنني بنت فقدت طعم الحياة م4