أريد تشخيص وعلاج لحالتي
السلام عليكم ورحمة الله، في البدء أنا نيرة طالبة في كلية الطب بعد الانتهاء من سنة الثالثة حالتي تغيرت تماما أصبحت لا أطيق الدراسة ولا المذاكرة على الاطلاق رغم أني وبشهادة من حولي متفوقة ومجتهدة منذ طفولتي وبالطبع عدم حب المذاكرة أتعبني نفسيا بشدة لأني أحب الدراسة جدا وعندما أشعر بضيق منه هذا الشىء يزيد من ألمي أصبحت لا أذهب المحاضرات أشعر بالضيق والكره،
أصبحت منعزلة في المنزل فقط أنام وأبكي وأفكر في الانتحار ومغادرة الحياة وبدأت في نفس الفترة أحلام بالكوابيس،
أصبحت أرى هلاوس بصرية أو أسمع أصوات طبعا اعتقدت أني ممسوسة أو معيونة،
أصبحت أقرأ القرآن وأستمع إلى الرقية الشرعية وكانت هناك أعراض تحصل لي بالاستماع إليه لكني اعتقدت أنها بسبب الإيحاء لأني عندما أقرأ عند سماعك لسورة معينة يحصل لكي ذلك وعندما أستمع يحصل هذا يدل على الإيحاء وعندما أترك الاستماع تختفي،
من ضمن الأعراض كانت فقدان الطاقة والشعور بالتنميل وثقل على الكتفين لقد استمرت معي لمدة عامين طبعا فقدت علاقات الاجتماعية وقتها بسبب عزلتي حتى والدي لما يفهما ما بي ويظناني أني ألعب أو بسبب ضغط الكلية أتهرب والحقيقة أنني كنت أموت داخليا وأشعر بفقدان الروح والغربة عن نفسي،
نسيت أخبركم أنا طيلة حياتي كل تركيزي على الدراسة فقط والدي كان من النوع المحافظ والمتشدد والمتسلط في التربية يمنعني من ممارسة أي نشاط أو تكوين صداقات أو زيارة الأقارب مما جعلني منطوية على دراستي ومتفوقة فيه وعندما تغيرت وأصبحت لا أطيق الدراسة شعرت بالوحدة وأنه لا يوجد سبب لأعيشه كأنني كنت أعيش لي، أتفوق فقط وبعد مضي عامين تعرفت على فتيات قريبات لي وأصبحت أخرج معهن وهن يشجعنني نظرتي للحياة تغيرت نسبيا وأصبحت متفائلة لأنهن كن سعيدات وأحببت ذلك فيهن ويستطعن التعبير عن أنفسهن عكسي المهم بعدما سافرن رجعت لي حالة الكئابة وعدم الرغبة في العيش والبكاء والسوداوية والشيء الذي يمنعني من الانتحار هو أني جبانة لا أكثر كل شىء أفعله من غير متعة أتذكر مرة من المرات لم أغادر غرفتي لمدة 3 أشهر فقط أخرج لقضاء احتياجاتي الأساسية وأعود لأنام وأبكي وفي نفس الفترة أتذكر طريقة معاملة والدي لي عندما كنت في المراهقة حتى دخول الجامعة وتسلطه عليا يجعلني اشعر بالكره نحوه ويزيد من كئابتي كذلك،
والدتي كانت قاسية عليا أنا بالمناسبة مغتربة عنهم ولذلك أتذكر هذه الذكريات مع الوحدة في العام الماضي تغيرت نظرتي للحياة لأنني كنت أطلع على مقالات وأقرأ وأصبحت أتأمل فعليا أحببت الحياة وأصبحت أخرج وأقوم بالتنفيس عن نفسي ولكن في نفس الوقت كنت لا أستطيع إنهاء أي شيء أبدأه قد أتفرج مسلسل وعند منتصفه أترك أو أقرر بأن أذهب لمكان وعندما أتجهز أترك الذهاب فقط وأوقات كانت ترجع لي الكئابة ثم تختفي لم أنجز أي شيء العام الماضي،
أنا لم أعد أعرف نفسي كيف تحولت من فتاة شعلة في النشاط والحماسة والاجتهاد إلى اللامبالاة والتجاهل والمماطلة هذا العام أصبحت أفضل نسبيا الكئابة تذهب وتعود ولكن أيضا أكون مبتهجة وسعيدة أغلب الوقت من غير سبب لا أستطيع أن أحافظ على حالة واحدة الكوابيس والأحلام الشعور بالخمول والسودواية كلها اختفت ولكن تجدني سعيدة وأقوم بالدراسة وأنجز وكل أموري يسير بشكل جيد فجأة أقرر ويأتني شعور داخلي لا تفعلي ذلك لا تنجزي اتركي ما تفعلينه، فأستمع لذلك الصوت وأترك وأدخل في دائرة الكئابة وأني أريد مغادرة العالم المشكلة، أنني لا أستطيع التحكم في حالة مزاجي وصديقتي هي من نبهتني لأنني ضغطت الجدول بشكل زائد وقالت لي هذا فوق احتمالنا وبالفعل عندما أكون متحمسة طاقتي تكون مرتفعة جدا ويأتني شعور أني سأنجز كل شىء وأني مبدعة وذكية وقادرة على ذلك وتجدني بالفعل أنجز ولكن بعده أدخل في حالة كئابة وأشعر بالكسل ولا أريد أعمل أي شىء وأشعر بالاضهاد حتى تجدني أدرس طيلة الأسبوع وفجأة أقرر أني لن أدخل الامتحان أو أنني لا أدرس وأقرر أني أدخله ونفس الشيء أقرر أن أزور قريبتي وأستعد ولا أذهب وتجدني أقرر أني أزورها في موعد آخر بشكل مفاجيء،
مشكلتي الحالية أنني لا أستطيع التحكم في حالة مزاجي لا أثق في نفسي وخاصة كل أموري حالية جيد خائفة من القرارت التي أتخذها في فترة كئابتي أو ابتهاجي وأبالغ في تقدير الأمور وعلاقتي مع والدتي جيدة حاليا ولكن مع والدي ليست على ما يرام ولم يتحدث إلى من فترة بسبب خلاف بيننا وبعض الأحيان أكتئب عندما أتذكر ذلك ولكنه لمجرد دقائق أو ساعات
أتمنى تشيخص حالتي من حضرتكم والعلاج
وشكرا جزيلا لكم لأن دراستي تتاثر بتغير حالة مزاجي جدا
17/12/2017
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة الزميلة "نيرة" حفظك الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا: أنت تلميذة في كلية الطب في السنة الثالثة مما يعني أنك على مستوى جيد من الذكاء، كما وأنك شخصتي حالة الكآبة التي مررت بها منذ البدء والتي تطورت فيما بعد إلى اكتئاب ذو القطبين حيث أنك تمرين بحالة من الكآبة النفسية تتبعها حالة بهجة وسرور وطاقة قوية غير معهودة أنها أمراض نفسية واسعة الانتشار في عصرنا الحالي ولها علاجاتها من العقاقير المثبتة للنفسية، كأملاح الليتيوم وفالبروات الصوديوم، كما وللكآبة عقاقير متعددة متل، البروزاك والسيبرام والسيبرالكس وسيروكسات.....
كما وأن ذكاءك الزائد قد يؤدي إلى مشاكل بالشخصية بما يعني ذلك من حدوث أوهام، هلوسات، هذيانات عند المتقدمين في هذا المرض، الحمد لله لم تصلي بعد إلى هذا المستوى المتقدم من المرض وكل ما علينا هو حمايتك من تدهور الحالة النفسية إلى ما لا تستطيعين تحمله.
هذا من حيث التشخيص وتوصيف المشكلة من الناحية الطبية، أما سبب هذه المشاكل فغالبا ما يكون المواصفات النفسية الموروثة بالإضافة الى المشاكل الحياتية ونوع الضغوطات النفسية التي تتعرضين لها.
طبعا حياة تلميذ الطب بضغوطاتها الكثيرة قد لا تكون عاملا إيجابيا لحالتك النفسية.
لذلك يستلزم الأمر عندك إيجاد المناخ الإيجابي لحياة سليمة خالية من الضغوطات النفسية: كتحسين إدارة الوقت والتخلي عن كل المؤثرات النفسية والعصبية غير الإلزامية كأفلام الأكشن وأفلام الرعب والمسلسلات ذات الموسيقات التصويرية الشيطانية...
كما وبإمكانك تحسين المناخ العائلي والعاطفي وذلك بمساعدة المحيطين بك قطعا.
لم نذكر لك العلاج الأهم والأجدى ألا وهو الاتصال الصحيح بالباري عز وجل والعبادة الراقية بطريقة سمو الروح بالتعبد والتسبيح والخضوع والابتعاد عن ما حرم وتنفيذ ما امر من صلاة وقراءة قرآن ودعاء...
بالنهاية (ماذا وجد من فقده وماذا فقد من وجده).
"وإذا مرضت فهو يشفين".
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واقرئي أيضًا:
اضطرابات وجدانية: هوس خفيف واكتئاب؟ Bipolar II