أنا سعيدة ولا أحتاج لشريك مشاركة
مش محتاجه له..!؟
قرأت الرسالتين سعيدة، ولا أحتاج لشريك حياة! وأنا سعيدة ولا أحتاج لشريك مشاركة، ولي تعليق عليهما ولكن أولا لي عدة أسئلة لكليهما.. هل لكما أخوة؟
هل مازالوا يعيشون معكم لصغر سنهم ولأنهم لم يتزوجوا بعد؟
هل كل من والديكم على قيد الحياة والحمد لله؟
إذا كان إن شاء الله إجابتكم بنعم فماذا بعد ذلك؟
لن أقول بعد ذهاب والديكم بعد عمر طويل لقدر الله.. ولكن بعد زواج إخوتكم أو سفرهم وخلو البيت على كل منكن مع والديها هل ستظل تقول نفس الكلام؟
هل يغنى وجود العمل والأصدقاء والأهل عن وجود رجل؟
هل الحاجة للرجل من أجل الإنجاب فقط ولوجود أسرة فقط كما قالت صاحبة الرسالة الأولى؟.
هل عدم وجود شخص مناسب حتى الآن يعنى عدم وجوده على الإطلاق؟
أرجو ألا تتعامل كل منكن مع من تراهم من العرسان على أنها "مش محتاجه له" فيجب أن يكون فظيع وكامل من كله حتى توافق عليه..
إنني أعلم جيدا أن كثير من الشباب الآن على مستوى فكرى أقل من كثير من الفتيات وإنني أعاني أنا نفسي من هذه المشكلة فقد رأيت الكثيرين والحمد لله، ولكن ليس منهم من هو مناسب حتى الآن، ولقد قاربت على السابعة والعشرين، ولكنني لم أفقد الأمل في ربى أبدا ولن أفقده إن شاء الله. بل إنني عندي كل ما تقولينه فأنا والحمد لله أعمل لأوقات طويلة وأحقق ذاتي في عملي ومستقلة ماديا إلى حد ما عن أهلي ويومي مشغول طوال الوقت، ولى صديقاتي وعلاقاتي العائلية وغيرها، ولكن هل تظنون أن كل هذه يغنى عن وجود رجل؟
هل تصدقونني فتياتي إذا قلت لكم أن كل شيء أصبح بلا طعم الآن، إنني أفعل لنفسي كل ما أريد.. إذا أردت الخروج فكرت لثواني، مزاجي في أي مكان لأذهب إليه، وأبحث عما يسعدني دائما لأفعله ولكن كل هذا يأتي إحساسي به ناقص أشعر دائما أن هناك شيء ناقص، وسعادتي بأي شيء ناقصة حتى أنها تصبح اكتئابا في بعض الأوقات هل تعلمون ما هو؟ إنه الرجل..
مع الوقت ستتزوج كل من صديقاتكم أو ترتبط بأحد هل تظنون أنكن ستظلون رقم واحد في حياتهم كما كنتن صدقوني لا!
سيمر الوقت ويصبح لكل من الناس حياته حتى إخوتكم ووالديكم أنفسهم، وذلك ليس لطباع سيئة بالعكس قد يكونون جيدين جدا ولكن ظروف الحياة تفرض عليهم الانشغال لأوقات كثيرة..
إنني لا أقول ذلك لأقول أنك تحتاجين لرجل حتى لا تنتهي وحيدة، ولكن هناك دائما شخص واحد ستظلين أنت شغله الشاغل، وهو كذلك بالنسبة لك هو زوجك ولأنه يجب أن يكون كذلك، فأنا معكن في أهمية الاختيار وإلا يكون الزواج لمجرد الزواج فيجب أن تختاري بعناية الشخص الذي سيظل معك، وانشغاله سيكون بك وانشغالك سيكون به، مثلما ترين كل من حولك وقد قلت علاقاتهم مع أصدقائهم بعد الزواج.
كل ما أريد قوله فقط فكروا بموضوعية وحيادية في كل من يتقدم إليكن ولا تقرروا من البداية أنه لا يوجد أحد مناسب واعطين كل منهم فرصته، واعطِ لنفسك الفرصة أولا وأهم شيء بالطبع هو صلاة الاستخارة دائما مع كل عريس يتقدم واسألي الله دائما أن يساعدك في الاختيار لأننا في النهاية لا نعلم كل شيء فالله هو العليم وفكرن في المستقبل أيضا واعلمن أن دوام الحال من المحال،
وأرجو ألا أكون أطلت عليكم أو ضايقت أيا منكن.
وشكرا
6/8/2004
رد المستشار
أختي العزيزة؛ قرأت رسالتك الرقيقة فأشكرك علي تلك المشاركة،
فأنا معك في احتياج الفتاة لهذا الشعور الدافئ الجميل وممارسة هذا النوع من الحب والتفاهم مع شريك لها في الحياة وأنا معك في أن لله وحده صفة الكمال فعلينا أن نتنازل عن بعض أحلامنا أو مواصفاتنا لشريك الحياة بالقدر الذي نستطيع تحمله والتعايش معه لأننا "لا نستطيع" "تفصيل" زوج علي مقاس معين!!
لكني لست معك في تصور أن الاقتران أو الارتباط بالرجل هو كل كل الحياة وهو المستقبل الوحيد الجدير بالاهتمام وما دون ذلك فالاهتمام به أقل وهو الأمل الوحيد الموجود في تلك الحياة فإذا هددتنا الظروف الاجتماعية أو الاقتصادية أو لم نجد ذلك الشخص المناسب فقدت الحياة معناها أو أصبحت بلا طعم بلا قيمة حقيقية فلا يكون أمامنا إلا اليأس أو الإضراب الداخلي غير المعلق عن التمتع بالحياة والإحساس بقيمتها وكذلك المستقبل.
وللأسف هذا يرجع بشكل كبير للإعلام الذي صور لنا أن الحب والارتباط هو الشيء الوحيد الذي تعيش له الفتاة أو حتى الشاب لأنه هو الشيء الأهم وهو الذي يملأ القلب والعقل فأصبح هدفا منشودا نعيش من أجله بل وننتظره لأن مكانه خال لا يملأه شيء آخر!!!
فيأتي كلامنا عن رسائل الحياة وقيمتها المختلفة والأهداف الأخرى كصوت ضعيف لا يسمن ولا يغني من جوع وكذلك تصورك في رسالتك عن أن الزوج يكون شغله الشاغل هو زوجته من قال ذلك؟!! هل رأيته إلا في الأفلام والمسلسلات؟
فهذا ليس من طبع الرجل فالمرأة ممكن أن يكون زوجها هو كل حياتها أما الرجل فتظل له حياته والمرأة فيها جزء منها وتتفاوت أهمية هذا الجزء من رجل لآخر!!
ولكن لدي حلم فكل شيء في حياتنا الآن كان حلما فلماذا لا نحلم معا في حل تلك المشكلة!!!
لماذا لا تكون هناك جمعيات مثلا أو أي شكل مؤسسي يشارك فيه مليونيرات ومليارديرات للقيام فيهم بتقديم وسائل تربوية وعملية تعيد صياغة الشاب والفتاة فتعلمه وتعلمها معني كونه إنسانا أولا.... ودورهما ورسالتهما في الحياة.. معني الحياة الزوجية ومسئولية الزواج كيف يكون أبا.... كيف تكون أما... زيادة قدرتهم علي استيعاب الحياة العلمية التربوية للأبناء....
وتكون رؤية ناضجة لمعني العلاقة الجنسية بين الزوجين مع تقديم رسائل هامة مثل تغيير مفهومنا في الأمور التي تتعلق بالمهور والتجهيزات والمظاهر فكم كان العائق المادي سببا قاهرا للفصل بين شاب وفتاة يصلحان لإقامة حياة زوجية سعيدة!! فهل من مجيب؟!!!
ويتبع>>>>> : سعيدة ولا أحتاج لشريك! مشاركة2