الجنسية المثلية..... عذاب... أم ابتلاء رباني
ما هي حقيقة الجنسية المثلية... ولماذا يحرم الإنسان من حقه الطبيعي... وما موقف الدين الإسلامي من هذه الظاهرة...
وهل هناك علاج نفسي لهذا العذاب....
الرجاء الإطالة والتركيز
16/8/2004
رد المستشار
صديقي؛
الجنسية المثلية مسألة حيرت الكثير من الناس منذ قديم الزمان... فعلى مر العصور هناك حوالي 10% من الناس في أي مجتمع يجنحون إلى الجنسية المثلية ولعدة أسباب: بجيولوجية أو خلقية، معرفية أو تعليمية، وسلوكية... عندما تجتمع هذه العناصر الثلاثة فهي تسبب الحافز في أي شيء.
من الناحية البيولوجية (لست طبيبا ولكني سوف أعطيك ما قرأت):
هناك اختلافات في حجم أجزاء معينة في تكوين المخ ما بين الرجل والمرأة.. فمثلا هناك تكوين يسمى الجسم الجاسيء Corpus Callosum، وهو يربط ما بين النصف الأيمن والأيسر من المخ بوصلات عصبية... في النساء، هذا التكوين يكون أكبر منه في الرجال (خصوصا في الجزء الخلفي منه) وكمية الوصلات العصبية أكثر بكثير منها في الرجال، وهذا ما يعطى النساء المقدرة الكلامية والمهارات اللفظية التي تفوق مهارات الرجال في هذا المضمار....
أيضا القشرة الدماغية اليمينية Right Cerebral Cortex عادة ما تكون ذات سمك أكبر من الناحية اليسرى في الرجال... أيضا هناك جزء يسمى Anterior Commissure وهو أكبر في النساء منه في الرجال... وهناك مجموعة من الخلايا العصبية في الجزء المسمى Hypothalamus الوطاء (أو ما تحت المهاد) تكون في الرجال ضعف حجمها في النساء.
من يميلون إلى الجنسية المثلية لديهم في تكوين المخ هذه الاختلافات في أحجام أجزاء المخ التي توجد في الجنس الآخر ويحدث هذا الاختلاف في تكوين المخ أثناء المراحل المتأخرة من الحمل أو قبل الولادة بقليل بسبب اضطرابات هرمونية في الأم أو بسبب العقاقير أو الأدوية التي قد تضطر الأم إلى تعاطيها في بعض الأحيان...
هناك أيضا مؤثرات بيئية تتدخل في تكوين المخ عبر ما يسمى Neural Plasticity لدونة المخ (أو تحور التكوين العصبي) نتيجة البيئة والأفكار والعوامل البيولوجية، وهو ما يجعلنا مثلا قادرين على تعلم لغة جديدة و التفكير بها أو تعلم مهارات جديدة. ويقدر العلماء تأثير الجزء أو العامل البيولوجي والوراثي على الاتجاهات الجنسية بحوالي 31% إلى 74%. ولكن البيئة والأفكار تؤثر في تكوين المخ كما أشرنا وبالتالي فالعوامل الأسرية تلعب دورا كبيرا في الاتجاه الجنسي.
فمثلا نجد أن الجنسية المثلية تظهر أكثر في العائلات التي تكون فيها الأم ملتصقة بالأولاد وتبالغ في الخوف عليهم وحمايتهم والحنو عليهم في حين أن الأب في هذه العائلات غالبا ما يكون منفصلا عاطفيا عن الأطفال أو غير موجود أو عدواني بشكل واضح وظاهر ولكن البحوث العلمية لم تؤكد رابط قوى ومستمر بين هذه العوامل الأسرية وبين الاتجاه الجنسي...
من ناحية الأفكار والإدراك نجد أن معظم من يميلون إلى الجنسية المثلية يحسون بالانجذاب إلى أبناء أو بنات جنسهم قبل ممارستهم المعلنة لأي نوع من الجنسية المثلية بحوالي ثلاثة أعوام...
وأيضا بعضهم يكون قد دخل في تجربة سيئة أو غير مشبعة مع الجنس الآخر في سنوات الطفولة... أيضا قد نجد أن بعضهم لديهم علاقة مضطربة مع الوالد من نفس الجنس أو كراهية للجنس الآخر أو تقديس للجنس الآخر.
موقف الإسلام من الجنسية المثلية (لست عالم دين أو فقيه ولكني أستدل بالقرآن) هو أن اختيار الجنسية المثلية بدافع الشهوة فقط (إنكم تأتون الرجال من دون النساء شهوة) هو ما يحرمه الإسلام...
أما ما ينتج عن عوامل بجيولوجية بحتة (وهذا قليل أو نادر الوجود) فلا يمكن أن يعاقب عليه أحد.... وعليه فإن الجنسية المثلية ليست في رأيي غضب إلهيا أو ابتلاءً ربانيا وإنما هي حدث من الأحداث التي تقع بسبب عوامل يؤثر فيها البشر بما يفعلون في بيئاتهم وأجسادهم وأفكارهم وتصرفاتهم... وبالتالي أعتقد أن هناك علاج (إذا ما وصفنا الجنسية المثلية بأنها مرض) ولكنه قد يتطلب وقتا طويلا لإعادة تشكيل الأفكار والتصرفات وبالتالي التأثير البطيء على الناحية البيولوجية.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخ العزيز أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكرا جزيلا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به مجيبك أخي الأستاذ علاء مرسي غير الإشارة أولاً إلى أن الفروق التشريحية التي وجدت بين أدمغة الرجال الطبيعيين فيما يتعلق بتوجههم الجنسي، وبين اللوطيين، والتي استنتج البعض منها أن تشابها يوجد بين دماغ اللوطي السلبي وبين دماغ الأنثى كانت نتائج دراسات أجريت على أدمغة مرضى الإيدز (غالبا) بعد الوفاة، وأنها ليست قطعية ولا نهائية ومحاولات تكرار التجربة لم تعط نفس النتائج بحيث يصبح الاستنتاج الأقرب للمنطق هو أن أصحاب الدراسات الأولى كانوا متحيزين إلى حد كبير، لفكرة أن الجنسية المثلية خَلق، وهو ما رددنا عليه على صفحتنا تحت عنوان: المثلية خلقة أم خلق؟! مطلوب الصبر والدأب
كما أرى من المهم إحالتك إلى عددٍ من العناوين من على مجانين، ففيها ما يفيدك إن شاء الله:
الميول الجنسية المثلية: والاكتئاب
الميول الجنسية المثلية: الداء والدواء
فيتشية القدم والميول المثلية م1
الخروج من سجن المثلية: ما ظهر وما بطن!
تخيلات أم ميولٌ مثلية بعد الخمسين؟
الميول المثلية ووساوس من فقه السنة م4
سجن الميول المثلية : قضبان وهمية! م1
الخروج من سجن المثلية: د. وائل يتعب نفسيا م
الجنسية المثلية والوساوس الدينية: هل ثمة ارتباط
عتاب وشكوى وميول مثلية
سجن الميول المثلية: بوادر الانعتاق م!
عتاب وشكوى وميول مثلية م1
الميول المثلية والزواج: كل هم له انفراج مشاركة3
الجنسية المثلية ومعاملة الأطباء
الوسواس القهري وجحيم الجنسية المثلية م
عكس التيار البعض يريد فلنسبح هكذا مشاركة
الشعور بالذنب قد يكونُ مفيدًا!
الجنس الثالث والنفس اللوامة
كما يهمني أن أؤكدَ هنا فيما يتعلق بموقف الشرع الإسلامي من اللواط أو السحاق، فهو تحريم قاطع غير قابل للجدل، ولعلك عرفت من خلال ما أحلناك إليه من روابط أن الأمر لا يمكنُ أبدًا أن يرجع بطريقة علمية محايدة إلى التكوين البيولوجي اللهم في حالة الخنثى،وللخنثى أحكامه الشرعية الخاصة به، وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين، فتابعنا بأخبارك.