هل هي ماسوشية أم أنها إنسانة طبيعية؟
أولا وقبل كل شئ أود أن أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع الرائع الذي وبكل صراحة قد وجدت به ضالتي التي كنت أنشدها، بعد طول بحث ومعاناةٍ مع مشكلتي التي أتعبت كاهلي وكانت سبب فقدان حلاوة الحياة الزوجية والحياة الجنسية مع زوجتي.
كما أنني أعتذر لإرسالي الرسالة في الجزء المخصص للاقتراحات، وهذا نظرا لخطورة الموقف بالنسبة لي علما أن هذه ثاني مرة أرسل فيها دون أن أتلقى الرد، فالرجاء أفيدوني بمعلوماتكم وعذرا ثانية على الإرسال في جزء الاقتراحات، وبدون إطالة فزوجتي تعاني من مرض نفسي لم أتعرف على اسمه وعلى خصائصه إلا من خلال الإنترنت، وخصوصا موقعكم هذا، وسأسرد لكم تصرفاتها معي ولكم أنتم الحكم هل هي ماسوشية أم أنها إنسانة طبيعية؟
فزوجتي لا ترغب أبدا في الجماع معي بطريقة طبيعية، وحتى إن حصل هذا فأنا لا أجد منها الاستجابة الكاملة، وباعتبار زوجتي جد خجولة، وباعتبار أننا لم نتعارف قبل الزواج بما يكفي لأن زواجنا كان بالطريقة التقليدية فقد منعها هذا من مصارحتي، حتى بعد أن ترجيتها وطلبت منها أن تطلب مني ما تريد حيال موضوع الجماع بيننا إلا أنها تتمنع، وأنا بصراحة أجهل ما العمل.
ولكم بعض تصرفات زوجتي فقد لاحظت منذ الأيام الأولى من زواجنا أنها ترغب دائما في أن تثير انفعالي وغضبي بغرض أن أقوم بضربها، حتى أن هذا الموضوع أصبح يقلقني فهي لا تتعمد دائما إغاظتي وإثارة المشاكل فقط، بل تتعدى ذلك إلى أنها تطلب مني أن أضربها بدل أن أصرخ بوجهها أو أتجاهلها لكثرة مشاكلها.
حتى أنني لاحظت أن الأيام التي نتخاصم بها وأقوم بضربها ترغب فيها في الجماع بقوة ولكن حالما أبدأ تبرد وتخمد وتتغير ولا ألاحظ منها استجابة لأنني أجامعها بشكل عادي بدون أي نوع من العنف أو القسوة، كما أنني أريد أن أخبرك بقصة قد تعين سيادتكم على تفسير الحالة ففي إحدى المرات حدث شجار بيني وبين جار لي ذي أخلاق متدنية، وكان هذا الشجار قد وصل إلى أنه دفعني إلى ضربه بعد أن تلفظ بكلمات دنيئة أمام الجميع وأمام زوجتي باعتباره كان في حالة يرثى لها من السكر، وتوقعت أن تغضب زوجتي بعد الذي حدث لكن هيهات فقد لاحظت أن نيران الرغبة لديها قد تأججت مذ بدأنا في صعود السلم حيث كانت تتعمد أن تقرصني من ملابسي وأن تتشبث بي أثناء الصعود!
وقد استغربت منها كثيرا هذا التصرف ومباشرة بعد دخولنا المنزل لاحظت رغبتها القوية في الجماع، ولكن وككل مرة كانت تخمد حالما أبدأ بهدوء وبالطريقة الطبيعية وبدون أي عنف، فتتوقف هي وتبدأ بالبكاء بدون سبب!!
بصراحة دكتور أكاد أجن فأنا أحترمها وأجدها امرأة مثالية في كل الميادين، مهتمة بنفسها وبي وبنظافة المنزل، وبراحتي إلا أنني أحس أن هناك شيئا ما بداخلها لا تود أن تفصح لي عنه، لا أدري ما هو؟ لكنني طلبت منها مرارا وتكرارا أن تصارحني بما يدور برأسها خصوصا حيال علاقتنا الجنسية، وحاولت أن أفهمها أن هذا لن ينقص من قيمتها، بل أن هذا هو المطلوب فالصراحة ضرورية، حتى أنني بدأت أخبرها عن ما أرغبه أنا أثناء الجماع حتى أشجعها على إخباري لكن بدون فائدة فهي خجولة جدا حيال هذه المواضيع!
وبصراحة فقد بدأت أَمَلُّ من الوضع فبرودها يقتلني، ويميت بداخلي الرغبة في الجماع…تصور أنني لجأت إلى الاستمناء وأنا متزوج، بل أنني لم أدمن عليه يوما في حياتي إلا خلال بعض الممارسات المتباعدة فأنا لست من النوع المتلهف بشدة على الجنس الآخر.
دكتور أنا لا أرفضها ولن أرفضها بطبيعتها هذه لكن أبحث عن الحل، وعن ما يرضيها لأنني وبعد أن قمت بالبحث في الإنترنت عن المواقع التي تهتم بالأمراض النفسية لم أجد ضالتي، فقد راسلت العديد منها ولكن لم تكن منهم الإجابة الشافية سوى أن أخبروني أنها ماسوشية وأن هذا النوع يحب العنف والضرب أثناء الجماع فقط… بل حتى أن أحدهم أجابني بأن زوجتي سادية وليست ماسوشية.
بصراحة لم أعد أفهم شيئا وقد اختلطت علي كل الأمور، حتى أنني أخذت أضربها أثناء الجماع، ولكن مجرد صفعات فأنا لا أعرف دكتور نوع الضرب الذي يحبه هذا النوع من النساء؟ ولا طرق الضرب فهل أضربها ضربا عاديا أم مبرحا؟ وكيف أضربها؟ وكيف أتصرف معها؟؟؟؟
بصراحة أكاد أجن!، فأنا وكما قلت لك بعد صفعها ألاحظ منها بعض الاستجابة والرغبة ولكن حالما أتوقف وأبدأ بالجماع العادي تخمد هي وتبرد.
دكتور لا أدري ما العمل؟؟ ولا أدري كيف يجب أن أتصرف؟؟ فأنا بصراحة أستغرب هذا المرض وكيف أنه يمكن لأحدهم أن يشعر باللذة من خلال الضرب؟؟.
فكل ما أطلبه منك إرشادي عن كيفية التعامل مع هذا الصنف من النساء وطرق الجماع المثلى لهن.
أرجوك دكتور وأرجو المعذرة إن كان هناك في حديثي ما يقلق وإن احتوى بعض العبارات الغير لائقة لكن للضرورة أحكام فأرجو منكم أن تفيدوني بالمعلومات كما أرجو أن يكون ذلك عبر إرسال رسالة في علبتي الإلكترونية إن كانت إجابتكم تحرجكم من خلال هذا الموقع الرائع.
ومن أجل بعض الإيضاحات التي قد تساعدكم فزوجتي عاشت في محيط عائلي مضطرب، ولم تمكث طويلا عند والديها لأنها انتقلت للعيش في منزل جدتها بسن مبكرة جدا، وقد كانت تعامل على حد علمي كالخادمة أي بمعنى آخر فقد جلبت لمنزل جدتها من أجل خدمتها والاعتناء بها هي وخالتها التي تعاني من إعاقة في قدمها، أعتقد أنها كانت السبب في حرمانها من الزواج (الخالة).
وأخيرا فأنا أنتظر الرد السريع ورجائي وأملي فيكم كبير وشكرا مسبقا على تعبكم وحرصكم على تنوير المجتمع العربي في قضايا نفسية ظلت لفترة طويلة أسيرة الكتمان واللامبالاة وأستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المعذب: رشــيد.
20/7/2004
رد المستشار
الأخ العزيز أهلا وسهلا بك على مجانين، وشكرا على ثقتك وثنائك الطيب، جعلنا الله عند حسن ظنك، لعل الإجابة على سؤال كسؤالك هذا بالرغم من خطورة الحديث عن ضرب المرأة ونحن في عصرٍ يسمونه "عصر تمكين المرأة"، لكنني سأجيب وحسبي الله، لعل الإجابة تنفع كثيرين!
ونحن بالمناسبة لا نحرج في مجانين، من أي حديث ما دمنا نتحدثُ عن حلال، وهذه زوجتك، التي تصفها بأنها: (مثالية في كل الميادين، مهتمة بنفسها وبي وبنظافة المنزل، وبراحتي)، إذن هي زوجة صالحة، ولما كان ضرب المرأة، كما تعلم هو أحد أساليب قوامة الرجل على المرأة التي لا يُلجأ لها إلا لضرورة، ولنتذكر قول الله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً) صدق الله العظيم(النساء:34)
وكثيرا ما دار نقاشٌ بيني وبين أخي وحبيبي ابن عبد الله، حول "وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ"، حيث نناقش إمكانية وجود إشارة قرآنية هنا للضرب في المضاجع، وفي غيرها، ونصل دائما إلى أن حالاتٍ خاصةٍ فقط من المازوخيات هن من يحتجن الضرب أثناء الجماع!.
ليس معنى هذا أننا ندعو الرجال إلى ضرب زوجاتهم فقد ثبت أن سيد الخلق عليه الصلاة والسلام لم يقم بذلك مطلقاً، وعندما أراد أن يضرب مثلا على الضرب كان صلوات الله وسلامه عليه يضرب امرأته بالسواك!، لكننا نرى جواز أن يكونَ شكل ما من أشكال إحداث الألم مصاحبا للعملية الجنسية بين الزوجين، إذا كانت هناك ضرورة لذلك من جهة أي من الطرفين، سواء كان صاحب الميول المازوخية زوجا أو زوجة.
وأما فيما يتعلق بعلاقة الألم باللذة، وهو ما يكمن خلف سؤالك (ولا أدري كيف يجب أن أتصرف؟؟ فأنا بصراحة أستغرب هذا المرض وكيف أنه يمكن لأحدهم أن يشعر باللذة من خلال الضرب…؟؟؟) فاعلم يا أخي أن العلاقة النفسية والشعورية ملتبسة بين الألم واللذة، لأسباب لا أدعي أنني أمتلك فهما كاملاً لها الآن، لكنني فقط أضرب المثل بما قد يستشعره صاحب الجرح المقترب من الاندمال من ألم مخلوط باللذة عندما يعبث في الندبة أو أثر الجرح ومكانه، هل تعرف ذلك الإحساس؟
قد يكونُ الرابط بين الألم واللذة شكلاً من أشكال التداخل العصبي، أي من خلال دوائر عصبة معينة، وقد يكونُ من خلال ما نجهله في الإنسان جسدا ونفسا وروحا، باختصار فإن ارتباط الألم باللذة أمرٌ لا يجبُ أن نطيل الاستغراب عنده، وإنما علينا أن نتفاعلَ معه، وأن نتدبر ونتأمل في نفس الوقت.
وفيما يتعلق بظروف نشأة الزوجة وعلاقة ذلك باضطرابها، فالحقيقة أنه ليست هناك أسبابٌ معروفة أو مؤكدة للمازوخية، وكل ما هنالك نظريات، لعلنا أشرنا لبعضها في ردود سابقة لنا على موقعنا مجانين سنحيلك إليها، فانقر ما يلي من عناوين:
المازوخية
السادية والمازوخية: بين الطبيعي والمرضي!
السادية والمازوخية وحكم الشرع!
هل انا طبيعيه؟ أم مازوخية؟
هل أنا طبيعية أم مازوخية، متابعة
مازوخية أم فحولة مريضة أم عواقب الضرار الجنسي؟
حب العقاب من الأنثى: أم استعراض مازوخي
السادية والمازوخية وخلل الهوية الجنسية
السادو-مازوخية: أشدُّ شعرها وأعضها وهيَ لا!
المازوخية بين الدين والعلم
إذا كانت زوجتك كما قلت في نص إفادتك (فهي لا تتعمد دائما إغاظتي وإثارة المشاكل فقط، بل تتعدى ذلك إلى أنها تطلب مني أن أضربها بدل أن أصرخ بوجهها أو أتجاهلها لكثرة مشاكلها)، وقد فعلت ذلك بالفعل، فلماذا لا تجعل مدخل التفاعل من هنا؟ فقط بطريقة من يفكر ويتفهم محاولا الوصول إلى أفضل النتائج في علاقته بحليلته؟
إن جو العنف والقسوة هما المثير الجنسي الشديد لزوجتك، ولا عيب ولا حرج في ذلك، ونحن لن نطلب منها التخلي ضرورة عن حيائها الأنثوي لأنها أفهمتك أكثر من مرةٍ بالإشارة، وأنت التقطت الإشارة بالفعل، ولكنك معرفيا غير متقبل لممارسة الجماع والعنف معا لأنك تستغرب، وهو ما يجعلك تقول (فأنا وكما قلت لك بعد صفعها ألاحظ منها بعض الاستجابة والرغبة ولكن حالما أتوقف وأبدأ بالجماع العادي تخمد هي وتبرد.)، فخمودها وبرودها إنما يحدثُ نظرا لتوقف المثير، لأنك توقفه وتبدأ الجماع بالشكل الذي تراه طبيعيا!
إذن ما أراه حلا للإشكال هو أن تصل بالتجريب إلى طريقة تجعل المثير ماكثا دون جهد كبير منك، يفقدك تركيزك أو استمتاعك بها، كيف يكونُ ذلك؟؟ من المهم بداية أن أعرف الوسيلة أو الأداة التي تستخدمها في الضرب؟ وإلى أي حد هي تستمتع بالعنف؟
ذلك أن ما أريده منك هو أن تحدث ارتباطا شرطيا (تشريطا Conditioning)، بين الأداة المستخدمة في الضرب وبين شعورها بأثره عليها أي بالألم، هذه هي الخطوة الأولى من خلال استخدام أنسب أداة تراها أنت بالتجريب بحيث لا تكونُ مسببةً لأذى في جسدها بالطبع، ثم تكرار استخدامها كل مرة، إلى أن تصل ربما إلى الحد الذي معه ينطبق كلام ابن سينا التالي على الموقف بينكما:
يقول ابنُ سينا في تحليله للسلوك "إذا كان تناول الطعام مقترنا باللذة، والضربُ بالعصا مقترنا بالألمِ فإنَّ الحيوانَ والإنسانَ يحتفظانِ في ذاكرتهما بصورة الطعام مقترنة باللذة، وبصورة العصا مقترنا بالألم فتصبح رؤيةُ الطعام فيما بعد مثيرةً للشعور باللذة ورؤية العصا مثيرةً للشعور بالألم" (وَهذه هي الاستجابةُ الشرطيةُ Conditioned Response التي قال بها الروسي إيفان بافلوف بعد عشرة قرون)، ما أريده هنا هو أن أركز ذهنك على أهمية الأداة التي تضربها بها، بحيث يصبح حضور الأداة في حد ذاته باعثا على الإثارة، هل فكرت بهذه الطريقة من قبل؟؟
أنت تسألني عن نوع الضرب الذي تفضله المازوخيات، وأنا أفاجئك بأنك أقدر مني على التعرف عليه، لماذا؟
لأن لكل أنثى خصوصيات مخيلتها الجنسية، صحيحٌ أن هناك أنماطا عامة من أشكال التعذيب أعرفها كجزءٍ من دراستي وبحثي، ولكنكما كزوجين مسلمين يجبُ أن تلتزما بما يصونُ الجسد في علاقتكما الخاصة، أي أن ألوان الكي بالنار وإحداث الجروح، والخنق بالحبال أو بغيرها إلى آخر ذلك من ممارسات خطيرة الأثر على الجسد لن تكونَ ممكنةَ التطبيق، وعليك البحث عن وسائل أخرى، وربما يكونُ القرص الخفيف مثلا بديلاً أو الجلد الخفيف، مع أهمية أن تستطيع مع الوقت خلق الارتباط الشرطي، لكن باب الإبداع مفتوح وعليك أن تحاول الابتكار، في نفس الوقت الذي أرى أن عليك الاستمرار وعدم اليأس من إمكانية الوصول إلى حوار بينكما،
فهذا مهم جدا إذا نويت أن تفعل ذلك فإن تحسن علاقتكما الجسدية والعاطفية سيحدثُ إن شاء الله رغم أنك ستضربها في غرفة النوم!، فليس في ذلك ما يعيب، وعليك على سبيل المثال أن تضع أداة الضرب التي ارتبطت في ذهنها بالألم معكما في غرفة النوم، كما أن هناك أشكالاً قليلة الخطر من محدثات الألم يمكنك اللجوء إليها مثل المشابك أو غيرها، ولا أظن أن مشكلةً كبيرةً ستواجهك فقط إذا أنت تخلصت من استغرابك، إذن جرب وتابعني بأخبارك