الخائف أن يكون شاذا: وسواسي أم ذهاني؟ م1

رد المستشار

بسم الله الرحمن الرحيم 
الأخ الفاضل/ "سمير" حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: 

فإنه ليسرنا أن نرحب بك على شبكتنا، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، ونسأل الله -جل وعلا- أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك إلى صراطه المستقيم.

أخي الكريم: بخصوص ما ورد برسالتك أقول لك: إن قضيتك من القضايا التي لا تعتبر سهلة، فقضية علم الرجل بأن المرأة التي يرغب في الارتباط بها كان لها علاقة بشاب قبل ارتباطه بها -حتى وإن كانت علاقة بريئة لغرض الزواج- أمر قد يكون من الصعب نسيانه؛ إذ أن الإنسان في هذه الحالة كلما رأى هذا الشاب سوف يتذكر أنه كانت بينه وبين زوجته علاقة، وهذا الأمر سيعكر عليه صفوه ويُفسد عليه حياته، خاصة وأنت تعرف هذا الشاب وقد تقابله في طريقك، فكلما رأيته تذكرت أن هذا الشاب كانت له علاقة بالمرأة التي ترغب في أن تكون زوجتك، وهذا سيقض عليك مضجعك ويجعلك في حالة من عدم الاطمئنان لزوجتك، بل ويجعلك في حالة من عدم الراحة والاستقرار؛ ولذلك فإن هذا الأمر ليس من الأمور السهلة.

إن هذه الفتاة قد تكون على درجة عالية من التدين، تصوم وتصلي، وترتدي الحجاب، ومن أسرة فاضلة، ولكن هذا أيضاً قد لا يكفيك، فهذا متوقف على شخصيتك، فهناك من الرجال من يعفو ويصفح ويحاول أن ينسى ولا يؤثر الماضي فيه كثيراً، وهناك من الرجال من لا يمكن أن ينسى مطلقاً ولا يصفح ولا يعفو، بل إنه قد يتزوج وقد يكون له منها أبناء، ورغم ذلك لا ينسى هذا الأمر، خاصة وأنه يعرف الأشخاص الذين كان لهم دور معين مع زوجته قبل أن يتزوجها.

وبالتالي فإن القرار النهائي في هذا الأمر متوقف عليك أنت -أخي الكريم- وينبغي عليك أن تنظر في هذه المسألة من هذا الباب، فإذا كنت من النوع الغيور شديد الغيرة الذي يؤلمه هذا الماضي ولا يمكن أن ينساه، فأنا أنصح أن لا ترتبط بهذه الفتاة حتى وإن كانت من أصلح نساء الدنيا، لأن هذا الأمر قد يتضخم عندك، وخاصة بأن الشيطان يعرف هذه النقطة، فدائماً سيُذكرك بها، وكلما رأيت هذا الشخص ستتصارع في ذهنك الأفكار حول هذا الأمر، وتعيش في دوامة نفسية كبيرة.

نصيحتي لك في هذا الأمر هي أن تعيد النظر في موقفك، فأنت تعرف أن علاقة فتاتك مع هذا الشاب كانت علاقة بريئة لغرض الزواج، ولكن هل يا تُرى هل أنت متقبل لهذا الوضع؟ أم أن هذا الأمر سيظل يطاردك ويؤلمك وقد يجعلك لا تستطيع أن تنام، بل وقد يدفعك مستقبلا إلى أن تفكر تفكيرا جديا في أن تطلقها رغم وجود أطفال؟

أخي الكريم: انظر في خاصة نفسك، ولا تتعجل في اتخاذ القرار، ولا تحكم بعواطفك ومشاعرك الآن، وإنما أبحث في أعماق نفسك هل من الممكن أن تقبل ارتباطك بهذه الفتاة رغم علمك بعلاقتها السابقة أم ليس بمقدورك ذلك؟ فإن كنت من النوع الذي يستطيع أن يقبل وهذا الأمر سوف يمر على خير، فتوكل على الله  وأتم ارتباطك بها، وإن كنت ترى أنك من النوع الذي سوف يظل يحتفظ في ذاكرته بهذا الماضي المظلم فأرى أن تتركها وأن تبحث عن غيرها.

أسأل الله أن يشرح صدرك لكل خير، وأن يوفقك لاتخاذ القرار السليم، وأن يمنَّ عليك بالزوجة الصالحة التي تكون عوناً لك على طاعته ورضاه،

وبالله التوفيق.

واقرأ أيضًا:
جميلة وجريئة ولكن أغار
أغار على خطيبتي بشدة مشاركة
ويتبع>>>>> : الخائف أن يكون شاذا:وسواسي أم ذهاني؟؟ م2

المستشار: د. رشا حسني علي