الإدمان على الأحلام والخيالات وحب العزلة
مشكلتي هي أنني من طفولتي اعتدت على التخيل وابتكار أحداث غير حقيقية وشخصيات وحياة أخرى لي، وكانت بحدود معينة ربما نص ساعة في اليوم، ولكن كلما كبرت ازدادت الخيالات والأحلام والقصص وأصبحت أسمع الأغاني خاصة أنها تساعدني على الانسجام وتعطيني نشاط وتفاؤل، وبعدما انتهيت من الثانوية مرت علينا ظروف جلست فيها بالبيت مدة 5 سنوات عملت فيها ربما مدة 6 أشهر فقط وكانت فترة قاسية علي، ازدادت عزلتي جداً وازدادت تخيلاتي وأحلامي وأصبحت أسرح وأتخيل طول الوقت وحتى عندما تأتي لي فرصة عمل أرفضها وتأتيني نوبة هستيرية من البكاء والخوف لا أحب الخروج من غرفتي ولا من البيت.
أدمنت الأحلام صرت أعيش بعالم آخر تماماً، أصبحت أشعر أن هذا العالم غريب علي لو رأيت شخص أمامي أشعر أنه من كوكب آخر أو كأنني أراه من خلال نافذة أو تلفاز لا أستطيع استيعاب ما حولي تماماً، وتظهر علي أعراض القلق كلها تعرق وحرارة وخوف وأحياناً دوران وإغماء خفيف ويصبح عقلي فارغ ولا أستطيع التفكير، أبي وأمي من النوع المنعزل عن الناس ولا يحبونني أعمل علاقات اجتماعية لا زيارات ولا تلفون ولا انترنت وكنت مطيعة جداً ولم أخن ثقتهم ربما تواصلي الوحيد مع الناس كان مقابلات العمل، ولكن هم طبيعيين ولا أشعر أنهم يفهمون الخوف الذي أمر به وبدأت أشعر أنني ثقيلة عليهم لأنني لا أعمل، فحاولت إكمال الدراسة بصعوبة كبيرة جداً وكنت لا أنسجم لأحد وأرفض كل الخروجات وكنت أسرع للبيت لخيالاتي
صرت لا أستمتع بالحياة إلا عندما أتخيل، صرت لا أرغب بالتحدث مع أحد ولا العمل، وقضيت 5 سنوات أخرى أدرس وأنهيت الدراسة أخيراً، لم يعد لدي عذر الآن للبقاء في البيت فتوقفت تماماً عن الخيال وأقفلت ذلك العالم تماماً وتوقفت عن سماع الأغاني، فجعلني أخي أعمل معه بمشروع برمجي في البيت لكن بدون راتب بحيث أن راتبي يذهب للمصاريف مع الوالد والوالدة، فكنت أبذل المستحيل وأضغط على نفسي طول اليوم بالرغم أنني أعلم أنهم يستغلوني ولا أحصل على قرش ولكن أفضل من الخروج ومقابلة العالم، ولكن حالتي ازدادت سوءاً أصبحت حساسة جداً وأبكي بدون سبب
ودخلت بحالة اكتئاب حادة أي كلمة تجرحني وصرت أشعر بفراغ عاطفي كبير ورغبة للانتحار أي ضغوطات مهما كانت صغيره تشعرني بيأس ومازلت لا أرغب بالخروج. فقدت التركيز تماماً وذاكرتي قلت كثيراً وأصبحت أخطئ كثيراً بالعمل والمشكلة أنهم يظنون أنني أتعمد ذلك، وعندما أحاول أن أشرح لهم ضيقي حلهم الوحيد هو أن أخرج وأنا بالفعل أشعر بالغربة والضيق كلما خرجت من البيت ولا أرغب بالخروج معهم صرت لا أطيقهم، خاصة أنهم لا يسمحون لي بالخروج إلا معهم،
وحالياً حتى لو سمحوا لي بالخروج وحيدة فلن أستطيع، حالياً رجعت لسماع الأغاني والتخيلات، وأشعر أنني أدفع نفسي بالتدريج لكي أصدق أن ما يحدث حقيقة فلو حدث شيء جميل فيما أتخيله يصبح يومي جميلاً ولو العكس أكون حزينة بقية اليوم، وفجأة أبدأ بالبكاء عندما أشعر أن هذا غير حقيقي.
ما رأيكم
ولكم الشكر
20/1/2018
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
استشارتك خالية من بعض المعلومات المهمة وربما تم وضعها جانباً بدون قصد، لغز استشارتك هو ما حدث ما حدث قبل عشرة أعوام وبسببه تم جلوسك في البيت لمدة خمسة أعوام، هناك أعراض طبنفسية واضحة تشيرين إليها مثل الخوف والبكاء ونوبات هستيرية٫ وأصبحت تعيشين بعيداً عن العالم الحقيقي وباختيارك حيث تقولين بأن رفضت جميع فرص العمل حينها، الاستنتاج هو أنك كنت تعانين من اضطراب نفسي جسيم.
ثم هناك المرحلة الثانية ومدتها خمسة أعوام أخرى أكملت خلالها تعليمك وتوقف الخيال فيها وحرص الأهل على تأهيلك مهنياً رغم أنك تعلقين على ذلك بالاستغلال العائلي، ما قد يستنتجه القراء بأن الأهل لديهم إدراك عن مشاكلك النفسية ولكنهم أيضاً يدركون أهمية الخروج من البيت وممارسة العمل لتأهيلك نفسياً واجتماعياً.
والآن هناك مرحلة ثالثة تتميز بالعودة إلى عالم الخيال وعدم التوازن الوجداني وعدم القدرة على مواجهة الحياة على أرض الواقع.
التوصيات:
- اقتصدت في سرد بعض التفاصيل ولكن ما يمكن استنتاجه بأن تعانين من اضطراب نفسي مساره مزمن ومن بين أعراضه الاكتئاب والقلق والتفرق عن الواقع.
- لا تشيرين في الرسالة إلى مراجعة طبيب نفساني واستعمالك العلاج وربما حدث ذلك أو لم يحدث في جميع الحالات لا بد من مراجعة استشاري في الطب النفسي لاستلام العلاج اللازم.
وفقك الله.
واقرئي أيضًا:
استشارات عن أحلام اليقظة