نور والكمالية والوسوسة في المذاكرة م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تكملة للاستشارة السابقة..........
اليوم 22/1/2018، الساعة 00:05 صباحا.
الفراغ الذي في صدري وأشعر به الآن جدا موحش، هذه أكثر مرة أشعر فيه بهذه الطريقة القاتلة.
أكتب لكم مجددا لأنه لا يوجد أحد للتكلم معه أو الكتابة له، خائفة من الانتحار لأجل سبب واحد ألا وهو تبعات فعلتي هذه على أمي وأخوتي من بعد موتي، وما سوف يقوله الناس عني بما أنني فتاة، حتى لو هنالك طريقة للاعتراف وقول الحقيقة والتخلص من الكذب أمام أمي وأخوتي، فهم لن يسامحوني هذه المرة، ونظرات الفشل التي سوف أعانيها منهم، وضرب أمي لي، ودعواتها التي لن تنتهي لأسبوع كامل، كرهي لأبي يزداد يوما بعد يوم، أكرهه لحد الجنون، أكره فشله وكسله وأخلاقه وأكثر ما أكره هو أنني أشعر أنني مثله تماما، لا يوجد أي فرق بيننا.
قلقي على أمي وما سيحدث لها عندما تعلم يقتلني ولا يفارق بالي ولو لحظة واحدة، حتى لو كان هنالك طريقة للاعتراف بعد ذلك سوف يتم إجباري على الزواج بما أنني فشلت أكثر من مرة في المحاولة في موضوع الثانوية العامة، أنا حتى لا أطيق أن ألفظ هذه الكلمة -الزواج-، كانت أمي سابقا تهددني بالزاوج من شخص غير متعلم إذا لم أكمل تعليمي وبقيت على حالتي هذه، في الحقيقة لا أعلم لماذا تهددني بشخص غير متعلم وكأنها تهددني بالوحش، ما أعنيه لو أنني أردت التفكير في مسألة الزواج أنا حقا لا أهتم إذا كان يملك شهادة جامعية أو لا، كل ما أهتم له إذا كان رجلا حقا، يتحمل المسؤولية، أخلاقه عالية، أستطيع في نهاية النهار أن أتشاطر معه جلسة مليئة بالحوار العقلاني والناضج من جهة ومن جهة أخرى حوار عاطفي ودافئ ومريح، فمستوى تعليمه ومقدرته المالية، ليست إحدى معوقات طريقي في الوصول إلى شريك حياتي.
والأهم من ذلك كله بمئات المرات بالنسبة إلي، أنه بعد الزواج سوف يكون هنالك احتمال كبير لإنجاب الأطفال وأنا لست مستعدة لذلك نهائيا نهائيا، نهائيا للمرة المليون إنني أنا كإنسانة ما زلت بحاجة لإصلاح وتغيير كبير، ما زلت بحاجة لأتخلص من الكثير من العادات السيئة، كالكذب والجبن وعاداتي اليومية كالأكل والشرب والنوم والنظافة الشخصية، أو على الأقل أن أتعلم كيف أتحكم في نفسي ووقتي وأفعالي، حتى أستطيع أن أعلم طفلي قدرة التحكم في نفسه إذا رأى أنه على حافة ارتكاب ذنب وكيف يستطيع الرجوع عنه، كما أنني أريد أن يكون لدي بعض الإنجازات التي تزيد من شعور الافتخار للشخص الذي سوف أرتبط به ولأطفالي الذين سوف أنجبهم في المستقبل، أن يكون لدي ما أمنحه لهم من وقت وثقافة وسعادة.
أما الآن أنا لست سوى شخص يثير الشفقة والإحراج والحزن، صدقوني ما زلت طفلة على ما يسمى زواج وارتباط وإنجاب، أنا لا أفكر في خطو خطوة في هذا الموضوع قبل بلوغي 28 عام.
أنا لست راضية عن نفسي أبدا وأكرها وأقرف منها لذا كيف يمكنني بناء بيت وتحمل مسؤوليته وتربية أطفال تربية صحية صحيحة البدن والنفس؟؟؟
*وأعتذر لإرسالي المستمر، وكتابتي الطويلة.
22/1/2018
رد المستشار
الابنة الفاضل "Noor" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك ومتابعتك الدؤوبة، وعلى استعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
تحاولين وضع إطار أوضح لمشكلتك وظروفك الأسرية وهو ما تظنين أنه يجعلك أبعد عن ضرورة التصريح والاعتراف بحقيقة موقفك التعليمي ولكن ما وصلنا حتى الآن يجعلنا أكثر اقتناعا يا ابنتي بأن عليك وبسرعة أن تبدئي في مصارحة من تختارين من العائلة مع إعلامه باكتئابك أو عسر مزاجك والذي يستدعي علاجا نفسيا فهذا سيجعلهم يلتمسون لك العذر.
لا مناص من ذلك يا ابنتي وكلما اتخذت هذه الخطوة مبكرا كلما كان أفضل، وأما مسألة تهديد والدتك لك بتزويجك فلا أرى أنه أمر يحتاج إلى كثير من التوجس لأنه لن يكون! ببساطة أنت لن تتوقفي عن إكمال مسار تعليمك فقط تحتاجين إلى من يساعدك في فهم مشكلاتك وطرق حلها أو التعامل معها.أتفق معك تماما فيما يخص رأيك بموضوع اختيار شريك الحياة وأن هذا ليس أمرا يتم على عجل بل عليك أن تأخذي وقتك أولا حتى تنهي علاجك فتصححي فكرتك عن ذاتك وتتعلمين طرقا أفضل للتعامل مع العقبات وثانيا حتى تنهي تعليمك الجامعي.
المهم أن عليك قبل الفضفضة القادمة لمجانين أن تتخذي خطوة في الاتجاه الصحيح، وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع >>>>>>>>>: نور والكمالية والوسوسة في المذاكرة2